التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم

       شاهدت مقطعاً صغيراً من حفلة يرأسها أحد كبار العلماء المعاصرين لجمع التبرعات لحملة مناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، هل سررت لذلك، هل حزنت لذلك، هل تضايقت لذلك،
     لقد كانت مشاعر مختلطة، راجعت في نفسي ما أعرف من السيرة النبوية الشريفة فوجدت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب التبرعات في يوم من الأيام إلاّ لمجهود حربي أو للقيام بغزوة أو الدفاع عن المدينة المنورة أو لإغاثة اللهفان والمنكوبين. ولكننا اليوم نجمع التبرعات لنذب عن عرض الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل حقيقة نحن بحاجة إلى الأموال لهذا الأمر، وهل هذه هي الطريقة المثلى للدفاع عن المصطفى صلى الله عليه وسلم
     إن من يريد أن يدافع عن المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم عليه أن يعمل بشريعته ودينه وأخلاقه.
       الأمة التي تريد الدفاع عن سيد الخلق عليه السلام عليها أن تثبت للعالم أن ما دعا إليه الإسلام من الصدق والأمانة والحياء والأدب والأخلاق الفاضلة هي الأصل في حياتنا،            لنتذكر قول جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين سأله النجاشي عن الإسلام فقال تلك القولة الجامعة الموجزة الجميلة( كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأتي الفواحش، ونأكل الميتة، ونسيء الجوار ويأكل القوي منّا الضعيف...
      هل نستطيع أن نعود عن هذه الأخلاق التي عادت إلينا ، هل يتراجع الهوامير الكبار عن أكل الصغار في سوق الأسهم بحجة أن الصغار أغبياء طماعون يريدون الربح السريع،
     هل نترك الفواحش وتقف الحكومات وقفة جادة ضد القنوات الفضائية التي تعمل باسمها وبعلمها، هل نعود إلى الإسلام ؟ هل نستطيع أن نحقق العدل في بلادنا في قضائنا وفي تجارتنا وفي حياتنا كلها
      إننا بدون أن نطبق الإسلام لن نستطيع أن نقنع العالم بالإسلام ولو ملأنا الدنيا كتابات بحجم البنايتين اللتين هدمتا أو بحجم الأمم المتحدة أو بأي حجم،
      يا سادة ليست المسألة أن العالم لا يعرف الإسلام ولا يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن المسألة أننا نسيء نقل هذه الرسالة في حياتنا
       ألا نستطيع أن نكون نظيفين كما يريد الرسول صلى الله عليه وسلم في حجنا؟ في حياتنا العادية، ألا نستطيع أن نكون محترمين في التعامل مع بعضنا فلا يقف الواحد بسيارته فيسد المنافذ على أخيه المسلم إلاّ إذا كانت هناك قوانين صارمة،
       من يريد أن ينصر الرسول صلى الله عليه وسلم يكون حاكماً لا يظلم الشعب ولا يأكل أمواله ولا ينتشر في بلاده الرشوة والمحسوبية وأكل أموال الناس بالباطل، ولا ينتعش الربا في بلاده، من يريد أن ينصر الرسول صلى الله عليه وسلم عليه أموراً كثيرة ويكفي إلى هنا
      وجزى الله علماءنا كل خير ولكن المطلوب أمور أخرى غير ما يفعلون.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...