التخطي إلى المحتوى الرئيسي

برنامج الزائر الدولي عن التعليم الديني والعام بأمريكا


السلام عليكم أجمعين وجوزيتم خيراً على دعواتكم الطيبة، وقد مرت الرحلة والحمد لله بخير وإن كنت قد شعرت بالملل بعض الشيء في القطاع الثاني من الرحلة وهو من لندن إلى واشنطن العاصمة الأمريكية على الرغم من أنني كنت أغفو كثيراً ثم أنظر إلى شاشة القلق التي يضعونها في الطائرة لترى كم قطعت الطائرة من مسافة فترى الوقت يمر بطيئاً، وقد لاحظت أنني لست القلق الوحيد فهناك غيري كانوا يشاهدون الشاشة نفسها. وقد حدث في الرحلة من بريطانيا إلى أمريكا أن مرت المضيفة من جوار مقعدي وكانت تقدم الشاي والقهوة والعصير فلم تسألني، وما كادت تتجاوزني حتى سألتها ولم لم تسأليني عما أريد أن أشرب هل هذا نوع من التفرقة العنصرية؟ فأعطتني القهوة ولم أقل لها شكراً، فبادرت لتقول عفواً وكأنني شكرتها وهو نوع من الاستعلاء الغربي لتقول لي أنت لم تشكرني، ولكن ما أردت أن أقول لها وأنت تجاوزي سؤالي عن قصد.

أما المرور بالجوازات في واشنطن العاصمة فقد يسر الله لي موظفاً مسلماً اسمه شاذلي وكان لطيفاً ومررت بكل سهولة وحتى عند الجمارك حيث يوجد أكثر من موظف يتربصون بالمارين من المسافرين قيل لي اخرج ولا تلوي على شيء، وعلى كل حال ليس معي ما يحتاج إلى أن يعرفه موظفو الجمارك. أما زملاء الرحلة الذين قدموا من زيورخ فقد مكثوا في المطار ثلاث ساعات وكانت قد وصلت في الوقت نفسه طائرة من السعودية مليئة بالطلاب الجدد (المساكين) وكان بعض موظفي الجوازات قد عاملوهم بشيء من القسوة أو كثير منها. لكن المكوث في طابور الجوازات ثلاث ساعات كثير جداً. وأحمد الله أني جئت العام الماضي إلى أمريكا ولم نحتج أكثر من بضع دقائق. حتى إن خديجة زوجتي تعجبت من هذه السرعة على الرغم مما يقولون عن صعوبة الجوازات الأمريكية.

أما برنامج الزائر الدولي ففيما يأتي قصته منذ وصل خطاب إلى رئيس القسم بطلب ترشيح أساتذة من القسم للمشاركة في برنامج الزائر الدولي:

بدأت فكرة هذا البرنامج عندما وصل إلى قسم الثقافة الإسلامية خطاباً يطلب من أعضاء القسم من يرشح نفسه للمشاركة في برنامج الزائر الدولي، وعلى الرغم من أن الخطاب يشير إلى أنه ليس ضرورياً أن يكون المشارك متقناً للغة الإنجليزية حيث سيتم توفير مترجمين، ولم يسبق للقسم أن شارك منه سوى الدكتور عبد الله العبد الكريم الذي امتدح البرنامج ووعد بتزويدي بتفاصيل عنه، ولكن لأنه يقضي هذا العام سنة تفرغ علمي فلم يكن من الممكن الحصول على تلك التفاصيل. ولكن سبق لي أن شاركت في برنامج الزائر الدولي عام 1415هـ(1995م) وكان البرنامج خاصاً بي وهو أمر لا تفعله وزارة الخارجية لأن يكلف إلاّ إذا كان الشخص مهماً لدرجة أن يبذلوا الجهد لإعداد برنامج له، وكان هدف ذلك البرنامج الاطلاع على الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الأمريكية واللقاء برؤساء الأقسام ومدراء المعاهد والمؤسسات المتخصصة في الشرق الأوسط.

أخذت صورة الخطاب من درجي وتكاسلت كعادتي في بعض الأحيان (أو أغلبها) حتى اقترب آخر موع للترشيح وليصل ترشيح الجامعة إلى وزارة التعليم العالي في الرابع من شهر رمضان 1428هـ أسرعت إلى رئيس القسم فأعد خطاب الترشيح وهرولت إلى عميد الكلية فأعد خطاباً بترشيحي وأخذت الخطاب بعد المرور على قسم الصادر وجعلوا للخطاب رقماً وانطلقت إلى مكتب المدير فأخبرتهم بضرورة كتابة خطاب من معالي المدير اليوم على أن يصل إلى وزير التعليم العالي في اليوم التالي. وكان كما أردت فعندما عدت إليهم في اليوم التالي وجدت أن مكتب المدير قد استجاب مشكوراً فأكبرت فيهم هذه الروح.

وانتظرت أن أعرف أخبار ترشيح وزارة التعليم العالي فراجعت شؤون أعضاء هيئة التدريس فأخبروني أنهم لا يعرفون شيئاً عن الموضوع، وراجعت مكتب مدير الجامعة وقلت لمدير المكتب هذه رحلة تستغرق ثلاث أسابيع ولا بد أن أعرف هل سأكون ضمن الرحلة أو لا لأنني أحتاج أن أرتب أموري العلمية والأكاديمية ومواعيدي، فأنا لست صاحب متجر أو نجار أو حداد فلا بد من أن أعرف حتى لا أرتبط بأية مؤتمرات في تلك الفترة.

وبعد أن وصلت الفندق حيث استقبلني أحد الإخوة المترجمين أخذت قسطاً من الراحلة ثم بدأت جولة في مدينة واشنطن القديمة التي تدعى جورجتاون وهو ليس جورج واشنطن ولكنه جورج آخر لعلي أعود إلى السبب إن شاء الله. ووصل الإخوة الساعة السادسة أو السابعة بعد أن كان مقرراً أن يكونوا في الفندق الساعة الثالثة والنصف أو الرابعة.

وكان اليوم الأول في واشنطن عطلة رسمية تكريماً للذين ماتوا في حروب أمريكا وهي عطلة أيضاَ تشير إلى بداية الصيف فيسافر الكثير فيها أو يقضونها على الشواطئ . فكانت الجولة في أنحاء العاصمة وتماثيلها ومبانيها ولم نزر المتاحف ولكننا مررنا بالمركز الإسلامي وهو تحفة معمارية رائعة، ولا أدري ما دوره الحقيقي في واشنطن فهذا يحتاج إلى بحث وتقصي. ولكن لا شك أن له دوراً فهل يقوم به تماماً أو لا ، لازلت لا أدري.


























       

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...