خاتمة مذكرات (مدخل إلى النظم الإسلامية)


الخاتمة

 

       كانت هذه صفحات قليلة في مادة النظم الإسلامية وكل نظام منها يستحق أن يكتب فيه عشرات الكتب بل إن هذه النظم هي مجال تخصصات جامعية يمكن أن يقضي فيها الإنسان عمره وهو ما زال في بداية المشوار كما علّمنا ربّنا سبحانه وتعالى {وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا} وقوله تعالى{وفوق كل ذي علم عليم}

     وأود أن أؤكد أنني لم أقصد من هذه المذكرات أن تكون هي المطلوب فقط، ولكن أردت أن أقرب المادة إلى أذهان الطلاب وأحببهم فيها رائدي في ذلك ما كان يفعله علماؤنا من كتابة ورقات مختصرة للمادة كمتن يحتاج إلى شرح. ومن الأمثلة على ذلك بعض المتون في أصول الفقه أو في الوصايا أو في اللغة العربية. وأعرف من الأمثلة على ذلك كتاب قطر الندى وبل الصدى  والورقات في أصول الفقه وغير ذلك من الكتب.

      ولذلك فالطالب الكسول الخامل الذي يعتقد أن هذه الورقات هي كل المطلوب فقد ظلم نفسَهُ أولاً وظلم أستاذه ثانياً وظلم أمته ثالثاً. ظلم نفسه لأنه قصّر في تهذيبها وتعليمها، وظلم أستاذه لأنه نسب إليه أمراً لم يقله ولم يؤمن به. فهذه المذكرات الموجزة هي خلاصة قراءات تساوي مئات الصفحات وجهد عشرات الساعات. أما ظلمه لأمته فإن هذه الأمة التي وثقت به وعلقت عليه  آمالها إذ به يخون الأمانة ويخدع  أمته فهو الذي ينتظر منه أن يقرأ كتاباً أو أكثر لفهم هذه الأوراق إذ به يخلد إلى الراحة والدعة والخمول فيقبل من الهزيمة بالإياب فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.

     ولا بد من كلمة أن النظم الإسلامية ليست مادة تحفظ لأداء الامتحان فقط فهذا يقوم به الطالب أي طالب بحكم انتمائه لكلية من الكليات، ولكن المقصود أن ندرك أننا نتعلم علما سنسأل عنه يوم القيامة كما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع مسائل: ومنها علمه ماذا عمل به) فقد تعلمنا الكثير عن النظم الإسلامية وعلينا أن نسعى إلى أن نجعلها واقعاً في حياتنا. كما إننا مسؤولون أمام الله عن هذه الأمة التي تكالب عليها الأعداء فقد غزتنا الرأسمالية والليبرالية الديموقراطية تغرينا بأن النظام الأمثل هو نظامها، وكانت الشيوعية قبل أن يقضي عليها ربنا بالانهيار قد سيطرت في بعض البلاد الإسلامية فتحول كل شيء إلى الشيوعية والاشتراكية. فماذا عملنا لنحافظ على إسلامنا ونظمه؟ ألا تذكرون قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه حينما انتفضت الجزيرة العربية ضد الدولة الإسلامية فقال تلك القولة القوية:" الله الله أن يؤتى الإسلام وأنا حي" أليس الصديق رضي الله عنه قدوة لنا كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)

     فهل الديموقراطية التي تبيح الردة وتشرع لنفسها كما تشاء وتسمح بالشذوذ وتبيح الخمر والقمار والميسر أهدى من إسلامنا؟ إن هذه الديموقراطية تريد أن تفرض وجودها على كل دول العالم بكل ما أوتيت من قوة وإن لهم من القوى المادية ما يعينهم على تنفيذ ما يريدون فما ذا نحن فاعلون؟ ومع ذلك فقد أثبت التجارب أننا حين اقتربنا من الديمقراطية التي نصل بها إلى الإسلام حاربونا أيضاً ورأوا أننا لسنا أهلاً للديمقراطية مثلهم،  اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية