قصة نجاح لقاء مع طلاب وطالبات جامعة الملك سعود الجزء الأول


 

 

 

- لوكانت حياتك قصة فـما أنسب عنوان لقصة حياتك ؟ وما أبرز أحداثها ؟ 

        كتبت بالفعل قصة حياتي والحمد لله وتنتظر بعض المراجعات من تلاميذي وأصدقائي وأطلقت عليها (راكب وظل شجرة) مقتبساً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم(مالي وللدنيا ، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة ، في يوم صائف ، ثم راح وتركها )) (رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح).

        أبرز أحداثها كثيرة ويحتاج إلى صفحات وصفحات ولكني لا بأس أن أذكر بعضها وأولها دراستي المرحلة الابتدائية في الأردن وبالذات بمدينة الكَرَك، والحدث الثاني دراستي المتوسطة والثانوية بالمدينة المنورة فوجدت بيئة ومجتمعاً مختلفين اختلافاً كبيراً في المناهج الدراسية وفي المعلمين وفي المدارس ولذلك تفصيل كبير. أما الحدث الثالث فكان السفر إلى أمريكا للدراسة فقد كان تأثيره عميقاً وطويل الأمد كما يقولون أخذ منّي أشياء وأعطاني أشياء أخرى. لقد أكد على صفات معينة وخصائص وقوّاها وأزال بعض الصفات والخصائص.

          كان الحدث الرابع هو العمل في الخطوط السعودية والالتحاق بالجامعة منتسباً في قسم التاريخ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة حتى أنهيت مرحلة الماجستير، فحصلت على لقمة العيش في الخطوط والزاد العلمي والشهادات من الجامعة حتى أذن الله بالحدث الرابع وهو الالتحاق بالمعهد العالي للدعوة الإسلامية لإتمام دراستي للدكتوراه وما أكثر أحداث هذه المرحلة فيكفي ان أشير إلى هذه المقالة بعنوان (http://mazinmotabagani.blogspot.com/2013/03/blog-post_9682.html)


وكتبت كثيراً عن معاناة البحث العلمي في مرحلة الدكتوراه وهي قريبة تصدر إن شاء الله في المذكرات .

 

- هل قُمت بالتخطيط لما وصلت إليه في حياتك ؟ أم أنها الصُدف والأيام جاءت بك الى ما أنت عليه ؟ 

        الجواب نعم ولا فبالنسبة لنعم اتخذت الخطوات العملية التي أوصلتني إلى الشهادات العلمية وإلى كتابة ما كتبت، وقمت بالعمل بدقة وإتقان فقد قرأت ودرست وسافرت وراسلت كل أنحاء الدنيا لأصل إلى ما وصلت إليه. وحين أقول لطالب احصل على كذا وكذا يقول ولكن يمكن أن يكون صعباً فأقول له وهل تتوقع المسألة هينة وكم أتذكر:

لا تحسب المجد تمراً أن تأكله     لن تبلغ المجد حتى تلعق الصِّبرا

وكتب في لوحة في مكتبي

والجواد إذا وقف سبقته البراذين

لم أخطط يوماً بيوم أو سنة وراء سنة ولكن كنت أبدأ المشوار مع الإصرار ودعاء الله بالتوفيق متسلحاً برضا الوالدين وكنت أعرف أن السيل لا يعيقه أي صخرة لأنه يلتف حولها فكنت أفعل ذلك كثيراً.

 

-هل وصلت إلى النجاح الذي تنشُده وترضى به ، أم لازال هناك الكثير لتُقدمه ؟ 

 

لا لم أصل إلى كل النجاح الذي أصبو إليه ولكن أحمد الله على ما أكرمني من نجاحات في مجالات عديدة فقد حصلت على الدرجات العلمية التي تقدمها الجامعات وترقيت إلى أستاذ مشارك ولولا قليل من الظلم والعرقلة لحصلت على الأستاذية وأحمد الله أن ما لدي من أبحاث ودراسات يزيد على عشرة أستاذيات لو كانت الجامعات منصفة.(من الطرافة احمل كرتون فيه خمس نسخ من البحوث واصعد بها للطابق الخامس حيث المجلس العلمي ثم يقال خذها مرة أخرى فلست مؤهلاً للدرجة بعد أن وافق القسم والكلية عليها)  وهناك الكثير الذي أطمع في تقديمه ومنه ما يأتي:

1-             أن أقدم كتابي المدخل في دراسة الاستشراق

2-             أن تصبح دورة مهارات المشاركة في المؤتمرات والندوات من الدورات الأساسية لطلاب الدراسات العليا والأساتذة

3-             أن أخرج ما لدي من كتب أصلها مقالات صحفية موثقة وليست دردشة

4-             أن أخرج مذكراتي (راكب وظل شجرة)

- ماهي التحديات التي واجهتك في مسيرتك ؟ وكيف واجهتها؟ 

        ما أكثر التحديات التي واجهتني ولكن توفيق الله عز وجل ورضى الوالدين ثانياً وطبيعتي العنيدة في وصف والإصرار والإرادة ثالثاً مكنتني والحمد لله من تخطي هذه التحديات والعقبات.

        أول التحديات أن أجد نفسي في أمريكا أملك حرية كاملة أن أختار من التخصصات ما أريد ولكن تقيدني إرادة الأهل والمجتمع أن أدرس الطب أو الهندسة أو أي فرع علمي كان التحدي الأول فقررت  أن أواجه التحدي فلا أختار أي تخصص علمي بل أدرس كشكولاً من المواد علمية وأدبية (علم نفس وجغرافيا، وعلم نبات وعلم حيوان وأدب إنجليزي ومواد أخرى) ثم أقرر أن لا أحصل على شهادة وأرجع لأواجه النظرات بأني فاشل فأبدأ من جديد فأدرس التاريخ حتى حصلت على الماجستير.

        وكان التحدي الثاني الانتقال إلى المدينة المنورة بربع الراتب تقريباً وأعيش في بيئة جديدة تختلف عن بيئة الخطوط السعودية وأعاني من استبداد ودكتاتورية في الجامعات لا تشبه أي شيء في الجامعة حيث إن من يستبد هنا في الجامعة وفي كلية الدعوة يلبسها لبوس الدين فتذكرت دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستعاذته من قهر الرجال ولكن كما قال عمر المختار رحمه الله (الضربة التي لا تقتلني تقوّيني)

       

 

- بعد هذا العمر –ما شاء الله ونسأله أن يزيد في عمرك وبركة أيامك- هل لايزال لديك تخطيط وتصور واضح للسنوات القادمة في حياتك؟ 

        لا أخفيكم أنني لا أملك تصوراً للسنوات القادمة فجامعاتنا في أمثالي من الزاهدين وأنا في الوظائف زاهد زاهد ولكن لدي تصور أنني أريد أن أترجم وأن أكتب وأن أشارك محلياً وعالمياً في مجال الدراسات العربية والإسلامية في الغرب (الاستشراق) وأتصور أنني أريد أن أجمع ما كتبت وما أنتجت في عدد من المعارض وربما المزادات العلنية لمخطوطات لي تجدون أمثلة لها في صفحتي في الفيس بوك (https://www.facebook.com/(

 

-ما أهم نصيحة تُقدمها لأبناءك الطلبة في الجامعة وتُريدهم أن يتذكروها طوال حياتهم؟

        لا أحب تقديم النصائح ولكن أتمنى أن يبني كل واحد وواحدة منكم ثقته بنفسه بعد ثقته بالله وأن يرى أنه أهل ليحدث أثراً في العالم مهما كان صغيراً وأن يكون عنده من الإصرار والتحدي ليحقق أهدافه وأحلامه. 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية