الكلمات النورانية: وتحمل الكل
(وَتَحملُ الكَل ،وتُكسِبُ المعدوم، وتُقري
الضيفَ ،وتعين على نوائب الحق) يا لها من صفات رائعة ختمت بهن السيدة خديجة رضي
الله عنها كلماتها وهي تطمئن زوجها الحبيب صلى الله عليه وسلم بعد عودته من غار حراء في تلك الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن.
نعم، كنت يا سيدي يا رسول الله تحمل الكل
وتكسب المعدوم وتقري الضيف قبل أن يوحى إليك والعالم من حولك في جاهلية جهلاء
تنتهك فيه الحقوق وتضيّع الحرمات، ويأكل القوي الضعيف. وما أروع كلمات جعفر بن أبي
طالب رضي الله عنه أمام النجاشي يصف خلق الإسلام (كنّا قوماً أهل جاهلية،أو على
الشرك)، نعبد الأوثان ، ونأكل الميتة ونسيء الجوار، فبعث الله إلينا نبياً من
أنفسنا نعرف وفاءه وصدقه وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونصل
الأرحام ونحسن الجوار ونصلي ونصوم لا نعبد غيره.)
أما تفسير عبارة السيدة خديجة رضي الله عنها
فقال فيها الشيخ محمد الصادق عرجون: "فتحمل الكل معناها أي تعين الضعيف الذي
أعجزته الأيام والليالي..وتكسب المعدوم
أي أنك مفطور على السخاء والجود والكرم، فتعطي ذوي الحاجة المعدمين ما لا يمكن أن
يمنحه غيرك، ولا تسمح به نفس غير نفسك العلية فأنت أكرم العالمين وأكرم
الأكرمين."
"وتقري الضيف فإكرام الضيف فضيلة
اجتماعية تجمع القلوب على محبة من يتحلى بها في غير تكلف ولا مراءاة، وتستجيب إلى
دعوته إذا دعا إلى خير، وترهف الآذان إذا نادى إلى نجدة أو غوث ..فهي من أصول
المكارم التي تكسب صاحبها مودات القلوب، يحبه من يعرفه ومن لا يعرفه."
"وتعين
على نوائب الحق" والإعانة على نوائب الحق فضيلة من الفضائل ومكرمة من المكارم
فهي أجمع الفضائل لسائرها وهو أجمع موارد الخير ومصادره، وهي منقبة المناقب، وقد
أورد عرجون قول ابن حجر حول هذه الكلمة: "هي كلمة جامعة لأفراد ما تقدم من
أصول المكارم وما لم يتقدم."
وكتب السيرة غنية بالمواقف التي تؤكد هذه
الصفات للرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، فمن مواقفه صلى الله عليه
وسلم قبل البعثة مشاركته في حلف الفضول الذي تعاقد فيه بعض الفضلاء من قريش على
(أن يكونوا مع المظلوم ما بلّ بحر صوفة) يعني دائماً. وكذلك ما كان من مساعدته
الأعرابي الذي ماطله أبو جهل في ثمن إبل اشتراها منه، فما كان منه صلى الله عليه
وسلم إلاّّ أن وقف بباب أبي جهل وأمره بإعطاء المظلوم حقه .
لقد اتصف صلى
الله عليه وسلم بهذه الصفات قبل بعثته، وأصبحت بعد البعثة أساساً في أخلاق هذه
الأمة حتى لم يعرف التاريخ أمة نهضت بحق الضعيف والمعدوم كما فعلت الأمة الإسلامية
.ومن ذلك أن جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إكرام الضيف من كمال الإيمان(من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، أو فليعط ضيفه جائزته) حتى أصبح إكرام
الضيف حقاً للمسلم على المسلم يحق له أن يقاتل من أجله. وإغاثة الملهوف وفك العاني
وإطعام الجائع جاءت الأحاديث النبوية الكريمة تؤكد عليها ومن ذلك قوله صلى الله
عليه وسلم (والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع ) وفي رواية وهو يعلمه.
وها نحن نعيش في عالم سيطر فيه الشمال القوي أو أوروبا وأمريكا على مقدرات
الكرة الأرضية فهم لا يزيد عددهم عن ربع سكان الكرة الأرضية ويستهلكون ثمانين في
المئة من خيراتها ثم تجدهم يتشدقون بأن على سكان العالم الثالث أن يحددوا نسلهم
ليستمر للغرب ترفه ورفاهيته.
لم يعرف التاريخ أمة كالأمة الإسلامية في عمل
الخير وإغاثة المحتاج، وهذه مؤسسات الوقف
الإسلامية خير شاهد على ذلك، فهل يكون لنا من تذكر صفات الرسول صلى الله عليه وسلم
وتعاليمه ما يدعونا إلى العودة إلى هذه
الأخلاق العظيمة ،والله الموفق.
جزاكم الله خير
ردحذفوإيّاكم
حذفما شا ء الله
ردحذفما شا الله
ردحذفأللهم صل على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفبوركتم وسددتم
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ردحذفخير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم اختارك الرحمان نبيئا
هل انت مدين؟ هل تم رفض قرض من البنك؟ أم أنك بحاجة إلى قرض لسداد الفواتير؟ لا داعي للقلق بعد الآن ، مساعدتك تأتي الآن ، Tracy Finance Firm هي شركة إقراض للقروض تقدم جميع أنواع القروض للأفراد والشركات التي تحتاج إلى قرض بسعر فائدة منخفض 2٪ اتصل بنا عبر البريد الإلكتروني:
ردحذفinfo@tracyfinancefirm.com أو أرسل لنا رسالة على الواتس اب:
Whatsapp: +918448747044
شكرًا