صراع الحضارات والمؤتمرات الدولية- الجزء الثاني

       والمؤتمرات تتناول جميع القضايا التي تخص العالم الإسلامي وأحيانا الإنسان يتعجب لكثرة هذه المؤتمرات وتناولها لشتى الموضوعات يعنى مؤتمر المفترض عقد في أمريكا لشيء يسمى التجمع الأمريكي لدراسة المجتمعات الإسلامية، وهذا التجمع تأسس قبل 26 سنة ورئيسته في تلك الفترة فيفيان أنجلس وهى كاثوليكية في جامعة فلانوفا بالقرب من فيلاديلفيا ، قلت ما دمتم تدرسوا المجتمعات الإسلامية لماذا لا يشترك معكم أحد من العالم الإسلامي في أن يكون عضوا في مجلس الإدارة لهذا التجمع وأبديت استعدادي لان أكون عضوا في مجلس إدارة الرابطة الأمريكية العربية لأساتذة الاتصال ووعدوني وكذبوا علىَ أو أنهم لما عرفوا توجهي قالوا ندعه يحضر، ولكن لا يكون معنا عضوا في مجلس الإدارة ، والمؤتمرات هذه تتناول شتى القضايا كما قلت سياسية واقتصادية واجتماعية هي وسيلة من وسائل جمع المعلومات عن العالم العربي الإسلامي، وأحيانا يتفننون في اشتراطاتهم في الأوراق المقدمة وفى طريقة إعدادها وفى دقة المعلومات التي يريدونها كما أيضا يهمهم أن يحضر من العالم الإسلامي الأشخاص الذين لا ينتمون إلى تيار إسلامي أو دعوة إسلامية أو حتى ذكر الإسلام ذكرا جيدا ، وهذه المؤتمرات أيضا تدريب لطلابهم في مراحل الدراسات العليا في جامعاتهم الغربية لتناول قضايا العالم الإسلامي والاستفادة من الأساتذة الأكبر سنا . دائما أتساءل أين حضورنا في هذه المؤتمرات، واذكر نماذج من المؤتمرات الغربية التي حضرتها وكيف أن وجودنا يكاد يكون صفراً.
       عُقد المؤتمر العالمي الأول حول الإسلام في القرن الواحد والعشرين في جامعة ليدن بهولندا وحضره أكثر من180 باحثاً من أنحاء العالم اذكر منهم حوالي 20 أستاذا من الأزهر وكانوا لا يتقنون اللغة الانجليزية حتى إنهم عقدوا لهم جلسة وقدموا فيها أوراق لم أحضرها، وحضرها مدير مركز موشى ديان لدراسة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقدم ورقة فيها معلومات جيدة جدا وقرأ الورقة قراءة راقية يعنى لا بد أن نعطى للشيطان حقه كما يقولون لكن قدم معلومات قال : المستشرقون في بداية القرن العشرين اجتمعوا للتفكير في مستقبل العالم الإسلامي في القرن العشرين واستضافت مجلة فرنسية 15 مستشرق للحديث عن العالم الإسلامي وها نحن نجتمع في صيف 1996 للتخطيط لعالم الإسلامي في القرن الواحد والعشرين ثم استهزأ بنا قال وما الذي تغير من بداية القرن العشرين إلى نهايته ما زال العرب يحكمهم مجموعة من الحكام الذين يستمرون مدة طويلة ما زال العالم العربي ليس فيه ديمقراطية مازال فيه فقر ، يعنى يهودي يشمت بنا ولكنه في نفس الوقت يقدم معلومات فيها شيء من الصحة. وفى نفس المؤتمر هذا دعي اثنين من مركز الأهرام للدراسات نبيل عبد الفتاح وهالة مصطفى قدما ورقة عن الحركات الإسلامية كان في المؤتمر مستشرق من الحاقدين على الإسلام شارك مع باحث فلسطيني في ترجمة القران الكريم إلى اللغة الهولندية والذي كان مليئا بالأخطاء وقدم ورقة بعنوان "فشل البديل الليبرالي" وكأنه يأسى على البديل الليبرالي الذي يجد دعما من الحكومات العربية؛ تُطبع مؤلفات أتباعه طباعة زاهية وتورع بأرخص الأثمان ومع ذلك لا يقبل عليه الناس فالكتاب الإسلامي هو الكتاب الأول وذكر معرض القاهرة الدولي للكتاب ، فطلبت الكلمة وقلت له : أنت قدمت بحثا بعنوان لطيف هو فشل البديل الليبرالي هو حكم  وهو حُكم صحيح أوافقك عليه، ثانيا أنت ذكرت أشخاصاً مثل مصطفى أمين وعلى أمين وفؤاد زكريا وأطلقت عليهم اسم النخبة وهؤلاء ليسوا نخبة حقيقية وإنما هم نخبة زائفة لأن فكرهم أجنبي وليس نابعا من بلادهم فهم ليسوا نخبة حقيقية، فتلعثم في كلامه معي ولكنه أصر على أن هؤلاء هم النخبة ، وحتى كلمة " النخبة " هذه التي بدأها الاستعمار حينما استعمر بلادنا يطلقها على مجموعة من الذين درسوا في مدارسه وهيأهم لتولى شئون التوجيه والقيادة في بلادنا فالمؤتمرات كثيرة وغيابنا واضح جدا
        حضرت مؤتمرا في طوكيو المؤتمر العالمي التاسع عشر لتاريخ الأديان وهناك رابطة دولية لتاريخ الأديان لها أكثر من 50 سنة ليس من الدول الإسلامية عضو في هذه الرابطة سوى تركيا واندونيسيا أما السعودية وبقية الدول العربية ليس لها وجود، ولاحظت وجود أحمد كفتارو وهو من المتصوفة لكنه كان حاضرا، إنما المؤتمر كان فيه عدة جلسات عن الإسلام كان يتحدث فيه نصارى وغيرهم وحضر واحد من إيران وقدم بحثا جيدا عن تشريعات الحرب في الإسلام حتى أن احد الحضور وهو ايطالي الجنسية قال: هذه جلسة مؤتمر أم موعظة في مسجد؟ فرئيسة الجلسة قالت بماذا ترد عليه؟ قلت أولا عليه أن يهدأ وبعد ذلك أستطيع أن أرد عليه أما وهو منفعل وغاضب فلا يصلح الرد عليه، المهم المؤتمرات كثيرة جدا ولا تتوقف والحضور العربي الإسلامي محدود
     أهمية المؤتمرات انه في المؤتمر يحضر أساتذة الجامعات وهؤلاء يتبادلون صورا مشوهه عن الإسلام ويؤثرون في الشباب العربي المسلم الذي يحضر معهم وقد حضرت معهم مؤتمر طلاب الدراسات العليا المتخصصين في دراسة الشرق الأوسط ، وهناك جمعية في بريطانيا وهى الجمعية البريطانية لدراسة الشرق الأوسط تعقد كل سنتين أو كل سنه مؤتمرا للطلاب ويحضر بعض الأساتذة ولكن تلقى كثيرا من الأفكار التي تسيء للإسلام وأنا اذكر مؤتمراً من هذه المؤتمرات عقد في برمنجهام تحدث احدهم عن الإسلام والسياسة وهل يصلح الإسلام أن يكون حكما على السياسة قال: أي إسلام نتحدث عنه مثل ما قال اليوناني هل نتحدث عن الإسلام الصوفي أو الإسلام السني أو الشيعي أو السلفي أو نتحدث عن إسلام الحكومات قال ليس هناك إسلام يكون حكما على السياسة قلت سبحان الله الإسلام يحكم على السياسة فهذا القرآن ذكر فرعون في 67 آية في كثير منها في سياقات سياسية فان كان الحاكم لا يلتزم بطريقة العدل فهو حاكم مستبد وطاغية وان كان يلتزم بالطريقة التي أمر الله بها داود أن يحكم بالعدل والقسط فو حاكم إسلامي ، ولو أخذت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما ينبغي أن يكون عليه الحاكم تجد أن الإسلام يكون حكما على السياسة شئت أم أبيت لكن هذا الطالب يدرس في جامعة بريطانية وأستاذه وهو مقتنع بذلك
       واذكر أيضا مؤتمرا عقد في أمريكا وقامت طالبه اندونيسية – والعجيب أن الأمريكيين يرعون تلاميذهم من العالم الإسلامي رعاية أبوية حامية حتى أن التلميذ يكاد يذوب في أستاذه ويصاب بالانبهار والحب والوله بأستاذه – فوقفت الطالبة تتحدث عن موقف الإسلام في اندونيسيا من المرأة وبدأت بالحديث عن أن القران قد فسر تفسيرا ذكوريا وأن معظم من فسروا القران من الرجال وبالتالي مالوا إلى صف الرجال ، ثم تحدثت عن الحجاب وبعض ما يفعله المتدينون في اندونيسيا من فرض الحجاب بزعمها وضرب النساء إذا لم يتحجبن ، وتحدثت عن تعدد الزوجات وقالت عن جدها الذي تزوج أكثر من امرأة وانه كان يظلم زوجته وانه كان قاسيا وانه يجد تأييدا لهذا الظلم من القرآن والسنة ، فكان معنا واحد يهودي اسمه روبرت كازان فقال : مازن خواجة (يعني بالتركية أستاذ) أما ترد عليها؟ فطلبت الكلمة وقلت لها أولا: من منع النساء أن يفسّرن القران إذا امتلكت المرأة الأدوات التي تسمح لها أن تفسر القران فلا يوجد هناك مانع ، ثم ثانيا : أين الإثبات أن ما قدمه الرجال من تفسير فيه ظلم للمرأة ، ثالثا : إذا كان جدك ظالما هل نلوم الإسلام أم نلوم جدك ، رابعا : موضوع المرأة وتعدد الزوجات أنا شاهدت برنامجا في قناة ديسكفري الخليلات عند الحكام الغربيين والخليلات عموما عند الغربيين فقلت هل المرأة أفضل لها أن تكون خليلة أم زوجة ثانية لها نفس الحقوق الزوجية ، ومن اجبر المرأة أن تقبل أن تكون زوجة ثانية لا يوجد إجبار هي قبلت وهو أفضل لها من أن تكون عانس أو عزباء وان تعيش حياتها وحدها فلماذا هذا التجني على الإسلام ثم قلت لها زوجة ثانية أفضل أم ما يعانيه المجتمع الغربي من الأبناء غير الشرعيين حتى وصلت النسبة في تقرير من إذاعة لندن تقرير سنوي بعنوان امرأة ورجل Jane and John وذكر في بعض المناطق في بريطانيا أن 42 % من الولادات في بريطانيا هي ولادات غير شرعية وفى مناطق يصل إلى 50 % واذكر أنى قرأت في مجلة الكوثر التي يصدرها الدكتور / عبد الرحمن السميط أن في فرنسا بها أكثر من 50 % من المواليد غير الشرعيين بل انه أيضا في كاليفورنيا في أمريكا أنشأت مختبرات لفحص الحمض النووي ليتأكد الابن من يدعى انه أبوه قلت هل هذا أفضل أم ما يبيحه الإسلام من زوجة ثانية . وأيضا في مؤتمرات دائما يتناولون الحديث عن المسلمين واضطهاد المرأة والإسلام واضطهاد المرأة ولكن لا يوجد من ينبري لهم أحيانا صوت واحد لا يكفي ولكنه قد ينفع.
        كانت الحكومة الأمريكية قد وجهت دعوة لستة أساتذة وقد حضر أكثر من ستة لبرنامج اسمه "التعليم الديني والتعليم العام في أمريكا" ففي لقاء تحدث احدهم عن العنف ضد المرأة في السعودية فقلت أولا المملكة العربية السعودية أشبه بقارة فلا يمكن أن تجد كل الناس هناك على صورة واحدة ، ثم إن العنف ضد المرأة وإساءة التعامل مع المرأة لا يكون إلا إذا انحرف الشخص عن تعاليم الإسلام أما إذا كان مسلما ملتزما متدينا فانه يكون أكرم الناس مع المرأة وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم " وخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " والأحاديث الأخرى وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع النساء فالسيدة عائشة رضي الله عنها تقول: (كان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله وكما يقول علماء اللغة (في) تعنى الاستغراق وفى مهنة أهله يعنى بدون تحديد ثم ذكرت بعض الأعمال فكان يرقع ثوبه ويخسف نعله ويحلب شاته ، يعنى انه لا يكون عندنا عنف ضد المرأة إلا إذا ابتعدنا عن الإسلام
لكن دعوني أسألكم هل أنتم تعاملون المرأة معاملة سليمة معاملة خالية من العنف، في كلية فوريدا وجدت كتاباً بعنوان (العنف ضد المرأة) وهو كتاب منهجي لمادة دراسية تدرس في تلك الكلية، ثم إذا وضعت كلمة العنف ضد المرأة في محرك البحث جوجل لوجدت مئات الألوف والصفحات، وهناك مشروعات كثيرة قدمت في الكونجرس الأمريكي ضد العنف ضد النساء، والحكومة البريطانية أصدرت قرارا بان لا تعالج أي حالة طوارئ يشتبه في أنها ناتجة عن عنف أسري حتى يتم التحقيق فيها. فلو لم يكن العنف الأسرى موجود عندكم لما وجدت هذه الأمور، واذكر (يمان السباعي) وهي تعيش في اسبانيا تتحدث عن عشرات الملاجئ التي أنشئت لإيواء النساء اللاتي يتعرضن للعنف.
        أقول نحن بحاجة إلى أن نحضر مؤتمرات وان نقدم الإسلام تقديما صحيحا وان لا نقول مدافعين بل علينا أن نعرفهم ونرد لهم الصاع صاعين وزيادة عندما يتحدثون عن إسلامنا، إذا تحدثوا عن مجتمعاتنا فلا شك أن بها الكثير من العيوب والسلبيات ولكن لا يمكن أن يلصق هذا بالإسلام، وأنت عندما تتحدث في المؤتمرات يصل صوتك إلى أستاذ هذا الأستاذ سينقل ما قلت إلى تلاميذه وربما في كتبه وقد تتغير نظرته عن الإسلام
      وفى مؤتمر عقد في بيروت عن الصورة النمطية وتحدث أستاذ من جامعة واشنطن أن الإسلام ينمّط البشر أي يقسم الناس إلى كبير وصغير ورجل وامرأة وحر وعبد وحاضر وباد وما شابه ذلك وكان يرى أن هذه سلبية في الإسلام ، فوقفت وقلت له إن هذا التقسيم إنما هو لحماية كل طبقة والحفاظ على حقوقها وواجباتها أما الإسلام فهو أعظم دين منع العصبية والعنصرية وذكرت له قصة بلال بن رباح وأبي ذر الغفاري عندما عايره بأمه والقصة انتم تعرفونها، فأحد الأساتذة وهو أستاذ لبناني يدرّس علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية في اليوم التالي جاء وقال : مازن أنا كنت مع طلابي ونقلت كل ما قلته أمس وجلسنا ساعة نتحدث عن الإسلام ومحاربة العنصرية، وكانت زوجتي حاضرة معي وسمعت أن هناك رضى وان هناك من يتحدث عن الإسلام بصورة جيدة .
      وأختم بمؤتمر عقد في عام 2000 في البحرين لجمعية القراءة العربية وهى ليس لها من العروبة إلا الاسم فهي جمعية أمريكية تديرها المدام د / سالي زوجة رجل أعمال في المنطقة الشرقية، وهذه المرأة هي المهيمنة والمسيطرة على مدارس الظهران الأهلية ولها دار نشر نشرت بعض الكتب التربوية ، المهم أنا علمت أن جمعية القراءة العربية جمعية تابعة للرابطة الدولية للقراءة وهى مؤسسة أمريكية تأسست في الستينيات ولها أكثر من 250 فرع حول العالم ومنها فرع الظهران وهى تجمع أساتذة في منطقة الظهران ودول الخليج وتعقد لهم مؤتمرا سنويا وتأتى بأناس من أمريكا ليقدموا أبحاثا في التربية ، فأتيحت لي الفرصة أن احضر جلسة من الجلسات عن العلاقة بين الصغار والكبار في مجال التربية فقلت في التربية الإسلامية لم يكن هناك مانع من أن الصغار يكونوا موجودين مع الكبار بل كانوا دائما قريبين والدليل على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأل عن الشجرة التي تشبه المؤمن فوقع في نفس عبد الله بن عمر أنها النخلة وكان صغيراً ....إلى آخر القصة التي تعرفونها فمعنى ذلك أن الصغار كانوا موجودين، ثم إن الصغار هؤلاء كانوا يعرفون قضايا الأمة الكبرى فعندما هاجم الكفار المدينة في غزوة أحد كان الصغار يتسابقون لدخول المعركة فلو لم يكن الصغار يدركون وكانوا قريبين من الكبار لما كانوا يعرفون هذا ، ثم هذين الشابين اللذان قتلا أبا جهل كانا يسألان يا عماه يا عماه أين أبا جهل قال وما تريدان من أبي جهل قالا سمعنا انه شتم رسول الله وهذا أغضبنا فهل من أطفالنا اليوم من يغضب، وقلت مثل هذا الكلام وكانت ابنتي تحضر لأنها أستاذة روضة أطفال جامعة الملك فهد فقالت الزميلات أول مرة نسمع أن الإسلام يذكر في هذه المؤتمرات ، وكتبت حلقتين في جريدة المدينة وتمنيت أن وزارة التربية والتعليم في ذلك العام وهو عام 2000 أن تهتم بأن تحضر هذه المؤتمرات حتى كان من ضمن الموضوعات التي طرحت أو قدمت في المؤتمرات "ست وسائل لتعليم الكتابة" فطلبت الكلمة قلت الناحية الفنية نتعلمها منكم نسلّم لكم بها، لكن نحن في الكتابة لدينا قضية أساسية وهى:(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) مسئولية الكلمة فيما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله معاذ : وهل نحن مؤاخذون بما نقول يا رسول الله قال: (وهل يكب الناس على مناخرهم يوم القيامة إلّا حصائد ألسنتهم) إنها مسئولية الكلمة، أنا لا مانع عندي من أن يتعلم الطفل من أي مدرسة كانت طريقة الكتابة لكن أهم من طريقة الكتابة مسئولية الكلمة فهذه الأشياء غير موجودة .
     واختتم بهذا كان هناك مؤتمرا سيعقد في مونتريال وهو المؤتمر العالمي الثالث والثلاثين للدراسات الآسيوية والشمال افريقية ويحضره حوالي 1000 عالم قدمت ورقة بعنوان " القيادة في وقت الأزمات ...النموذج الإسلامي أبو بكر الصديق " فجاءتني رسالة من رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر يقول أعجبنا بحثك وقررنا أن نخصص جلسة كاملة للحديث عنه ونريد منك أن ترشح ثلاثة أشخاص للمشاركة معك في هذه الجلسة وسنوجه إليهم الدعوة ونستأذنك هل تقبل أن تكون رئيسا للجلسة فقلت مؤتمر عالمي يرضى أن يكون أبا بكر الصديق رضي الله عنه موضوع حلقة من حلقاته، يعنى ماذا لو كان عشرة مثل مازن قدموا جلسات حول الإسلام في هذه المؤتمرات؟ ألا يمكن أن نحدث تأثيرا، وضاعت أوراقي في تلك الأيام في ردهات جامعة الإمام فلم أتمكن من حضور المؤتمر ولكن أدعو الله أن ييسر لي حضور المؤتمر العالمي الثالث حول دراسات الشرق الأوسط وهي المنظمة الغامضة، والورقة التي قدمتها "القيادة في وقت الأزمات ... النموذج الإسلامي أبو بكر الصديق الخليفة الأول" والمؤتمر باللغة الانجليزية والفرنسية والاسبانية ، مؤتمر عالمي حول الشرق الأوسط ليس فيه لغة عربية ومع ذلك قدمت الورقة وقبل الموضوع واحمد الله عز وجل أنني اعرف كيف أقدم لهم أوراقا لا يرفضونها وهذه تحتاج إلى مهارة وممارسة طويلة حتى تستطيع أن تقدم لهم الموضوع لا تبدي لهم وجهة نظر ولا تحيز لفكره ولا إعجاب بشخصية أبي بكر الصديق، أنت ستبحث أنا صحيح منطلق من قناعة أن العالم يحتاج إلى قيادة سياسية كالنموذج الإسلامي أبى بكر الصديق لكن لا أقول هذا صراحة، أقول سأبحث حتى ما قلته في تلك الورقة بالرغم من أن أبا بكر رضي الله عنه عرف بأنه رجلا لينا كثير البكاء منخفض الصوت لكنه عندما تولي القيادة في وقت الأزمات كان أسدا كان جبلا كان طودا شامخا استطاع أن يثبّت أركان الدولة، وسنبحث في الورقة كذا وكذا وكذا ويقبلون الموضوع، فالمؤتمرات الدولية حقيقة حضورها يشعر الإنسان بأنه يؤدى رسالة كما يطبق حديث الرسول صلي الله عليه وسلم " بلغوا عني ولو آية وقوله صلى الله عليه وسلم (نضّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فبلغها إلى من لم يسمعها" نحن شهداء على البشرية "وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " إن لم نكن شهداء عليهم في هذه الأوقات التي يتحدثون فيها عن الإسلام فأين ومتى نكون شهداء عليه.
       موضوع حوار الأديان أو حوار الحضارات القضية الأساسية عندنا هل نحن اعددنا أنفسنا لفهم الآخر؟ لفهم عقلية الغربيين ومجتمعاتهم؟ هل لدينا مؤسسات ومراكز لدراسة الغرب والشرق؟ يعني فوجئت في الجنادرية من عدة سنوات بشخص يقول لي أنا عندي عشرون كتابا عن الإسلام والمسلمين فكم واحدا منكم متخصص في الغرب أو كتب نصف كتاب عن الغرب أنتم مقصرون في محاولة معرفتنا، وهذه الفكرة قالها أحد المستشرقين لأحد المسلمين في باكستان كما رواها رودي فارت في كتابه "الدراسات الإسلامية في الجامعات الألمانية" الذي طبع في عام 1964م قال: "أين دراستكم لنا؟" وحسن حنفي على انحرافه لما كتب مقدمة في علم الاستغراب قال إن دراستنا للغرب ستنقلنا من ذات مدروسة إلى ذات دارسه أو من ذات موضوع الدرس إلى ذات دارسه تقضي على مركب النقص التي عندنا ومركب الاستعلاء الذي عندهم. هم يدرسوننا فهذا يتكلم عن قضية في العالم العربي وهذا يتكلم عن قضية أخرى أين نحن من الحديث عمّا عندهم؟ نحن مقصرون في هذا ، ممكن إذا تكلمنا عن قضايانا – يعني أنا اخطط لحضور ندوة في معهد بروكنجز تحت عنوان "الاختلاط والمضامين السياسية له" وأنا اعرف انه يفرحهم أن يأتي أحد يتحدث عن قضية الاختلاط التي إلى الآن تمر بنقاش ساخن جدا لكن أنا اعرف ماذا أقول يعني سأذكر أن المجتمع في المملكة العربية السعودية ضد هذه التيارات المنحرفة وان هؤلاء ليسوا إلا قلة وان الإسلام أراد عدم الاختلاط وعفة المرأة وحشمتها حتى لا نقع فيما وقع الغرب فيه وفيما يحدث عندكم ثم انقل المعركة إليهم ، ومع ذلك هم يقبلوا بحضوري ومشاركتي. والحمد لله رب العالمين


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية