ورش العمل حول الشرق الأوسط بمركز روبرت شومان للبحوث وزيارة مركز الدراسات الشرقية الحديثة بجامعة برلين الحرة


 

 

تقرير عن

ورش العمل حول الشرق الأوسط

بمركز روبرت شومان للبحوث

بالمعهد الجامعي بفلورنسا-22-26مارس 2006م

22-26صفر 1427هـ

وزيارة مركز الدراسات الشرقية الحديثة بجامعة برلين الحرة

ومركز  الدراسات البريطانية

27-29صفر 1427هـ

(27-29مارس 2006م)

إعداد

مازن مطبقاني


بسم الله الرحمن الرحيم

        أعلن قبل مدة عن منتديات المعهد الجامعي بفلورنسا([1]) التي يطلق عليها منتديات البحر المتوسط، وهذه المنتديات إنما هي ورش عمل يجتمع في كل ورشة عشرة إلى اثني عشر شخصاً يبحثون في قضايا تخص مجتمعات البحر المتوسط، وقد بدأ عقدها منذ سبع سنوات، أي منذ عام 2000م. وتكون المنتدى هذا العام (2006م) من إحدى عشرة ورشة منها في الاقتصاد وفي السياسة وفي الاجتماع وفي تقنية المعلومات وفي المسائل الحدودية وفي العمران والفن.

         واجتمع شمل المشاركين والمستمعين (وعددهم المستمعين قليل) في تلك الليلة على الساعة السابعة للاستماع إلى المحاضرة الافتتاحية للدكتورة سعاد جوسف بعنوان: "أبيض وأسود: تمثيل العرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام في الصحافة الأمريكية المطبوعة) والدكتورة سعاد هي مديرة دراسات الشرق الأوسط وشرق وجنوب آسيا في قسم علم الإنسان بجامعة كاليفورنيا بمدينة ديفيس. وهي حاصلة على الدكتوراه من جامعة كولومبيا بنيويورك عام 1975م، وتقوم بتدريس علم الإنثروبولوجي ودراسات المرأة والجندر في جامعة ديفس، وهي المحررة الرئيسة لموسوعة المرأة والثقافة الإسلامية التي تصدر عن دار بريل، وهي مؤسسة وأول رئيسة لرابطة دراسات المرأة في الشرق الأوسط.

قدمت الدكتورة جوزيف دراسة ميدانية عن تمثيل العرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام في أكبر صحيفتين أمريكيتين هما نيويورك تايمز والواشنطن بوست، وكان مجمل عرضها أن هاتين الصحيفتين أساءتا كثيراً لصورة العرب والمسلمين الأمريكيين وللإسلام عموماً. ولم يسمح الوقت إلاّ بسؤالين أو تعليقين كنت أحدهما حيث سألتها هل هناك رد فعل من المسلمين والعرب على هذه الصحف وما رد فعل هذه الصحف على ردود الأفعال تلك. فأجابت إن هاتين الصحيفتين لا يهمهما كثيراً ردود الأفعال، كما قلت إذا كانت الصحيفتان تقدمان هذه الصورة السيئة فأين الجهود العربية والمسلمة في توضيح صورتهم وصورة الإسلام، أعرف أن المؤتمر السنوي لرابطة المسلمين في أمريكا الشمالية يستقطب أكثر من خمس عشرة ألف مشارك وهم يقدمون صورة رائعة للإسلام، أين الأفلام الوثائقية عنه المسلمين. وكان ردها جيداً بأن الجهود كبيرة والقضية بقدر ما هي مؤلمة فإن المستقبل مشرق.

انطلقت منذ اليوم الأول أشغال الورش المختلفة التي بلغت إحدى عشرة ورشة أذكر فيما يأتي بعضها:

الأولى: الإقليمية والأقلمة في الشرق الأوسط: بحث في النواحي النظرية والعملية.
الثانية: النتائج القانونية الاجتماعية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط.
الثالثة: التقسيم أو المشاركة السياسية: إدارة الحدود والأراضي في عالم معولم.
الرابعة: من المحلية إلى العولمة: الفنون المرئية في شرق البحر المتوسط بين الأسواق العالمية والتوقعات المحلية.

الخامسة: مناظرة حول الأسرة في الشرق الأوسط.

السادسة: المشاركة السياسية تحت الحكم الشمولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

السابعة: النقد الثقافي والنقد الجندري في الشرق الأوسط إسهام الفكري النسوي (نسبة إلى حركة تحرير المرأة) للنقد الثقافي في المجتمعات المتوسطية.

الثامنة: المناقشات العامة حول الإسلام في أوربا: لماذا وكيف أصبح المهاجرون مسلمين.

شاركت في معظم جلسات الورشة الخاصة بموضوع الأسرة وذلك لأنني كنت قد قرأت بعض الأوراق، وكان يهمني أن أعرف ماذا يقولون عن الأسرة في الشرق الأوسط. وقد تناولت هذه البحوث قضايا حول الأسرة في عدن منذ نهاية عهد الاستعمار حتى العصر الحاضر، كما تناولت قضايا التشريعات الخاصة بالأسرة في كل من إيران ومصر وجنوب تركيا. وقدمت باحثتان موضوعين عن الأسرة من خلال مسالة الميراث إحداهما عن الوقف من خلال فتاوى الوزاني في المغرب العربي، بينما كان البحث الآخر حول القضايا الأسرية من خلال وثائق المحاكم المصرية في أواخر العهد العثماني. وتناولت باحثة أمريكية موضوع الحركات المطالبة بحقوق المرأة في المغرب العربي، وكيف أن الأسرة تشكل عائقاً نحو تحقيق المرأة بعض حقوقها.

كان من الملاحظ غياب المعرفة الشرعية المستندة إلى نصوص الكتاب والسنّة أو نماذج من حياة السلف في القرون التي كان التطبيق الإسلامي في أعلى مستوى له. وقد ذكرت لهم أن قضية الوقف مرتبطة بقضية شرعية وهي قول الرسول: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث: علم ينتفع به، وولد صالح يدعو له وصدقة جارية) وعمل الخير أيضاً ينطلق من قول المصطفىe: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟، فقالوا مالنا يا رسول الله، فقال لهم (مالك ما أنفقت، ومال وارثك ما أبقيت)

وفي إحدى الورش عن الجندر قدم بحثان أحدهما عن المشروع الوطني المغربي لإدماج المرأة المغربية في التنمية، وهو مشروع كثر حوله النقاش في المغرب، وقد اعترض عليها العلماء ورأوا فيها خروجاً عن الشريعة الإسلامية في عدد من المواضع. وقدم البحث باحث وباحثة من المغرب. وكانت الباحثة تتحدث بلهجة المنتصر أن المشروع قد أصبح قانوناً وأن الحكومة المغربية استطاعت أن تسكت أصوات المعارضة الإسلامية. وذكرت أنّ المدونة لم تسمح للرجل بالزواج من ثانية إلاّ بموافقة الزوجة الأولى، وأن الطلاق لا يمكن أن يقع إلاّ أمام المحكمة، وتحدثا عن حقوق أخرى، ولكنهما كانا ينتظران أن تساوي المدونة بين الرجل والمرأة في الميرات. وانتقدت المدوّنة أو قانون الأحوال الشخصية الأخير مسألة عقد النكاح أو عقد يسمح للرجل بالممارسة الجنسية بل هو عقد زواج. ولكن أليس من العجب أن الأمة قبلت هذه التسمية ألف وأربعمائة سنة ويأتي من يعترض اليوم على التسمية وحتى على المضمون، ناسين أن القرآن سمّاه (ميثاقاً غليظاً)، ووصف العلاقة بين الرجل والمرأة بالمودة والرحمة وقال عن الزواج (هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن) وانظر كيف قُدّمت المرأة في اللباس)، واعترضوا على مسألة الطاعة، ومطالبة المرأة بطاعة الزوج. وانتقدوا الاستعمار بأنه كرّس ذكورية المجتمع، مع أن بذور حركة ما يسمّى تحرير المرأة جاء به الاستعمار. ونسوا أن المؤتمر العالمي الثالث للمرأة عقد في الجزائر في مدينة قسنطينة عام 1934م، وغابت عنه المرأة الجزائرية التي رضيت بالحجاب عدا نساء قليلات كنّ متغربات.

وبعد نهاية تلك الجلسة قدمت نسخة من كتاب بعنوان (موقفنا من المشروع الوطني لإدماج المرأة في التنمية) إلى رئيسة الجلسة إليزابيث كسّاب التي تساءلت ما هذا الكتيب؟ قلت لها إنه رأي للعلماء المغاربة يعترضون على المدوّنة. فقالت لماذا تروج لهم؟ قلت لها أنا لا أروج لهم ورأيي أنه لا رأي لي حتى أقرأ المشروع كاملاً، ولكن في جلسة علمية كان ينبغي أن يكون هناك توازن في عرض وجهات النظر. فكما سمحت بوجهة النظر المؤدية للمشروع كان ينبغي وجود الرأي المعارض. ولعلي أكتب رسالة إلكترونية لتلك المرأة. وسألتها ألا تريدين أن تعرفي الرأي الآخر؟

أما البحث الثاني الذي سمعته فهو حول النساء السحاقيات، بين العلن والخفاء. وكانت الباحثة سورية، وكانت تشيد بهذا الأمر وذكرت العديد من الكاتبات اللاتي كتبن عن العلاقات الجنسية بين النساء أو ميل بعض النساء لبنات جنسهن، وذكرت من الكاتبات حنان الشيخ وليلي أحمد، وذكرت من الروايات باب الواد وحجر الضحى وغيرها. وأذكر أن مؤسسة بريطانية مسرحية قدمت إحدى مسرحيات حنان الشيخ في لندن، وافتخرت بها إحدى الصحف العربية الصادرة في الغرب وكأن الأمر فتح كبير مع أن الغرب لا يحتفي إلاً بمن شذ أو انحرف من أبناء الأمة.

ومن الورش المهمة ورشة "المشاركة السياسية تحت النظام الشمولي" وهي برئاسة كل من سلوى زرهوني من جامعة محمد الخامس بالرباط وإلين لست أوكار من جامعة ييل Yale بالولايات المتحدة، وتقول مقدمة الورشة إن المشاركة السياسية في الأنظمة الشمولية قد بدأت في العالم العربي الإسلامي ببعض المشاركة السياسية والحديث عن الانتخابات وغير ذلك، ولكن هذه المشاركة السياسية قليلاً ما تُناقش أو تبحث في المنتديات العلمية. وسيكون الحديث عن المشاركة السياسية في المؤسسات السياسية أو غيرها، وتتناول الورشة المفاهيم الخاصة بالمشاركة السياسية وتعريفها. وهل ما يحدث من بعض المشاركة السياسية هو حقيقة مشاركة أو مجرد ديكور. وتناولت الأوراق المشاركة السياسية عموماً وكذلك التجارب في دول معينة كالأردن ومصر، وكذلك الحديث عن وسائل الإعلام وأثرها في نشر التوعية بأهمية المشاركة السياسية. ومن أبرز الباحثين والباحثات الذين واللاتي قدموا بحوثهم ليل الحمّاد من البنك الدولي بواشنطن حيث كان عنوان بحثها: "المشاركة السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: توسعة الشبكة."


 

القسم الثاني

الحرية الأكاديمية في الجامعات الأمريكية

وورشة العمل حول التاريخ الاجتماعي في الدول العثمانية

مركز الدراسات البريطانية

تلقيت دعوة من مركز دراسات الشرق الحديثة لحضور محاضرة بعنوان: (الحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة بين الإكراه والخصخصة: دراسة حالة الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في الجامعات الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر2001م) للبروفيسور بشارة دوماني أستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا- بيركلي([2]). ودوماني هو المحرر لكتاب حول الحرية الأكاديمية التي تتعرض لهجوم ضخم منذ أحداث سبتمبر2001م.

حيث يعمل في قسم التاريخ بجامعة كاليفورنيا فرع بيركلي. وقد أشرف الدكتور دوماني على تحرير كتاب عن الحرية الأكاديمية في أمريكا بعد 11سبتمبر، ويتكون الكتاب من قسمين رئيسين أحدهما يتناول الجانب النظري في الحديث عن الحرية الأكاديمية عموماً وفي أمريكيا خصوصاً، ثم في قسمه الثاني يتناول الهجوم على هذه الحرية من جهات عدة من أبرزها المحافظين الجدد، وأصحاب الشركات والمؤسسات المالية، والمؤسسات والجمعيات الخيرية.  وتحدث عن فصول الكتاب والباحثين الذين شاركوا في إعداده.

وعندما حان موعد النقاش سئل المحاضر عن عدم تعرضه لذكر بعض الأسماء البارزة في الهجوم على الحرية الأكاديمية من أمثال برنارد لويس ومارتن كريمر ودانيال بايبس وليزا أندرسون، وتذكر موقع كامبس واتشCampus-watch.com وموقع مشروع ديفيد David Project. ، وأضاف السائل أن الهجوم على الإسلام فهو أقدم بكثير من الهجوم على الحرية الأكاديمية ومن ذلك على سبيل المثال محاضرة برنارد لويس في الكونجرس الأمريكي عام 1990م التي عنونها نظرة المسلمين للحضارة الغربية ولماذا يكره المسلمون الغرب؟ ونشرها بعد ذلك في مقالة في مجلة كبرى ـThe New Republic بعنوان "جذور الغيظ الإسلامي" ولويس هو مخترع مصطلح "صدام الحضارات" الذي أخذه منه صموئيل هتنفتون عام 1993م. وزاد العداء للإسلام بعد سقوط الشيوعية وانتهاء الحرب الباردة. وهنا تدخلت مديرة الحوار -لأنها ألمانية ولأسباب تخصها –ربما لأن الألمان يحذرون من اليهود- لقالت لا نحب هنا ذكر أسماء الأشخاص. وأجاب المتحدث باقتضاب، ولكنه فيما بعد عندما تحدث عن الكتاب وأشار إلى بحث لجويل بنين Joel Beninعن هؤلاء وأنه ذكرهم واحداً واحداً. وبنين يهودي وكان رئيس رابطة دراسات الشرق الأوسط ولا يتعاطف مع إسرائيل لذلك يهاجمه الصهاينة ويهاجمهم.

        اللقاء مع فرايتاخ (مديرة مركز الدراسات الشرقية الحديثة) بجامعة برلين الحرة.

كان اللقاء  مثمراً حيث دار الحديث حول  قضايا التعاون العلمي والثقافي مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، واتفقنا على عدة أمور لتعزيز التعاون العلمي. ورشة العمل غير الرسمية :التاريخ الاجتماعي للدولة العثمانية.

على الساعة العاشرة بدأت ورشة العمل العلمية المعنونة بـ "التاريخ الاجتماعي للشرق الأدنى خلال عصر الدولة العثمانية"، وشارك فيها عدد من الباحثين من جامعة برلين الحرة، ومن مركز الدراسات الشرقية الحديثة (برلين) وبشارة دوماني من جامعة كاليفورنيا، كما شارك فيها باحثون ينتسبون لجامعات أخرى. وبدأت ورشة العمل. وكان الحديث عن الوثائق العثمانية وبخاصة سجلات المحاكم، والقضايا التي يرفعها بعض أفراد الأسرة ضد بعضهم، وكذلك الوثائق الخاصة بالأفراد. وكيف يتصرف الناس أمام المحكمة وكيف هم في حياتهم العادية. وتحدث كل واحد منهم عن البحث الذي يقوم به.

 

مركز الدراسات البريطانية

رأيت إعلاناً من مركز الدراسات البريطانية، وأخذت القلم ودونت عناوين المحاضرات ومنها ما يأتي:

1- نهاية اللعبة ضيقة الأفق: اللاعبون الأجانب في بريطانيا بالمقارنة مع ألمانيا يقدمها البروفسور بيير لانفرانشي أستاذ البحث التاريخي في المركز الدولي لتاريخ الرياضات والثقافة بجامعة دومونتفورب بمدينة ليستر البريطانية. 24 أبريل 2006م

2- متى كان أول كأس عالمي حقيقي؟ 8مايو 2006م.

3-الرياضة والبطل الإنجليزي15 مايو 2006م.

4- المواطنة والهجرة في بريطانيا ما بعد الحرب: الأصول المؤسساتية لأمة متعددة الثقافات ويقدمها الدكتور راندال هانس كرسي كندا للبحوث في الهجرة والحكم بجامعة تورونتو بكندا. 29مايو 2006.

وسعيت إلى ترتيب لقاء مع مدير المركز  البروفيسور () المتخصص في الأدب الإنجليزي وكذلك البروفيسور المتخصص في القانون وبخاصة القانون الإنجليزي([3]).  وكان اللقاء مثمراً حيث أمطرتهم بأسئلة عن البرنامج، وعن الطلاب والمناهج والنشاطات والمطبوعات ونوعية الطلاب والتدريب العملي الذي يتلقاه الطلاب، كما أكدوا لي أن زيارتي لو كانت مرتبة من قبل لأطلعوني على المحاضرات وعلى تفاصيل المناهج من الأساتذة حيث كان لديهم عطلة في تلك الأيام

وقدموا لي كتيباً عن العشر سنوات الأولى من حياة المركز. ويهمني أن أقدم هذه المعلومات لعل عين مسؤول تقع عليها فيسعى إلى تطبيق الفكرة، فهذا المركز أنشئ بعد انهيار جدار برلين حيث أسهم مكتب العلاقات البريطاني حيث كانت لبريطانيا قوات عسكرية في تلك المنطقة (لحماية برلين الغربية من الشيوعية)

افتتح المركز في يونيه 1995م بحضور السفير البريطاني وحاكم مقاطعة بريلن، وقد كان للملكة البريطانية كلمة في أثناء زيارتها الرسمية لألمانيا عام 1992م تشجع قيام مثل هذا المركز، كما زار ولي العهد البريطاني المركز في السنة التي افتتح فيها. والمركز مرتبط بجامعة هبمولت Humboldt . أما مجلس أمناء المركز فيتكون من عشرة أعضاء بعضهم أساتذة جامعات والبعض الآخر مسؤولين في القطاع السياسي والاقتصادي البريطاني والألماني ورئيس مجلس الأمناء هو السير بول ليفر Sir Paul Lever KCMG ومن الأعضاء رئيس المجلس الثقافي البريطاني في ألمانيا مايكال بيرد Michael Bird
والمركز يقدم برنامج ماجستير في الدراسات البريطانية تتضمن دراسة منهجية مدتها سنة، ثم فترة تدريبية في مؤسسة بريطانية (مثل هيئة الإذاعة البريطانية، أو الخارجية البريطانية أو مجلس النواب ومجلس اللوردات أو الغرف التجارية البريطانية، وغيرها من المؤسسات. ويقبل الطلاب من أي تخصص كان فلا مانع أن يكون الطالب متخصصاً في الهندسة أو الكيمياء أو الطب أو الفيزياء فالمهم أنه يريد أن يعرف بريطانيا أكثر ، أو يطمح للعمل في بريطانيا فحين يتقدم لوظيفة هناك ومعه درجة علمية في هذا التخصص يكون ذلك أدعى لقبوله.

ويبلغ عدد الطلاب الحالي خمسة وعشرون طالباً، رغم أن عدد المتقدمين للبرنامج أكثر من مائة وعشرين طالباً، لقد أصبح للبرنامج سمعة علمية كبيرة. لذلك فشروط القبول ليست سهلة من ناحية القدرات العلمية والعقلية. والطلاب ينتمون إلى دول عديدة منها الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا والفلبين والبوسنة وكندا وفرنسا وبلغاريا وبولندا وروسيا وكرواتيا والصرب وألمانيا والصين. وليس بينهم أحد من العرب وربما كان البوسنيون مسلمين.

ويذكر التقرير السنوي لعام 2005م نشاطات أعضاء هيئة التدريس والمؤتمرات التي حضروها واللجان التي شاركوا فيها والكتب والمقالات والبحوث التي نشروها.فمن هذه النشاطات على سبيل المثال ترؤس البروفيسور دانمان Dannemann الاجتماع السنوي للرابطة الألمانية للدراسات البريطانية لدراسة التاريخ والسياسة وكان عنوان اللقاء: "تحديث بريطانيا: تأثير حرب العمال الجديد"

وللمركز ندوة سنوية تصدر بحوثها في كتاب وقد أهديت أربعاً منها وعناوينها كالآتي:

1- الثقافات البرلمانية: وجهات النظر البريطانية والألمانية.
2- مستقبل دولة الرعاية

3- مناظرة حول الإعلام: وجهات النظر البريطانية والألمانية
4-      قانون الجمعيات الخيرية والتغيير: وجهات النظر البريطانية والألمانية.


ملاحظات حول الرحلة

أولاً: زرت أربع مدن في أقل من عشرة أيام حيث زرت بيزا وبرجها المائل، ومونتي كاتيني وفلورنسا وبرلين ( الشرقية والغربية)

ثانياً: اطلعت على النشاطات الاستشراقية في كل من إيطاليا وألمانيا، وتعجبت لماذا ينفق الغرب كل تلك الأموال لدراستنا، ويستضيف باحثين عرب ومسلمين ليقدموا دراسات وبحوث عن بلادهم

         ثالثا: المدن مثل الأحياء، بعضها للفقراء المساكين وبعضها للأثرياء المترفين، فبيزا مسكينة بينما مونتي كاتيني للأثرياء المترفين.

         رابعاً: أسست لصلات علمية أرجو أن تستمر ويكون فيها فرصة لتقديم معلومات عن الإسلام وشريعته إلى الغربيين وتقديم وجهة نطر لا يسمعونها عادة، حيث إن معظم من التقيت هم من المتأثرين بالفكر الغربي.

     خامساً: إن المشرفين على ندوات البحر المتوسط يقدمون دعماً مالياً لمن يشارك ببحث وكذلك مقابل المصروفات التي تحملها، وفي نهاية إحدى الجلسات قالت الرئيسة: "قوموا بنا نحصل على نقودنا من المسؤول المالي فاليوم هو اليوم الأخير".  فيا ليتهم حفظوا كرامة الباحثين وقدموا إليهم ما يسمّى مكافأة بطريقة أخرى لا تضطرهم إلى الوقوف بباب المسؤول المالي

      سادساً: لقد قرأت في الأوراق وفي الوجوه أن توجه الغالبية العظمى من المشاركين هي الوجهة الغربية العلمانية، ويمكن الاتفاق معهم في قضايا معينة كحديث المحاضرة الافتتاحية عن الصورة السلبية التي تعكسها كبريات الصحف الإسلامية للعرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام، أو ضرورة زيادة المشاركة السياسية، أو رفع الحيف عن المرأة وعن الرجل، ولكن ما لا يمكن الاتفاق معهم عليه هو المرجعية.

سابعاً: هل من المفيد والمثمر الاستمرار في حضور مثل هذه المنتديات؟ أو عليّ أن أنتقل لدراسة الغرب من خلال المؤتمرات الكثيرة التي تعقد هنا أو هناك، وهل سأجد الطريق مفتوحاً للمشاركة معهم في دراسة مشكلاتهم وقضاياهم؟ هذا سيحتاج منّي إلى تفكير طويل وعميق واستشارة ممن هم أعلم وأحكم، 

 



1- تأسس المعهد الجامعي الأوروبي عام 1976م من قبل الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حينذاك، وهو معد لأعداد طلاب الدكتوراه والبحوث في أعلى مستواها، ولديهم الآن مائة وخمسين طالباً يعدون لدرجة الدكتوراه. ومن فروع المعهد مركز روبرت شومان للدراسات المتقدمة Robert Schuman ويرأسه هلن ولاسHellen Wallace وهذا المركز مخصص للباحثين فيما بعد الدكتوراه. وقد تأسس المركز عام 1992م. ومن أقسام المركز القانون، والاقتصاد والتاريخ والحضارة والعلوم السياسية والاجتماعية. ويعمل فيه أساتذة متفرغون وأساتذة يعملون بتفرغ جزئي. ولدى المركز مشروعات بتمويل من اللجنة الأوروبية منها عن نماذج جديدة للحكومات، والمواطنة والديموقراطية في أوروبا، وبحوث أخرى حول أوربا الشرقية والقيم الاجتماعية والسياسية في ثمانية عشرة دولة من دول الاتحاد وجنوب شرق آسيا.
[2] - ولد البروفيسور بشارة في السعودية وعاش فيها حتى سن الثالثة عشرة ثم انتقل إلى لبنان ومنها إلى أمريكا
[3] - هو زوج البروفيسورة فرايتاخ مديرة مركز الدراسات الشرقية الحديثة وهي التي رتبت لي اللقاء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية