الدولة العثمانية: دولة استعمارية أو غير استعمارية دراسة من خلال كتاب محمد جلال كشك (ودخلت الخيل الأزهر)

 التجمع العربي التركي للعلوم الاجتماعية
مؤتمر "الثقافة ودراسات الشرق الأوسط"
10-12 ديسمبر 2010، أنقرة، تركيا

مقدم من
د. مازن مطبقاني
مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق



بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة
كم تردد في أسماعنا ولامست أبصارنا عبارة "الاستعمار التركي" أو "الاستعمار العثماني" بل عبارة "العثماني المقيت" وكانت هذه العبارات تقترن بالحديث عن سياسة التتريك والتجهيل والفقر والمرض الذي أصابنا بسبب "الاحتلال" أو "الاستعمار التركي"، وكان يضاف إلى ذلك أن يتضمن الحديث عن أسباب التخلف في العالم العربي بسبب الحكم العثماني أو التركي. ويصل الحماس ببعضهم أن يتحدث عن الاحتلال الأوروبي أنه السبب في تقدم العالم العربي ونهضته.
وكنت أتساءل من أين أتت هذه الاتهامات للدولة العثمانية؟ هل أتت بسبب بروز القومية التركية أو القومية الطورانية؟ وهل يعود إلى القومية العربية التي جاءتنا بسبب المدارس الغربية التي انتشرت في عالمنا العربي من الجامعة الأمريكية في بيروت والقاهرة إلى الجامعات الأمريكية في غيرها من الدول العربية أو أتت من المدارس البريطانية مثل فيكتوريا أو المدارس الفرنسية مثل الجوزويت والكلية اليسوعية أوالليسيه وغيرها؟ وهل سبب ظهور القومية هو البعثات العلمية التي انطلقت من العالم العربي إلى الدول الأوروبية ثم أمريكا ثم عادوا إلينا يحملون الفكر الاستشراقي الذي أدى إلى تشويه صورة الدولة العثمانية في العالم العربي؟
أمام هذه الأفكار التي أقلقتني كثيراً وجدت كتاب الدكتور محمد جلال كشك رحمه الله الذي جعل أحد فصوله بعنوان: هل كانت مصر مستعمرة تركية؟ وحاول أن يجيب في كتابه محدداً صفات الاستعمار ومتى تكون الدولة استعمارية ومتى انطلق الاستعمار حقيقة.
وفي هذا البحث سأسعى إلى تعريف الاستعمار من المراجع العربية والغربية وأحاول من خلال ما كتبه الدكتور محمد جلال كشك أن أوضح مدى صحة دفاع كشك عن الدولة العثمانية مشيراً إلى أبرز الكتاب الذين ناقشهم كشك وأسباب تبنيهم لهذه الفكرة.  
وسأحاول أن أقدم كذلك مسألة انتقال فكرة اتهام الدولة العثمانية بالاستعمار وهل للثورة العربية الكبرى ودور الإنجليز فيها دخل في تبني مثل هذه المقولة في بلاد الشام.  



المبحث الأول
تعريف الاستعمار
ما الاستعمار؟ تعرف موسوعة ستانفورد للفلسفة أن الاستعمار هو "ممارسة الهيمنة والتي تتضمن إخضاع شعب لشعب آخر" وتحاول الموسوعة أن تفرق بين "الاستعمار" و"الإمبريالية" بأن تصف الأخرى بأنها "السيطرة السياسية والاقتصادية على دولة تابعة" وقد ظهرت في الأدبيات الغربية كتابات واسعة حول كلا المفهومين ولكن ما يهمنا هنا هو "الاستعمار"  الذي بدأ استخدامه كما تقول الموسوعة للتعبير عن المستوطنات أو "المحتلات" التي أسسها الأوروبيون في بلاد أخرى لإسكان مجموعات من مواطنيهم كما فعلوا في أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزلندا والجزائر والبرازيل وغيرها. ولكن الإمبريالية فهي قيام دولة بالسيطرة على دولة أخرى وإدارة شؤونها دون إسكان عدد كبير من مواطنيها في تلك الدولة المحتلة. ويرتبط الاستعمار والإمبريالية بحركات التوسع الأوروبي منذ عهد اليونان والرومان. ([1]). وتؤكد الموسوعة في الحديث عن الفرق بين الاستعمار والإمبريالية بأنها ترى أن الاستعمار والإمبريالية يكادان يكونان وجهان لعملة واحدة فترى أن الاستعمار إنما هو مشروع هيمنة أوروبي بدأ من القرن السادس عشر إلى العشرين وانتهى في ستينيات القرن الماضي باستقلال الدول (لولا احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان منذ العام 2001م) وتذكر الموسوعة بعض مبررات الاستعمار مثل نشر النصرانية وانطلاق البعثات التنصيرية إلى البلاد المستعمرة كما فعلت إسبانيا تحت ذريعة نشر النصرانية والتحضير ورسالة الرجل الأبيض. ولكن لما كان الاستعمار قد ارتكب المجازر في الشعوب التي احتلت أراضيها فقد ظهر في أوروبا مفكرون انتقدوا الاستعمار من أمثال كانت وسميث وديدورو منتقدين وحشية الاستعمار الأوروبي وفكرة رسالة الأوروبي لتحضير الشعوب الأخرى. وأشارت الموسوعة إلى أنه كان من ضمن انتقاد المفكرين الأوروبيين للاستعمار أنه كان يتضمن الاستعباد أو استرقاق الشعوب الأخرى وأعمال السخرة وسرقة الممتلكات والثروات وهو أمر مخالف لمبدأ التنوير الأساسي في أن جميع الناس قادرين على التفكير المنطقي وحكم أنفسهم. ([2])
وكان للماركسيين رأي شجاع في الاستعمار (وإن كان هذا لا يعفيهم مما فعلوه في دول آسيا الوسطى وغيرها) ففي محاضرة ألقاها لينين عام 1917 م يذكر فيها الثروات الضخمة التي حققتها بريطانيا وفرنسا، فبريطانيا أصبحت القوة الأولى في العالم (في ذلك الوقت ليس بجهد عمّالها ولكن باستغلالها لعدد لا محدود من المستعمرات). كما أن فرنسا أصبحت المقرض الأول في العالم حيث ينقل لينين عن كاتب فرنسي هو ليسيس Lysis الذي يقول إن فرنسا هي المملكة المالية في العالم وهي أكبر دولة مُقرضة للمال. ([3])
      وبالإضافة إلى الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية ونهب الثروات واستعباد الشعوب فقد كان للاستعمار جانب آخر ربما كان الأشد خطورة وهو "احتلال للعقل فهو غزو من الداخل وهو الخطر لأنه يضمن بعد ذلك، في حالات الضعف الذاتي وتخريف المناعة الذاتية دوام الهيمنة على الإدارة والإمكانات القومية برمتها"([4]) بل يؤكد باحث غربي هو  نيكولاس توماس في كتابه  "ثقافة الاستعمار: علم الإنسان والرحلة والحكومة:Colonialism's culture : anthropology, travel and government الذي يرى فيه أن "الاستعمار ليس مجرد غزو عسكري واستغلال اقتصادي ولكنه عملية تخيل يتم تمثيل الشعوب المسيطَر عليها بطرق يتم من خلالها جعل الفروق العرقية والثقافية مشروعة"([5])
       بل إن آصف حسين يرى أن علم الإنسان (الانثروبولوجيا) إنما هو اختراع استعماري لتبرير سياسات الاستعمار وذلك من خلال استغلال الاختلافات العرقية والجنسية في البلاد المحتلة لإحكام سيطرة الاحتلال كما فعل في الهند حين أثار الخلاف بين الهندوس والمسلمين.  كما تمت زراعة كثير من الأفكار والمبادئ والنظريات الغربية العلمانية من الدستورية والديمقراطية والبرلمانات والأحزاب السياسية في المجتمعات الإسلامية، كما أن المستعمر قام في مجال إحلال الثقافة الاجتماعية الغربية محل الثقافة الإسلامية تم تقديم التعليم من خلال اللغات الأوروبية كالإنجليزية والفرنسية وسرعان ما أصبحت الثقافة الإنجليزية والفرنسية هي المسيطرة على النخب المتغربة. ([6] )



المبحث الثاني
"الاستعمار" التركي أو العثماني"
        كثيرون هم الذين كتبوا عن الدولة العثمانية بعضهم من المتخصصين في دراسة التاريخ والبعض الآخر لا علاقة له بالتاريخ ولعله سمع الناس يقولون شيئاً فقاله. ومن خلال مراجعة ما كتب عن الدولة العثمانية فإن مصادر الكتابة عن هذا التاريخ أو عن التاريخ الإسلامي عموماً لا يعدو أن يكون تلقاه المؤرخون المسلمون المعاصرون في الجامعات الغربية فقد ابتلينا منذ سنوات طويلة أو منذ انطلق الابتعاث في عهد محمد علي في مصر وفي أوقات قريبة من المغرب وإيران وتركيا وغيرها من البلاد الإسلامية. وكان الأصل أن تكون هذه البعثات لدراسة العلوم والتقنية ولكن التخطيط الغربي للمستشارين للحكام المسلمين قرروا أن يتعلم أبناء المسلمين ما يسمى العلوم الإنسانية ومنها اللغة العربية وآدابها والعلوم الاجتماعية من تاريخ وعلم اجتماع وفلسفة وغيرها. وليس هذا فحسب فقد انتشرت المدارس الغربية التنصيرية وغير التنصيرية في البلاد العربية والإسلامية كالجامعات الأمريكية التي نقلت الفكر الغربي وبخاصة القومية والنظرة الغربية للتاريخ الإسلامي وللعلوم الإسلامية بعامة.
        وقد أبدى كثير من الذين درسوا في الغرب تعلقاً بفكرة القومية ثم التقوا مع الذين انطلقوا من العالم العربي لدعم هذا التيار القوي الكاسح الذي وجد تأييداً كبيراً من القوى الغربية، ولا ينكر أحد من الداعين إلى القومية العربية أنهم جاءوا بها من أوروبا التي انتشرت فيها الدعوات القومية، وظنوا أن هذه الدعوات هي مصدر القوة والازدهار والتحضر في هذه البلدان. وهذا ما كتبه أحد الباحثين الغربيين في مقارنته بين كل من شكيب أرسلان وساطع الحصري الذي يطلق عليه "أب القومية العربية" ويذكر الباحث أن كلاهما درس في الغرب فتمسك الأول بالإسلام والجامعة الإسلامية ورابطة الأمة الإسلامية وبرموزها ما بقيت هذه الرموز كالخلافة وغيرها بينما انجذب الآخر إلى دعوة القومية حتى ألف فيها العديد من المؤلفات. ([7])
        وموقف القوميين العرب هو ما أشار إليه إبراهيم الداقوقي في كتابه المهم (صورة الأتراك لدى العرب) حيث أكد أن معظم دعاة الفكر القومي في المشرق العربي يعتبرون الحكم العثماني للبلاد العربية استعماراً، ومن الطريف أن الداقوقي يفرق بين أهل المشرق والمغرب في النظرة إلى الدولة العثمانية بأن الأخيرين ينظرون إليها على أنها دولة أنقذتهم وأخرت استعمار بلادهم من القوى الغربية زمناً طويلاً. ([8])
        وهناك من يجد المبرر للعرب للنظرة القاسية للأتراك أو للدولة التركية وذلك أن الذي تولى الحكم في أواخر الدولة العثمانية أو تركيا الحديثة حزب الاتحاد والترقي الذي كانت منطلقاته وفقاً لكثير من المحللين عنصرية وقد أورد أحد الكتاب "أن لجنة الاتحاد والترقي كانت معنية في الحقيقة بتعزيز السياسة العنصرية لدى الأتراك أو وحدة الشعوب الناطقة بالتركية في آسيا"([9])، ولكن العرب لم يكتفوا بوصم هذه المرحلة بما كانت تستحق ولكنهم عمموا ذلك على التاريخ العثماني كله، بل بحثوا عن أية كتابات تطعن في الدولة العثمانية وتخلفها وحرمانها للعالم العربي من أية فرصة للنهوض والنمو.([10])
 وكان ظهور ما سمي "الثورة العربية الكبرى" بقيادة الشريف حسين وبالتعاون مع بريطانيا دور في النظرة العدائية التركية للعرب والنظر إلى هذا العمل "كعمل خيانة كبير"([11])
        ولا بد من كلمة عن الشريف حسين الذي خدعه الإنجليز وتآمروا مع الفرنسيين وغيرهم من الأوروبيين في سان فرانسسكو في اتفاقية سايكس بيكو، وما أن أدرك هذه الخدعة وبدأ يتمرد عليهم فكان من تخطيطهم أن يكون ابنه فيصل حاكماً في سوريا التي تسلمها الفرنسيون فأخرجوه إلى العراق، أما الشريف حسين فكان مصيره النفي إلى قبرص ومعاملته معاملة مهينة وإذلاله كما روى ذلك صالح مسعود أبو يصير ([12]) وليس هذا فحسب بل أكد الكاتب على موقف الشريف حسين من عروبة القدس وفلسطين والإصرار على تنفيذ بريطانيا وُعودَها له، ولما رأت أنه حجر عثرة رمته في المنفى كما سبق.
        وللوثائق العثمانية رأي في القومية العربية وانتشارها أورده أحد الكتاب في مقالة له بقوله: إن بعض الوثائق العثمانية صورت الحركة القومية العربية كأداة في يد القوى الأجنبية لإضعاف الدولة العثمانية"([13]) ولتأكيد هذا يكفي الرجوع إلى بعض ما كتبه الدكتور محمد محمد حسين في كتابه القيم الاتجاهات الوطنية في الأدب العربي ليتعجب المرء من الجهد الهائل الضخم الذي بذل في الترويج للقومية العربية ، ولم يكف دعاة القومية بالأدب والشعر بل اقتحموا السياسة فجاءوا بزعيم القومية أو الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ليخدر الشعوب العربية عقوداً من الزمن زاعماً أنه حرر العرب وأعاد إليهم كرامتهم وحريتهم.
        وعلى الرغم من أن جمال حمدان الجغرافي المشهور أكد في بداية كتابه استراتيجية الاستعمار والتحرير أن الدولة الإسلامية لم تكن احتلالاً ولا استعماراً حيث قال" ويجادل كثير من الكتّاب الغربيين –في لجاج مفهوم- بأن هذه الدولة كانت "إمبراطورية استعمارية" لم تخرج عن أن تكون غزواً وإخضاعاً وتبعية أجنبية والحقيقة أن الدولة العربية كانت "إمبراطورية تحريرية" بكل معنى الكلمة، فهي التي حررت كل هذه المناطق من ربقة الاستعمار الروماني أو الفارسي المتداعي واضطهاده الوثني وابتزازه المادي"([14]) ويعود بعد صفحات ليصف الفتح العثماني للأقطار العربية المختلفة من الجزائر حتى مصر وغيرها بأنه استعمار وأطلق عليه "الاستعمار الديني" حيث كتب "... إن الوجود التركي هنا يعد نوعاً خاصاً- ومحيراً ربما- من الاستعمار هو "الاستعمار الديني"، ولولا القناع الديني لعد مماثلاً للغزو المغولي الوثني الذي سبقه ولو وجه على هذا الأساس بكل تأكيد"([15]) بل إن الكاتب يبلغ حقده على الدولة العثمانية مبلغاً عجيباً حتى يصفها بأنها اغتصبت الخلافة حيث يقول: "وأما عن تركيا فإنها ما ظهرت على مسرح السياسة العالمية منذ فجر العثمانية إلاّ على دعوة الإسلام، وإلاّ بعد أن قفزت على خلافة الإسلام قفزا وربما اغتصاباً" ([16]) ويتهم الدولة العثمانية اتهامات أخرى ليس هنا مجال الحديث عنها.
        ولعل مِن سلك القوميين مَن كتب عن العراق التي ابتليت دهراً بالبعث حتى ابتليت مع الأمريكان بأسوأ من البعث أي العبث والدمار والقتل الشامل. ومن بقايا البعث القومي أو من ذلك الزمن ما كتبه حامد الحمداني في مقالة له يقول فيها :" رزح العراق كما هو معروف تاريخياً تحت نير الاستعمار العثماني زهاء الأربعة قرون، وكانت الحقبة التي حكم فيها العثمانيون العراق من أسوأ الحقب في تاريخه" وفي الحقيقة لا يهمني كيف يبرر هذا الكلام لأن الكاتب سرعان ما يؤكد جهله بالتاريخ حينما يقول إن السلطان محمد الفاتح دمر القسطنطينية واستباحها الجيش الإنكشاري "وعمل تقتيلاً واغتصاباً ونهباً للممتلكات بأسلوب وحشي يندى له الجبين"([17]) وأتعجب أي جبين هذا الذي يندى أو هو الذي رأى أو لم ير أو الذي تخيل، وكأن الأستاذ المتخصص في التاريخ لم يعرف كيف كانت الحملة الصليبية الأولى، وأين انتهت الرابعة وما كتبه مؤرخو الحملات الصليبية عما فعله الصليبيون بإخوانهم النصارى وما ارتكبوه من نهب وسلب وقتل وتدمير لم يفعل الجيش المسلم منه شيئاً بل حكى لنا التاريخ مما لا أحتاج لذكر مصادره أن السلطان محمد كان قاسياً مع جنده أن يرتكبوا أي جرم في المدينة.
ومن الذين تناولوا الدولة العثمانية ووصفوا حكمها بالاستعمار شخصيات لا تمت إلى دراسة التاريخ بصلة وإنما بعضهم متخصص في الأدب والبلاغة ولكن أتيحت له الفرصة ليحتل منابر الرأي في إحدى كبريات الصحف في المملكة العربية السعودية، فلم يكتف بوصف الحكم العثماني التركي بالاستعمار بل راح يقارن بينه وبين الاستعمار الغربي ويفضل الغربي ويمتدحه بأنه جاء بالنور والإصلاح، وكان مما كتبه قوله "أية قراءة موضوعية تحاول أن تقرأ ظاهرتيْ الاستعمار : ظاهرة الاستعمار التركي العثماني، وظاهرة الاستعمار الغربي ، ستصل إلى أن من المفترض أن يكون الرفض الأقوى والأقسى من نصيب الاستعمار الأشد ضررا والأقل نفعا ، وهو هنا : الاستعمار التركي العثماني"
ويقول في موضع آخر: ". لقد واجه العالم العربي (والاهتمام بهذا العالم من وجهة نظر وحدة ثقافية) موجتين من موجات الاستعمار الكبرى. كانت الموجة الأولى وهي الأطول زمنيا والأعنف والأبعد ضررا: موجة الاستعمار التركي العثماني، وكانت الموجة الأخرى وهي الأقصر والأخف ضررا: موجة الاستعمار الغربي في القرنين: التاسع عشر والعشرين.
فإن الاستعمار العثماني التركي بقي استعمار تخلف وانحطاط وإماتة واستعباد، بينما وجدنا الاستعمار الغربي، ورغم كونه ينطوي على نوع من الاستغلال بطبيعة الحال، طرح ثقافة الإحياء ووضع اللبنات الأولى للتنمية المادية والعقلية، بل وأرسى قيما إنسانية عالية لم تكن موجودة من قبل. وهذا شيء إيجابي؛ حتى وإن كان يهدف من وراء تطوير البلدان المستعمرة أن يزداد من خلالها قوة إلى قوته، فليست العبرة بالنوايا وإنما بمآلات الأفعال" ([18]).
لم يكن مناسباً تناول مثل هذه الكتابات في مؤتمر علمي لولا أن مثل هذه الأفكار شائعة لدى فئة من مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي انبهرت بالغرب بل أحبت الغرب وعشقته ورأت كل ما فيه محاسن ولو كانت المساوئ كالجبال. وليتهم يقرؤون على المزروع رحمه الله في حديثه عن الغرب الذي أقام حربين أوروبيتين ولكن اصطلى بناريهما العالم كله وكانت أعداد ضحايا تلك الحربين بعشرات الملايين. والغرب هو الذي صنع القنبلة الذرية وهو الذي استعملها. هذا الانبهار بالغرب والعشق الأعمى أعمى بصائر هذا الكاتب وغيره ممن يتصدى لمنابر الرأي العام في عالمنا العربي الإسلامي. وقد يحسن أن نقول لهؤلاء إن كان الغرب كما تقولون بهذه العظمة والإنسانية فما عليكم إلاّ أن تغيروا أسماءكم وملابسكم وانتمائكم لعالمنا العربي الإسلامي وتلتحقوا بهم.




المبحث الثالث
ليس استعماراً 
        هل عرفنا الدولة العثمانية وفهمنا تاريخها وحضارتها ودرسنا وثائقها دراسة علمية أكاديمية رصينة نزيهة؟ كيف لنا أن نحكم على أمة تولت قيادة العالم الإسلامي ما يقارب الستة قرون من خلال سنوات قلائل معتمدين على باحثين غير متمكنين أو باحثين متعصبين ومتحيزين ليس ضد الدولة العثمانية بل ضد كل ما هو مسلم وإسلامي.  وعلى الرغم من وجود عدد من الشهادات العلمية المتزنة التي قدمت لنا الدولة العثمانية تقديماً منصفاً لكننا ما زلنا بحاجة إلى الكثير من الدراسات، بل أتعجب أننا ما زلنا في العالم العربي نفتقد الأقسام العلمية ومراكز البحث المتخصصة في دراسة الشعوب والأمم الأخرى وبخاصة العالم الإسلامي عدا عدد قليل من الأقسام العلمية في بعض الجامعات العربية.
        وقد قدم لنا محمد حرب في كتابه القيم (العثمانيون في التاريخ والحضارة) بقوله: "إن الطريق إلى تقويم الحكم العثماني يبدأ بخطوة هامة وطبيعية هي: محاولة فهم العثمانيين، ولكي تنجح هذه المحاولة وتحقق أهدافها، فينبغي أن تتوفر للباحث ثلاثة عناصر هي:
1-             نشر الوثائق العثمانية
2-             نشر المخطوطات
3-             نشر القوانين العثمانية للبلاد العربية
ويختم الدكتور حرب كلامه بالقول: أقول: ما دامت هذه الأمور ما زالت مجهولة فإن إثارة دعوة تقييم "الحكم العثماني" لا بد وأن تكون صعبة إلى درجة يفطن لها كل ذي إدراك تاريخي، بل وحتى المثقف العادي" ([19])
        ومن الكتّاب العرب المسلمين من ينافح عن الدولة العثمانية وقد عادت تركيا لتحتل الأضواء في وسائل الإعلام مع حكومة الطيب رجب أردوغان وعبد الله قول، الكاتب الأردني زياد أبو غنيمة الذي يكتب مقالات أسبوعية في أحدى الصحف الأردنية حيث كتب عن اتهام الدولة العثمانية بأنها استعمارا فقال: "هذه الفرية الظالمة التي آن الأوان لتتوقف أجيالنا العربية والمسلمة عن تلقيها في معظم مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا ووسائل إعلامنا وكأنها يقين لا يرقى إليه شك: على ضوء الشهادات التي أوردتها يتبين أن الأتراك العثمانيين لم يستعمروا البلاد العربية بمعنى الاحتلال ، وإنما هرعوا لإنقاذها من أخطار أطماع الدول الأوروبية التي كانت توشك أن تنقضَّ عليها حيث كانت الجيوش البرتغالية قد وصلت إلى البصرة بعد أن سيطرت على عُـمان ومسقط ومضيق هرمز لتتخذ منها نقطة انطلاق نحو الحجاز ومصر والشام." ([20]) وأضاف الكاتب أن للأتراك فضلاً على البلاد العربية أنهم حافظوا عليها متحدة وتحت راية واحدة هي راية الدولة الإسلامية فلما آذنت شمس الخلافة بالمغيب تقسمت هذه البلاد وأصبحت مثل دول الطوائف. وهو يقول في ذلك: "ويكفي الأتراك العثمانيين فخرا أنهم كانوا روَّاد الوحدة العربية الحقيقية حين وحَّـدوا البلاد العربية كلها تحت راية الدولة العثمانية لأكثر من أربعة قرون متواصلة 1516" ـ "1919، فلما أن غابت تلك الراية انفرط عقد الوحدة العربية الحقيقة."([21])
        وينتقد كاتب آخر تلك الأفكار التي تتهم الدولة العثمانية بأنها كانت استعماراً بقوله: "لم يكن الوجود العثماني في العالم العربي إلا وباءً عليه وهذا شعار أطلقه الغرب وتبناه البعض من العرب بطريقة اعتباطية بدون دراسة وبدون تمحيص وفحص وتدقيق واليوم مصيبة السياسيين والصحفيين والإعلاميين إذ أنهم يعيشون على معلومات قرأوها في المكتبات المدرسية ([22]). ويؤيد هذا المؤرخ الأردني المشهور عبد الكريم الغرايبة في كتابه "العرب والترك" حيث يقول: "يحتل العثمانيون الأتراك مركزا فريدا في تاريخ العرب لا تحتل مثله أية دولة أخرى في التاريخ ، فعندما عجز المماليك عن حماية العالم العربي من البرتغاليين والإسبان والصفويين تدخل العثمانيون الأتراك، كحماة ومحررين، أكرر كحماة ومحررين، ورحَّـب العرب ولا سيما في برًّ الشام بقدوم العثمانيين الأتراك، ونظروا إليهم كمنقذين، أكرر كمنقذين، ونجح الأتراك في حماية العالم العربي من أعدائهم الخارجيين أكثر من ثلاثة قرون، وتمكنوا من منع الكماشة الإفرنجية البرتغالية الاسبانية الجرمانية من الإطباق على العالم العربي".([23])
ويتحدث أبو غنيمة عن العلاقة بين الأتراك والعرب مستشهداً بالكاتب الدكتور أحمد قدري الذي يقول في كتابه "مذكـَّـراتي عن الثورة العربية الكبرى" المطبوع في عام 1375هـ ـ 1956م: "منذ اليوم الذي بسط فيه العثمانيون سلطانهم على البلاد العربية والعلاقات قائمة بين العرب والترك موطدة الأركان ثابتة البنيان ، وكان الترك ينظرون إلى العرب نظرتهم إلى عنصر تجمعهم به رابطة العقيدة الدينية ، فلم يثقل حكمهم على العرب ، ومع تعاقب الأعوام كانت العلاقات بين العرب والترك تسير في جو هادئ لا تعكـًّـرها نعرة جنسية أو نزعة عنصرية ، وعندما تولى السلطنة الخليفة عبد الحميد تعزَّزت هذه العلاقات واضحة وعلى أقوى وأوثق من ذي قبل ، إذ حرص الخليفة عبد الحميد في سياسته على خطب ودًّ العرب واستدنائهم "تقريبهم" منه،  وتعزيز صلاته بهم"([24])
        وعلى الرغم من كل تلك الشهادات لكن محمد جلال كشك قدم تحليلاً طريفاً لمسألة اتهام الدولة العثمانية بالاستعمار حيث بدأ في الفصل الذي عنونه "هل كانت مصر مستعمرة تركية" بالقول إن الدولة العثمانية لم تكن قد وصلت إلى حالة التطور الاقتصادي الذي يسمح لها أن تكون دولة استعمارية ، ويستشهد في هامش الصفحة أن المستشرق الفرنسي عندما سمع أحدهم يتحدث عن الاستعمار العثماني فقال له: "أنا أعتبر أن الإمبريالية معاصرة لظهور رأس المال، وبدايتها الأولى كانت في عصر نابليون أما الأتراك العثمانيون فليسوا إمبرياليين."([25]) ويزيد كشك الأمر توضيحاً بأنه لا يمكن أن تكون العلاقة بين دولتين إسلاميتين "استعمار" ويؤكد على الدولة التي اتهمت أنها مستعمِرة لم تحقق بعد ثورتها الصناعية. كما أشار إلى مسألة الاستيراد والتصدير وأن الدول التي احتلت واستعمرت كانت تستغل الدول الخاضعة لها بأن تكون مستوردة، وأن تركيا كانت واردتها من مصر أكثر من صادراتها إليها. ومن مظاهر الاستعمار التي ناقشها كشك قضية رؤوس الأموال وتحركها من الدول المستعمِرة إلى المستعمَرة "فلا رؤوس أموال تركية كانت مستثمرة في مصر، ولا صناعات تركية كانت تصدر منتجاتها إلى مصر، ولا خامات مصرية كانت تصر إلى تركيا بحكم العلاقات السياسية، ولا علاقة دولة متقدمة بدولة متخلفة تفضي إلى استغلال الأولى للثانية دون حاجة إلى إخضاعها بجيش احتلال"([26])
ويمضي الدكتور كشك في توضيح العلاقة بين حكام المماليك في مصر وبعض الحكام في الشام، وأن الدولة العثمانية كانت حاكمة بالاسم فقط فالباشا الممثل للسلطان في مصر كان ألعوبة بيد المماليك والأموال التي من المفترض أن يبعثها المماليك للسلطان العثماني لم تكن تصله باستمرار وكانت تنقص في بعض السنين، كما أن حاكم عكا الجزار وقف في وجه القوات العثمانية التي حاولت المرور من عكا إلى مصر لمعاونة المصريين ضد الفرنسيين فلم يسمح لهم حاكم عطا "الجزار" فكيف يمكن أن توصف العلاقة بأنها استعمار ولم يكن لتركيا نفوذ حقيقي في هاتين الدولتين: الشام ومصر؟ ([27])
ومما يؤكد أن اتهام الدولة العثمانية باضطهاد العرب مسألة مازالت مثار سؤال وأنها مبالغ فيها، ولكن كما يزعم أحد الباحثين الغربيين أنها ما تزال هي المسيطرة على وجهة النظر العربية. ويبدو أن هذا من المنهج الغربي في الكتابة حول تاريخنا يوردون القضية وضدها ثم يخرجون أن المسألة ما تزال قائمة. ([28])
وأما بالنسبة للغة التركية في مصر وغيرها فلم يبدأ انتشارها بالدولة العثمانية وإنما بدأ منذ العهد الأيوبي ثم ازداد انتشارها في العهد المملوكي "بشطريه: المملوكي التركي (1250-1382م) والمملوكي الشركسي (1382-1517م) ([29]) ولم تزدهر اللغة التركية في عهد الدولة العثمانية أو لم "ترق إلى مستوى ما كان لدى المماليك كماً وكيفاً"([30])



الخاتمة
        إذا كان "الاستعمار" هو مرحلة اقتصادية بلغتها دول أوروبية بعد ثورتها الصناعية قادتها إلى احتلال أراض في أنحاء العالم والاستيلاء عليها ونهب ثرواتها واستعباد أهلها وحتى تدمير تلك البلاد وارتكاب المجازر فيها، وإذا كان الاستعمار يزعم أن له رسالة هي رسالة الرجل الأبيض في تحضير الشعوب ونقلها من حالة التخلف ونقل ثقافة الغازي المحتل. وإذا كان الاستعمار هدم لهُويّات الأمم والشعوب الأخرى.
        إذا كان الاستعمار يقوم بتكوين نخب في البلاد المحتلة ترتبط عقلاً وروحاً بالغازي المحتل لضمان استمرار الهيمنة والاستعلاء والاستيلاء على الثروات وفتح البلاد المحتلة لتكون أسواق لبضائع المحتل.
        إذا كان الاستعمار هذا وأكثر فهل استطاع من اتهم الدولة العثمانية بأنها استعمار وإمبريالية أن يثبت أياً من ذلك؟ ولم يتوقف الأمر عند اتهام الدولة العثمانية بهذه الاتهامات بل راح البعض يتغنى بعظمة الشعوب الأوروبية أو الغرب المستعمر وأضفى عليه من صفات الكمال والعمل الصالح ما جعل كل مقاومة للاحتلال عملاً يدل على الجهل والتخلف ورفض التقدم والتطور بل نكران للجميل أيضاً.
        أما رسالة "الرجل الأبيض" في "تحضير "الشعوب، فتلك فرية كبرى لم يصدقها سوى من أطلقها. وكأني بمن أطلق هذه الفرية الكبرى كالطفلي الذي زعم أن هناك وليمة وصار يردد وليمة وليمة فصدق نفسه.
        قدمت الورقة تعريفات "الاستعمار" و"الإمبريالية" من أدبيات الغربيين، ومن كتابات العرب والمسلمين وبخاصة محمد جلال كشك الذي أنكر أن تكون مصر "مستعمرة تركية" ومن كتابات كبار العلماء المسلمين من البلاد التي ظهر فيها من يتهم الدولة العثمانية بأنها "مستعمِرة" تؤكد على أن الحكم العثماني كان خلافة إسلامية حرصت على رقي الشعوب وحضارتها وقبل ذلك أمنها وسلامتها وحمايتها من غزو القوات الأوروبية وأخر الأتراك وقوع كثير من البلاد الإسلامية في قبضة الغازي المحتل الأوروبي قروناً.
        جميل أن نوضح الصورة عن الوجود العثماني في البلاد العربية ولكن الأجمل منه أن نتوقف عن تكرار الصور النمطية التي شوهت صورة دولة الخلافة التي استمرت قروناً بسبب بضع سنوات لم يكن الحكم فيها بيد العثمانيين بل تولته أحزاب حاربت تركيا قبل أن تحارب غيرها وأساءت إلى الوطن الأم مقر الخلافة قبل أن تسيئ إلى غيرها. ولكن ما الطريقة إلى إنهاء تلك الصور النمطية والاتهامات المتبادلة فالتركي "الشرس" والعربي "الخائن" لا يمكن أن تنتهي ببضع صفحات ومؤتمر هنا وهناك أو لقاء سياسي عابر ولكن هذه الصور لا تزول إلاّ من خلال إعادة العلاقات الأخوية من خلال ما يأتي:
1- إنشاء أقسام علمية ومراكز بحث ومعاهد في العالم العربي متخصصة في الدراسات التركية القديمة والحديثة وإتقان اللغة العثمانية والتعمق في فهم تلك الفترة في الجامعات العربية والإسلامية كافة.
2- إنشاء أقسام علمية ومراكز بحث ومعاهد في تركيا والعالم التركي لدراسة العالم العربي لغة وثقافة وجغرافيا واقتصاداً وغير ذلك.
3- تشجيع التبادل العلمي بين الجامعات العربية والتركية ومراكز البحوث والمؤسسات العلمية المختلفة.
وأخيراً أبارك انطلاق هذا التجمع وإلى مزيد من النشاط والعمل والله الموفق.
المراجع
- أبو غنيمة، زياد "لماذا؟ ومن المستفيد من التشكيك بمواقف أردوغان؟" في صحيفة الدستور الأردنية، العدد رقم 151151 الخميس 20 ذو القعدة 1431هـ الموافق 28 تشرين الأول 2010 م
 ====- "قصة الاستبداد التركي بين الحقائق والسواليف" في صحيفة الدستور الأردنية ، العدد رقم 151151 الخميس 20 ذو القعدة 1431هـ الموافق 28 تشرين الأول 2010 م[1]
- أبو يصير، صالح مسعود. جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن. ط5 (بيروت: دار الفتح للطباعة والنشر، 1408هـ/1988م)
-حرب، محمد. العثمانيون في التاريخ والحضارة. (دمشق: دار القلم، 1409هـ /1989م)
-حمدان، جمال. استراتيجية الاستعمار والتحرير، (القاهرة: سلسة دار الهلال الشهرية، العدد 578، ف
-== . العالم الإسلامي المعاصر. (القاهرة: عالم الكتب 1410هـ1990م) ص 92
فبراير 1999م)
- الحمداني، حامد، "ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها2-العراق من الاحتلال العثماني إلى الاحتلال البريطاني".  في صحيفة أخبار العراقية في الإنترنت. http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20091018-78396.html
- عبد كسار، أكرم محمد، "قراءة في كتاب الدولة العثمانية المجهولة تأليف أحمد آق كوندوز والدكتور سعيد أوزترك" في موقع مجلة علوم إنسانية www.uluminsania.net العدد 14، السنة الثانية (أكتوبر 2004)
- روبنس، فيليب. تركيا والشرق الأوسط، ترجمة ميخائيل نجم خوري (قبرص: دار قرطبة للنشر والتوثيق والأبحاث، 1993م)
-الزعبي، محمد فلاح " الاستعمار الثقافي: صناعة العقول وإعادة صياغة المواطن العربي. في

-       كشك، محمد جلال، ودخلت الخيل الأزهر، ط3 (القاهرة: دار الزهراء)
-       المحمود، محمد على. " نحن والاستعمار...القراءة عبر الإيديولوجيا" في صحيفة الرياض. العدد (15312) في 13 جمادى الآخرة 1431ه ـ(27 مايو 1010م)
-- مردان، نصرت " قراءة في كتاب صورة الأتراك لدى العرب لإبراهيم الداقوقي" نش في الحوار المتمدن العدد 690، 22/12/2003 م
- المهدي، وائل، "تركيا الغائب الحاضر في المنطقة العربية" نشر في موقع
شوهد يوم الخميس 7 أكتوبر 2010 الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت مكة المكرمة.



المراجع الأجنبية
- Cleveland, William L.   "Ataturk Viewed by His Arab Contemporaries: The Opinions of Sati' A;-Husaro and Shakib Arslan, Princeton Near East paper Number 34, 1982.

-"Colonialism" in Stanford Encyclopedia of Philosophy http://plato.stanford.edu/entries/colonialism.  On October 25/2010.0900 am
-Hussain, Asef. Western Conflict with Islam. Survey of Anti-Islamic Tradition. (Leicester, U.K: Volcano Press, 1990)
- Dierrich Jung " Turkey and the Arab World: Historical Narrative and New Political Realities" in Mediterranean Politics, Vol. 10, No. 1, 1-17 March 2005
  - Lenin, V. I. "War and Revolution" A lecture delivered on May 14 (27), 1917. http://www.marxists.org/archive/lenin/1919/may/14.htm






1-                  Stanford Encyclopedia of Philosophy. From the Internet: http://plato.stanford.edu/entries/colonialism.  On October 25/2010.0900
[2] - -المرجع نفسه
  2- V.I. Lenin. "War and Revolution" A lecture delivered on May 14 (27), 1917. http://www.marxists.org/archive/lenin/1919/may/14.htm

[4] - محمد فلاح الزعبي " الاستعمار الثقافي: صناعة العقول وإعادة صياغة المواطن العربي. في


1-Asef Hussain. Western Conflict with Islam: Survey of Anti-Islamic Tradition.
(Leicester, U.K: Volcano Press,1990) p50

[7] - William L. Cleveland, "Ataturk Viewed by His Arab Contemporaries: The Opinions of Sati' A;-Husaro and Shakib Arslan, Princeton Near East paper Number 34, 1982.
[8] - نصرت مردان " قراءة في كتاب صورة الأتراك لدى العرب لإبراهيم الداقوقي" نشر في الحوار المتمدن العدد 690، 22/12/2003 م في موقع
[9] - فيليب روبنس. تركيا والشرق الأوسط، ترجمة ميخائيل نجم خوري (قبرص: دار قرطبة للنشر والتوثيق والأبحاث، 1993م) ص 26 نقلاً عن بيتر مانسفيلد، العرب The Arabs (لندن: بنجوين 1983) ص 181.
[10] - المرجع نفسه، ص 28
[11] - المرجع نفسه، ص 27.
[12]- صالح مسعود أبو يصير. جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن. ط5 (بيروت: دار الفتح للطباعة والنشر، 1408هـ/1988م) ص 74-76
[13]-وائل المهدي، "تركيا الغائب الحاضر في المنطقة العربية" نشر في موقع
شوهد يوم الخميس 7 أكتوبر 2010 الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت مكة المكرمة.

[14] -جمال حمدان، استراتيجية الاستعمار والتحرير، (القاهرة: سلسة دار الهلال الشهرية، العدد 578، فبراير 1999م) ص 28
[15] - المرجع نفسه، ويشير الكاتب إلى كتاب سابق له هو الاستعمار والتحرير في العالم العربي. القاهرة، 1964م ص 13 وما بعدها.
[16] -جمال حمدان. العالم الإسلامي المعاصر. (القاهرة: عالم الكتب 1410هـ1990م) ص 92
[17] -حامد الحمداني. "ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها2-العراق من الاحتلال العثماني إلى الاحتلال البريطاني".  في صحيفة أخبار العراقية في الإنترنت. http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20091018-78396.html

[18] - محمد على المحمود، "نحن والاستعمار...القراءة عبر الإيديولوجيا" في صحيفة الرياض. العدد (15312) في 13 جمادى الآخرة 1431ه ـ(27 مايو 1010م)

[19] - محمد حرب. العثمانيون في التاريخ والحضارة. (دمشق: دار القلم، 1409هـ/1989م) ص 409-411، وهناك تفصيلات عند كل نقطة من النقاط الثلاث.
[20]- زياد أبو غنيمة "لماذا؟ ومن المستفيد من التشكيك بمواقف أردوغان؟" في صحيفة الدستور الأردنية، العدد رقم 151151 الخميس 20 ذو القعدة 1431هـ الموافق 28 تشرين الأول 2010 م
[21] - المرجع نفسه
[22] - أكرم محمد عبد كسار "قراءة في كتاب الدولة العثمانية المجهولة تأليف أحمد آق كوندوز والدكتور سعيد أوزترك" في موقع مجلة علوم إنسانية www.uluminsania.net العدد 14، السنة الثانية (أكتوبر 2004)
[23] - أبو غنيمة، مرجع سابق.
[24] - زياد أبو غنيمة." قصة الاستبداد التركي بين الحقائق والسواليف" في صحيفة الدستور الأردنية، العدد رقم 151151 الخميس 20 ذو القعدة 1431هـ الموافق 28 تشرين الأول 2010 م
[25] - محمد جلال كشك، ودخلت الخيل الأزهر، ط3 (القاهرة: دار الزهراء 1410هـ 1990م) ص 41 نقلاً عن الكاتب عدد (أغسطس) 1965م
[26] - المرجع نفسه، ص 42
[27] - المرجع نفسه ص 53-54
[28] - Dierrich Jung " Turkey and the Arab World: Historical Narrative and New Political Realities" in Mediterranean Politics, Vol. 10, No. 1, 1-17 March 2005.
ويشير الباحث إلى رجوعه إلى كتاب
Kayali, H. (1997) Arabs and Young Turks, Ottomanism,  Arabism and Islamism in the Ottoman Empire 1908-1918 ( Berkeley, CA: University of California Press)
[29] - محمد حرب مرجع سابق ص 447 وما بعدها حيث يعطي تفصيلات واسعة عن انتشار اللغة التركية في مصر،
[30] - المرجع نفسه، ص 452.

تعليقات

  1. قرأت ان رئيس الوزراء في عهد السلطان عبدالحميد او عبدالمجيد كان مصريا. وأن السلطان كان يسعى لأن تكون العربية هي لغة الحكومة مما آثار عليه نقمة الطورانيين.

    ردحذف
    الردود
    1. كان لديه وزراء عرب كعزت باشا العابد واراد ان يعلن العربية لغة الدولة العثمانية لكنه واجه اعتراض شديد من رجال الدولة لصعوبة ذلك على حد تعبيرهم

      حذف
  2. لا أعرف هذا الأمر ولكن لا أستبعد ذلك تماماً

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية