التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2023

الغرب والإسلام مقدمة كتاب صراع الغرب مع الإسلام تأليف آصف حسين وترجمتي

  غالبًا ما يتهم الغرب بأنه معاد للإسلام وللعالم الإسلامي. هذا هو الشعور العام في أي بلد مسلم، وتهدف هذه الدراسة إلى البحث في مدى صحة هذه الفكرة أو هل هي من صنع الخيال. لقد أدى الوجود العربي في أسبانيا والوجود التركي (العثماني) في أوروبا الشرقية إلى معارك على الأراضي الأوروبية كما أن تجربة الحروب الصليبية في العصور الوسطى تركت ندوبًا في النفسية الغربية. وكذلك فعل الاستعمار الغربي للبلاد الإسلامية من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط فشرق آسيا وجنوبها في إثارة العداوات مع الإسلام والشعوب الإسلامية وثقافاتها وحضارتها. ومرة أخرى فإن التفاعل المعاصر بين الغرب والقوى الإسلامية في الدول الإسلامية بسبب ما يطلق عليه بالصحوة الإسلامية قد زادت المخاوف من الإسلام. وعلى ذلك فإنَّه من الضروري على ضوء المعطيات التاريخية والسياسات الدولية المعاصرة أن نسعى إلى معرفة إذا ما كان لدى الغرب عداء تقليدي للإسلام. يعرف الجميع في الغرب معنى معاداة السامية ( Anti-Semitism ) بأنه معاداة فئة من الناس لأنهم يدينون باليهودية، وكذلك العنصرية ( Racism ) بأنه معاداة فئة من الناس بسبب لون بشرتهم. لقد ظهرت فكرة العنص...

الاستعمار والمستشرقون

  أخضع الاستعمار الغربي شعوبًا من مناطق مختلفة من الكرة الأرضية لحكمه. وكان يعتري الاستعمار خوف واحد هو الإسلام وبالتالي فقد كان ثمة جدل واسع خلال الحقبة الاستعمارية حول كيفية احتواء الإسلام. فبدون احتوائهم للإسلام فإن احتلال البلاد الإسلامية سيكون دائمًا تهديدًا للغرب. فقد أدرك سنوك هورخرونيه ( Snouck Hurgronje ) الخطر الحقيقي الذي تمثلِّه الخلافة العثمانية، فحذّر القوى الاستعمارية من خطورة معتقدات المسلمين السياسية والدينية في ميدان العلاقات الدولية ( [1] ) . فلو قبلت القوى الاستعمارية الإسلام مبدئيًا فإن ذلك سيكون له مضامين سلبية لأن الشعوب الإسلامية ستقبل حكامها المحليين على أنهم «أمر شاذ» ( [2] ) وقد أكد أن مبدأ الجامعة الإسلامية خطر على الاستعمار واعتقد هورخرونيه أنه بالرغم من أن الخلافة الإسلامية لم تكن دينية تمامًا إلا أن القوة الدينية ما تزال في أيدي العلماء ( [3] ) . وما تزال المشكلة باقية: كيف يجب احتواء الإسلام؟ قدم البارون كارا دوفو ( Cara de Voux ) أحد الحلول للحكومة الفرنسية ذلك أنه كان دارسًا متخصصًا في ابن سينا وعضوًا في المعهد الكاثوليكي الفرنسي ومما جاء ف...