تقرير عن مؤتمر تحالف الحضارات الثاني

 

 المؤتمر الثاني لتحالف الحضارات

Alliance of Civilization

إسطنبول – تركيا

10-11ربيع الآخر 1430هـ

6-7 أبريل (نيسان) 2009م

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

توطئة:

     نشأت فكرة هذا المؤتمر من الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء الإسباني في سبتمبر 2004م خلال جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم أيد الفكرة وانضم إليها رئيس الوزراء التركي مقدماً تعهده بأن تشارك تركيا في رعاية هذه المبادرة. ثم تبنت الأمم المتحدة ممثلة في شخص أمينها العام هذا المبادرة في يوليو 2005م، ونالت هذه المبادرة تأييد دول الأمم المتحدة بالإجماع، وفي 26 أبريل/نيسان من عام 2007، تم تعيين رئيس البرتغال الأسبق جورج سامبايو Jorge Sampaioكممثل سام لتحالف الحضارات بواسطة الأمين العام بان كي- مون ليرأس مرحلة التنفيذ الخاصة بالتحالف. وقد قام الممثل السامي بإعداد تقرير بعنوان: "الطريق من مدريد إلى اسطنبول"، ووزع في أثناء المؤتمر. كما تم توزيع تقرير شامل عن نشاطات التحالف منذ المؤتمر الأول الذي عقد في العام الماضي في مدريد بإسبانيا.

   وتأتي فكرة تحالف الحضارات ليكون "أداة مفيدة لمحاولة تصحيح الفهم السلبي المتبادل الذي يبدو أنه قائم بين العالم الغربي والعالم العربي-الإسلامي، وهو المناخ الذي استغله وزاده سوءاً المتطرفون في كل المجتمعات. لهذا ظهرت الحاجة إلى تكوين تحالف واسع يقاوم الاتجاه نحو التطرف ويحول دون وقوع المزيد من التدهور في العلاقات بين المجتمعات"(من التعريف بالمؤتمر).

 

     ولا يقتصر مؤتمر تحالف الحضارات على تقديم البحوث وأوراق العمل وعقد الندوات بل يتجاوز ذلك إلى القيام بمشروعات فكرية واجتماعية واقتصادية وثقافية تسعى إلى تحقيق الأهداف الآتية:

-تعزيز التفاهم المتبادل بين مختلف الحضارات.

-تشجيع روح التسامح.

-تقديم مقترحات وتوصيات من أجل إيجاد خطوات عملية لتعزيز الاستقرار العالمي.

وفيما يأتي التعريف بفكرة تحالف الحضارات كما وردت في موقع التحالف التابع للأمم المتحدة:

نبذة عن التحالف

    تم تأسيس "تحالف الحضارات" (AoC) في عام 2005، بمبادرة من حكومتي أسبانيا وتركيا، وتحت رعاية الأمم المتحدة. وقد تم تشكيل مجموعة رفيعة المستوى من الخبراء بواسطة الأمين العام السابق كوفي عنان لاستكشاف جذور الاستقطاب بين المجتمعات والثقافات في الوقت الحاضر، والتوصية ببرنامج عمل فعاّل للتعامل مع هذه المشكلة. وقد قدّم التقرير الذي صدر عن المجموعة رفيعة المستوى تحليلاً واقترح توصيات عملية تشكل أساس خطة التنفيذ لتحالف الحضارات.

    وتعمل "أمانة التحالف"، التي تمثل طاقم عمل التحالف، في الوقت الحالي بالاشتراك مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية وجماعات المجتمع المدني والمؤسسات والقطاع الخاص على تعبئة الجهود الموحَدة من أجل تعزيز العلاقات الثقافية المشتركة بين الأمم والمجتمعات المختلفة.

  مؤتمر تحالف الحضارات الأول6-7 محرم 1429هـ الموافق 15-16 يناير 2008م   مدريد – إسبانيا

     أما وقائع هذا المؤتمر فقد تضمنت العديد من المتحدثين في جلسات مختلفة تناولت التعامل مع التنوع في عصر العولمة، وخصصت جلسة أخرى للتغيرات السياسية في إيجاد تفاهم ثقافي متبادل، وعقدت جلسة ثالثة للحوار السياسي من أرفع مستوى لأصدقاء تحالف الحضارات. وتناول المؤتمر جلسات عمل حول تعزيز الشراكة الدولية في المجال الإعلامي والسياسي. كما تناول المؤتمر دور الزعماء الدينيين والمجتمعات في دعم الأمن المشترك ودعم الخطوات العلمية لمنع وقوع المشكلات والصراعات ودور الدين والسياسة في ذلك. واهتم المؤتمر بأن يقوم القطاع الخاص بدور مهم في التفاهم الثقافي بين الشعوب والأمم. وعُني المؤتمر عناية خاصة بالشباب فخصصت جلسة عمل لموقف الشباب من الحوار الثقافي والديني.

    وكان من المتحدثين في هذا المؤتمر وزير خارجية تركيا علي باباجان، وعبد الله بدوي رئيس وزراء ماليزيا، وجل ماجن بوندفك Kjel Magne Bondevic الأمين العام لمركز أوسلو للسلام وحقوق الإنسان، ورئيس وزراء النرويج الأسبق، كما تحدثت الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ودانيلو ترك Danilo Turk رئيس دولة سلوفينيا. وشارك في المؤتمر علماء دين مسلمون ونصارى ويهود.

 

    لمزيد من المعلومات يمكن الرجوع إلى موقع المؤتمر على العنوان الآتي:

http://www.unaoc.org/content/view/140/204/lang,arabic/

        كما أن التحالف قد أعد تقريراً مفصلاً شاملاً عن المؤتمر الأول أورد فيه أسماء المشاركين من أنحاء العالم جميعها.

        ومن المناسب الإشارة إلى الأعضاء رفيعي المستوى الذين يطلق عليهم الرؤساء المشاركون وهم:

·        البروفيسور فيديريكو مايور (أسبانيا)

·        البروفيسور محمد عيدين (تركيا)

 الشرق الأوسط     

·        سيد محمد خاتمي (إيران)

·        الشيخة موزة بنت ناصر المسند (قطر)

شمال أفريقيا

·        دكتور محمد شرفي (تونس)

·        دكتور إسماعيل سراج الدين (مصر)

·        السيد أندري آزولاي (المغرب)

 غرب أفريقيا

·        السيد مصطفى نياس (السنغال)

جنوب أفريقيا

·        رئيس الأساقفة ديسموند توتو (جنوب أفريقيا)

 غرب أوروبا 

·        السيد أوبير فيدرين (فرنسا)

·        السيدة كارين ارمسترونغ (المملكة المتحدة)

 شرق أوروبا 

·        البروفيسور فيتالي نومكين (الاتحاد الروسي)

 أمريكا الشمالية     

·        البروفيسور جون إسبوزيتو (الولايات المتحدة)

·        الحاخام آرثر شنير (الولايات المتحدة)

 أمريكا اللاتينية      

·        السيد إنريك إيغلاسياس (أورغواي)

·        البروفيسور كانديدو مينديز (البرازيل)

 جنوب آسيا

·        دكتورة نفيسة صادق (باكستان)

·        السيدة شوبانا بهارتيا (الهند)

 جنوب شرق آسيا  

·        السيد علي العطاس (إندونيسيا)

 

  شرق آسيا 

·        البروفيسور بان غوانغ (الصين)

ويلاحظ أن السعودية غير ممثلة في هذه المجموعة كما لم يشارك من البلاد العربية سوى تونس ومصر والمغرب.

 

وقائع المؤتمر الثاني وملاحظات

    التحالف، التفاهم، التحاور، التقارب التسامح، حل الأزمات والصراعات عبارات كانت هي الأكثر تردداً في جلسات المؤتمر وفي المطبوعات الكثيرة جداً التي وزعت في ردهات المؤتمر وفي عناوين الجلسات وفي كلمات الوفود بالإضافة إلى أسماء الجمعيات والمؤسسات ومراكز البحوث.

أما الجلسات العامة وجلسات العمل لليوم الأول فقد تضمنت الجلسات الآتية:

أولاً: الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وقد تضمنت الكلمات الآتية:

1- كلمة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

2- كلمة رئيس وزراء اسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو

3- أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون

4- الممثل الأعلى لتحالف الحضارات جورج سامبايو Jorge Sampaio–الرئيس السابق للبرتغال.

الجلسة العامة الأولى: فكانت بعنوان " صياغة الأجندة والدولة في وقت الأزمات وأهمية الحكم الرشيد للتنوع الثقافي"

الجلسة العامة الثانية: "تعزيز الحوار وتدعيم التعاون: ربط السياسات والمبادرات المبتكرة في عالم معقد ومتعدد ثقافياً وقد شارك فيها كلٌّ من:

-الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسى

-رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الأمير تركي الفيصل.

- رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الشيخة موزة بنت ناصر المسند.

  وقد كان تنظيم هذه الجلسة مبتكراً حيث إن روجر كوهين Roger Cohen الكاتب المشهور من صحيفة نيويورك تايمز قام بإدارة الجلسة عن طريق طرح أسئلة على المشاركين، وكان من أبرز ما قيل في هذه الجلسة أن تحدث عمرو موسى بصراحة عن قضية الصور النمطية قائلاً إن هذا السؤال نظري ولكننا نرى في الواقع أن ما يواجهه الفلسطينيون من قبل الاحتلال الإسرائيلي من قتل وتدمير لا يحتاج إلى بحث في الصور النمطية فالواقع يؤكد أن هناك نية للإبادة والتدمير، وأن مثل هذه الأفعال يجب أن تتوقف فوراً. وكان للأمير تركي الفيصل مشاركة في الحديث عن أن تحالف الحضارات ينبغي أن يتحول إلى تحالف من أجل الحضارة، وأن الإنسانية تشترك في حضارة واحدة يجب التحالف من أجلها وبالتالي يجب البحث عن السبل لرفع الظلم ورد الحقوق إلى أصحابها وتطبيق قرارات الأمم المتحدة.

 

   وفي الجلسة نفسها تحدث جان فيقول Jan Figuel ممثل الاتحاد الأوروبي في مجال التعليم عن مؤسسة الفرصة الثانية في فرنسا وعرفها بأنها المؤسسة التي تسعى إلى تعويض من فقد الفرصة الأولى للتعليم وتطوير نفسه، وقد قامت هذه المؤسسة بخدمة المهاجرين حيث بدأت في مرسيليا ثم انتقلت إلى مدن أخرى وقد حققت نجاحاً يصل إلى ستين بالمائة.

     أما الشيخة موزة بنت ناصر المسند فتحدثت في هذه الجلسة على أهمية التعليم وعلى الشباب وتوفير فرص التعليم والاقتصاد والعمل وإشراك الشباب في حوار الحضارات أو تحالفها. وأشارت إلى المؤسسة التي تبناها حوار الحضارات للقاء بين الشباب والمؤسسات الاقتصادية الكبرى لتوفير فرص العمل والتدريب للشباب.

   وتحدث الرئيس السابق لكوستا ريكا جوس ماريا فيقارس Jos Maria Figueres عن الهوية والقومية والتعصب وأن الحصول على الجنسية في بلد ما لا يعني أن يتخلى المتجنس عن هويته أو أن يندمج في المجتمع الجديد، وأشار إلى أن الحوار لا يعني التحدث أو التحاور مع من يوافقك الرأي بل إن الحوار والنقاش والجدال لا يكون إلاّ مع المخالف، وأضاف إن الحوار لا ينبغي أن يكون للحوار ذاته بل لا بد من وجود أهداف حقيقية يسعى إليها الأطراف المتحاورة جميعها.

   ومما جاء في هذه الجلسة قول تيري ديفس Terry Davis الأمين العام للمجلس الأوروبي: هناك من يصر على الذهاب إلى المساجد لمعرفة هل مازال العلماء والدعاة ينشرون الكراهية، فلماذا لا تكون مراقبة الانتخابات وما تنشره من كراهية، ولذلك لا بد من مراقبة الجميع وليس التركيز على طرف دون آخر.

        ونظراً لكثرة الجلسات واقتصار معظمها على المشاركين أو المدعووين سأقدم رصداً لأهمها والجهات التي نظمتها:

1- "المجتمع المعاصر والدين" تنظيم شبكة المؤسسات الأوروبية وتحالف الحضارات.

2-"شبكة تحالف الحضارات ومنظمة اليونيسكو وكرسي توأمة الجماعات في مجال التنوير الإعلامي والحوار بين الحضارات"، نظمتها منظمة اليونسكو ومركز معلومات نوردك لبحوث الإعلام والاتصال.

3-"إطلاق شبكة بحوث الأمم المتحدة وتحالف الحضارات" نظمها شركاء جامعة تحالف الحضارات ومدير أو منسق التعليم العالي بمنظمة اليونسكو.

4- "الحوار الإعلامي بين الأديان: التجربة الاورومتوسطية" نظمتها مؤسسة أنالندا الاورومتوسطية للحوار بين الثقافات والمفوضية الأوروبية.

5-"من قصص التنافس إلى الإجراءات التعاونية" نظمها الممثل الأعلى لتحالف الحضارات"

6-"التنوع والتنمية: تحديات القيادة لإدارة التنوع وتشجيع السياسة لبناء مجتمعات مشتركة" نظمها نادي مدريد.

7- "عبور الانقسامات في مجال الخير والتنمية" نظمها المنتدى الخيري والوكالة السويسرية للتعاون.

        أما الجلسات الأخرى في اليوم الأول والثاني للمؤتمر فكانت كما يأتي:

-        معرفة الاختلافات والإفادة منها

-        دمج المهاجرين وتحدي المجتمعات الجامعية

-        الشباب وأصحاب المصلحة الرئيسين في تطوير التفاهم والحوار

-        تمكين المرأة من تعزيز دورها في ثقافة السلام.

-        هل يمكن للإعلام الحديث أن يساعد في عبور الثقافات

-        الحوار بين الثقافات والتاريخ في سياق العولمة: نحو شبكة عالمية من المؤرخين ومعلمي التاريخ

-        توسيع برامج التبادل الطلابي الدولية: التحديات والفرص ولا سيما عبر رابطة الإسلام والغرب.

-        تشجيع تشغيل الشباب.

-        صندوق تكافل الشباب: الاحتفال بشباب بناء الجسور

-        الاستجابة للتوترات بين الثقافات في منطقة البحر المتوسط.

-        إدارة الأعمال في البيئة المتعددة الثقافات: الممارسات الجيدة والدروس المستفادة.

-        المواطنة لمجتمع المعلومات: التربية الإعلامية والمشاركة المدنية

-        المدن في قلب التنوع الثقافي: كيفية دعم دبلوماسية المدن

-        إسهامات الإعلام الترفيهي في التفاهم بين الحضارات.

-        الإسهام الإسلامي في الثقافة والمجتمعات والهويات الأوروبية.

وقفات مهمة في مؤتمر تحالف الحضارات:

أولاً: الحضور المكثف للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الأوروبية والأمريكية.

   على الرغم من الأهمية الكبرى لمشاركة تركيا أو إسهامها الأساس في تأسيس هذا التحالف إلاّ أن الوجود الغربي كان هو الغالب حيث إنّ حضور المؤسسات العربية والإسلامي المهتمة بالحوار كان ضعيفاً.

ثانياً: تعريف ببعض المؤسسات الغربية والإسلامية المشاركة

-        المعهد الدولي للتعليم Institute of International Education

     مؤسسة تعليمية غير ربحية تأسس عام 1919م بهدف تطوير الجمهور للعمل والتفكير على مستوى عالمي (عولمي) عن طريق برامج التبادل في مجال التعليم، ولدى المعهد أكثر من مائتين وخمسين برنامجاً للتبادل في مجال التعليم يشارك فيها أكثر من عشرين ألف رجل وامرأة من مائة وخمسة وسبعين دولة، وأهم البرامج التي يشرف عليها المعهد برنامج فلبرايت نيابة عن وزارة الخارجة الأمريكية وقد بدأ هذا التعاون منذ عام 1946م.

    وقد تناولت إحدى مطبوعات المعهد صورة التبادل في مجال الطلاب في  الوقت الحاضر مشيرة إلى اختلال التوازن في هذا التبادل بين العالم العربي والإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية حيث إن أعداد الطلاب العرب والمسلمون يبلغون أكثر من مائتي ألف بينما عدد الطلاب الأمريكيين الذين يدرسون في العالم العربي لا يتجاوز ألفين ومائتي طالب (2200طالب) ويمكثون في الغالب فترات أقصر من الفترات التي يمكثها الطلاب العرب والمسلمون في الولايات المتحدة حيث يمكث الطلاب الأمريكيون ما بين فصل دراسي واحد أو أقل. بينما يبلغ عدد الطلاب الأمريكيين في الجامعات الأوروبية مائة وثمان وثلاثين ألفاً (138000)، ويهدف برنامج المعهد إلى أن يصل عدد الطلاب الأمريكيين في الخارج إلى مليون طالب.

    وبالإضافة إلى هذا المجال-تبادل الطلاب- فللمعهد نشاطات مختلفة أخرى مثل النشر وعقد الندوات والمؤتمرات، وقد قدم المعهد العديد من المطويات والمطبوعات تعريفاً بنشاطاتهم المختلفة.

    وقد أثارت مطبوعات المعهد عدداً من التساؤلات عن كيفية زيادة المعاهد في العالم العربي التي يمكن أن تستقطب الأمريكيين للدراسة وتوفر لهم الفرصة للتعرف إلى العالم العربي وثقافته وحضارته وتاريخه وحياته الاجتماعية والفكرية.

ثانياً: مؤسسة أنا ليند Anna Lindh Foundation

www.euromedalex.org

 

   تأسست هذه المؤسسة انطلاقاً من الشراكة الاورومتوسطية عام 1995م في برشلونه وأطلق عليها اسم وزيرة الخارجية السويدية أنا ليند وقد اشتركت أكثر من أربعين دولة متوسطية أوروبية بهدف تحقيق التقارب بين الشعوب ولتعزيز الحوار بين الثقافات واحترام التنوع. وذلك من خلال دعم مؤسسات "المجتمع المدني" للقيام بنشاطات متنوعة من أجل تحقيق تفاهم أفضل بين الشعوب والأديان والمعتقدات ومناصرة حقوق الإنسان والديمقراطية.

   ويقع المقر الرئيس للمؤسسة في الإسكندرية بمصر ولها فروع في العديد من الدول منها ألمانيا، والجزائر، والنمسا، وبلجيكا، والبوسنة والهرسك، وبلغاريا، وقبرص، والدنمرك، وفنلندا ومصر ومالطا، وموريتانيا، والسويد، وسوريا، وهولندا، وتونس، وتركيا، وبريطانيا…

    وتحاول المؤسسة من خلال القطاعات التي يمكنها التأثير إدراك الشعوب مثل الزعماء السياسيين، والتربويين، والمعلمين والصحفيين، والمفكرين، والفنانين وغيرهم من صنّاع الرأي وذلك من أجل تقليص الفجوة الثقافية الموجودة بين شعوب المنطقة. وتتعاون المؤسسة مع العديد من المؤسسات مثل "تحالف الحضارات" و"جامعة الدول العربية" والمجلس الأوروبي" و"منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة"(اليونسكو) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" و" المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة"

     ويتم تمويل هذه المؤسسة من الدول المشاركة في عملية برشلونه: الاتحاد من أجل المتوسط. وللمؤسسة مجلس محافظين وهو الذي يقوم بتعيين رئيس المؤسسة والمدير التنفيذي ومجلس المستشارين، ويكون رئيس المجلس بالانتخاب، وهو حالياً: محي الدين طوقان من الأردن، ونائب الرئيس لارس بيارم من السويد، ورئيس المؤسسة هو أندري أزولاي من المغرب، والمدير التنفيذي هو أندرو كلاريت من إسبانيا.

 

ثالثاً: مركز دراسات الحضارات –جامعة بهجة شهير –اسطنبول تركيا

    وهذا المركز تابع لجامعة بهجة شهير الخاصة وقد حضر عدد من المسؤولين في المركز للتعريف بمركزهم وتوزيع مطبوعات ومعلومات عن المركز، ويهدف المركز إلى ما يأتي:

1-استخدام المناهج العلمية والتقنيات الحديثة لدراسة مراحل التأسيس والتطور والركود والانحدار للحضارات.

2- استخدام الحقائق الموثقة لتقديم منجزات تركيا في العلوم والفكر والفن والحضارة لطلاب الجامعة الأتراك وغيرهم وللشعب التركي وللإنسانية جمعاء.

ويسعى المركز لتحقيق أهدافه من خلال العديد من النشاطات ومنها:

· تنظيم لقاءات وطنية ودولية وحلقات بحث ومؤتمرات وندوات وإعداد مشروعات بحوث مشتركة وأفلام وثائقية مع منظمات محلية ودولية وتقديم معارض وأفلام عن هذه القضايا.

·   يسعى المركز للحصول على كتب ونشرات في العديد من اللغات بخصوص الحضارات العالمية وتاريخ الحضارة، وإيجاد أرشيف للوثائق المنشورة في العديد من اللغات واللوحات الفنية والأفلام الوثائقية.

· يسعى المركز لإنشاء علاقات مع مراكز أخرى مهتمة ببحوث الحضارات في الدول المختلفة وتبادل المعلومات والخبرات والعلماء والطلاب.

· سوف يصدر المركز مجلة الدراسات الحضارية باللغتين التركية والإنجليزية ويسعى إلى ترجمة الأعمال المهمة حول الحضارة إلى اللغة التركية وأخيراً ستكون الأسس المعتمدة في عمل المركز على العقلانية والموضوعية ومناهج البحث العلمي الصارمة.

 

رابعاً: مركز للحوار والتعاون بين الحضارات – جاكرتا إندونيسيا

www.cdccfoundation.org

        هو أحد منظمات "المجتمع المدني" في إندونيسيا ومقره جاكرتا وقد تأسس في يونيه عام 2007م من قبل علماء ذوي خلفيات متنوعة ويهدف المركز في رسالته إلى تشجيع فهم أفضل وعلاقات سلمية بين الأديان والثقافات والأمم والحضارات. ويسعى إلى التوسط بهمة كبيرة إلى تقليص الفجوة التي تزداد اتساعاً بسبب المخاوف المتبادلة وسوء الفهم. ويقوم المركز بمبادرات لبناء الحوارات فيما بين الأديان والثقافات والدول وما بين الحضارات وتوسيعها وزيادة التعاون وإعطاء الأولوية القصوى للمشكلات الطائرة مثل سوء الفهم والعنف وذلك من خلال دراسات دقيقة وموضوعية للمشكلات ذات العلاقة.

        وترتكز فلسفة المركز على أنه بدلاً من النظر إلى التنوع على أنه تهديد وأن الحضارات في تصادم دائم بل ينظر إلى التنوع على أنه فرصة وثراء وعنصر أساسي للنمو، ومن أجل إيجاد عالم يسوده السلام علينا أن نقبل التنوع ولكن في الوقت نفسه على الإنسان أن لا يقبل الرأي القائل أن العالم الإسلامي والغرب سيكونان في خلاف مستمر.

        ومع ذلك فإن الجهود لتجسير الفجوة فيما بين المجتمعات والأمم وحضارات العالم ستخفق ما لم يكن هناك مشاركة وحوار وتعاون في المجتمع الدولي. فهناك حاجة ملحة لحركة عالمية لتجسير الفجوة وتشجيع الحوار والتفاهم الأعظم والاحترام المتبادل بين الثقافات والحضارات.

        ويسعى المركز لتحقيق أهدافه من خلال نشاطات متنوعة من أهمها:

التعليم:

        يقوم المركز بتقديم فرص لحوار ما بين الحضارات من خلال التنظيم المستمر لمنتديات النخبة والعامة لمناقشة موضوعات تتعلق بالحوار بين الأديان وبين الثقافات وبين الدول. ومن بين هذه المنتديات تقديم محاضرة ربع سنوية حول الحضارة وكذلك تقديم محاضرات عامة، وحوار المائدة المستديرة بصفة شهرية، وحلقات بحث دولية، ومؤتمر سنوي دولي، ويمثل المشاركون مجموعة واسعة متعددة الخلفيات ويضمون الدبلوماسيين وصانعي السياسة والسياسيين والأكاديميين والنشطاء والتنفيذيين من الشركات والصحفيين، وقادة دينيين وقادة الشباب وممثلين عن الإعلام.

شبكة اتصالات وتعاون:

        يقوم المركز بجهد كبير لتطوير شبكة من الاتصالات لإيجاد حوار سلمي وفعّال وزيادة وعي العامة للحاجة إلى بناء الجسور بين المجتمعات لتشجيع الحوار والفهم الأكبر والاحترام المتبادل وتحريك الإدارة السياسية العالمية لمواجهة الانقسامات العالمية.

        ويقوم المركز بالتوسط في الخلافات الموجودة، وكذلك منع أي خلاف محتمل، كما يدعو المركز إلى أي سياسة حكومية أو سياسات السلطات الأخرى ذات التأثير الحاسم في الجهود لتقليل التوترات ما بين الثقافات وسوء الفهم، ويحاول المركز التأثير في قرارات الحكومات أو السلطات الأخرى التي لها تأثير (إما إيجابي أو سلبي) على دفع الحوار ما بين الثقافات أو ما بين الحضارات.

        ويقوم المركز بمحاولة نشر الوعي من خلال مطبوعاته ومن خلال موقعه على الإنترنت، كما أن للمركز نشرة سنوية ويصدر كتباً ومجلة دولية ربع سنوية وينشر مقالات في وسائل الإعلام المختلفة، ومن الأمثلة على تلك المقالات مقالة البروفيسور جونو سودارسونو بعنوان (صدام الحضارات: حقيقة أو خيال؟)

        مجلس بحوث العلوم الاجتماعية الأمريكي:

    تعريف بالمجلس: مؤسسة مستقلة غير ربحية تأسست عام 1923م ومركزها في مدينة نيويورك لتشجيع الباحثين وصناع القرار والنشطاء والخبراء الآخرين من القطاع الخاص والعام لتطوير وسائل إبداعية للقضايا الاجتماعية الحساسة. ويلتزم المجلس بفكرة أن العلوم الاجتماعية يمكنها أن تقدم المعرفة الضرورية للسياسيين وصانعي القرار لاتخاذ القرارات المناسبة حيال الموضوعات الحساسة. ويتم ذلك من خلال ورش العمل، والمؤتمرات والبحوث وتبادل الطلاب والتبادل العلمي ومعاهد التدريب الصيفية والمنح الدراسية والنشر.

        ومن المجالات التي يهتم بها المجلس الدراسات حول الإسلام والمسلمين وقد أعلن في أثناء المؤتمر عن تخصيص عدد كبير من المنح يبلغ مقدارها قرابة المليون دولار لتشجيع الحوار العام حول الإسلام والمجتمعات الإسلامية، وسوف تشجع هذه المنح الجامعات التي تشجع اهتمام الباحثين الذين لديهم معرفة متخصصة اكتسبوها خلال السنين في مجال دراسة اللغات والشعوب المختلفة.

          وقد أورد الإعلان رصداً لعدد من الجامعات التي حصلت على منح وتمويل لمشروعات دراسة الإسلام والمسلمين، وفيما يأتي بعضها:

1- مشروع دراسة الإسلام في أمريكا اللاتينية وقدمت المنحة لجامعة فلوريدا العالمية.

2- مشروع الإسلام والمسلمون في سياق عالمي، وقدمت المنحة لجامعة جورجيا وبخاصة لمركز الدراسات الأوروأسيوية والروسية وأوروبا الشرقية.

3-مشروع الإسلام والمسلمون من منظار عولمي، وقدمت المنحة لجامعة إنديانا.

4-رصد حول الشعوب الإسلامية والإسلام: مصادر معلوماتية على الإنترنت، وتقوم جامعة ميتشغان الحكومية بهذا المشروع ضمن مركز الدراسات الأفريقية.

5- مشروع معلومات العلوم الاجتماعية حول إيران، وقدم الدعم لجامعة برنستون وجامعة سيراكيوز بنيويورك.

6-مشروع فهم الإسلام: بناء الجسور بين العالم الأكاديمي والصحافة، ويتم هذا المشروع في جامعة أريزونا.

7-بناء فضاءات إسلامية في مجتمع علماني، وتقوم بالمشروع جامعة بنسلفانيا

8- داخل الإسلام: الحوارات والمناظرات ويتم المشروع في جامعة وسكانسون بمدينة ماديسون.

توصيات

        تحالف الحضارات أو التحالف من أجل الحضارة أو حوار الحضارات كلها مسميات لشيء واحد وهو السعي الدؤوب لتقارب الشعوب والأمم وهو تحقيق بلا شك لقول الله عز وجل (يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وهذا السعي للتعارف والتقارب والتفاهم أمر ينبغي أن نشترك فيه بقوة وذلك من خلال المشاركة الفعالة في فعاليات هذه المؤتمرات، ولكن المشاركة السعودية ما تزال محدودة وإن كان يحمد لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ممثلاً في سمو الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس الإدارة هذا الاهتمام الكبير في الحضور والمشاركة بالحديث في جلسات المؤتمر وكذلك في الفعاليات للتحضير للمؤتمر.

        ولكن من الملاحظ غياب علماء الدين من المملكة بخاصة ومن العالم العربي والإسلامي بعامة في مثل هذه الفعاليات التي لا يغيب عنها علماء الدين من النصارى واليهود وغيرهم. كما لاحظت أن المؤسسات والمنظمات التي أفادت أو استغلت مثل هذا التجمع العالمي لتقديم جهودها والإعلام عن نشاطاتها، فقد أوردت في هذا التقدير بعض المؤسسات الغربية بينما هناك غياب شبه كامل للمؤسسات العربية والإسلامية، فمثلاً لم تقدم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة سوى عدد من مجلتها بينما من المعروف أن هذه المنظمة لها جهود كبيرة في حوار الحضارات وقد أصدرت العديد من الكتب وأقامت العديد من الندوات والمؤتمرات حول العالم لدعم حوار الحضارات ومواجهة دعوى تصادم الحضارات. كما أن لجامعة الإمام مركزاً لحوار الحضارات لم يكن له أي وجود في أثناء المؤتمر. ويذكر أن مؤسسة قطر تشارك بفعالية في المؤتمر من خلال دعم بعض نشاطاته وبخاصة في مجال التعليم ورعاية الشباب والاهتمام بهم.

        ولذلك أتقدم باقتراح أن تشارك حكومة المملكة العربية السعودية رسمياً في التحالف وتساهم في نشاطاته ممثلة بوزارتي الخارجية والثقافة والإعلام ومن خلال الجامعات ومكتبة الملك عبد العزيز ودارة الملك عبد العزيز ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية