تقرير عن الملتقى الدولي حول: الدراسات الاستشراقية: الخطاب والقراءة

          بسم الله الرحمن الرحيم

الاسم: د. مازن بن صلاح مطبقاني

الرتبة العلمية: أستاذ مساعد الدراسات الإسلامية عند المستشرقين

الجهة التي ينتسب إليها: قسم الاستشراق – كلية الدعوة بالمدينة المنورة (جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية.

لغة المؤتمر: اللغة العربية

مكان المؤتمر وتاريخه: جامعة وهران كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية وهران 18-20 محرم 1421هـ 23-25 أبريل 2000م  

موجز عن البحث المقدّم: عنوان البحث هو: "مكانة الاستشراق بين المذاهب الفكرية المعاصرة" أما ملخص البحث فهو الآتي:    

       صحيح أن الغرب ألغى مصطلح استشراق في المؤتمر الدولي للجمعية الدولية للمستشرقين (عـام 1973م) التي أصبحت تسمى "الجمعية الدولية للدراسات الإنسانية حول آسيا وأفريقيا" ثم أصبحت "الجمعية الدولية للدراسات الأسيوية والشمال أفريقية"، ولكننا في العالم الإسلامي ما نزال نصر على هذا المصطلح. وقد يكون للغرب مبرره في رفض التسمية وللمسلمين مبرّراتهم في الاحتفاظ بهذا الاسم. ومهما يكن الأمر فإننا في العالم الإسـلامي نَعُدُّ الاستشراق (الدراسات العربية والإسلامية في الغرب) من المواد التي تدرس ضمن مقررات الدراسات الإسلامية بصفته أحد المذاهب الفكرية الهدّامة، ولذلك فإن العديد من الكتـب المتخصصة في الاتجاهات الفكرية أو المذاهب الفكرية المعاصرة تجعل الاستشراق أحد هـذه المذاهب أو الاتجاهات. وتتناول الاستشراق بصورة نمطية مكررة نشأة الاستشراق، دوافـع الاستشراق، وأهدافه، ومدارسه الجغرافية أو الفكرية.

      فهل الاستشراق حقاً أحد المذاهب الفكرية أو الاتجاهات الفكرية؟ وهل ينطبق على الاستشراق ما ينطبق على الوجودية أو الماركسية أو العولمة أو الماسونية؟

      هل يمكن البحث في الاستشراق بعيداً عن مثل هذا التصنيف؟ وهل يمكن البحث فيه دون الأفكار المسبقة بأن الاستشراق شر كله؟

   ينوي الباحث في هذا البحث محاولة التوصل إلى أسباب تصنيف الاستشراق ضمن الأفكار الهدّامة بهدف الخروج من الأفكار المسبقة محاولاً التوصل إلى جعل الاستشراق ضمن دراسة الغرب دراسة شاملة بحيث لا تأخذ دراستنا لهم في مجال الدراسات العربية الإسلامية أكثر مما يجب. ويمكن أن نتساءل هل يشغل الغرب نفسه بما نقوله عنه، وهل جعل لهذا الأمر أقساماً علمية؟

وينبغي أن ندرك أنّ الدراسات العربية الإسلامية في الغرب تستمد قوتها وانتشارها من خلال الإمكانات الضخمة المتوفرة لها التي تكفل لها الانتشار في أنحاء العالم، فرابطة دراسات الشرق الأوسط الأمريكية تضم آلاف الباحثين من شتى أقطار الأرض، فهل نسعى نحن في العالم الإسلامي إلى دراسة أنفسنا وتكوين الرابطات المتخصصة في ذلك ويكون لنا يد في توجيهها الوجهة التي توضح الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين مع اعتبار أن دراسة الإسلام والمسلمين حق من حقوق أي شعب يريد أن يقوم بهذه الدراسة.  وقد حاول الباحث في بحثه الإجابة عن هذه التساؤلات واستنتج أن الاستشراق يمكن أن يعد ضمن الاتجاهات الفكرية المعاصرة لما ظهر من سمات معينة في الدراسات الاستشراقية وفي الدراسات المتأثرة بدراسات المستشرقين ومناهجهم. ولكن أضاف الباحث أن دراسة الاستشراق يجب أن تكون ضمن إطار أكبر بأن يتم افتتاح أقسام أو كليات للدراسات الأوروبية والأمريكية ويدرس الاستشراق كجزء من هذه الدراسات ذلك أن المستشرقين إنما هم نتاج بيئتهم الفكرية والاجتماعية والعقدية وأنظمتهم الاقتصادية الثقافية.

موجز عن المؤتمر ومحاضراته:

تسلمت كلية الدعوة بالمدينة المنورة دعوة سعادة عميد كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بجامعة وهران بالجزائر للمشاركة في الملتقى الدولي حول: الدراسات الاستشراقية: القراءة والخطاب، كما تلقيت دعوة خاصة من سعادة العميد نفسه. وحرصاً منّي على الإفادة من مثل هذه الملتقيات التي تضم نخبة من علماء العالم الإسلامي المتخصصين في الدراسات الإسلامية ولهم اهتمام بالاستشراق وشؤونه ونظراً لأن قسم الاستشراق بالمدينة المنورة هو القسم الوحيد في العالم الإسلامي المتخصص في الاستشراق عموماً فقد عزمت على المشاركة في هذا الملتقى.

وأعددت ملخصاً لموضوع أرغب في تقديمه في الملتقى بعنوان "الاستشراق ومكانته بين المذاهب الفكرية المعاصرة" وتقدمت إلى مجلس قسم الاستشراق للاستئذان بحضور الملتقى وللحصول على الإذن الرسمي لذلك. فأحمد الله عز وجل أن حصلت على الإذن قبل انعقاد الملتقى بأسبوع وأحمد الله أن الوقت كان كافياً لترتيب الحصول على التذكرة والاستعداد للسفر إلى الجزائر رغم أنه لا توجد رحلات مباشرة في الوقت الحاضر تربط المملكة بالجزائر.

وأرسلت إلى اللجنة المنظمة فكرة الموضوع وقبلت الفكرة وكان على أن أرسل الموضوع قبل الملتقى بعدة أسابيع ليتم إدراجه ضمن جدول المحاضرات. ولم أتمكن من إتمام البحث في الموعد ولكن اللجنة المنظمة أدرجت اسمي في البرنامج ثقة منها بأن الموضوع الذي سأقدمه جدير بالتقديم كما أنني اتصلت بهم هاتفياً أؤكد حضوري.

وأبدأ بالقول إنني تمنيت أن أرى ممثلين عن الجامعات السعودية وبخاصة قسم الاستشراق في هذا الملتقى، ولكن لم يشارك أحد غيري في هذا الملتقى من السعودية وللأسف. وكانت المشاركة من الجامعات الجزائرية هي الأغلب وكان للمغرب وتونس ومصر حضور بارز في المؤتمر، كما أن بعض جامعات الإمارات وقطر كانت ممثلة في المؤتمر (وإن كان الممثلون مصريين).

وقبل أن أتناول جلسات المؤتمر وأقدم ملخصاً لبعض البحوث التي قدمت فيه أود أن أشير إلى أن هذا هو الملتقى الثاني الذي يعقد في دول المغرب العربي في السنوات الأربع الأخيرة حول الاستشراق فقد كان ملتقى عام 1417هـ في تطوان بالمغرب حول الاستشراق والدراسات الإسلامية وحضره أكثر من أربعين باحثاً وشارك في الملتقى عدد من المستشرقين الكبار. وقد سئلت أكثر من مرة هل عقدت أية مؤتمرات في قسمكم حول الاستشراق أو هل تنوون عقد مؤتمرات أو ملتقيات أو ندوات حول الاستشراق، فقد ذكرت لهم أن النية موجودة وقد قدمت عدة اقتراحات بهذا الصدد وأرجو أن تتم الموافقة عليها، فهذا القسم أولى بعقد المؤتمرات المتخصصة في هذا المجال لخبرته الطويلة (نسبياً: أربعة عشر عاماً) في هذا المجال.

الجلسة الأولى الافتتاحية:

بدأت الجلسة الأولى الافتتاحية بتلاوة آيات بينات من كتاب الله العزيز وكانت من سورة آل عمران وبصوت جميل، وهي السورة التي نزل معظمها بين يدي قدوم وفد نصارى نجران إلى المدينة المنورة للقاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفيها محاورة للنصارى في مسائل عقدية هامة. ثم ألقيت بعض الكلمات الرسمية منها كلمة عميد الكلية وكلمة وزير التعليم العالي وكلمة مدير جامعة وهران وكلمة السادة الضيوف.

ثم انطلقت الجلسة الأولى وكان محورها هو (الحركة الاستشراقية–صورة الإسلام في الفكر الاستشراقي قديماً وحديثاً) وترأس الجلسة عميد الكلية الدكتور عبد الكريم بكري. وأما الأوراق المقدمة فكانت كما يأتي:

1-    الدكتور عبد الشافي محمد عبد اللطيف- كلية اللغة العربية جامعة الأزهر – (نشأة الاستشراق وتطوره إلى الحروب الصليبية) تناول الباحث نشأة الاستشراق وتطوره ولم يكن في المحاضرة جديد سوى ما ختم به ملخصه بأن الأصوات العاقلة في الاستشراق والمنصفة لم يكن لها تأثير يذكر في الذهنية الأوروبية "بينما الذي ترسب في تلك الذهنية والذي لا يزال يعلم لأبناء أوروبا في المدارس والجامعات هو الركام الحاقد على الإسلام والمسلمين والذي غرسه الاستشراق المتعصب والذي صور لهم الإسلام في صورة بشعة فهو دين التخلف والإرهاب بحيث ينشأ أبناء أوروبا وهم لا يكرهون الإسلام فقط بل يحتقرونه ويحتقرون أهله وينظرون إليهم نظرة استعلاء وعجرفة"

2-     د. الطيب بودرباله–كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة باتنة–الجزائر. حاول الباحث من خلال اختصاصه في الأدب المقارن توظيف أحدث المناهج في مجال دراسة الآخر وتبيان منطق تلك الصور ووظيفتها.

3-   د. أحمد عيساوي –كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية بجامعة باتنة/ الجزائر. وعنوان بحثه (أثر الاستشراق في استغراب الفكر العربي- سلامة موسى نموذجاً) تناول الباحث في بحثه الذي قدمه سلبيات الاستشراق عموماً وتأثيره السيئ في العالم الإسلامي وفي دقائق قليلة اختار بعض نصوص من كتابات سلامة موسى وعرضها وانتقدها.

 الجلسة الثانية وموضوعها: الاستشراق والدراسات القرآنية 

       قدمت في هذه الجلسة عدة أوراق هي كالآتي:

1-  د. مصطفى البغا- كلية الشريعة –جامعة دمشق سوريا وعنوان بحثه (الاستشراق والقرآن الكريم)

2-  الشيخ أحمد الشريف الأطرش السنوسي –كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية وعنوان بحثه (الرؤية الاستشراقية وعلومه الدينية) تحدث عن الاستشراق عموماً ثم أوضح اهتمام المستشرقين بالقرآن الكريم مكيّه ومدنيّه والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه وغير ذلك من القضايا ويرى إن عليهم أخطاءهم ولنا إصابتهم وقد يكون الخطأ غير مقصود لقصورهم في اللغة العربة أو محاولة الترجمة الحرفية ..."

3-   د. حسن عزوزي – كلية الشريعة بجامعة القرويين فاس بالمغرب وعنوان بحثه (الدراسات القرآنية في مناهج البحث الاستشراقي الحديثة.) أوضح الباحث في بحثه أن أبرز ملامح مناهج المستشرقين في دراسة القرآن الكريم هي الآتي:"

أ‌-    منهج التشكيك فيما هو قطعي

ب‌- إهمال المصادر القرآنية الأصيلة والاحتفاء بدراسات المستشرقين السالفة.

ج‌- منهج الأثر والتأثير

د‌-  المنهج الافتراضي

هـ-  المنهج الإسقاطي

و- التركيز على المرحلة التأسيسية للحقل القرآني بهدف تدمير الثقة في مقوماتها. وحاول الباحث الكشف عن أسباب وقوع المستشرقين معاصرين أو قدامي في أخطاء وتأويلات مغرضة فيما يخص أبحاثهم المتعلقة بالقرآنيات مؤكدين على وجه الخصوص على أن مناهج القوم تعالج بشكل أساسي الظواهر والوقائع وفق منظور مادي وعقلي محض، وهذا ما لا يتناسب ودراسة القرآن الكريم التي لا تخضع لمنهج التجربة ولا يمكن أن تطوع لأحكام العقل."

4-   الدكتور مصطفى عبد الغني رئيس القسم الثقافي بجريدة الأهرام والأهرام الدولية بالقاهرة. وعنوان بحثه (ترجمة جاك بيرك لمعاني القرآن الكريم – من القراءة إلى التفسير) تناول الباحث بالنقد ترجمة جاك بيرك لمعاني القرآن الكريم، ومن الأخطاء التي أخذها عليه أنه ابتعد عن روح العصر الذي نزل فيه القرآن الكريم في تفسير معاني بعض الألفاظ القرآنية. ويرى الباحث أن جاك بيرك وقع بين صنفين من المستشرقين المستشرق "غير المخلص القوي في وعيه التراثي ويمثل هاذ النوع كل من (نولدكه) و(ماسنيون)، والآخر ينتمي إلى فئة المستشرق غير المخلص المعادي لنا ويمثل هذا النوع كل من (رودنسون) و(ناداف سفران) خاصة حين نتحدث عن المتن القرآني والتصوف وما إلى ذلك من علوم القرآن."

 الجلسة الثالثة- الاستشراق والمستشرقون:

وتضمنت الجلسة الأوراق الآتية:

1- أستاذة عقيلة حسين –كلية أصول الدين جامعة الجزائر وعنوان بحثها (المرأة المسلمة والفكر الاستشراقي) تناولت الباحثة في بحثها مقدمة عن الاستشراق وفئات المستشرقين ثم قدمت توضيحاً لاهتمام المستشرقين بموضوع المرأة المسلمة والمصادر التي اعتمدوها في دراساتهم وأوضحت اهتمامهم بمصادر لا يعدها المسلمون مصادر معتمدة في دراسة دينهم وتاريخهم وحياتهم الاجتماعية ومنها على سبيل المثال كتاب الأغاني. ثم قدمت نماذج من طعنات المستشرقين للإسلام في هذا المجال. وقالت في ختام ملخصها عن أهداف المستشرقين بأنهم يسعون إلى" تحقيق مجموعة أهداف خطيرة ترمي إلى هدم الأسرة، وتدمير المجتمع المسلم ودفع المرأة إلى أن تكون أداة للأهواء والرغبات وإخراجها من مكانتها ورسالتها وتحطيم القيم الاجتماعية والنفسية في شأن العلاقة بين الرجل والمرأة.. "

5-      الدكتور عبد الحميد بو زيد كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة باتنة/ الجزائر. وعنوان بحثه (الاستشراق في الجزائر أبعاده وأخطاؤه) تناول الباحث أثر الاستشراق في الجزائر التي استمر فيها الاحتلال أكثر من مائة وثلاثين سنة وكان له صولاته وجولاته ومن هذه الآثار ما ذكره الباحث " ومن ذلك عمل على إحياء الخلفيات التاريخية والحضارية والثقافية كإحياء البربرية والعنصرية وحتى الاجتماعية مستعملاً اللغة والمرأة والثقافة والتربية والاقتصاد كوسائل ضاغطة لتمرير مشاريعه وأهدافه وقد يحدث ما يريد عن طريق مرتزقته الذين وظفهم لذلك إن وجد الباب مفتوحاً."

6-   الأستاذ مسعود فلوسي –كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية جامعة باتنة/ الجزائر. وموضوع بحثه (مدى التزام المستشرقين بالمنهج العلمي في كتاباتهم عن الإسلام وتاريخه وحضارته)  قدم الباحث نماذج من كتابات المستشرقين التي يزعمون أنهم يلتزمون فيها المنهج العلمي وبين أنهم بعيدون كل البعد عن هذا المنهج وختم بقوله:" إن المستشرقين في كل ما يكتبونه يدرسون على قواعد المنهج العلمي التي يدعون الالتزام بها ويضربون عرض الحائط بكل المبادئ والأعراف العلمية التي يتظاهرون بالحرص على التطابق معها وهذا ما يجعل بحوثهم تذهب بعيداً لتنحرف عن إصابة النتائج العلمية الصحيحة وتنصب في خدمة أهداف تبشيرية واستعمارية حاقدة ومتعصبة يكرس المستشرقون أعمالهم عادة لتحقيقها."

 اليوم الثاني: الجلسة الرابعة: الاستشراق والدراسات التراثية:

قدم في هذا المحور الأوراق الآتية:

1- د. أبو لبابة حسين –كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وموضوع بحثه (موقف المستشرقين من السنة المشرفة) تحدث الباحث حديثاً عاماً عن الاستشراق وأهدافه ومناهجه ولم يترك للحديث عن موقف المستشرقين من السنّة إلاّ بعض الوقت وكان حديثاً عاماً. ولكن الدكتور أبو لبابة خبير بهذا الموضوع حيث إن له باعاً طويلاً في الرد على المستشرقين في هذا المجال وقد نشر عدة بحوث بهذا الصدد.

2-    الدكتور محمد عبد النبي كلية أصول الدين بجامعة الجزائر وكان بحثه بعنوان (ملاحظات على بعض الآراء النقدية لأعمال المستشرقين) عرض الباحث لنماذج من نصوص في ميدان الحديث وعلومه كتب حولها المستشرقون كما عرض لمن قام بنقدهم من العلماء المسلمين وأخضعها الموازين النقد والتحليل.

3- د. الملكي اقلاينة من كلية الآداب –تطوان بالمغرب وعنوان بحثه (تعامل جولدزيهر مع السنّة) قدم الباحث بحثاً دقيقاً في فهمه لنشاط جولدزيهر العلمي وموقفه من السنّة النبوية المطهرة وأوضح الأخطاء المنهجية في تناول جولدزيهر للسنة النبوية.

4- الدكتور أبو عمران الشيخ جامعة الجزائر وموضوع بحثه (صورة الإسلام في معجم الديانات –باريس 1985م) لقد استنتج الدكتور أبو عمران أن الدراسات الغربية التي تقدم الإسلام لقرائها اليوم "لا تختلف في معظمها إلاّ قليلاً عن سابقاتها في القرنين الماضيين، إنها تتسم غالباً بالتعصب والذاتية وتبتعد عن المنهج العلمي السليم وإن كانت هناك محاولات قد اجتهدت في تقديم صورة واضحة عن الدين الإسلامي وحضارته بشيء من الإنصاف والموضوعية النسبية ويأتي "معجم الديانات" بمحاولة من هذا النوع. وذكر الباحث أن المعجم تضمن مواد مثل: الإسلام، الله، القرآن، الحديث، التوحيد، الشرع، العبادات، التصوف.. الخ وكان انتقاد الباحث أن "جل المؤلفين هم من رجال الكنيسة ولم يشاركهم علماء مسلمون رغم وجودهم في مختلف الأقطار ولا ندري لماذا...وأشرف على المشروع ثلاث مؤسسات مسيحية هي جامعة "لوفان" (بلجيكا) ومعهد باريس الكاثوليكي، وجامعة "السوربون" وأُبعدت المؤسسات الإسلامية بطبيعة الحال.. ولذا جاء المعجم بآراء لا تعكس الحقيقة وإنما هي تعبر عن رؤية مسيحية للإسلام." وقد بين المحاضر نماذج من ذلك في المحاضرة.

الجلسة الخامسة وكان موضوعها الاستشراق والدراسات التراثية وقدمت فيها الموضوعات الآتية:

 1-   الدكتور حميد لحمر كلية الآداب بفاس جامعة سيدي محمد بن عبد الله –المغرب. وعنوان بحثه هو (من جهود الاستشراق الألماني في فهرسة التراث العربي الإسلامي وتحقيقه ونشره) ونظراً لأن الباحث عضو في جمعية المستشرقين الألمان وعضو أيضاً في خلية البحث في التراث بجامعة بون بألمانيا فإنه كان على دراية جيدة بموضوعه وقد ذكر في بحثه أن فترة النصف الأول من القرن التاسع قد تميزت بالنسبة للاستشراق الألماني "بالجدية في تعامله مع التراث العربي الإسلامي بصفة عامة ينضاف إلى هذا جديته في دراسته لبعض الموضوعات حول الإسلام والمسلمين ونـبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم." وذكر جهود المستشرقين الألمان أيضاً في تحقيق بعض كتب التراث وفي إعداد فهارس لآيات القرآن الكريم وغير ذلك من النشاطات العلمية. وأشار الدكتور لحمر إلى بعض ما قام به أساتذة عرب من إعادة نشر بعض كتب التراث التي حققها المستشرقون كما هي ناسبين التحقيق لأنفسهم وإنما كان الأمر سرقة علمية صريحة.

2-    د. رضوان بن غربية –كلية أصول الدين بجامعة الجزائر –الجزائر وعنوان بحثه (التقييم العلمي لجهود المستشرقين في الدراسات التراثية) جعل الدكتور بن غربية أساس بحثه قول الله عز وجل  (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) كما استشهد بقول عبد الرحمن بن مهدي "إن أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم وأهل الأهواء لا يكتبون إلاّ ما لهم" ولذلك فعلينا أن نقوم بجهد كبير في تقويم جهود المستشرقين في مجال تحقيق التراث ونشره قبل أن نقدم رأيا فيما إذا كانوا فعلاً هم أصل هذا العلم وأهله كما قال أحدهم "إن نقد النصوص القديمة من شعر وغيره علم من جهة وصناعة واصطلاح من جهة أخرى قد نشأ هذا العلم وترعرعت هذه الصناعة في أوروبا منذ القرن الخامس عشر بعد الميلاد."

3- د. عبد الكريم عوفي– قسم اللغة العربية-كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة باتنة ورئيس المجلس العلمي بالكلية. وعنوان بحثه (جهود المستشرقين في إحياء التراث العربي الإسلامي) ذكر الدكتور عوفي أن جهود المستشرقين كبيرة في مجال تحقيق التراث وهم لم يقتصروا على جانب واحد من هذا التراث فهناك التحقيق في كل كتب العلوم الشرعية واللغة والتحقيق في مجال التاريخ، والأدب والعلوم وغيرها. وأضاف بأن المستشرقين ليسوا على مستوى واحد في التحقيق والفهم فهم على ثلاثة أصناف فمنهم من "لا يمتلك ناصية اللغة فأضر بالتراث، وضرب متعصب لاتجاهات دينية وسياسية، وضرب متمكن من آليات البحث مخلص للعلم فخدم تراثنا خدمة كبيرة."

4-د. عمار يزلي –كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران- الجزائر وعنوان بحثه (متكآت القراءة الاستشراقية للموروث الثقافي الجاهلي) يرى الباحث أن الاهتمام الاستشراقي بالتاريخ العربي الجاهلي إنما هو" أحد أهم محاور القراءات الاستشراقية على الأقل فيما يتعلق بالقواعد الاتكائية والدعائية للقراءات الأخرى: اللغوية والفكرية خلال الفترة وبعدها." وذكر الباحث أن الاستشراق في تأكيده على مسلمات مثل "الأمية" و"الجاهلية" وعدم "قابلية الفكر العقلاني" وابتعاد العرب عن "الإنتاج المادي" إنما هي تنطلق من المنهجية الأوروبية في النـزعة المركزية الأوروبية وعند الفكر الديني الكاثوليكي والاعتقاد الأسطوري اليهودي ذي الميل العنصري.

 

الجلسة السادسة: الاستشراق والدراسات اللغوية:

وقد تضمنت الأوراق الآتية:

1- د. بكري عبد الكريم –عميد كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية. وعنون بحثه (نظرات لغوية في كتابات المستشرقين)

       2- د. عبد الجليل مرتاض – كلية الآداب –جامعة تلمسان –الجزائر وعضو المجلس الأعلى للغة العربية. وعنوان بحثه (بصمات استشراقية في اللغة العربية)

       3- د. عمار ساسي –كلية الآداب جامعة البليدة /الجزائر. وعنوان بحثه (اللسان العربي في الفكر الاستشراقي: الحق الذي أريد به الباطل) حاول الباحث الرد على آراء المستشرقين حول اللغة العربية وذلك بتقديم دراسة عن عبقرية اللغة العربة وفضلها من خلال دراسة اللسان العرب والاشتقاق والدخيل والإعراب. فهو يرى أن الدراسة من الداخل هي الكفيلة بالفهم الصحيح لعبقرية اللسان العربي.

          4- د، احمد حساني –كلية الآداب والفنون واللغات –جامعة وهران /الجزائر وموضوع بحثه (ماذا قدّم المستشرقون للبحث اللساني العربي؟ وفي هذا البحث أكد على أن للمستشرقين جهوداً بارزة في "ترقية البحث اللساني العالمي بعامة والعربي بخاصة فهم كما عرّفوا الغرب بحضارة الشرق وثقافته كان " حرص عصبة أخرى منهم على تعريف الآخر بالقيمة العلمية للتراث اللساني العربي ...وهو الأمر الذي جعل أقطاب اللسانيات العالمية يلتفتون إلى الرصيد المعرفي للموروث اللساني العربي ويعتمدونه في تنظيرهم للغات الإنسانية وتطورها عبر الحقب الزمنية التي مرت بها الحضارات الإنسانية المتعاقبة."

       5- جارزي لسينا. Jerzy Lacina - معهد الدراسات الاستشراقية بمدينة بوزان في بولندا. وعنوان مداخلته (قاموس عربي بولندي) والدكتور لسينا قام بإعداد معجم بولندي عربي وهو عمل كبير بذل فيه جهداً كبيراً وقد تناول في محاضرته جهده في إعداد هذا المعجم والمصاعب التي واجهته في ذلك. وقد صدر هذا المعجم عام 1997م.

 الجلسة السابعة: ومحورها الاستشراق والمستشرقون، وقد تضمنت الموضوعات الآتية:

1- الأستاذة بوحناشة نورة– كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قسنطينة بالجزائر وعنوان بحثها (المرجعية الاستشراقية في تأسيس المشروع الحداثي في قراءة التراث العربي الإسلامي.) انطلقت الباحثة في بحثها من تعريف الاستشراق بأنه "إعادة قراءة الشرق بمنطق سلطوي يؤسس للتميز بين نمط المعرفة الغربية التي توصف دائماً بالعقلانية وبين الثقافة الشرقية التي بدت في كل التقريرات الاستشراقية عنواناً لنمط التفكير الأسطوري ونموذجاً لعقل لا يمتلك الربط بين البرهان وبين المقدمات والنتائج المنطقية، لذلك فهو فاقد للقدرة على نتائج العلم بمضمونه الموضوعي وعاجز عن التحليل السبـبي للظواهر الطبيعية ...وأكدت أن المشروع الحداثي الغربي يدعو إلى القطيعة مع التراث العربي الإسلامي وترى أن هذا الأمر "يفتقد إلى قاعدة الابستمولوجية للانطلاقة وعلى العموم فإن للاستشراق دور رائد في التأسيس لهذه الرؤية ذلك أن أغراضه التي ابتغاها من قراءة التراث العربي الإسلامي ما زالت تتردد في الخطاب الحداثي وتتمثل فيما يأتي:

أ‌-      عدم الثقة بالذات والتاريخ والتمييز بين العقل والوحي وإعلاء الأول على الثاني

ب‌-  قياس التراث العربي الإسلامي الديني على التراث المسيحي وثم قيام الأدوار التاريخية للحضارة الإسلامية على التاريخ الأوروبي

ج‌-   الشرط الوحيد للقيام والنهضة هو النقد والتحلل من مبادئ العقل الإسلامي كما جاء في القرآن وبالتالي لا بد من نقد البنية الجنيالوجية للخطاب القرآني والخروج على المقدس

د- وإذا كان أركون دعا إلى القطيعة مع المناهج الاستشراقية فإننا نراه يمثل رؤية الاستشراق ولكن بأسلوب استفزازي."

2- الدكتور حلام الجيلالي: أستاذ اللسانيات والمعجمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي بلعباس بالجزائر. وعنوان بحثه (الاستشراق أهدافه وآثاره في الدراسات العربية) وهذا موضوع عام حول دراسة الاستشراق انطلاقاً من الاختلافات في تعريفه وفي تحديد أهدافه وغير ذلك من القضايا العامة حول الاستراق.

3- د. عباسي نور الدين–كلية أصول الدين بجامعة الجزائر- الجزائر. وعنوان بحثه (الدراسات الاستشراقية وموقفها من الفقه الإسلامي) أكد الباحث أن الاستشراق قد أخطأ المنهج في دراسة الفقه الإسلامي فهو بحث " لا يتسم بالبحث عن الحقيقة، بل قاموا بتطويع البحث العلمي لخدمة سياسة الاحتواء والتعصب الديني" وقد ذكر الباحث أيضاً أن دراسة الاستشراق للفقه الإسلامي كانت من ضمن الأسباب في " حدوث خطابات أعلنت العداء لما هو إسلامي."

4- عبد المنعم المؤذن –كلية الآداب والعلوم الإنسانية –جامعة عبد المالك السعدي بتطوان بالمغرب وعنوان بحثه (صدر الإسلام عند المستشرقين: سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عند جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب). وبين الباحث اهتمام لوبون في كتابه في الفصل الأول من الباب الثاني حيث خصصه لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

5-   د. احميدة عميراوي –رئيس قسم التاريخ بجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بمدينة قسنطينة بالجزائر، وعنوان بحثه (الصفحة الأخرى للاستشراق)

  

الجلسة الثامنة: بين الاستشراق والاستغراب. وتضمنت الجلسة البحوث الآتية:

1       - د. عبد الرزاق قسوم –كلية العلوم الاجتماعية جامعة الجزائر وعنوان بحثه (الاستشراق أو الإسلامولوجيا: أصالة في الهدف وتجديد في المنهج)

2- د. عبد الحليم عبد الفتاح عويس –مستشار رابطة الجامعات الإسلامية بمصر وعنوان بحثه (الاستغراب الاستشراقي –خصائصه وأهدافه) تناول الدكتور عويس في محاضرته نماذج من المتغربين من أبناء المسلمين وتأثرهم بالمناهج الاستشراقية وأهدافهم وتراجع بعضهم في بعض آرائهم.

3- د. مازن مطبقاني –قسم الاستشراق –كلية الدعوة بالمدينة المنورة (جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية) وعنوان بحثه (الاستشراق ومكانته بين المذاهب الفكرية المعاصرة) (سبق تقديم موجز عن هذا البحث)

4- د. محمد الدسوقي –كلية الشريعة جامعة قطر. وعنوان بحثه (تقويم الفكر الاستشراقي في ميزان النقد العلمي) وقد كان الباحث تقليدياً في تناوله للاستشراق حيث تحدث عن الاتجاهات المختلفة في نقد الاستشراق وخلص إلى القول:" وزبدة القول إن الفكر الاستشراقي لم يمارس البحث للوقوف على ما في الإسلام من حقائق، ولكن زاوله كلون من ألوان الفكر التاريخي وهو لظروف نشأته لا يبذل جهداً لمعرفة الحقيقة، وإنما لإقامة الأدلة على ما درج عليه من مبادئ وأفكار خاصة"

الدكتور/ عبد العزيز راس المال، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر "بداية الاستغراب و نهاية الاستشراق "

تعرض فيها برؤية نقدية إلى التراث الاستشراقي ..حيث تعرض فيه إلى أقطاب الاستشراق : - آدم متز ، وألفرد بل ، و جاك بيرك ..الخ ، ثم استعرض العمل الذي أفرده إدوارد سعيد حول "الاستشراق"؛ بل وتعرض بشيء من التفصيل للعمل الموضوعي الذي انفردت به زيغرد هونكه" في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب، وكذلك المفكر الألماني المشهور "غوته" الذي وصل به الأمر إلى رفض قاعدة التثليث النصرانية، والإقرار بالوحدانية ... و أخيراً تعرض الدكتور عبد العزيز  برؤيا نقدية إلى أعمال "بورديو" حول الجزائر- الاستشراق المعاصر-، ليخلص في الأخير، بأنه حان الوقت لبداية الاستغراب ، أي دراسة الغرب بنفس المنهجية التي درسنا بها ، حتى لا نبقى أسيري أحكام عاطفية و مرتجلة .

الجلسة التاسعة: الاستشراق والاستغراب، وتضمنت الموضوعات الآتية:

1- الدكتورة فريدة غيوة – كلية العلوم الاجتماعية – جامعة قسنطينة بالجزائر وعنوان بحثها (النـزعة الفوقية في فلسفة الاستشراق) أكدت الباحثة على أن النـزعة الفوقية الأوروبية والاستشراقية بدأت منذ القرن السادس عشر مع بداية الثورة الصناعية وظهور مفكرين من أمثال نيتشة وهيجل وغيرهما، وقد أوردت الباحثة بعض التحليلات لوضع الأمة الإسلامية إزاء الاستشراق فمما قالته:" إن غياب الوعي الذاتي العربي يجعلنا لا ندرك بعد سبب تشييئنا ودخولنا في حيز الموضوعات والأشياء، فهناك عدم حضور ولا يمكن استعادة هذا الحضور الوجودي وتجاوز ما نشعر به من نقص أمام الآخر إلاّ إذا نهضنا بمحض حريتنا..وقدمت بعض الاقتراحات في مواجهة هذه الأزمة ومنها السعي لتوحيد الأمة في مواجهة العولمة والتغريب واستخدام وسائل الإعلام كلها في التوعية الحقيقية أما المصطلحات الوافدة والعمل على تجاوز التخلف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ورفض التقليد والتبعية في السلوكيات الفردية وفي التقاليد والعقائد.

2- د. شائف عكاشة- عميد كلية العلوم الآداب والعلوم الإنسانية –جامعة تلمسان/ الجزائر وعنوان بحثه (سياسة الاستغراب الفرنسي في الجزائر)

3- الدكتور الصادق الساحلي- كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية –جامعة تونس/تونس وعنوان بحثه (سيسيولوجيا الاستشراق: مفاهيم مناهج ونظريات.) قدم الباحث العديد من التساؤلات وحاول تقديم الإجابات عنها ومن هذه التساؤلات (ألم يعرض الاستشراق حضارة أوروبا كمعيار؟ لماذا وضع الإطار النظري لأطروحته في إطار صراعي؟ وأكد على ارتباط علم الإنسان (الأنثروبولوجي) بالاستعمار، ويرى الباحث أن الاستشراق  "يشكل ظاهرة اجتماعية شاملة وكلية تملي إعادة قراءة خطابه حسب منهجية خلدونية بعيداً عن التأوه من جراح الهيمنة والعنصرية والإحباط التي أرادت إثارة البربر ضد العرب." 

4-د. عبد الكاظم العبودي  كلية العلوم الطبيعية بجامعة وهران/ الجزائر وعنوان بحثه (إشكالية العلاقة الثقافية مع الغرب من خلال التبشير والاستشراق ومشاريع المراكز البحثية المعاصرة) حرص الباحث في بحثه على مواكبة التطورات في الدراسات الاستشراقية ولكنه يراها امتداداً للفلسفة الاستشراقية الأصلية وفي ذلك يقول:" إن الخلفية الفكرية والتاريخية والفلسفية التي مرت بها علاقات العرب والمسلمين يمكن ملاحظتها ابتداءً من جذورها الممتدة في عمق الفكر الاستشراقي وانتهاء بوسائل استمرار الهيمنة والتبعية الثقافية من خلال سيطرة مراكز البحوث الجديدة وتوجيهها نحو الدراسات المعاصرة حول واقع العرب والمسلمين" ويصف الباحث الاستشراق المعاصر بقوله:" إن أدوات الفكر الاستشراقي القديم مستكشفون، مغامرون، دارسون، جواسيس استبقوا الحملات الاستعمارية المبكرة فكانت كتاباتهم تخدم أغراضهم ومصالح بلدانهم وإن استثنينا عدداً من الباحثين والعلماء الذين أسهموا في رسم صورة حقيقية لواقع الثقافة والحضارة العربية فإن آخرين قد ذهبوا بعيداً في حروبهم الصليبية والاستعمارية ويعودون الآن من خلال مراكز بحثية تسعى نحو الاقتراب من مجتمعاتنا وجامعاتنا بأساليب أكثر براعة مجندة في صفوفها عدداً  لا يستهان به من أبناء جلدتنا مجندين في حملة الفكر الاستشراقي الجديدة."

الجلسة العاشرة: الاستشراق والاستغراب وتضمنت الموضوعات الآتية:

1- د. البخاري حمانة- كلية العلوم الاجتماعية –جامعة وهران /الجزائر وعنوان بحثه (المثقف العربي بين واقع الاستشراق وحلم الاستغراب) يرى الباحث أن مشروع الاستغراب أي دراسة الغرب إنما هو مشروع "يظل على الرغم من أهميته وجرأته امتداداً غير مباشر لنفس الاستشراق، ذلك ما يؤكده على أي حال استثناء مثل هذا المشروع أو المشاريع الاستغرابية في مفاهيمها وأدواتها ومناهجها وطروحاتها على ذات الغرب وفكره ومفكريه ومن ضمنهم المستشرقين" ويرى الباحث أن هذا المشروع ما زال حلماً فإن الباحث العربي "لم ينجح بعد في إبداع حتى أبسط شروط تحققه." ولكن لماذا النظر إلى هذا المشروع بأنه مستحيل أو حلم ألم يدرس أجدادنا الأمم الأخرى ويعرفونها معرفة حقيقية. ألم يوجهنا القرآن إلى معرفة الآخر الذي تمثل في أهل الكتاب والمشركين في جزيرة العرب وبخاصة في مكة والمدينة؟ ألم يتناول المنافقين في سور عديدة أليسوا هم الآخر؟ أين كتب الرحالة العرب؟ أين كتب الجغرافيين العرب؟ إننا قادرون على دراسة الغرب وفهمه وإنشاء علوم مستقلة تدرس الغرب ومن ضمهم هذا الاستشراق.

2-د. علي يوسف نور الدين –كلية الآداب الجامعة اللبنانية –بيروت لبنان وعنوان بحثه (الاستشراق والاستغراب بين النعمة والنقمة) لا ينظر الدكتور نور الدين للاستغراب على أنه دراسة الغرب بل إن فهمه للاستغراب هو التأثر بالفكري الغربي وبخاصة الاستشراقي منه ويقول في هؤلاء بأنه " كانت كتاباتهم أحياناً أشد خطورة على أبناء أمتهم من كتابات أساتذتهم المستشرقين أنفسهم أو من خلال تبعيتهم المطلقة العمياء للغرب تحت مركب النقص (المتوهم والانبهار بكل ما هو غربي)"

3- الدكتور البشير العربي- كلية الآداب والعلوم الإنسانية-جامعة الجنوب - صفاقس / تونس وعنوان بحثه( الفكر الإصلاحي الإسلامي بين ثقافة الشرق وثقافة الاستغراب خير الدين التونسي نموذجاً)تناول الباحث في بحثه "إشكالية الفكر الإصلاحي العربي الإسلامي في علاقة الأنا( الشرق) بالآخر( الغرب) وذلك بإبراز الظروف التي ساهمت في بروز فكر خير الدين التونسي في كتابه أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" للوصول إلى عمقه الاستغرابي واختلافه مع المصلحين الشرقيين الذي يرون التحديث في الفكر الإسلامي كأساس لمواجهة الحضارة الغربية."

4-أ. محمد تحريشي- رئيس دائرة اللغة العربية وآدابها بالمركز الجامعي بمدينة بشّار/ الجزائر وموضوع بحثه (بين الاستشراق والاستغراب) بالرغم من المديح الذي قدمه الباحث للاستشراق لكنه استدرك بأن الاستشراق توجه "إلى نوع معين من التراث كتراث الفرق الإسلامية والتركيز على التباين والاختلاف وإظهاره للعيان، لعل المقصود من وراء ذلك قراءة أنثروبولوجية للمجتمع العربي الإسلامي حتى يمكن السيطرة عليه ثقافياً. وأما الاستغراب فقد ذكر عدداً من الباحثين العرب الذين عملوا في مجال الفكر ودراسة الغرب فلا هم أعجبوا الغرب ولاهم أرضوا العرب والمسلمين وذكر منهم أدونيس وأركون وغيرهما، وأشاد بدراسة محمد عابد الجابري المتميزة (في نظره) للعقل العربي "مستخدماً استخداماً جيداً الأدوات الإجرائية في التحليل والقراءة والمقارنة.. "

 الجلسة الختامية والتوصيات:

       تضمنت الجلسة الختامية كلمة لسعادة عميد كلية العلوم الإنسانية والحضارية الدكتور بكري عبد الكريم، كما ألقى ممثلو الوفود كلمات بلادهم. وفي كلمتي أشرت إلى ارتباطي بالجزائر منذ أعددت رسالة الماجستير في التاريخ الحديث بجامعة الملك عبد العزيز عام 1406هـ(1986م) حول جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأن حبي لهذا البلد دعاني إلى تحمل المشقة في السفر. وكم تمنيت أن أرى وفداً من السعودية وليس فرداً.. ثم تليت التوصيات وكان من أهمها:

1-   التوصية بإنشاء قاعدة معلومات للباحثين العرب والمسلمين في الدراسات الاستشراقية

2-   إعداد قاعدة معلومات حول الباحثين الغربيين في الدراسات العربية والإسلامية

3-   إنشاء قسم للاستشراق في كلية العلوم الإنسانية والحضارية بجامعة وهران بالجزائر.

4-   ثم تلا الدكتور عبد الحليم عويس آيات من القرآن الكريم ختاماً للجلسة والمؤتمر.

 ملاحظات عامة حول الملتقى:

       1-لقد نجح هذا المؤتمر نجاحاً كبيراً في جمع هذا العدد الكبير من الباحثين العرب المسلمين ليقدموا عصارة فكرهم وخبرتهم في مجال الدراسات الاستشراقية وإن لدى البعض منهم مشروعات بحوث متميزة حول الاستشراق أرجو أن ترى النور قريباً.

       2- إن لقاء العلماء من أنحاء العالم العربي يقوي الصلات العلمية بين أبناء الأمة الواحدة ويدعم البحث العلمي فكم من معلومات يتم تبادلها خلال أيام الملتقى وكم من صلات تستمر سنوات وسنوات بعد الملتقيات.

       3- إن التوصية بإنشاء قسم للاستشراق بكلية العلوم الإنسانية والحضارية يجعل جامعة الإمام رائدة في هذا المجال فهي أول من أنشأ مثل هذا القسم ولا بد لجامعة وهران أن تفيد من خبرات جامعة الإمام في هذا الصدد.

       4- اتسمت بعض البحوث بالأسلوب الخطابي ويمكن أن تكون مثل هذه المؤتمرات فرصة لتقويم أداء بعض الأساتذة في الملتقيات فقد يكون الباحث متميزاً في الكتابة لكنه لا يحسن مواجهة الجمهور فيتوجه إلى أسلوب الصوت المرتفع والخطابية التي لا تنفع في مناقشة مثل هذه الأمور.

       5- تساهل بعض رؤساء الجلسات فأعطوا الفرصة للمتحدثين أن يتجاوزوا الوقت المحدد وهو عشرون دقيقة مما أدى إلى تأخر بعض الجلسات وإلى بعض الفوضى (كما أن بعض المحاضرين يصاب بداء الميكروفون إذا تسلمه فهو يرى أنه يجب أن يقول كل ما يعرف وأن العشرين دقيقة ليست كافية). مع العلم أن المؤتمرات لتقديم خلاصة البحث أو زبدة الكلام وأين هؤلاء من تعريف العرب للبلاغة بأنها (الإيجاز)؟

       6- لقد أفدت كثيراً من هذا الملتقى وأرجو أن تتاح لي الفرصة العودة لهذه الجامعة للمشاركة في وضع المخططات لإنشاء قسم الاستشراق لديهم.

 

 

 

 

 

 

 

                   

بسم الله الرحمن الرحيم

الاسم: د. مازن بن صلاح مطبقاني

الرتبة العلمية: أستاذ مساعد الدراسات الإسلامية عند المستشرقين

الجهة التي ينتسب إليها: قسم الاستشراق – كلية الدعوة بالمدينة المنورة (جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية.

لغة المؤتمر: اللغة العربية

مكان المؤتمر وتاريخه: جامعة وهران كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية وهران 18-20 محرم 1421هـ 23-25 أبريل 2000م  

موجز عن البحث المقدّم: عنوان البحث هو: "مكانة الاستشراق بين المذاهب الفكرية المعاصرة" أما ملخص البحث فهو الآتي:    

       صحيح أن الغرب ألغى مصطلح استشراق في المؤتمر الدولي للجمعية الدولية للمستشرقين (عـام 1973م) التي أصبحت تسمى "الجمعية الدولية للدراسات الإنسانية حول آسيا وأفريقيا" ثم أصبحت "الجمعية الدولية للدراسات الأسيوية والشمال أفريقية"، ولكننا في العالم الإسلامي ما نزال نصر على هذا المصطلح. وقد يكون للغرب مبرره في رفض التسمية وللمسلمين مبرّراتهم في الاحتفاظ بهذا الاسم. ومهما يكن الأمر فإننا في العالم الإسـلامي نَعُدُّ الاستشراق (الدراسات العربية والإسلامية في الغرب) من المواد التي تدرس ضمن مقررات الدراسات الإسلامية بصفته أحد المذاهب الفكرية الهدّامة، ولذلك فإن العديد من الكتـب المتخصصة في الاتجاهات الفكرية أو المذاهب الفكرية المعاصرة تجعل الاستشراق أحد هـذه المذاهب أو الاتجاهات. وتتناول الاستشراق بصورة نمطية مكررة نشأة الاستشراق، دوافـع الاستشراق، وأهدافه، ومدارسه الجغرافية أو الفكرية.

      فهل الاستشراق حقاً أحد المذاهب الفكرية أو الاتجاهات الفكرية؟ وهل ينطبق على الاستشراق ما ينطبق على الوجودية أو الماركسية أو العولمة أو الماسونية؟

      هل يمكن البحث في الاستشراق بعيداً عن مثل هذا التصنيف؟ وهل يمكن البحث فيه دون الأفكار المسبقة بأن الاستشراق شر كله؟

   ينوي الباحث في هذا البحث محاولة التوصل إلى أسباب تصنيف الاستشراق ضمن الأفكار الهدّامة بهدف الخروج من الأفكار المسبقة محاولاً التوصل إلى جعل الاستشراق ضمن دراسة الغرب دراسة شاملة بحيث لا تأخذ دراستنا لهم في مجال الدراسات العربية الإسلامية أكثر مما يجب. ويمكن أن نتساءل هل يشغل الغرب نفسه بما نقوله عنه، وهل جعل لهذا الأمر أقساماً علمية؟

وينبغي أن ندرك أنّ الدراسات العربية الإسلامية في الغرب تستمد قوتها وانتشارها من خلال الإمكانات الضخمة المتوفرة لها التي تكفل لها الانتشار في أنحاء العالم، فرابطة دراسات الشرق الأوسط الأمريكية تضم آلاف الباحثين من شتى أقطار الأرض، فهل نسعى نحن في العالم الإسلامي إلى دراسة أنفسنا وتكوين الرابطات المتخصصة في ذلك ويكون لنا يد في توجيهها الوجهة التي توضح الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين مع اعتبار أن دراسة الإسلام والمسلمين حق من حقوق أي شعب يريد أن يقوم بهذه الدراسة.  وقد حاول الباحث في بحثه الإجابة عن هذه التساؤلات واستنتج أن الاستشراق يمكن أن يعد ضمن الاتجاهات الفكرية المعاصرة لما ظهر من سمات معينة في الدراسات الاستشراقية وفي الدراسات المتأثرة بدراسات المستشرقين ومناهجهم. ولكن أضاف الباحث أن دراسة الاستشراق يجب أن تكون ضمن إطار أكبر بأن يتم افتتاح أقسام أو كليات للدراسات الأوروبية والأمريكية ويدرس الاستشراق كجزء من هذه الدراسات ذلك أن المستشرقين إنما هم نتاج بيئتهم الفكرية والاجتماعية والعقدية وأنظمتهم الاقتصادية الثقافية.

موجز عن المؤتمر ومحاضراته:

تسلمت كلية الدعوة بالمدينة المنورة دعوة سعادة عميد كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بجامعة وهران بالجزائر للمشاركة في الملتقى الدولي حول: الدراسات الاستشراقية: القراءة والخطاب، كما تلقيت دعوة خاصة من سعادة العميد نفسه. وحرصاً منّي على الإفادة من مثل هذه الملتقيات التي تضم نخبة من علماء العالم الإسلامي المتخصصين في الدراسات الإسلامية ولهم اهتمام بالاستشراق وشؤونه ونظراً لأن قسم الاستشراق بالمدينة المنورة هو القسم الوحيد في العالم الإسلامي المتخصص في الاستشراق عموماً فقد عزمت على المشاركة في هذا الملتقى.

وأعددت ملخصاً لموضوع أرغب في تقديمه في الملتقى بعنوان "الاستشراق ومكانته بين المذاهب الفكرية المعاصرة" وتقدمت إلى مجلس قسم الاستشراق للاستئذان بحضور الملتقى وللحصول على الإذن الرسمي لذلك. فأحمد الله عز وجل أن حصلت على الإذن قبل انعقاد الملتقى بأسبوع وأحمد الله أن الوقت كان كافياً لترتيب الحصول على التذكرة والاستعداد للسفر إلى الجزائر رغم أنه لا توجد رحلات مباشرة في الوقت الحاضر تربط المملكة بالجزائر.

وأرسلت إلى اللجنة المنظمة فكرة الموضوع وقبلت الفكرة وكان على أن أرسل الموضوع قبل الملتقى بعدة أسابيع ليتم إدراجه ضمن جدول المحاضرات. ولم أتمكن من إتمام البحث في الموعد ولكن اللجنة المنظمة أدرجت اسمي في البرنامج ثقة منها بأن الموضوع الذي سأقدمه جدير بالتقديم كما أنني اتصلت بهم هاتفياً أؤكد حضوري.

وأبدأ بالقول إنني تمنيت أن أرى ممثلين عن الجامعات السعودية وبخاصة قسم الاستشراق في هذا الملتقى، ولكن لم يشارك أحد غيري في هذا الملتقى من السعودية وللأسف. وكانت المشاركة من الجامعات الجزائرية هي الأغلب وكان للمغرب وتونس ومصر حضور بارز في المؤتمر، كما أن بعض جامعات الإمارات وقطر كانت ممثلة في المؤتمر (وإن كان الممثلون مصريين).

وقبل أن أتناول جلسات المؤتمر وأقدم ملخصاً لبعض البحوث التي قدمت فيه أود أن أشير إلى أن هذا هو الملتقى الثاني الذي يعقد في دول المغرب العربي في السنوات الأربع الأخيرة حول الاستشراق فقد كان ملتقى عام 1417هـ في تطوان بالمغرب حول الاستشراق والدراسات الإسلامية وحضره أكثر من أربعين باحثاً وشارك في الملتقى عدد من المستشرقين الكبار. وقد سئلت أكثر من مرة هل عقدت أية مؤتمرات في قسمكم حول الاستشراق أو هل تنوون عقد مؤتمرات أو ملتقيات أو ندوات حول الاستشراق، فقد ذكرت لهم أن النية موجودة وقد قدمت عدة اقتراحات بهذا الصدد وأرجو أن تتم الموافقة عليها، فهذا القسم أولى بعقد المؤتمرات المتخصصة في هذا المجال لخبرته الطويلة (نسبياً: أربعة عشر عاماً) في هذا المجال.

الجلسة الأولى الافتتاحية:

بدأت الجلسة الأولى الافتتاحية بتلاوة آيات بينات من كتاب الله العزيز وكانت من سورة آل عمران وبصوت جميل، وهي السورة التي نزل معظمها بين يدي قدوم وفد نصارى نجران إلى المدينة المنورة للقاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفيها محاورة للنصارى في مسائل عقدية هامة. ثم ألقيت بعض الكلمات الرسمية منها كلمة عميد الكلية وكلمة وزير التعليم العالي وكلمة مدير جامعة وهران وكلمة السادة الضيوف.

ثم انطلقت الجلسة الأولى وكان محورها هو (الحركة الاستشراقية–صورة الإسلام في الفكر الاستشراقي قديماً وحديثاً) وترأس الجلسة عميد الكلية الدكتور عبد الكريم بكري. وأما الأوراق المقدمة فكانت كما يأتي:

1-    الدكتور عبد الشافي محمد عبد اللطيف- كلية اللغة العربية جامعة الأزهر – (نشأة الاستشراق وتطوره إلى الحروب الصليبية) تناول الباحث نشأة الاستشراق وتطوره ولم يكن في المحاضرة جديد سوى ما ختم به ملخصه بأن الأصوات العاقلة في الاستشراق والمنصفة لم يكن لها تأثير يذكر في الذهنية الأوروبية "بينما الذي ترسب في تلك الذهنية والذي لا يزال يعلم لأبناء أوروبا في المدارس والجامعات هو الركام الحاقد على الإسلام والمسلمين والذي غرسه الاستشراق المتعصب والذي صور لهم الإسلام في صورة بشعة فهو دين التخلف والإرهاب بحيث ينشأ أبناء أوروبا وهم لا يكرهون الإسلام فقط بل يحتقرونه ويحتقرون أهله وينظرون إليهم نظرة استعلاء وعجرفة"

2-     د. الطيب بودرباله–كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة باتنة–الجزائر. حاول الباحث من خلال اختصاصه في الأدب المقارن توظيف أحدث المناهج في مجال دراسة الآخر وتبيان منطق تلك الصور ووظيفتها.

3-   د. أحمد عيساوي –كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية بجامعة باتنة/ الجزائر. وعنوان بحثه (أثر الاستشراق في استغراب الفكر العربي- سلامة موسى نموذجاً) تناول الباحث في بحثه الذي قدمه سلبيات الاستشراق عموماً وتأثيره السيئ في العالم الإسلامي وفي دقائق قليلة اختار بعض نصوص من كتابات سلامة موسى وعرضها وانتقدها.


الجلسة الثانية وموضوعها: الاستشراق والدراسات القرآنية 

       قدمت في هذه الجلسة عدة أوراق هي كالآتي:

1-  د. مصطفى البغا- كلية الشريعة –جامعة دمشق سوريا وعنوان بحثه (الاستشراق والقرآن الكريم)

2-  الشيخ أحمد الشريف الأطرش السنوسي –كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية وعنوان بحثه (الرؤية الاستشراقية وعلومه الدينية) تحدث عن الاستشراق عموماً ثم أوضح اهتمام المستشرقين بالقرآن الكريم مكيّه ومدنيّه والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه وغير ذلك من القضايا ويرى إن عليهم أخطاءهم ولنا إصابتهم وقد يكون الخطأ غير مقصود لقصورهم في اللغة العربة أو محاولة الترجمة الحرفية ..."

3-   د. حسن عزوزي – كلية الشريعة بجامعة القرويين فاس بالمغرب وعنوان بحثه (الدراسات القرآنية في مناهج البحث الاستشراقي الحديثة.) أوضح الباحث في بحثه أن أبرز ملامح مناهج المستشرقين في دراسة القرآن الكريم هي الآتي:"

أ‌-    منهج التشكيك فيما هو قطعي

ب‌- إهمال المصادر القرآنية الأصيلة والاحتفاء بدراسات المستشرقين السالفة.

ج‌- منهج الأثر والتأثير

د‌-  المنهج الافتراضي

هـ-  المنهج الإسقاطي

و- التركيز على المرحلة التأسيسية للحقل القرآني بهدف تدمير الثقة في مقوماتها. وحاول الباحث الكشف عن أسباب وقوع المستشرقين معاصرين أو قدامي في أخطاء وتأويلات مغرضة فيما يخص أبحاثهم المتعلقة بالقرآنيات مؤكدين على وجه الخصوص على أن مناهج القوم تعالج بشكل أساسي الظواهر والوقائع وفق منظور مادي وعقلي محض، وهذا ما لا يتناسب ودراسة القرآن الكريم التي لا تخضع لمنهج التجربة ولا يمكن أن تطوع لأحكام العقل."

4-   الدكتور مصطفى عبد الغني رئيس القسم الثقافي بجريدة الأهرام والأهرام الدولية بالقاهرة. وعنوان بحثه (ترجمة جاك بيرك لمعاني القرآن الكريم – من القراءة إلى التفسير) تناول الباحث بالنقد ترجمة جاك بيرك لمعاني القرآن الكريم، ومن الأخطاء التي أخذها عليه أنه ابتعد عن روح العصر الذي نزل فيه القرآن الكريم في تفسير معاني بعض الألفاظ القرآنية. ويرى الباحث أن جاك بيرك وقع بين صنفين من المستشرقين المستشرق "غير المخلص القوي في وعيه التراثي ويمثل هاذ النوع كل من (نولدكه) و(ماسنيون)، والآخر ينتمي إلى فئة المستشرق غير المخلص المعادي لنا ويمثل هذا النوع كل من (رودنسون) و(ناداف سفران) خاصة حين نتحدث عن المتن القرآني والتصوف وما إلى ذلك من علوم القرآن."


الجلسة الثالثة- الاستشراق والمستشرقون:

وتضمنت الجلسة الأوراق الآتية:

1- أستاذة عقيلة حسين –كلية أصول الدين جامعة الجزائر وعنوان بحثها (المرأة المسلمة والفكر الاستشراقي) تناولت الباحثة في بحثها مقدمة عن الاستشراق وفئات المستشرقين ثم قدمت توضيحاً لاهتمام المستشرقين بموضوع المرأة المسلمة والمصادر التي اعتمدوها في دراساتهم وأوضحت اهتمامهم بمصادر لا يعدها المسلمون مصادر معتمدة في دراسة دينهم وتاريخهم وحياتهم الاجتماعية ومنها على سبيل المثال كتاب الأغاني. ثم قدمت نماذج من طعنات المستشرقين للإسلام في هذا المجال. وقالت في ختام ملخصها عن أهداف المستشرقين بأنهم يسعون إلى" تحقيق مجموعة أهداف خطيرة ترمي إلى هدم الأسرة، وتدمير المجتمع المسلم ودفع المرأة إلى أن تكون أداة للأهواء والرغبات وإخراجها من مكانتها ورسالتها وتحطيم القيم الاجتماعية والنفسية في شأن العلاقة بين الرجل والمرأة.. "

5-      الدكتور عبد الحميد بو زيد كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة باتنة/ الجزائر. وعنوان بحثه (الاستشراق في الجزائر أبعاده وأخطاؤه) تناول الباحث أثر الاستشراق في الجزائر التي استمر فيها الاحتلال أكثر من مائة وثلاثين سنة وكان له صولاته وجولاته ومن هذه الآثار ما ذكره الباحث " ومن ذلك عمل على إحياء الخلفيات التاريخية والحضارية والثقافية كإحياء البربرية والعنصرية وحتى الاجتماعية مستعملاً اللغة والمرأة والثقافة والتربية والاقتصاد كوسائل ضاغطة لتمرير مشاريعه وأهدافه وقد يحدث ما يريد عن طريق مرتزقته الذين وظفهم لذلك إن وجد الباب مفتوحاً."

6-   الأستاذ مسعود فلوسي –كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية جامعة باتنة/ الجزائر. وموضوع بحثه (مدى التزام المستشرقين بالمنهج العلمي في كتاباتهم عن الإسلام وتاريخه وحضارته)  قدم الباحث نماذج من كتابات المستشرقين التي يزعمون أنهم يلتزمون فيها المنهج العلمي وبين أنهم بعيدون كل البعد عن هذا المنهج وختم بقوله:" إن المستشرقين في كل ما يكتبونه يدرسون على قواعد المنهج العلمي التي يدعون الالتزام بها ويضربون عرض الحائط بكل المبادئ والأعراف العلمية التي يتظاهرون بالحرص على التطابق معها وهذا ما يجعل بحوثهم تذهب بعيداً لتنحرف عن إصابة النتائج العلمية الصحيحة وتنصب في خدمة أهداف تبشيرية واستعمارية حاقدة ومتعصبة يكرس المستشرقون أعمالهم عادة لتحقيقها."


اليوم الثاني: الجلسة الرابعة: الاستشراق والدراسات التراثية:

قدم في هذا المحور الأوراق الآتية:

1- د. أبو لبابة حسين –كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وموضوع بحثه (موقف المستشرقين من السنة المشرفة) تحدث الباحث حديثاً عاماً عن الاستشراق وأهدافه ومناهجه ولم يترك للحديث عن موقف المستشرقين من السنّة إلاّ بعض الوقت وكان حديثاً عاماً. ولكن الدكتور أبو لبابة خبير بهذا الموضوع حيث إن له باعاً طويلاً في الرد على المستشرقين في هذا المجال وقد نشر عدة بحوث بهذا الصدد.

2-    الدكتور محمد عبد النبي كلية أصول الدين بجامعة الجزائر وكان بحثه بعنوان (ملاحظات على بعض الآراء النقدية لأعمال المستشرقين) عرض الباحث لنماذج من نصوص في ميدان الحديث وعلومه كتب حولها المستشرقون كما عرض لمن قام بنقدهم من العلماء المسلمين وأخضعها الموازين النقد والتحليل.

3- د. الملكي اقلاينة من كلية الآداب –تطوان بالمغرب وعنوان بحثه (تعامل جولدزيهر مع السنّة) قدم الباحث بحثاً دقيقاً في فهمه لنشاط جولدزيهر العلمي وموقفه من السنّة النبوية المطهرة وأوضح الأخطاء المنهجية في تناول جولدزيهر للسنة النبوية.

4- الدكتور أبو عمران الشيخ جامعة الجزائر وموضوع بحثه (صورة الإسلام في معجم الديانات –باريس 1985م) لقد استنتج الدكتور أبو عمران أن الدراسات الغربية التي تقدم الإسلام لقرائها اليوم "لا تختلف في معظمها إلاّ قليلاً عن سابقاتها في القرنين الماضيين، إنها تتسم غالباً بالتعصب والذاتية وتبتعد عن المنهج العلمي السليم وإن كانت هناك محاولات قد اجتهدت في تقديم صورة واضحة عن الدين الإسلامي وحضارته بشيء من الإنصاف والموضوعية النسبية ويأتي "معجم الديانات" بمحاولة من هذا النوع. وذكر الباحث أن المعجم تضمن مواد مثل: الإسلام، الله، القرآن، الحديث، التوحيد، الشرع، العبادات، التصوف.. الخ وكان انتقاد الباحث أن "جل المؤلفين هم من رجال الكنيسة ولم يشاركهم علماء مسلمون رغم وجودهم في مختلف الأقطار ولا ندري لماذا...وأشرف على المشروع ثلاث مؤسسات مسيحية هي جامعة "لوفان" (بلجيكا) ومعهد باريس الكاثوليكي، وجامعة "السوربون" وأُبعدت المؤسسات الإسلامية بطبيعة الحال.. ولذا جاء المعجم بآراء لا تعكس الحقيقة وإنما هي تعبر عن رؤية مسيحية للإسلام." وقد بين المحاضر نماذج من ذلك في المحاضرة.

الجلسة الخامسة وكان موضوعها الاستشراق والدراسات التراثية وقدمت فيها الموضوعات الآتية:

 1-   الدكتور حميد لحمر كلية الآداب بفاس جامعة سيدي محمد بن عبد الله –المغرب. وعنوان بحثه هو (من جهود الاستشراق الألماني في فهرسة التراث العربي الإسلامي وتحقيقه ونشره) ونظراً لأن الباحث عضو في جمعية المستشرقين الألمان وعضو أيضاً في خلية البحث في التراث بجامعة بون بألمانيا فإنه كان على دراية جيدة بموضوعه وقد ذكر في بحثه أن فترة النصف الأول من القرن التاسع قد تميزت بالنسبة للاستشراق الألماني "بالجدية في تعامله مع التراث العربي الإسلامي بصفة عامة ينضاف إلى هذا جديته في دراسته لبعض الموضوعات حول الإسلام والمسلمين ونـبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم." وذكر جهود المستشرقين الألمان أيضاً في تحقيق بعض كتب التراث وفي إعداد فهارس لآيات القرآن الكريم وغير ذلك من النشاطات العلمية. وأشار الدكتور لحمر إلى بعض ما قام به أساتذة عرب من إعادة نشر بعض كتب التراث التي حققها المستشرقون كما هي ناسبين التحقيق لأنفسهم وإنما كان الأمر سرقة علمية صريحة.

2-    د. رضوان بن غربية –كلية أصول الدين بجامعة الجزائر –الجزائر وعنوان بحثه (التقييم العلمي لجهود المستشرقين في الدراسات التراثية) جعل الدكتور بن غربية أساس بحثه قول الله عز وجل  (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) كما استشهد بقول عبد الرحمن بن مهدي "إن أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم وأهل الأهواء لا يكتبون إلاّ ما لهم" ولذلك فعلينا أن نقوم بجهد كبير في تقويم جهود المستشرقين في مجال تحقيق التراث ونشره قبل أن نقدم رأيا فيما إذا كانوا فعلاً هم أصل هذا العلم وأهله كما قال أحدهم "إن نقد النصوص القديمة من شعر وغيره علم من جهة وصناعة واصطلاح من جهة أخرى قد نشأ هذا العلم وترعرعت هذه الصناعة في أوروبا منذ القرن الخامس عشر بعد الميلاد."

3- د. عبد الكريم عوفي– قسم اللغة العربية-كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة باتنة ورئيس المجلس العلمي بالكلية. وعنوان بحثه (جهود المستشرقين في إحياء التراث العربي الإسلامي) ذكر الدكتور عوفي أن جهود المستشرقين كبيرة في مجال تحقيق التراث وهم لم يقتصروا على جانب واحد من هذا التراث فهناك التحقيق في كل كتب العلوم الشرعية واللغة والتحقيق في مجال التاريخ، والأدب والعلوم وغيرها. وأضاف بأن المستشرقين ليسوا على مستوى واحد في التحقيق والفهم فهم على ثلاثة أصناف فمنهم من "لا يمتلك ناصية اللغة فأضر بالتراث، وضرب متعصب لاتجاهات دينية وسياسية، وضرب متمكن من آليات البحث مخلص للعلم فخدم تراثنا خدمة كبيرة."

4-د. عمار يزلي –كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران- الجزائر وعنوان بحثه (متكآت القراءة الاستشراقية للموروث الثقافي الجاهلي) يرى الباحث أن الاهتمام الاستشراقي بالتاريخ العربي الجاهلي إنما هو" أحد أهم محاور القراءات الاستشراقية على الأقل فيما يتعلق بالقواعد الاتكائية والدعائية للقراءات الأخرى: اللغوية والفكرية خلال الفترة وبعدها." وذكر الباحث أن الاستشراق في تأكيده على مسلمات مثل "الأمية" و"الجاهلية" وعدم "قابلية الفكر العقلاني" وابتعاد العرب عن "الإنتاج المادي" إنما هي تنطلق من المنهجية الأوروبية في النـزعة المركزية الأوروبية وعند الفكر الديني الكاثوليكي والاعتقاد الأسطوري اليهودي ذي الميل العنصري.


الجلسة السادسة: الاستشراق والدراسات اللغوية:

وقد تضمنت الأوراق الآتية:

1- د. بكري عبد الكريم –عميد كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية. وعنون بحثه (نظرات لغوية في كتابات المستشرقين)

       2- د. عبد الجليل مرتاض – كلية الآداب –جامعة تلمسان –الجزائر وعضو المجلس الأعلى للغة العربية. وعنوان بحثه (بصمات استشراقية في اللغة العربية)

       3- د. عمار ساسي –كلية الآداب جامعة البليدة /الجزائر. وعنوان بحثه (اللسان العربي في الفكر الاستشراقي: الحق الذي أريد به الباطل) حاول الباحث الرد على آراء المستشرقين حول اللغة العربية وذلك بتقديم دراسة عن عبقرية اللغة العربة وفضلها من خلال دراسة اللسان العرب والاشتقاق والدخيل والإعراب. فهو يرى أن الدراسة من الداخل هي الكفيلة بالفهم الصحيح لعبقرية اللسان العربي.

          4- د، احمد حساني –كلية الآداب والفنون واللغات –جامعة وهران /الجزائر وموضوع بحثه (ماذا قدّم المستشرقون للبحث اللساني العربي؟ وفي هذا البحث أكد على أن للمستشرقين جهوداً بارزة في "ترقية البحث اللساني العالمي بعامة والعربي بخاصة فهم كما عرّفوا الغرب بحضارة الشرق وثقافته كان " حرص عصبة أخرى منهم على تعريف الآخر بالقيمة العلمية للتراث اللساني العربي ...وهو الأمر الذي جعل أقطاب اللسانيات العالمية يلتفتون إلى الرصيد المعرفي للموروث اللساني العربي ويعتمدونه في تنظيرهم للغات الإنسانية وتطورها عبر الحقب الزمنية التي مرت بها الحضارات الإنسانية المتعاقبة."

       5- جارزي لسينا. Jerzy Lacina - معهد الدراسات الاستشراقية بمدينة بوزان في بولندا. وعنوان مداخلته (قاموس عربي بولندي) والدكتور لسينا قام بإعداد معجم بولندي عربي وهو عمل كبير بذل فيه جهداً كبيراً وقد تناول في محاضرته جهده في إعداد هذا المعجم والمصاعب التي واجهته في ذلك. وقد صدر هذا المعجم عام 1997م.


الجلسة السابعة: ومحورها الاستشراق والمستشرقون، وقد تضمنت الموضوعات الآتية:

1- الأستاذة بوحناشة نورة– كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قسنطينة بالجزائر وعنوان بحثها (المرجعية الاستشراقية في تأسيس المشروع الحداثي في قراءة التراث العربي الإسلامي.) انطلقت الباحثة في بحثها من تعريف الاستشراق بأنه "إعادة قراءة الشرق بمنطق سلطوي يؤسس للتميز بين نمط المعرفة الغربية التي توصف دائماً بالعقلانية وبين الثقافة الشرقية التي بدت في كل التقريرات الاستشراقية عنواناً لنمط التفكير الأسطوري ونموذجاً لعقل لا يمتلك الربط بين البرهان وبين المقدمات والنتائج المنطقية، لذلك فهو فاقد للقدرة على نتائج العلم بمضمونه الموضوعي وعاجز عن التحليل السبـبي للظواهر الطبيعية ...وأكدت أن المشروع الحداثي الغربي يدعو إلى القطيعة مع التراث العربي الإسلامي وترى أن هذا الأمر "يفتقد إلى قاعدة الابستمولوجية للانطلاقة وعلى العموم فإن للاستشراق دور رائد في التأسيس لهذه الرؤية ذلك أن أغراضه التي ابتغاها من قراءة التراث العربي الإسلامي ما زالت تتردد في الخطاب الحداثي وتتمثل فيما يأتي:

أ‌-      عدم الثقة بالذات والتاريخ والتمييز بين العقل والوحي وإعلاء الأول على الثاني

ب‌-  قياس التراث العربي الإسلامي الديني على التراث المسيحي وثم قيام الأدوار التاريخية للحضارة الإسلامية على التاريخ الأوروبي

ج‌-   الشرط الوحيد للقيام والنهضة هو النقد والتحلل من مبادئ العقل الإسلامي كما جاء في القرآن وبالتالي لا بد من نقد البنية الجنيالوجية للخطاب القرآني والخروج على المقدس

د- وإذا كان أركون دعا إلى القطيعة مع المناهج الاستشراقية فإننا نراه يمثل رؤية الاستشراق ولكن بأسلوب استفزازي."

2- الدكتور حلام الجيلالي: أستاذ اللسانيات والمعجمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي بلعباس بالجزائر. وعنوان بحثه (الاستشراق أهدافه وآثاره في الدراسات العربية) وهذا موضوع عام حول دراسة الاستشراق انطلاقاً من الاختلافات في تعريفه وفي تحديد أهدافه وغير ذلك من القضايا العامة حول الاستراق.

3- د. عباسي نور الدين–كلية أصول الدين بجامعة الجزائر- الجزائر. وعنوان بحثه (الدراسات الاستشراقية وموقفها من الفقه الإسلامي) أكد الباحث أن الاستشراق قد أخطأ المنهج في دراسة الفقه الإسلامي فهو بحث " لا يتسم بالبحث عن الحقيقة، بل قاموا بتطويع البحث العلمي لخدمة سياسة الاحتواء والتعصب الديني" وقد ذكر الباحث أيضاً أن دراسة الاستشراق للفقه الإسلامي كانت من ضمن الأسباب في " حدوث خطابات أعلنت العداء لما هو إسلامي."

4- عبد المنعم المؤذن –كلية الآداب والعلوم الإنسانية –جامعة عبد المالك السعدي بتطوان بالمغرب وعنوان بحثه (صدر الإسلام عند المستشرقين: سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عند جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب). وبين الباحث اهتمام لوبون في كتابه في الفصل الأول من الباب الثاني حيث خصصه لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

5-   د. احميدة عميراوي –رئيس قسم التاريخ بجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بمدينة قسنطينة بالجزائر، وعنوان بحثه (الصفحة الأخرى للاستشراق)



الجلسة الثامنة: بين الاستشراق والاستغراب. وتضمنت الجلسة البحوث الآتية:

1       - د. عبد الرزاق قسوم –كلية العلوم الاجتماعية جامعة الجزائر وعنوان بحثه (الاستشراق أو الإسلامولوجيا: أصالة في الهدف وتجديد في المنهج)

2- د. عبد الحليم عبد الفتاح عويس –مستشار رابطة الجامعات الإسلامية بمصر وعنوان بحثه (الاستغراب الاستشراقي –خصائصه وأهدافه) تناول الدكتور عويس في محاضرته نماذج من المتغربين من أبناء المسلمين وتأثرهم بالمناهج الاستشراقية وأهدافهم وتراجع بعضهم في بعض آرائهم.

3- د. مازن مطبقاني –قسم الاستشراق –كلية الدعوة بالمدينة المنورة (جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية) وعنوان بحثه (الاستشراق ومكانته بين المذاهب الفكرية المعاصرة) (سبق تقديم موجز عن هذا البحث)

4- د. محمد الدسوقي –كلية الشريعة جامعة قطر. وعنوان بحثه (تقويم الفكر الاستشراقي في ميزان النقد العلمي) وقد كان الباحث تقليدياً في تناوله للاستشراق حيث تحدث عن الاتجاهات المختلفة في نقد الاستشراق وخلص إلى القول:" وزبدة القول إن الفكر الاستشراقي لم يمارس البحث للوقوف على ما في الإسلام من حقائق، ولكن زاوله كلون من ألوان الفكر التاريخي وهو لظروف نشأته لا يبذل جهداً لمعرفة الحقيقة، وإنما لإقامة الأدلة على ما درج عليه من مبادئ وأفكار خاصة"

الدكتور/ عبد العزيز راس المال، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر "بداية الاستغراب و نهاية الاستشراق "

تعرض فيها برؤية نقدية إلى التراث الاستشراقي ..حيث تعرض فيه إلى أقطاب الاستشراق : - آدم متز ، وألفرد بل ، و جاك بيرك ..الخ ، ثم استعرض العمل الذي أفرده إدوارد سعيد حول "الاستشراق"؛ بل وتعرض بشيء من التفصيل للعمل الموضوعي الذي انفردت به زيغرد هونكه" في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب، وكذلك المفكر الألماني المشهور "غوته" الذي وصل به الأمر إلى رفض قاعدة التثليث النصرانية، والإقرار بالوحدانية ... و أخيراً تعرض الدكتور عبد العزيز  برؤيا نقدية إلى أعمال "بورديو" حول الجزائر- الاستشراق المعاصر-، ليخلص في الأخير، بأنه حان الوقت لبداية الاستغراب ، أي دراسة الغرب بنفس المنهجية التي درسنا بها ، حتى لا نبقى أسيري أحكام عاطفية و مرتجلة .

الجلسة التاسعة: الاستشراق والاستغراب، وتضمنت الموضوعات الآتية:

1- الدكتورة فريدة غيوة – كلية العلوم الاجتماعية – جامعة قسنطينة بالجزائر وعنوان بحثها (النـزعة الفوقية في فلسفة الاستشراق) أكدت الباحثة على أن النـزعة الفوقية الأوروبية والاستشراقية بدأت منذ القرن السادس عشر مع بداية الثورة الصناعية وظهور مفكرين من أمثال نيتشة وهيجل وغيرهما، وقد أوردت الباحثة بعض التحليلات لوضع الأمة الإسلامية إزاء الاستشراق فمما قالته:" إن غياب الوعي الذاتي العربي يجعلنا لا ندرك بعد سبب تشييئنا ودخولنا في حيز الموضوعات والأشياء، فهناك عدم حضور ولا يمكن استعادة هذا الحضور الوجودي وتجاوز ما نشعر به من نقص أمام الآخر إلاّ إذا نهضنا بمحض حريتنا..وقدمت بعض الاقتراحات في مواجهة هذه الأزمة ومنها السعي لتوحيد الأمة في مواجهة العولمة والتغريب واستخدام وسائل الإعلام كلها في التوعية الحقيقية أما المصطلحات الوافدة والعمل على تجاوز التخلف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ورفض التقليد والتبعية في السلوكيات الفردية وفي التقاليد والعقائد.

2- د. شائف عكاشة- عميد كلية العلوم الآداب والعلوم الإنسانية –جامعة تلمسان/ الجزائر وعنوان بحثه (سياسة الاستغراب الفرنسي في الجزائر)

3- الدكتور الصادق الساحلي- كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية –جامعة تونس/تونس وعنوان بحثه (سيسيولوجيا الاستشراق: مفاهيم مناهج ونظريات.) قدم الباحث العديد من التساؤلات وحاول تقديم الإجابات عنها ومن هذه التساؤلات (ألم يعرض الاستشراق حضارة أوروبا كمعيار؟ لماذا وضع الإطار النظري لأطروحته في إطار صراعي؟ وأكد على ارتباط علم الإنسان (الأنثروبولوجي) بالاستعمار، ويرى الباحث أن الاستشراق  "يشكل ظاهرة اجتماعية شاملة وكلية تملي إعادة قراءة خطابه حسب منهجية خلدونية بعيداً عن التأوه من جراح الهيمنة والعنصرية والإحباط التي أرادت إثارة البربر ضد العرب." 

4-د. عبد الكاظم العبودي  كلية العلوم الطبيعية بجامعة وهران/ الجزائر وعنوان بحثه (إشكالية العلاقة الثقافية مع الغرب من خلال التبشير والاستشراق ومشاريع المراكز البحثية المعاصرة) حرص الباحث في بحثه على مواكبة التطورات في الدراسات الاستشراقية ولكنه يراها امتداداً للفلسفة الاستشراقية الأصلية وفي ذلك يقول:" إن الخلفية الفكرية والتاريخية والفلسفية التي مرت بها علاقات العرب والمسلمين يمكن ملاحظتها ابتداءً من جذورها الممتدة في عمق الفكر الاستشراقي وانتهاء بوسائل استمرار الهيمنة والتبعية الثقافية من خلال سيطرة مراكز البحوث الجديدة وتوجيهها نحو الدراسات المعاصرة حول واقع العرب والمسلمين" ويصف الباحث الاستشراق المعاصر بقوله:" إن أدوات الفكر الاستشراقي القديم مستكشفون، مغامرون، دارسون، جواسيس استبقوا الحملات الاستعمارية المبكرة فكانت كتاباتهم تخدم أغراضهم ومصالح بلدانهم وإن استثنينا عدداً من الباحثين والعلماء الذين أسهموا في رسم صورة حقيقية لواقع الثقافة والحضارة العربية فإن آخرين قد ذهبوا بعيداً في حروبهم الصليبية والاستعمارية ويعودون الآن من خلال مراكز بحثية تسعى نحو الاقتراب من مجتمعاتنا وجامعاتنا بأساليب أكثر براعة مجندة في صفوفها عدداً  لا يستهان به من أبناء جلدتنا مجندين في حملة الفكر الاستشراقي الجديدة."

الجلسة العاشرة: الاستشراق والاستغراب وتضمنت الموضوعات الآتية:

1- د. البخاري حمانة- كلية العلوم الاجتماعية –جامعة وهران /الجزائر وعنوان بحثه( المثقف العربي بين واقع الاستشراق وحلم الاستغراب) يرى الباحث أن مشروع الاستغراب أي دراسة الغرب إنما هو مشروع "يظل على الرغم من أهميته وجرأته امتداداً غير مباشر لنفس الاستشراق، ذلك ما يؤكده على أي حال استثناء مثل هذا المشروع أو المشاريع الاستغرابية في مفاهيمها وأدواتها ومناهجها وطروحاتها على ذات الغرب وفكره ومفكريه ومن ضمنهم المستشرقين" ويرى الباحث أن هذا المشروع ما زال حلماً فإن الباحث العربي "لم ينجح بعد في إبداع حتى أبسط شروط تحققه." ولكن لماذا النظر إلى هذا المشروع بأنه مستحيل أو حلم ألم يدرس أجدادنا الأمم الأخرى ويعرفونها معرفة حقيقية. ألم يوجهنا القرآن إلى معرفة الآخر الذي تمثل في أهل الكتاب والمشركين في جزيرة العرب وبخاصة في مكة والمدينة؟ ألم يتناول المنافقين في سور عديدة أليسوا هم الآخر؟ أين كتب الرحالة العرب؟ أين كتب الجغرافيين العرب؟ إننا قادرون على دراسة الغرب وفهمه وإنشاء علوم مستقلة تدرس الغرب ومن ضمهم هذا الاستشراق.

2-د. علي يوسف نور الدين –كلية الآداب الجامعة اللبنانية –بيروت لبنان وعنوان بحثه (الاستشراق والاستغراب بين النعمة والنقمة) لا ينظر الدكتور نور الدين للاستغراب على أنه دراسة الغرب بل إن فهمه للاستغراب هو التأثر بالفكري الغربي وبخاصة الاستشراقي منه ويقول في هؤلاء بأنه " كانت كتاباتهم أحياناً أشد خطورة على أبناء أمتهم من كتابات أساتذتهم المستشرقين أنفسهم أو من خلال تبعيتهم المطلقة العمياء للغرب تحت مركب النقص (المتوهم والانبهار بكل ما هو غربي)"

3- الدكتور البشير العربي- كلية الآداب والعلوم الإنسانية-جامعة الجنوب - صفاقس / تونس وعنوان بحثه( الفكر الإصلاحي الإسلامي بين ثقافة الشرق وثقافة الاستغراب خير الدين التونسي نموذجاً)تناول الباحث في بحثه "إشكالية الفكر الإصلاحي العربي الإسلامي في علاقة الأنا( الشرق) بالآخر( الغرب) وذلك بإبراز الظروف التي ساهمت في بروز فكر خير الدين التونسي في كتابه أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" للوصول إلى عمقه الاستغرابي واختلافه مع المصلحين الشرقيين الذي يرون التحديث في الفكر الإسلامي كأساس لمواجهة الحضارة الغربية."

4-أ. محمد تحريشي- رئيس دائرة اللغة العربية وآدابها بالمركز الجامعي بمدينة بشّار/ الجزائر وموضوع بحثه (بين الاستشراق والاستغراب) بالرغم من المديح الذي قدمه الباحث للاستشراق لكنه استدرك بأن الاستشراق توجه "إلى نوع معين من التراث كتراث الفرق الإسلامية والتركيز على التباين والاختلاف وإظهاره للعيان، لعل المقصود من وراء ذلك قراءة أنثروبولوجية للمجتمع العربي الإسلامي حتى يمكن السيطرة عليه ثقافياً. وأما الاستغراب فقد ذكر عدداً من الباحثين العرب الذين عملوا في مجال الفكر ودراسة الغرب فلا هم أعجبوا الغرب ولاهم أرضوا العرب والمسلمين وذكر منهم أدونيس وأركون وغيرهما، وأشاد بدراسة محمد عابد الجابري المتميزة (في نظره) للعقل العربي "مستخدماً استخداماً جيداً الأدوات الإجرائية في التحليل والقراءة والمقارنة.. "

 الجلسة الختامية والتوصيات:

       تضمنت الجلسة الختامية كلمة لسعادة عميد كلية العلوم الإنسانية والحضارية الدكتور بكري عبد الكريم، كما ألقى ممثلو الوفود كلمات بلادهم. وفي كلمتي أشرت إلى ارتباطي بالجزائر منذ أعددت رسالة الماجستير في التاريخ الحديث بجامعة الملك عبد العزيز عام 1406هـ(1986م) حول جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأن حبي لهذا البلد دعاني إلى تحمل المشقة في السفر. وكم تمنيت أن أرى وفداً من السعودية وليس فرداً.. ثم تليت التوصيات وكان من أهمها:

1-   التوصية بإنشاء قاعدة معلومات للباحثين العرب والمسلمين في الدراسات الاستشراقية

2-   إعداد قاعدة معلومات حول الباحثين الغربيين في الدراسات العربية والإسلامية

3-   إنشاء قسم للاستشراق في كلية العلوم الإنسانية والحضارية بجامعة وهران بالجزائر.

4-   ثم تلا الدكتور عبد الحليم عويس آيات من القرآن الكريم ختاماً للجلسة والمؤتمر.


ملاحظات عامة حول الملتقى:

       1-لقد نجح هذا المؤتمر نجاحاً كبيراً في جمع هذا العدد الكبير من الباحثين العرب المسلمين ليقدموا عصارة فكرهم وخبرتهم في مجال الدراسات الاستشراقية وإن لدى البعض منهم مشروعات بحوث متميزة حول الاستشراق أرجو أن ترى النور قريباً.

       2- إن لقاء العلماء من أنحاء العالم العربي يقوي الصلات العلمية بين أبناء الأمة الواحدة ويدعم البحث العلمي فكم من معلومات يتم تبادلها خلال أيام الملتقى وكم من صلات تستمر سنوات وسنوات بعد الملتقيات.

       3- إن التوصية بإنشاء قسم للاستشراق بكلية العلوم الإنسانية والحضارية يجعل جامعة الإمام رائدة في هذا المجال فهي أول من أنشأ مثل هذا القسم ولا بد لجامعة وهران أن تفيد من خبرات جامعة الإمام في هذا الصدد.

       4- اتسمت بعض البحوث بالأسلوب الخطابي ويمكن أن تكون مثل هذه المؤتمرات فرصة لتقويم أداء بعض الأساتذة في الملتقيات فقد يكون الباحث متميزاً في الكتابة لكنه لا يحسن مواجهة الجمهور فيتوجه إلى أسلوب الصوت المرتفع والخطابية التي لا تنفع في مناقشة مثل هذه الأمور.

       5- تساهل بعض رؤساء الجلسات فأعطوا الفرصة للمتحدثين أن يتجاوزوا الوقت المحدد وهو عشرون دقيقة مما أدى إلى تأخر بعض الجلسات وإلى بعض الفوضى (كما أن بعض المحاضرين يصاب بداء الميكروفون إذا تسلمه فهو يرى أنه يجب أن يقول كل ما يعرف وأن العشرين دقيقة ليست كافية). مع العلم أن المؤتمرات لتقديم خلاصة البحث أو زبدة الكلام وأين هؤلاء من تعريف العرب للبلاغة بأنها (الإيجاز)؟

       6- لقد أفدت كثيراً من هذا الملتقى وأرجو أن تتاح لي الفرصة العودة لهذه الجامعة للمشاركة في وضع المخططات لإنشاء قسم الاستشراق لديهم.





























 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية