كنت في بريطانيا قبل سنوات وفي تلك الرحلة ركبت مع الأسرة القطار من قرية اسمها بيتسون Beetson إلى مدينة أخرى وكانت الأجرة عشرة جنيهات وهي أقرب إلى برمنجهام من ليستر ولكن الحافلة كانت بستة جنيهات ونصف. فالقطارات أعلى سعراً ولكنها أٍسرع، وأوسع وأجمل، ولكن لكل حجرة أجرة كما يقولون. والقطار يتيح لك أن ترى وجوهاً أخرى غير التي بدأت معها وأحياناً تبقى تلك الوجوه معك طوال الرحلة، كما أن القطارات تضطرك إلى رؤية أشكال لا تحب رؤيتها، فبينما نحن في الطريق إلى برمنجهام دخل القطار أربعة أشخاص، لا هم ذكور فنقول شباب، ولا هم نساء فنقول بنات، والله لا أدري كيف أصنفهم، وكان أحدهم يرتدي فستاناً وقد حلق أو أزال شعر يديه وساقيه وقد أصبحتا محمرتين مما يدل على أن الإزالة قريبة العهد، فسيبقى أحمراً بعض الوقت حتى يحين إزالة الشعر مرة أخرى. وسألت زوجتي لماذا يفعل في نفسه هكذا، قلت ليس لي علم بهذه الأمور، نحن بحاجة إلى علماء اجتماع مسلمون يدرسون أوضاع هؤلاء الناس حتى نعرفهم عن قرب. وهذه الظاهرة لم تكن في القطار فقد مرّ معنا صور أخرى في أماكن أخرى. ولله در الشاعر الذي قال ...