بعد وفاة الرسول صلى الله
عليه وسلم اجتمع مجموعة من الأنصار وبعض المهاجرين في سقيفة بني ساعدة لاختيار
قائد لخلافة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتمخض الاجتماع عن اختيار أبي بكر الصديق
رضي الله عنه. وقد أصبح خليفة في اليوم التالي بالمبايعة العامة في المسجد.
وعلى
الرغم من أن أبا بكر رضي الله عنه عرف بأنه شخص لين إلاّ أنه برهن على أنه قوي بل
حازم وصارم عندما تعلق الأمر بأمن الدولة والأمة. لقد واجه تمرداً عامة أو ردة كما
هي في المصطلح الإسلامي بالإضافة إلى التهديدات الخارجية التي تعرضت لها الدولة
وبخاصة من دولتي الفرس والروم. وأصدق وصف ما قالته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر
رضي الله عنهما: "لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب واشرأبت
اليهودية والمجوسية والنفاق وأصبح المسلمون كالغنم في الليلة المطيرة وإن ما أصاب
الأمة لو أصاب الجبال الرواسي لهاضها"
سوف
ينظر هذا البحث في القدرات التي امتلكها الصديق رضي الله عنه لمواجهة هذه الأوضاع
بكفاءة. فإن السنتين اللتين كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة احتاجت إلى
مواصفات خاصة في القائد الذي يستطيع أن يقود الأمة وقت الأزمات. سوف يعتمد البحث
أساساً على المصادر الإسلامية التي تناولت هذه الفترة المبكرة من التاريخ
الإسلامي، كما سيفيد الباحث من بعض الكتابات الغربية في تحليل المعلومات وتقويم
قيادة الصديق رضي الله عنه.
تعليقات
إرسال تعليق