من أسئلة مقابلة جريدة الندوة المكّية


س7: يذكر بعض الدارسين أمثال أنور الجندي أن الأدب العربي تعرض الى تشويه من المستشرقين ، إلى أي مدى يمكن اعتبار هذا التصور صحيحا ؟

    ان الأدب العربي ليس وحده الذي تعرض الى تشويه متعمد من المستشرقين والأستاذ أنور الجندي محق تماما في هذا الشأن ومن أبرز من يشاركه في هذا الرأي الأستاذ الجليل محمود شاكر في مقدمة كتابه ( المتنبي) التي نشرت منفصلة بعنوان( رسالة في الطريق الى ثقافتنا) حيث أكد على إفساد المستشرقين وتلاميذهم لما أسماه ب "الذائقة الأدبية " . وقد يكون في آراء الأستاذ محمود شاكر شيء من القسوة ، لكن الرجل عانىمعاناة شديدة من هذا الافساد مع أدباء عصره حتى ان كتابه (أباطيل وأسمار) في جزأيه يضج بالشكوى من المستشرقين وتلاميذهم من أمثال لويس عوض الذي يحلو لبعض كتابنا أن يطلقوا عليه(الأستاذ الكبير)


     أما تفاصيل إفساد الذائقة الأدبية والعبث بمناهج البحث الأدبي فيرجع اليها في كتاب الأستاذ محمود شاكر "رسالة في الطريق الى ثقافتنا" لأنني غير متخصص في الدراسات الأدبية . ولكن يجب ملاجظة أن الساحة الأدبية رفعت قدر أناس حاربوا الاسلام ودعوا الى الارتماء في أحضان الغرب ونال هؤلاء الألقاب التمجيدية من أمثال( عميد الأدب العربي) و(أستاذ الجيل) وقررت كتابات هؤلاء في المدارس ، واعتمدت السينما والمسرح على هذه الكتابات فكم قدمت روايات إحسان عبد القدوس وروايات جورجي زيدان وغيرهما .


     ويلاحظ أن الدكتور مجمد العزب قد كتب في مجلة " القافلة " في أحد أعدادها الصادرة عام 1407 ينتقد المستشرق الفرنسي ريجس بلاشير في كتابه " تاريخ الأدب العربي" الذي يزعم فيه أن الابداع والتميز في تاريخ الأدب العربي إنما هي ومضات سريعة ونادرة فرد عليه باستعراض نماذج من التميز والابداع في الأدب العربي . وليست تلك التهمة الوحيدة ، فأثر المستشرقين في الأدب العربي تعود الى نشاط حركة الترجمة التي قادها طه حسين في مجلة الكاتب وغيرها حيث ترجمت الكثير من القصص والروايات الفرنسية التي تدعو الى نمط الحياة الغربية. كما أن انتشار كتابات أمثال يوسف السباعي واحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم التي دعت في معظمها الى الفكر الغربي والمادية وركزت على القصص الغرامية حتى أصبح لدينا كم هائل من هذا النوع من الكتابات على حساب الكتابات الاسلامية الجادة .وقد كتب الدكتور أبوبكر حميد عدة مقالات في الشرق الأوسط وألقى محاضرة فيأحد الأندية الأدبية حول الحرب الشعواء التي واجهها الأديب المتميز الاسلامي علي أحمد باكثير رحمه الله تدل دلالة واضحة على مدى نفوذ الفكر الاستشراقي . ويجب أن نتذكر أن جامعة القاهرة في بداية تأسيسها استاضفت من المستشرقين الذين درسوا الأدب العربي . وقد رضينا أن يذهب أبناؤنا الى الغرب للتخصص في الأدب العربي على أيدي المستشرقين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية