التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2019

كلام في الشذوذ وأغاليط القوم

     كنت في بريطانيا قبل سنوات وفي تلك الرحلة ركبت مع الأسرة القطار من قرية اسمها بيتسون Beetson إلى مدينة أخرى وكانت الأجرة عشرة جنيهات وهي أقرب إلى برمنجهام من ليستر ولكن الحافلة كانت بستة جنيهات ونصف. فالقطارات أعلى سعراً ولكنها أٍسرع، وأوسع وأجمل، ولكن لكل حجرة أجرة كما يقولون. والقطار يتيح لك أن ترى وجوهاً أخرى غير التي بدأت معها وأحياناً تبقى تلك الوجوه معك طوال الرحلة، كما أن القطارات تضطرك إلى رؤية أشكال لا تحب رؤيتها، فبينما نحن في الطريق إلى برمنجهام دخل القطار أربعة أشخاص، لا هم ذكور فنقول شباب، ولا هم نساء فنقول بنات، والله لا أدري كيف أصنفهم، وكان أحدهم يرتدي فستاناً وقد حلق أو أزال شعر يديه وساقيه وقد أصبحتا محمرتين مما يدل على أن الإزالة قريبة العهد، فسيبقى أحمراً بعض الوقت حتى يحين إزالة الشعر مرة أخرى. وسألت زوجتي لماذا يفعل في نفسه هكذا، قلت ليس لي علم بهذه الأمور، نحن بحاجة إلى علماء اجتماع مسلمون يدرسون أوضاع هؤلاء الناس حتى نعرفهم عن قرب. وهذه الظاهرة لم تكن في القطار فقد مرّ معنا صور أخرى في أماكن أخرى. ولله در الشاعر الذي قال   ...

لِمَ أنتَ شاكِ؟

    هل حقاً أنت شاكٍ؟ ومذ كم تشكو؟ وممّ تشكو؟ ولماذا تشكو؟ ولمن تشكو؟ وكيف تشكو؟ هل الشكوى عيب؟ أو ضعف؟     إذا كانت شاكٍ حقاً فأنت بحاجة إلى إعادة نظر فيما تشكو منه ولمن تشكو وكيف تشكو؟ فأنت لم تصل إلى الشكوى أو إلى هذه الحال إلاّ وقد ضاقت بك الدنيا وأصبحت في حالة سيئة لم تجد إلاّ الشكوى.      ولكن قبل أن تشكو أريد أن أقف معك مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما أسلموا قابلتهم قريش بالإيذاء والاضطهاد والتعذيب. فإلى من يشكون حالهم؟ لا بد أنهم سيشكون هذه الحال إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. فماذا قال لهم؟ هل ربّت على أكتافهم وواساهم ببضع كلمات. ليعودوا مرة أخرى يواجهوا العذاب ويعودون إلى الشكوى. لقد قال لهم صلى الله عليه وسلم : (إنه كان يؤتى بالرجل من المؤمنين في العصور الماضية فينشر بمنشار من حديد فلا يزيده هذا العذاب إلاّ تمسكاً بإيمانه.) ولم يتركهم عند هذا بل أعطاهم دفعة من التفاؤل حين أخبرهم أن هذا الدين سوف ينتصر وتصبح جزيرة العرب بلداً آمناً تنتقل فيها المرأة من مكان إلى مكان لا تخاف على نفسها شيئاً. وقد واجه الرسول صلى الله عليه...

رسالة إلى رئيس التحرير حول صاحب المدوّنة

         سعادة رئيس التحرير الأستاذ الدكتور مازن بليلة               حفظه الله         السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: في البداية أبدي إعجابي بجريدة "المدينة المنورة" والقائمين عليها، وأقدم شكري وامتناني خاصة للدكتور مازن بليلة تلك الشخصية التي منذ أن تسلم رئاسة التحرير جعلني أولى قارئات هذه الجريدة وإحدى عاشقاتها كقارئة لما بداخلها من لآلئ ودرر مكنونة ألا وهي أقلام الكتاب وموضوعاتهم … . أطال الله في عمرك يا دكتور وجعلك ذخراً لنا ولجريدتنا الغراء. ولكن يؤسفني أن أخبرك أن جريدة المدينة الغراء سوف تخسر إحدى قارئاتها بل الكثير من عاشقاتها وسوف أفسر هذه النقطة من خلال هذه السطور التي كتبتها بخط يدي وأنا في لحظة أمل أن تجيبني. شيء جميل أن نفكر بمن حولنا وشيء جميل أن نشعر بالناس وخاصة بمن نحب ، فهذا شيء طبيعي وفطرة إنسانية لا بد منها ولا شك أننا نعيش الآن في زمن التخبطات الأيديولوجية والنفسية فتختلط تلك المشاعر والأحاسيس بدواخلنا بما نعيشه من تفكير...

هل الحياة الزوجية صراع أو سكن ورحمة؟؟؟

                                                                                     عندما يتزوج الشاب في المجتمعات العربية الإسلامية يتطوع الكثيرون لتقديم النصائح له ما يفعله وما لا يفعله؟ وتتركز النصائح على أن على الرجل أن يفرض شخصيته من أول يوم أو من ليـلة العرس. بل يرى البعض أن على الرجل أن يظهر شخصيته على خطيبته في أثناء الخطبة. ومن هذه النصائح قولهم ينبغي أن تذبح البس (القط) ليلة العرس. ويقولون له أيضاً: " الفرس من الفارس."          ولا تقتصر النصائح على الشباب بل للفتيات نصيب من هذه النصائح منها مثلاً أن تبالغ في الـدلال والتمنع حتى تمتلكه أو تكسب قلبه فيكون في يدها مثل (خاتم سليمان). فينصحونها مثلاً بأن تتمنع أو تبالغ في التمنع إذا اقترب منها العريس سواء كان ذلك في فترة الخطبة أو حتى بعد الزواج. ولدى بعض فئات المجتمع...