التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

الروابط الاجتماعية وتفككها

  وتحدث روبرت د. باتنام Robert D. Putnam أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد في مؤتمر رابطة علماء السياسة الأمريكية الذي عقد في أوائل سبتمبر 1995 قائلاً بأن الثقة بين الأمريكيين قد ضعفت، وكذلك المشاركة الاجتماعية، وقد قدم وثائق تؤكد تراجع المشاركة الاجتماعية في العقود الماضية، وأن النسيج الاجتماعي قد أصبح أقل متانة من ذي قبل. ويمكن إرجاع هذه الظاهرة إلى عدد من العوامل بما فيها ارتفاع نسبة الطلاق، ودخول المرأة قوة العمل، وتغيير مكان الإقامة، وتوسيع الرعاية الاجتماعية، والتراجع الاقتصادي بعد عام 1973 ونمو ضواحي المدن. ولعل أبرز الأسباب التي ذكرها البرفسور روبرت باتنام هي التلفزيون الذي بدأ بقوة في الخمسينيات من هذا القرن فأولئك الذين لم يدمنوا التلفاز مازالت لديهم روح المشاركة والثقة. ( [1] ) ويرى بعض الباحثين الاجتماعيين أن للتلفزيون آثاراً سيئة في القيم الأخلاقية في المجتمعات الغربية ومن هؤلاء إريك فروم الذي يقول:" يملأ الإعلام عقول الناس بأرخص النفايات التي لا صلـة لها بالواقع وفيها الكثير من الخيالات السادية مما لا يقبله الشخص العـامي. وفي الوقت نفسه تتعرض فيه العقول صغاراً ...

الاستشراق واللغة العربية والحداثة

       من القضايا التي اهتم بها الاستشراق استخدام الكتاب العربي اللغة الفصحى في الإبداع الأدبي سواء كانت قصة أم رواية أم مسرحية. وقد جعلوا هذه القضية من القضايا التي أولوها اهتماماً كبيراً. وقد ناقش أحمد سمايلوفيتش هذه القضية في كتابه فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي الحديث وأكد من أنها من أخطر الهجمات التي تعرضت لها اللغة العربية، ونقل عن عثمان أمين قوله:" إن حملات ّالتغريب ّ التي شنها النفوذ الغربي وأعوانه في آسيا وأفريقيا مصوباً هجماته إلى التراث العربي الإسلامي بوجه عام وإلى اللغة العربية بوجه خاص." ( [1] )      وهذا الأمر قد أصبح واقعاً في الجامعات الغربية فمن العجيب أن يكتب أحمد نظمي بأن الجامعات الغربية تنوي إنشاء كراس للهجات العامية ، فهي قد فعلت ذلك بالفعل ، وقد أنشأت معاهد الخدمة الخارجية في بعض البلاد العربية لتدريس موظفيها اللهجات المحلية ومنها معهد الخدمة الخارجية في تونس الذي يقدم دورات في اللغة المحكية التونسية ، وقد درس في هذا المعهد نائب رئيس مركز   دراسات الشرق الأوسط بجامعة بيركلي لورانس ميشيلاك ( Laurence O. ...

أسلوب مخاطبة الأساتذة وبعض الجلافة أو الجفوة المتأصلة

        وصلتني رسالة من طالبة تطلب معلومات ولكن بطريقة جافة جداً فبدأت: دكتور مازن أرجو إفادتي بمصادر عن ….. فكتبت لها بيتين من الشعر إن المعلم والطبيب كلاهما لا ينصحان إذا هما لم يكرما فاصبر لدائك إن جفوت طبيبه واصبر لجهلك إن جفوت معلماً      فردت علي أنها كانت مهذبة فقد خاطبتني بدكتور مازن وقالت أرجوك وشكراً، فكان هذا في رأيي لا يكفي فكتب إليها ما يأتي:       لم أقصد أن أكون واعظاً ولكني جربت الكتابة إلى الأساتذة والعلماء منذ بحث الماجستير قبل ثلاثين سنة، وكنت أبدأ بالتعريف بنفسي والجهة التي أنتسب إليها وطبيعة البحث الذي أقوم به، ثم أتحدث عن السبب الذي دعاني للكتابة إليه أو إليها وبرقة متناهية، - ولا مانع من بعض المجاملة-       أنت يا بنيتي في بداية الطريق وما فعلت ما فعلت تقليلاً من شأنك ولكن فقط هو من الباب التواصي بالمعروف، فإن قبلت فأهلاً وسهلاً وإن لم تقبلي فأنت وشأنك، وأرجوك أن تعرضي الرسالة الأولى وحتى الثانية على أحد أساتذتك ليقول لك رأيه.       وأنا...

خواطر حول بطاقات الزيارة

  -وجدت أن لدي عدداً من بطاقات التعريف (يسمونها بطاقات زيارة: ترجمة) لأضعها في دفتر خاص فقلت لأستعرض بعض دفاتري القديمة، فتذكرت القليل ولم أتذكر الكثير حيث إنني قابلت آلاف الناس، ولكن لفت انتباهي أن بعضهم صار مشهوراً وبعضهم ذهب إلى ربه نسأل الله له المغفرة والرحمة -بطاقات لا تحمل سوى الاسم فلو رجعت إليها بعد حين وماذا كان يعمل هذا؟ هل كان يعمل في السحر؟ أو أعمال لا يمكن التصريح بها، لا تكن مغرور قوي كما يقول المصريون -وفي البطاقات ألقاب ومناصب يصدق فيها (ألقاب مملكة في غير موضعها كالهرّ يحكى انتفاضة الأسد) (نصيحة خففوا من النفخة الكدّابة) هي بالذاء -أحدهم أضاف في بطاقته وبخط يده أنه متخصص في الإسلام السياسي، فقلت كذبوا الكذبة وصدّقوها حتى جعلوه تخصصاً، يا أخي الإسلام ليس فيه سياسي واجتماعي وغيره الإسلام هو الإسلام منذ أن تستيقظ إلى أن تنام من قولك صباح الخير لوالدتك إلى أن تنام وما بينهما -إحدى البطاقات لموظف في مراقبة حقوق الإنسان من أمريكا (اخترعوها ليحكموا علينا قبضتهم) فسألته وما جاء بكم للمملكة، قال لنفحص الحريات الدينية. فقلت له أخطأتم فنحن لدينا الحرية الدينية وإن ...

إن لم يكن هذا استشراقاً فما الاستشراق

       إن لم يكن هذا استشراقاً فما الاستشراق أو كما يقول أهل الحجاز أقطع دراعي (يقصدون ذراعي، إن لم يكن هذا استشراق، أو كما يقول أهل الشام، عليّ الطلاق إن هذا استشراق وإليكم التفصيل 1- مؤتمر "من الحرب إلى السلام: الحرب العثمانية الطويلة من 1683-1699ضد قوى النمساوية في معاهدة كارلووتز سنة 1699، المسار والنتائج بجامعة صوفيا بلغاريا من 25-26 أبريل 2014 2- مدرسة صيفية /ندوة (ما وراء المظاهر. ملومات واتصالات وخديعة (القرنين السادس عشر والسابع عشر ظن مدريد 22-24يوليو2014م 3- حلقة بحث علمية مستوى الدكتوراة:" القومية العربية من الإمبراطورية العثمانية إلى الوصاية الاستعمارية" جامعة بازل (سويسرا(11-12 سبتمبر 2014م 4- ورشة علمية "الربيع العربي: البحث والثورات " المجلس الثقافي البريطاني للبحوث في الشرق، المعهد البريطاني في عمّان، 22- 23 سبتمبر 2014م 5- مؤتمر "إيران والعالم: تحديات قديمة وفرص جديدة في الشرق الأوسط المتغير، منتدى الشرق الأوسط في ديكن بجامعة ملبورن بأستراليا، 9-10أكتوبر 2014م فرص عمل: -باحث مشارك في معهد الدراسات العربية والإسلامية...

مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق العدد الثالث محرم 1421هـ/أبريل 2000م

  بسم الله الرحمن الرحيم الافتتاحية        وهذا هو العدد الثالث من النشرة الشهرية لمركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق وقد قررت أن أجعل افتتاحيته ملخصاً للتقرير الذي أعددته عن المؤتمر التربوي الذي عقدته الجمعية العربية للقراءة الذي عقد في البحرين في الفترة من 17إلى 19 ذو القعدة 1420(23-25فبراير 2000م) وقد حضرته بناء على دعوة من ابنتي غدير التي تعمل معلّمة في روضة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران. وهذا التقرير هدية منّي إليها مع علمي أن الكتّاب يهدون كتباً أو دواوين شعر ولكنّي رأيت أن أهدي إليها هذا التقرير تقديراً منّي لاهتمامها بنشاطات والدها ودعوتي الكريمة لمشاركتها في حضور المؤتمر وتقديمي إلى بعض المسؤولين في الجمعية العربية للقراءة. وآمل أن يظهر التقرير أيضاً في القسم الخاص بالمؤتمرات والندوات. ملخص التقرير: عندما كتب الدكتور محمد محمد حسين كتابه (الإسلام والحضارة الغربية ) وكتابه ( حصوننا مهددة من داخلها: أو في وكر الهدّامين) كان من أهم فقرات هذين الكتابين العظيمين الاهتمام بالمؤتمرات التربوية التي يعقدها الغربيون حو...