رسالة من أخ تجاوب مع ما كتبته عن زيارتي للأردن


جزاكم الله خيراً دكتور مازن؛ فقد عرفتَ من تختار:

فالأوّل الفانك (كنّا نسمّيه ذات زمن: (المهلك الهالك): كاتب أردنيّ نصرانيّ؛ وهو خبير اقتصاديّ. وكنّا قديماً من خلال مقالاته الاستشرافيّة غير المبشّرة على الإطلاق نتوقّع ما الّذي يحدث في الأردنّ سياسيّاً واقتصاديّاً، وله أوّليّات؛ فهو فيما أعلم:

       أوّل من تحدّث عن موضوع الخصخصة الاقتصاديّ في الأردنّ. ونفّذ.

      وأوّل من تحدّث عن الصّوت الواحد لكلّ ناخب في الانتخابات الأردنيّة بستّة أشهر فيما أذكر، وتبعه سفير دولة صديقة!!!. ونفّذ.

      وأوّل من برّر لقاءات الملك الرّاحل الحسين بن طلال السّرّيّة "الأربعين" بإسحق رابين قبل اتّفاقيّة وادي عربة، وامتدح هذه اللّقاءات الّتي جعلت الأردنّ يعيش في رغد من العيش في بحر متلاطم من المشكلات والعواصف الّتي تكاد تطيح بكثير من الأنظمة.
     وقد كانت تخرج مانشيتات عريضة في الصّحف الأسبوعيّة الخاصّة المملوكة من الإسلاميّين والقوميّين والوطنيّين بقطع اليد الّتي تحمل العلم )الإسرائيليّ) في عمّان. ثمّ لم نر يداً واحدة قطعت؛ بل صرنا كما ترون ونرى.

      أمّا الآخر: فهو الكاتب (اسم رجل) عُريب الرّنتاويّ، وهو إعلاميّ سياسيّ محنّك، كاتب من طراز فريد، ومُناظر يمتلك القدرة على لجم خصومه بقوّة حجّته ومنطقه. وكان أميز لقاء شهدته له مع عربيّ متصهين هو النّاطق الرّسميّ باسم رئيس وزراء الكيان

الصّهيونيّ؛ جعله يترك كرسيّه الهزّاز فارّاً أو فاراً -سيّان-.
     أمّا شعار (الإنسان أغلى ما نملك): فهو للملك الرّاحل الحسين بن طلال. وفي الحقيقة مقارنة مع غيره كان الإنسان فعلاً كذلك.

أقول: مقارنة. فربّ يوم بكيت منه فلمّا صرت في غيره بكيت عليه.

     أمّا أنا فعلى صعيدي الشّخصيّ: فقد بكيت قديماً وما زلت أبكي حديثاً على حال أمّتنا المباركة المعذّبة الّتي تلهث خلف سراب الأفكار وعندها عين الماء العذب الزّلال:

كالعيس في البيداء يقتلها الظّما *** والماء فوق ظهورها محمول
سبحانك اللهمّ وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية