كيف تتقدم جامعاتنا وهذا بعض ما يحدث فيها؟


 
قديماً قيل (ويأتيك بالأخبار من لم تزود...) وهذا ما حدث عندما وصلتني رسالة في البريد الإلكتروني تدعوني للاطلاع على منتدى طلاب وطالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (في ذيل قائمة جامعات العالم في أحد التصنيفات) فوجدت النقاش محتدماً حول قضية اللجنة التي أمرت إدارة الجامعة بتكوينها أو إنشائها أو تأليفها (وليس تشكيلها) لتقوم بإعادة إجراء المقابلات الشخصية مع المترشحين لوظيفة معيد في أقسام الجامعة بعد أن يكون القسم قد عقد المقابلة الشخصية لهم وقبلوا وفقاً لمعايير القسم العلمية. أما لجنة الجامعة التي أطلق عليها البعض "اللجنة الفكرية" فهي التي ستحدد من يحق له دخول الجامعة. وذكر الطلاب في المنتدى أن لجنة الجامعة -دون نعتها بأي نعت- تسأل الطلاب عن انتماءاتهم الفكرية، ما يقرأون وما رأيهم في الشيخ سلمان العودة أو سفر الحوالي أو عايض القرني، بل تتجرأ اللجنة بأن توجه اللوم والسخرية والاستهزاء من الطلاب إن كانوا ممن يستمعون للشيخ عايض أو سلمان ، ولم يذكروا مجلة المجتمع فربما كانت من النقاط السلبية التي تؤدي إلى إخفاق المترشح في المقابلة.

ودار جدال عنيف على صفحات المنتدى. فتعجبت من الحرية الفكرية العجيبة التي يتمتع بها المنتدى (بالمناسبة أقفل النقاش في الموضوع وحذفت آخر مشاركاتي) فتذكرت قصة أخبرني بها أحد العلماء ومفادها أن قسيساً لقي راعيين)اثنين من الرعاة) واستأذنهما أن يقوم بتقديم الموعظة لهما، فالتفت أحدهما للآخر فقال هل تؤثر الموعظة في الغنم. فقال له رفيقه، لا . عندها قالا للقسيس اوعظ كما تشاء.

فهل المقصود أن يصيح الناس في المنتدى كما يشاؤون وإدارة الجامعة ماضية في إجراءاتها التي تبشر بعودة محاكم التفتيش. عندما قامت الجامعة ذاتها بتقسيم المكتبة إلى مكتبة للجميع ومكتبة محدودة الاطلاع. وقد صحبت طلابي ذات يوم إلى القاعة المحدودة الاطلاع لتكون محاضرتي فيها وبعد نصف ساعة قلت لهم أمامكم الكتب الممنوعة بأمر الجامعة (بعض رؤساء الطائفة) فتأملوا ما الذي لا تريدكم الجامعة أن تقرآوه. وقد أمضت لجنة أشهراً تستعرض كل كتب المكتبة لتصنفها بعد أن انتهوا من تصنيف الأحياء والبشر التفتوا إلى تصنيف الكتب.

وقد قال أحد الشباب في المنتدى (إذا كانت الجامعة تتأخر خطوة خطوة إلى الوراء في عهد السالم، فهي الآن تقفز قفزات إلى الخلف في عهد أبا الخيل) فمن يوقف هذا التدهور إن صح أن نسميه تدهوراً. ولكن أقول أليس في القوم رجل رشيد؟ لا أقطع برأي حول هذه القضية فلست طرفاً فيها وإن كنت منعت من التدريس وحوّلت إلى العمل الإدراي وكان القرار يأمرني بأن لا أكتب ولا أحاضر ولا أبحث ولا ولا ، ما بقي إلاّ أن يمنعوا عنّي الهواء والحياة. فأعرف تلك الفتنة معرفة جيداً لأنني ممن اكتوى بنارها ذات يوم. ولكن أقول هل تقوم وزراة التعليم العالي بالتحقيق في هذه القضية؟

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية