لماذا يخوّفون الغرب بالإسلام؟


 [1]بقلم مازن مطبقاني

            اطلعت على نشرة أصدرها مكتب العلاقات النصرانية-الإسلامية التابع لمعهد هارتفورد اللاهوتي بالولايات المتحدة الأمريكية التي بعثها لي الحاج تعليم علي رحمه الله (ت. ب. إيرفنج، وتتضمن هذه النشرة مقالاً صغيراً لمدير المعهد واسمه آر. مارستون سبايت R. Marston Spight وقد أعجبني المقال فأحببت أن أنقله إلى قراء جريدة المسلمون فالمقال يتلخص في تخوف كاتبه من أن العداء الغربي النصراني الأمريكي بدأ يزداد بعد انتهاء الحرب الباردة. وأورد ترجمته فيما يأتي: ولعل هذا الموضوع يجد من يبحثه بتوسع ممن تتوفر لديهم وسائل الاطلاع على الصحافة الغربية أو وسائل الإعلام الغربية الأخرى وإليكم المقال المعنون "هل يصبح الإسلام الشبح الجديد؟":"لم تعد قوى العالم الشيوعي تشكل تهديداً كما كانت في الماضي، وذلك نتيجة للأحداث الصاخبة والمدهشة في أوروبا الشرقية، وهكذا وجد الأمريكيون الذين يسهبون عادة في الحديث عن الخطر المفترض من الشيوعية على بلادنا وجد هؤلاء أنفسهم فجأة قد حُرموا من موضوعهم المحبب. وقد عبّر عن هذا جاري ترودو (Garry Trudea) على لسان إحدى شخصياته الكاريكاتيرية (الكرتونية) بقول تلك الشخصية:" لا يمكن أن تكون الحرب قد انتهت ، لا بد أن يكون في الأمر حيلة ما." والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تختار العناصر التي تتولى تحذير الشعب الأمريكي من الخطر مجموعة أخرى من البشر لوضعها أمام الجمهور على أنها تهديد لأمريكا وللعالم؟ إن المعرفة بالصورة السيئة التي يُصوّر بها الإسلام في وسائل الإعلام الأمريكية تثير انتباه بعضنا إلى إمكان جعل الإسلام الشبح الجديد ومما يبرر هذا القلق مقال نشر في عدة صحف أمريكية لكاتبه شالز كروتهامر Charles Kruthammer](19 فبراير 1990)كتب كروتهامر تحت عنوان ضخم "الإسلام يشن حرباً عالمية أو عولمية" –كانت هذه بداية صعود نجم هذا الكاتب اليهودي الصهيوني، أصبح الآن مشهوراً-حول ما وصفه بأنه حركة مثيرة تشبه الانهيار السوفيتي ويعني بهذه الحركة نضال المسلمين من أجل استقلال سياسي وسيطرة سياسية ويطلق الكاتب على هذا النضال "انتفاضة كونية" ويرى أن ما يجعل هذه الحركة مخيفة أن قوة الإسلام استبدادية وغير متسامحة. ويقول تشالز "إن العالم الإسلامي لا يسمح لأحد بحرية الإرادة إلّا للمسلم"(هكذا) وفي الوقت التي تُحارب فيه الشعوب الإسلامية المتضجرة في الاتحاد السوفيتي نرى في ذلك الدليل والبرهان. وبعبارة كروتهامر نفسه "يزداد مسار الأزمة الجديدة اتساعاً" إن معلومات هذا المقال مشوهة تشويهاً سيئاً وأسوأ ما فيه عباراته التي تتهم الإسلام بأنه متورط في حركة عالمية مدبرة، وأنه ليس في الإسلام سلطة مركزية ولذلك فإن أي صراع سياسي أو أيديولوجي على مستوى العالم كله أمر مفروغ منه، وعلى قراء هذه النشرة أن يكونوا على حذر من التخرصات التي لا مبرر لها كتخرصات كروتهامر بالتزود بمعلومات أصيلة عن الإسلام، وكذلك بمعرفة الحقائق عن مناطق الصراعات المحلية حول العالم التي يكون المسلمون طرفاً فيها "انتهى المقال وبعد أيام من اطلاعي على هذه النشرة علمت أن أستاذا جامعياً أمريكيا ألقى محاضرة في مكتبة الكونجرس الأمريكي وهي محاضرة جيفرسون السنوية وكانت بعنوان "لماذا يكره المسلمون أمريكا؟" ثم انتقل ليلقي المحاضرة نفسها في معهد هوفر بجامعة ستنافورد بكاليفورنيا ولم يكتف بذلك فقام بنشرها في مجلة "أتلانتك" (The Atlantic)في شهر سبتمبر 1990 بعنوان "جذور غيظ المسلمين"



[1] المسلمون السنة السادسة العدد (307) الجمعة 4 جمادى الآخرة 1411هـ، 21 ديسمبر 1990م
[2] - سألت الدكتور علي الغمراوي رحمه الله عن اسم كروتهامر فقال يهودي يرجع إلى ألمانيا حيث أجبرهم هتلر على تسمية أنفسهم بأسماء غريبة فمعنى كروت هامر عصا المطرقة وأصبح فيما بعد من الكتّاب المشهورين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية