رحلة علمية إلى الرياض

 فضيلة عميد كلية الدعوة بالمدينة المنورة

       الدكتور معيض بن مساعد العوفي          وفقه الله تعالى

       السلام عليم ورحمة الله وبركاته وبعد

       فإشارة إلى خطاب وكيل الجامعة للشؤون التعليمية رقم 6/6468وتاريخ 7/8/1414 المتضمن موافقة الجامعة على قيام طلاب الماجستير بقسم الاستشراق برحلة علمية إلى الرياض مدة ستة أيام ابتداءٍ من 21/10/1414هـ وأن أكون مشرفاً على هذه الرحلة

       عليه أود إفادة فضيلتكم بأن الله عز وجل قد منّ علينا بالقيام بهذه الرحلة وتنفيذ برنامجها كما هو موضح بخطابكم إلى فضيلة عميد شؤون الطلاب رقم 1063 وتاريخ 8/10/1414هـ مع العلم أننا تمكناً بحمد الله وفضله من القيام بنشاطات علمية إضافة إلى البرنامج المحدد كما هو مذكور في التقرير الذي يشرفني تقديمه إلى فضيلتكم برفقة هذا الخطاب

       وتقبلوا فضيلتكم أصدق التحيات

       والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

       28 شوال 1414هـ                                    د. مازن صلاح مطبقاني

                                                        محاضر بقسم الاستشراق

 

تقرير عن الرحلة العلمية لطلاب السنة الثانية بقسم

الاستشراق إلى الرياض

في الفترة من 20-25 شوال 1414هـ

       نحمد الله عز وجل على نعمه وآلائه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

       اشترك في هذه الرحلة الطلاب الآتية أسماؤهم

1-          محمد عامر عبد الحميد مظاهري

2-          محمد سعيد السرحاني

3-          ناصر منصور الدوسري

4-          شائق بن عطا الله الرحيلي

5-           عبد الرحمن بن يوسف أحمد شاهين

6-          عمر بن مساعد مهنا الشريوفي

والحق بالرحلة طالبين في مرحلة الدكتوراه هما

1-          سلطان بن عمر بن عبد العزيز الحصين

2-          جهاد بلال خليل

وقد بدأت الرحلة يوم الجمعة العشرين من شوال بالسفر إلى الرياض حيث كان في استقبالنا في المطار مندوب من شؤون الطلاب وأقام الطلاب في المبنى رقم (1)

وكان برنامج الرحلة المعد سلفاً كما يأتي:

الجمعة 20/10/1414هـ      السفر إلى مدينة الرياض

السبت 21 شوال 1414      زيارة عمادة البحث العلمي      صباحاً

                           المكتبة المركزية لجامعة الإمام       مساءً

الأحد 22 شوال 1414       مكتبة جامعة الملك سعود      يوم كامل

الاثنين 23 شوال 1414 مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية يوم كامل

الثلاثاء 24 شوال 1414هـ   مكتبة الملك فهد ومكتبة الملك عبد العزيز

الأربعاء 25 شوال 1414هـ    مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية

 

تفاصيل الرحلة

اقتصر لقاؤنا في عمادة البحث العلمي على لقاء الدكتور السيد محمد الشاهد والأستاذ الدكتور إسماعيل شكري، وقد تحدث الدكتور الشاهد حديثاً طويلاً عن الاستشراق مبتدئاً بالتعريف بوحدة الاستشراق والتنصير وذكر أن الوحدة وإن كانت قد وجدت منذ مدة طويلة في المركز إلّا أنها لم تكن قد وضعت لها خطة علمية محكمة إلّا قبل عامين فقط. وتتلخص هذه الخطة في الاتجاهات الثلاثة الآتية:

1_ حصر شامل للكتب والدراسات الاستشراقية باللغات المختلفة وهذا يعد القاعدة لتحديد اتجاه تطور الاستشراق.

2-اختيار بعض الدراسات لترجمتها لأهميتها وكتمهيد لتأليف مؤلفات إسلامية ليست رداً مباشراً وترجمة هذه الكتب إلى اللغات الأوروبية

3-حصر المعاهد والمراكز التنصيرية والحصول على مطبوعاتهم وأخبارهم

وتحدث الدكتور الشاهد عن بعض الإنجازات الفعلية ومن ذلك البدء في إعداد فهرس تحليلي للدراسات الاستشراقية الألمانية وكذلك ترجمة لمقدمة أصول التفسير لابن تيمية والكتاب الثاني مختارات من مؤلفات ابن تيمية.

وتحدث الدكتور الشاهد عن الخدمات التي تقدمها الوحدة للباحثين وهي تقديم المصادر للباحث في المجالات المختلفة وتم بالفعل تقديم قائمة بأسماء لطلاب وعناوين بحوثهم تمهيداً لمساعدتهم في هذا المجال.

ودار نقاش بين الطلاب والدكتور الشاهد استمر حوالي ثلاث ساعات.

وما أن غادرنا الدكتور الشاهد حتى جاء الأستاذ الدكتور عبد العزيز عبد الغني من وحدة أو لجنة التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية فتحدث عن نشأة هذه اللجنة وأهدافها ومشروعاتها. وذكر أولاً أن لجنة تأصيل العلوم الاجتماعية تصم المجالات الآتية: علم الاجتماع، والخدمة الاجتماعية وعلم التربية وعلم النفس وقد ضم علم الإعلام إلى اللجنة، وتحدث الدكتور عن نشاطات اللجنة. وبعد ذلك بدأ الطلاب بطرح الأسئلة وأجاب الأستاذ باستفاضة عن هذه الأسئلة.

وفي مساء يوم السبت الساعة الخامسة، زرنا المكتبة المركزية للجامعة، واستقبلنا أحد مندوبي المكتبة، وقمنا بجولة في أنحاء المكتب ووقف الطلاب على تصنيف المكتبة وأقسامها المختلفة، كما وجدوا فرصة للتعرف على بعض الكتب الاستشراقية الت تهمهم وقاموا بتصوير أجزاء منها، ونظرا لأن زيارتنا كانت مسائية فكان قسم اللغات الأجنبية مغلقاً وكذلك قسم الدوريات.

الأحد 22/10/1414هـ مكتبة جامعة الملك سعود

بدأت زيارتنا للمكتبة الساعة التاسعة صباحاً، وقد كانت بداية الزيارة التعرف على أقسام المكتبة المختلفة وخدماتها التي تقدمها للباحثين، ثم انتهى بنا المطاف في قسم الدوريات حيث أمضينا طيلة النهار حتى الساعة الثالثة والربع (وقت صلاة العصر) في الاطلاع على الدوريات واختيار المواد التي يحتاجها كل باحث، وتفضل الأخ محمد العاصم مسؤول قسم الدوريات بالتكفل بتصوير كل ما نحتاجه على حساب المكتبة.

وبقد صلاة العصر ذهبنا لزيارة الدكتور علي النملة في منزله حيث كان لنا معه لقاء استغرق زهاء ساعتين في حديث ممتع ومفيد حول شؤون الاستشراق فقد حدثنا الدكتور النملة عن بداية اهتمامه بالاستشراق وقد لنا هدايا من إنتاجه حول الاستشراق والتنصير. وقدم الطلاب له بعض الأسئلة حول موضوعاتهم فأجاب حفظه الله إجابات راقية، وكان من ضمن الأسئلة حول معهد الأستاذ فؤاد سزكين والنشاطات الرامية إلى بدء الحوار مع المستشرقين الذي يقوم به الدكتور السيد محمد الشاهد برعاية مدير الجامعة السابق الدكتور عبد الله التركي.

وبعد هذه الزيارة اتجهنا إلى قاعة الملك فيصل الكبرى لحضور محاضرة الدكتور عبد العزيز مدير الشؤون الأكاديمية بالملحقية الثقافية لسفارة المملكة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي قدم فيها نبذة عن هذه الدراسات واهتمام المملكة ممثلة في سفارتها بهذه الدراسات والعمل على الاتصال بالجامعات الأمريكية ومراكز البحوث لتوجيه الدراسات العربية والإسلامية بعيداً عن تشويه صورة الإسلام والمسلمين.

والتقيت الدكتور السويل بعد المحاضرة لشكره على المحاضرة وطلبت إليه أن يزود قسم الاستشراق بالكلية ببعض المعلومات وعلمت منه أنه لا يعلم بوجود هذا القسم في المدينة المنورة فوعدته ببعث نسخة من الكتاب الدورة الذي يضم معلومات وافية عن القسم.

الاثنين 23 شوال 1414هـ        مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

        بدأت زيارة المركز بالتعرف على الدوريات المتوفرة في المكتبة من عربية وأجنبية واختار الطلاب عدداً من المقالات التي تهم بحوثهم وطلبوا تصويرها، ثم كانت لنا جولة في أقسام المركز جميعها حيث زرنا أقسام العناية بالمخطوطات بدءاً من وصولها وتعقيمها وإصلاحها من التلف والتمزق حتى تجليدها والعناية بها واطلعنا على الرفوف المغلقة وكيفية عملها ثم عدنا إلى قسم خدمة الباحثين فقدم الطلاب استمارات بعناوين بحوثهم وبعض التفصيلات ليتم التكشيف لهم عنها بالحاسب الآلي وأمضينا بقية الصباح في المركز حتى الظهر.

       وعدنا إلى المركز مساءً للحصول على نتائج بحث الحاسوب وتصوير ما يحتاجه الطلاب من بحوث ودراسات وبعد صلاة العشاء مباشرة انتقلنا إلى مكتبة الرشد وتعد من أكبر المكتبات في مدينة الرياض حيث أمضينا وقتاً طيباً في الاطلاع على الكتب الاستشراقية أو التي تتعلق بالاستشراق وتم بالفعل شراء بعض الكتب.

الثلاثاء 24 شوال 1414هـ مكتبة الملك فهد الوطنية         صباحاً

                           مكتبة الملك عبد العزيز العامة               مساءً

       من أهم نتائج زيارة مكتبة الملك فهد الاطلاع على أقسامها المختلفة ومنها قسم تزويد المجموعات وقسم الدراسات التركية أو أوائل المطبوعات في الدولة العثمانية والاطلاع على قسم الدوريات وقسم الحاسب الآلي حيث أطلعنا المسؤول عن بعض مقتنيات القسم وآخر التطورات في عالم الحاسب الآلي ومن ذلك استخدام الأقراص الليزرية حيث يحتوي القرص الواحد على ما يوازي اثنتي عشرة ألف صفحة. وكان من ذلك مثلاً جميع الرسائل الجامعية التي قدمت في الولايات المتحدة منذ عام 1861 حتى الوقت الحاضر.

       والتقينا الدكتور يحيى محمود بن جنيد (الساعاتي) أمين المكتب الذي رحّب بوفد الكلية وحث الطلاب على الإفادة من الخدمات التي تقدمها المكتبة وقد للطلاب مجموعة من الكتب التي نشرتها المكتبة ومن ضمنها نسخة كاملة من جميع المطبوعات لمكتبة قسم الاستشراق.

       وفي المساء كانت زيارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة التي تجولنا في أنحائها وهي في المعايير الأكاديمية تعد مكتبة متواضعة لكنها تحتوي على عدد من الدوريات العربية والأجنبية المهمة. وقدمت مجموعة من إصدارات المكتبة لجميع الطلاب.

الأربعاء 25 شوال 1414هـ     مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية

       بدأت الزيارة في التاسعة صباحاً حيث تعرفنا على مكتبة "المدينة" والخدمات البحثية التي تقدمها للباحثين وأساتذة الجامعات وتقدم كل طالب باستمارة عن بحثه ليتم التكشيف عنها. ومن المعلوم أن مدينة الملك عبد العزيز متصلة بمراكز المعلومات خارج المملكة وتتركز هذه الخدمة بما كتب في اللغات الأجنبية ووعدوا بإرسال نتائج التكشيف إلى الطلاب على عناوينهم وإمدادهم بالمادة العلمية التي يطلبونها.

       ولعل أبرز ما تميزت به هذه الزيارة وزيارة مكتبة الملك فهد الاطلاع على آخر ما توصلت إليه تقنية المعلومات مما يتيح للباحثين في المملكة الوصول إلى قواعد المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية، كما اطلع الطلاب على الخدمات التي تقدمها مدينة الملك عبد العزيز إلى الباحثين في جامعات المملكة وجامعات دول الخليج

المعهد العالمي للفكر الإسلامي

       وفي عصر الأربعاء قمنا بزيارة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي حيث التقينا الأستاذ الدكتور أحمد تمراز (رحمه الله) بينما اعتذر الدكتور أحمد توتنجي لانشغاله. ودار الحديث مع الدكتور أحمد حول بحوث الطلاب وأهداف المعهد العالمي للفكر الإسلامي وإنجازاته، وبالنسبة لمشروع المعهد لدراسة الفكر الغربي والحضارة الغربية فقد أشار إلى أن رئيس المعهد فضيلة الدكتور طه جابر العلواني (رحمه الله) سيزور المملكة قريباً واقترح دعوة الكلية لإلقاء بعض المحاضرات على طلبتها وبخاصة طلاب الدراسات العليا ليشرح لهم هذا المشروع المهم.

       وفي نهاية الزيارة قدم الدكتور تمراز بعض إصدارات المعهد هدايا للطلبة ونسخة لقسم الاستشراق

       وفي يوم الخميس الموافق 26 شوال 1414هـ عاد الجميع إلى المدينة المنورة

       ملاحظات واقتراحات وتوصيات

أولاً: لقد كانت هذه الرحلة ولله الحمد مثمرة جداً في تعريف الطلاب على مراكز البحث العلمي والمكتبات الجامعية المهمة. وقد أفادوا كثيراً في الحصول على مادة علمية تتعلق ببحثهم خاصة وبالاستشراق عموماً كما إن بعضهم ينوي تكرار الزيارة لاستكمال الفائدة.

ثانياً: كان الطلاب على مستوى عالم من المسؤولية والالتزام بالمواعيد والسلوك الرفيع عدا الطالب شايق الرحيلي الذي يغيب لأعذرا مختلفة بعضها مقبول بينما بعضها الآخر لا يمكن قبوله ويعد تقصيراً وتكاسلاً ومع ذلك فقد قدّمت استمارة لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية للتكشيف حول بحثه رغم غيابه.

ثالثاً: كان استقبال عمادة شؤون الطلاب لوفد الكلية جيداً ولم شتك الطلبة من أي أمر في الإسكان أو المعيشة أو المواصلات.

رابعاً: أقترح ببعث خطابات شكر لكل الجهات التي قمنا بزيارتها لما قدموه لوفد الكلية من خدمات ولما في ذلك من لفتة جميلة سيكون لها وقع طيب على الرحلات القادمة، وتجدون طية مسّودة هذه الخطابات.

خامساً: كان برنامج الرحلة يقتضي زيارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بعد زيارة جامعة الملك سعود وقد وجدنا أن الأفضل تقديم زيارة المركز على المكتبة.

       هذا وفي ختام هذا التقرير أشكر لفضيلة عميد الكلية يقته الكريمة في اختياره مشرفاً على هذه الرحلة التي كانت مثمرة ليس للطلاب وحدهم، بل أفدت منها شخصياً على الرغم من معرفتي بهذه المراكز والكليات من قبل.

       وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

       وتقبلوا أصدق التحيات

                                                د. مازن بن صلاح المطبقاني

                                                  28 شوال 1414هـ