طرائف ولطائف من المغرب (المقال الثاني)



March 14, 2011 at 11:15pm
القضاء المغربي يُنْتَقَد:
  أوردت إحدى الصحف خبراً عن فرنسي تجاوز الستين من عمره يستدرج فتيات دون العشرين إلى شقة في إحدى المدن المغربية ليمارس معهن الجنس أو على الأصح ليزني بهن، فلا يحكم عليه إلاّ بستة أشهر سجناً نافداً. فهل هذا ثمن العرض المغربي عند القاضي أو إن القاضي يعاقب الفتيات اللاتي استدرجن، وهل الفقر وحده هو السبب لانسياق الفتيات إلى مثل هذه الأعمال أو ثمة أسباب أخرى على القاضي أن يبحثها. وهذه ليست القضية الوحيدة في المحاكم المغربية فقد تحدثت الصحف المغربية عن لبناني وعراقي يحملان الجنسية الدنماركية يستأجران منزله جعلاه وكراً للدعارة وبعد إلقاء القبض عليهما وعلى صاحب المنزل تم إخلاء سبيلهم بفدية لا تزيد على ألفي درهم. ولا شك أنهم سيغادرون تراب الوطن دون أن يتعرضا لأي ملاحقة. (لا يزال مثل هذا التساهل موجوداً حتى اليوم كما يُخبرنا الإنترنت في أخباره)
الفساد ذو العلاقات الدولية:
تعرض رئيس الخطوط المغربية الملقب بن هيمة لحملة صحفية حتى إنه كان الموضوع الرئيس في إحدى الصحف المساء، وفي هذا الخبر يتحدثون عن سوء تدبيره وإدارته للشركة وتكبدها خسائر بالملايين وكل مؤهلاته أنه ابن أخت الرئيس الفرنسي السابق شيراك. وأتعجب حكمنا الاحتلال الفرنسي سابقاً وجاء أصهار وأحفاد ليواصلوا المسيرة. وهذا المسؤول خاله فرنسي وفي المثل الأردني يؤكدون على الخال وخال الخال حيث يقول المثل "عيناك على خال الخال". فانظر هنا إلى كيف توصل المصاهرة أصحابها إلى أعلى المناصب. ولولا الحياء لذكرت أبيات في الشعر العربي الصريح لكيفية إيصال المصاهرة أصحابها إلى الوزارة وما فوق الوزارة. وقرأت في قضية خلافات الأمير رشيد ابن عم الملك مع الملك كيف أن أمير مغربي أو أميرة تزوج أو تزوجت من ابن ملحق أو ابنة ملحق عسكري أوروبي.
ظلم في المؤسسة التعليمية المغربية
      كتب العيدي هشامي في صحيفة المساء العدد (1358) يوم 3/فبراير /2011 مقالة بعنوان "من لا يدافع عن حقوقه لا يستحق أي حق" وفي هذه المقالة دعا المعلمين والمعلمات الذين هضمت حقوقهم من وزارة التعليم  أن يقفوا صفاً واحداً ويقاضوا المسؤولين، ومما قاله: "ربما آن الأوان ليأخذ رجال ونساء التعليم بمقولة دولة الحق والقانون وأن يلجؤوا إلى العدالة ويقاضوا الحكومة المغربية فجل الفئات لحقها الضرر المادي والمعنوي وأسرة التعليم أصبحت تعاني من الفقر والتهميش  وأصبحت مجالاً لتنكيت الأميين والجهلاء في الإعلام الرسمي وفي الشارع وفي المقاهي. هذا الوقت الذي تهوي به الحكومة المغربية بآلاف الأطنان من المذكرات والإصلاحات والخطط الفاشلة: امتحانات مهنية مشبوهة، وعود بالترقية دون الالتزام بالقانون ...." وختم مقاله بالعبارة "ومن لا يحسن الدفاع عن حقوقه لا يستحق أي حق"
أسماء الملوك في الشوارع
لاحظت تكرر وجود اسم محمد الخامس في عدد من المدن المغربية مثل فاس والدار البيضاء ومراكش وأغادير وغيرها، وهناك شوارع باسم الحسن الثاني ومنذ تولي الملك محمد السادس صارت هناك شوارع رئيسة باسمه في كل المدن المغربية. لست معترضاً على التسمية ولكني أتساءل هل يحب الملوك أن يذكرهم الناس حين يسيرون في هذه الشوارع؟ أليسوا يرون صورهم في كل متجر وحانوت وإدارة؟ ألا يرون صورهم معلقة في الشوارع؟ بل ألا يرون تماثيل نصفية لبعض الزعماء والملوك مصنوعة من النحاس أو البرونز موجودة في أكثر من مكان؟ أليس ثمة طريقة تجعل الناس يتذكرون الملك أو أي ملك أو رئيس؟ ألا يمكن أن يكون ذلك بنشر العدل والمساواة وتوفير الحياة الكريمة للشعب من خلال مراعاة معايير الأمانة والقوة في اختيار المسؤولين كما قال يوسف عليه السلام (حفيظ عليم) أو كما قالت ابنة شعيب عليه السلام (يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين) ولاحظت أيضاً في المغرب أن بعض الشوارع يسبق الاسم فيها كلمة "مولاي" و" سيدي" وإن ارتضى المغاربة أن فلاناً مولاهم وسيدهم أليس من الأولى أنهم حين يختارون أسماء الصحابة الكرام لبعض الشوارع أن يضيفوا إليها عبارة (رضي الله عنه) لقد كتبت أُثني على أمانة المدينة المنورة أو الشركة المسؤولة عن تسمية شوارع المدينة أنها في حي الهجرة أو القصواء أو ما يعرف بمخطط الأمير نايف فحين أضافت عبارة (رضي الله عنه) لأسماء الصحابة الكرام، وطالبت أن تضاف هذه العبارة للشوارع الكبرى حيث في المدينة المنورة شوارع بأسماء أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم ولم يكتب في اللوحات هذه العبارة. وأخيراً قرأت أن وزير الشؤون البلدية في المملكة أمر بإضافة (رضي الله عنه) إلى أسماء الشوارع التي تحمل أسماء الصحابة وإني لأتساءل بعد مرور ستة أشهر متى ينفذ الأمر. وفي الوقت نفسه ثمة شارع مكتوب عليه (سماحة العلامة الشيخ....) ولا أدري هل أكملوها ب (رحمه الله) أو لا.
الباحثون عن العمل:
      تلميع الأحذية عمل من لا عمل له، أو من لا يتقن شيئاً من المهن، ولا يعمل شخص في هذه المهنة إلاّ لأنه لم يجد مهنة غيرها، كما أنه من الممكن أن بعض الناس ليس لديه همّة وعزيمة للبحث عن مهنة أخرى، بل ربما أحبّ بعضهم الكسل، فرأى أنه في تلميع الأحذية لا يبذل جهداً كبيراً كالعمل المهني أو الأعمال الشاقة. ولكن لو تركنا تلميع الأحذية التي سمعت أنشودة وأنا صغير عن حمل الصندوق والكرسي (ليجلس عليه من يلمّع الحذاء وليس صاحب الحذاء) وفي الأنشودة يخاطب ماسح الأحذية من ذهب للتنزه يوم العيد ومعنى ذلك أنه محروم من النزهة لاضطراره للعمل.
هناك أعمال والله إنها غير لائقة فقد شاهدت عدداً من الشباب يضج حيوية يتجول صباحاً يبحث في صناديق النفايات عن قوارير البلاستيك أو غيره. فلماذا يحتاج إنسان له كرامته التي كرّم الله بها بني آدم أن يهين نفسه بهذه الطريقة؟ كما وجدت مهناً عجيبة مثل أنني سمعت من يصيح (نخالة للبيع) ولم أفهم ما يقول فسألت خديجة فضحكت من سؤالي وقالت لي حاول أن تفهم فتقدمت إلى حمار الرجل لألمس الكيس لأعرف ما فيه كما يعمل العطارون- وكان جدّي رحمه الله عطّاراً- فلم أعرف فأراني الرجل ما في الخرج. فكم يمكن أن يكون دخل الرجل في يوم أو في أسبوع أو حتى شهر.
  وهناك من يجمع الملابس القديمة أو يجمع الأواني  أو يجمع العلب الألمنيوم أو من يبيع الذرة المنفوشة (الفشار) ولا تزيد قيمة الكيس عن بضع دراهم فماذا يكون دخل مثل هذا البياع؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية