المدنية المنورة العدد (١٢٢١٤) الأربعاء ٦ جمادى الاولى ١٤١٧ 18سبتمبر ١٩٩٦م. من الحق الذى يشهد به للحضارة الغربية المعاصرة انها تربي افرادها على الجهر بالكلمة والصدع بالرأي مهما كان ثقيلا على الطرف الآخر، وبغض النظر عن حجم الازعاج الناشئ عنه. وعلى هذا يتربى صغيرهم، ويشيب كبيرهم. وبهذه الروح يتولى المسؤول منهم المنصب الموكل اليه، يستقبل كل رأي معارض مهما اشتد وغلظ برحابة صدر وسعة بال وكتمان للغيظ إن ا شتعل في جوانحه ولا تسلم الدول وسياساتها من ذات المصير، فهي دوما معرضة للانتقاد الآخر حكومات وافرادا. وهل سمع منا احد ان الولايات المتحدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية بفرنسا او اليابان لاختلاف حول هذه السياسة او تلك، بل ان الخلافات التي تقع بين هذه الدول تحمل في طيها دائما تضاد مصالح واختلاف سياسات وتضارب استراتيجيات، وليس لها من حظ الهوى الشخصي نصيب يذكر، ومع هذا فالعقل يسود الساحة دوما، وتظل حضارية الاخلاف شاهدا علينا في دول العالم الثالث يبرز مدى الفرقة والشتات، بل واحتدام العداوات ونشوب لحروب التي ما تكاد تطفأ في ناحية حـتى...