الدراسات العليا وأفكار حولها


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

        فقد تصفحت الكتاب ببعض السرعة لأن الوقت قصير ولكن وجدت أنني يمكن أن أقدم الأفكار الآتية:

1-     الخطة أهملت كلياً ذكر عبارة الهوية العربية الإسلامية، فإن لم تكن خطة أو مشروع تطوير التعليم العالي لا يهتم بهذه القضية فأي اهتمام بالقضايا الأخرى يصبح ثانوياً بالتالي.

2-  إشارة إلى ما في الدراسة ص 53 عن الإخوة مع دول الخليج فلا بأس أن نهتم بجوارنا دول مجلس التعاون، ولكن نحن جزء من كيان كبير يصل إلى مليار مسلم كلهم إخوتنا بالقوة والدرجة نفسها مع إخواننا في دول الخليج. وأؤيد الحديث عن الإخوة الشرعية لأنها هي الأساس.

3-  لا أدري لماذا يستمر الإصرار على أن مخرجات التعليم العالي لا بد أن تتناسب مع سوق العمل. نعم سوق العمل أمر مهم ولكن التعليم لتكوين الشخصية وتوسيع الآفاق والمدارك أمر مهم، وقبل ذلك التعليم مهم لنعرف كيف نصل إلى مرضاة الله سواء كنا مهندسين أو أطباء أو بيطريين أو غير ذلك. هل في الحياة غاية أسمى من ذلك؟؟؟؟

4-  تعمل جامعات العالم على الاهتمام بسوق العمل وذلك بإضافة تخصصات فرعية، وهل نحن في الجامعات حقيقة غطينا كل ما تحتاجه سوق العمل؟ كم عدد من تحتاج إليه وزارات الخارجيات في دول الخليج من المتدربين ليعملوا في المواقع المختلفة؟ كم عدد الصحفيين المتخصصين في الاقتصاد أو الزراعة أو التجارة أو الهندسة أو معرفة جغرافية دول العالم المختلفة كأن يتخصص الطالب في الإعلام أو الصحافة مع دراسة الهند مثلاً؟

5-  أمر مهم وخطير ولم تقترب منه الدراسة إلاّ تلميحاً وهو في حديثها عن علاقة مؤسسات التعليم العالي بالمجتمع، من حيث تقديم المحاضرات والندوات والمؤتمرات... هنا مربط الفرس لماذا يقل أعضاء هيئة التدريس في مثل هذا النشاط؟ هل هم غير أكفاء؟ هل الخروج إلى المجتمع يفضح تكوينهم المتواضع؟ ثم أين مؤسسات المجتمع التي تسعى إلى أعضاء هيئة التدريس؟ ثم الإذن والتصريح وما أدراك ما هما؟

6-  ويتبع هذا الأمر الخطير في خامساً الحديث عن الحرية الأكاديمية. إن من أبرز قضايا البحث العلمي في العالم هو الحرية الأكاديمية في البحث ونشر البحوث؟ إنه بدون الحديث عن الحرية الأكاديمية التي نقبع نحن في ذيل سلمها فلن يكون ثمَّ بحث علمي حقيقي.

7-  أؤكد على أهمية العلوم الشرعية في التخصصات جميعاً وإن مادة الثقافة الإسلامية في الوقت الحاضر قد لا تخدم الهدف فإن الذي يعايش الطلاب يعرف كيف أنهم ينظرون إليها كمادة كمالية إضافية حمل ثقيل أو سخيف ويتندرون بأساتذة العلوم الشرعية -وبعضهم يُتندر منه-

8-  أثني على فتح باب الدراسات العليا الشرعية لجميع التخصصات مع إعطاء سنة تأهيلية وفتح باب التفرغ الجزئي والدراسة المسائية وتخفيف قيود اختيار الموضوعات والقضاء على الروتين القاتل في كثير من الأقسام العلمية التي يحتاج الطلاب إلى الحصول على رضا عشرات الأساتذة قبل أن يجاز موضوعه...

9-  والبحث العلمي لا يسد رمق من فيه هذه الأيام فكيف نتوقع من التعليم العالي أن يتطور وكادره مرّ عليه في المملكة على سبيل المثال أكثر من عشرين سنة، وكل عضو هيئة تدريس يبحث عن أي عمل مهما حقر ليقيه غائلة الحاجة والعوز.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية