مهما زعم الزاعمون أن الاستشراق قد انتهى فالأمر الحقيقي أن الاهتمام الغربي بالعالم العربي الإسلامي لم يضعف ولم يتوقف وإنه ليس بسبيله إلى الانقراض. وقد أكد هذه القضية أكثر من باحث غربي ومن هؤلاء مكسيم رودنسون الذي كتب يقول:" إن الدراسات المتركزة على شعوب وثقافات ومجتمعات المناطق العديدة المشمولة سابقاً تحت اسم الشرق سوف تستمر، وسوف يساهم فيها منذ الآن فصاعداً اختصاصيو البلدان أو المناطق المدروسة. ... وسوف يتحقق التقدم يوما ما لا محالة حتى لو لم يكن ذلك إلاّ تحت تأثير تراكم المعلومات والمعطيات. ولكن لا يمكن لأي شيء أن ينجي الباحثين كلياً من العراقيل والعقبات التي تواجه جهودهم أو تعرقلها."( [ 1 ] ) ويرى فؤاد زكريا أن " الاستشراق نشأ عن وجود فراغ علمي لدى الشرق ذاته ، فقد كان من الأفضل ، بالنسبة للغرب ، أن يعرف الشرق من خلال ما يكتبه عنه أهله ، ولو كانت توجد كتابات كافية تتبع مناهج علمية دقيقة وتقدم معرفة متكاملة، ولكن عدم وجود هذه الكتابات، أو وجودها بصورة ناقصة هو الذي ولّد ظاهرة الاستشراق "( [2] ) ويضيف زكريا أن هذه البحوث والكتابات غير متوفرة في الوقت الحاضر فلذلك فا...