الرحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من وكالة إعلام الولايات المتحدة الأمريكية من 5 حتى 22 سبتمبر 1995م

                            
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
    
     فقد تقدمت إلى وكالة إعلام الولايات المتحدة بالقنصلية الأمريكية بجدة بطلب الحصول  على منحة فلبرايت . وكان مشروع البحث الذي تقدمت به هو الاطلاع على أقسام الدراسـات العربية والإسلامية في الجامعات الأمريكية وإعداد دراسة ميدانية استطلاعية لهذه الأقسام .
       ولدى الاستفسار عن قبولي للحصول على هذه المنحة أُخبِرتُ أنّ لديهم بديلاً في حالة عدم حصـولي على المنحة وهو دعوتي للمشاركة في برنامج "الزائر الدولي" ومدة الدعوة شهر؛ وبذلك يمكنني الاطلاع على أقسام الدراسات العربية والإسلامية خلال هذا البرنامج. ووافقت على قبول  الدعوة وبخاصة أنها تأتي في فصل الصيف وتساعدني في مجال عملي في قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة( جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)
     وقدمت لوكالة الإعلام في جدة قائمة بأسماء الشخصيات العلمية التي أرغب مقابلتها وكذلك أسماء مراكز البحوث والجامعات التي أود زيارتها لأهميتها بالنسبة لمجال الاستشراق. وتم تحديد موعد البرنامج من 5 سبتمبر إلى 22 منه وذلك لأن الجامعات لا تكون مفتوحة قبل هذا الموعد.
        وقبل موعد الرحلة بأيام زرت عميد كلية الدعوة لأخبره بسفري فتعجب من سفري دون إذن وأنه سيكتب للرياض (المقر الرئيسي للجامعة) فقلت له:اسمع أنا لم أقل لك وأنت لم تسمع أنني سأسافر.
  وفيما يأتي تفاصيل البرنامج:
 
أولاً : واشنطن العاصمة :
1-  5 سبتمبر 1995، الساعة التاسعة صباحاً
الاجتماع في المعهد الدولي للتعليم وبحضور مندوب وزارة الخارجية المسؤول عن تنفيذ البرنامج شارلز جراهام Charles Graham. وقبل الحديث عن الاجتماع أود الإشارة إلى أن هذا المعهد مؤسسة خاصة تتعاقد معها وزارة الخارجية الأمريكية للقيام بإعداد الترتيبات اللازمة لبرامج الزوار الدوليين الذين تدعوهم الوزارة.
       تناول الاجتماع برنامج زيارتي للولايات المتحدة والأهداف التي أتطلع لتحقيقها من الزيارة والأماكن التي أرغب في زيارتها ليتم النظر فيها من قبلهم والأهداف التي يرغبون هم في تحقيقها .وتم استعـراض هذه الأسماء والأماكن ونظراً لاتساع رقعة الولايات المتحدة الأمريكية وقصر مدة الزيارة (أربع عشرة يوماً) فقد وعد المسؤولون في المعهد الدولي للتعليم لإجراء اتصالاتهم خلال مدة وجودي في العاصمة الأمريكية لمعرفة الأماكن التي يمكن زيارتها وترتيب حجز الطائرات والفنادق وغير ذلك من ترتيبات السفر.
 2-الساعة الثالثة عصراً، معهد  الشرق الأوسط
اللقاء مع مدير المعهد السفير روسكو سودارث.Roscoe Suddarth *
تحدث السفير أولاً عن أهداف المعهد التي يمكن تلخيصها في العمل على توسيع نطاق المعرفة بالشرق الأوسط من خلال البحوث التي يكلف به المعهد بعض الباحثين من أمريكيين أو عرب مسلمين، وكذلك من خلال الندوات ودورات تعليم اللغات السائدة في الشرق الأوسط .وللمعهد مكتبة مفتوحة للجمهور تحتوي على مصادر مهمة حول الشرق الأوسط في جميع المجالات.
        كما تناول السفير في حديثه نشأة المعهد وطريقة تمويله ،وأنه ليس تابعاً للحكومة الأمريكية، ولكنه يقدم مقترحاته ووجهات نظره في القضايا التي تتعلق بالشرق الأوسط. وينوي المعهد تكليف عدد من الباحثين لإعداد بحوث حول كيف كان الشرق الأوسط في الخمسين سنة الماضية من النواحي الاجتماعية والسياسية،  والاقتصادية والثقافية وغيرها.
       وسألت السفير عن بعض الندوات التي عقدها المعهد في السنوات الماضية أنها لم تكن تضم سوى باحثين من الولايات المتحدة وأن بعضهم كان يمثل وجهة نظر غير متعاطفة مع العالم العربي الإسلامي فكان رده أن المعهد يجد صعوبة في استدعاء علماء من خارج الولايات المتحدة لصعوبة ذلك من الناحية المالية.
      والمعهد يتولى إصدار دورية بعنوان مجلة الشرق الأوسط(Middle East Journal) كما يصدر نشرة دورية أيضاً.
3- الأربعاء 6سبتمبر 1995  من الساعة 9,45إلى 11,00 معهد بروكنجز Brookings Institution
         بدأت الزيارة بجولة في أرجاء المعهد والتعرف على أقسامه، وتاريخ تأسيسه (منذ خمسة وسبعين عاماً)، والمعهد مؤسسة خاصة لا تهدف إلى تحقيق الربح ، تهتم بالتعليم والبحث والنشر في مجالات الاقتصاد والحكومة،  والسياسة الخارجية والعلوم الاجتماعية. ومن أهدافه تحليل مشكلات السياسة العامة الحاضرة وزيادة الوعي بها. ويقوم المعهد بهذه النشاطات من خلال برامج بحثية ثلاث: الدراسات الاقتصادية، والدراسات الحكومية، ودراسات السياسة الخارجية .كما يقوم معهد بروكنجز بإدارة مركزٍ لسياسة التعليم العام ومركزٍ لقواعد المعلومات حول العلوم الاجتماعية. وللمعهد برنامج للنشر. وفي المعهد قسم لدراسات الشرق الأوسط كان يعمل به الدكتور وليام كوانت William Quandt أما الآن فيعمل به كل من يحي سادووسكي  Yahya M. Sadowski  ويعمل به أيضاً الدكتور شبلي طلحمي وهو فلسطيني مقيم بالولايات المتحدة ومتخصص في العلوم السياسية وبخاصة العلاقات الدولية. وللدكتور شبلي مقالة شهرية في جريدة لوس أنجلوس تايمز Los Angeles Times .**
4- الساعة الحادية عشر والنصف، مكتبة الكونجرس -قسم الشرق الأدنى وأفريقيا.
       التقيت الأستاذ خليل تادروس مساعد رئيس قسم الشرق الأدنى حيث كان الدكتور جورج عطية خارج المكتبة، وشرح لي الأستاذ خليل اهتمام مكتبة الكونجرس بالدراسات العربية والإسلامية ولكنها تعطي مساحة أكبر للدراسات العبرية. وقد أطلعني على كتاب أعده حول الدراسات التي تناولت القرآن الكريم في مكتبة الكونجرس. وتناول الحديث موضوع الاستشراق وأهمية كتابات إدوارد سعيد في هذا المجال. وأشرت إلى أهمية  نقد الاستشراق باللغة العربية الذي ظهر في كتابات الشيخ الدكتور مصطفى السباعي و بعض علماء الأزهر .وذكرت له أن مجلة الرسالة تضم كثيراً من الموضوعات  حول الاستشراق، ومن المناسب الإشارة إلى جهود قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) الذي مضى على تأسيسه أكثر من عشر سنوات وما تم فيه من بحوث وتقديم مقررات دراسية خلال هذه المدة.
       وفي نهاية اللقاء طلبت منه المساعدة في إعداد ببليوغرافيا لما كتب عن مكة المكرمة والمدينة المنورة بأقلام الرحالة الغربيين والمستشرقين. وقد زودني بالمادة فيما بعد.(*)
 5- الساعة الرابعة عصراً: جامعة جون هوبكنزJohn Hopkins University   مدرسة الدراسات الدولية  المتقدمة School of Advanced International Studies اللقاء مع الدكتور فؤاد عجمي مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط .
     تأسست الجامعة عام 1876م في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند، وبالإضافة إلى شهرتها في مجال الطب فهي مشهورة أيضاً في مجال العلوم الاجتماعية، ومدرسة الدراسات الدولية المتقدمة تقدم برامج للدراسات العليا في العلاقات الدولية والسياسة العامة. وتضم المدرسة معهد السياسة الخارجية ومركز دراسات شرق أسيا.
        تحدث الدكتور عجمي- وهو شيعي من لبنان، درس في الكلية الأمريكية في بيروت_عن الدراسات العربية الإسلامية في الجامعات الأمريكية وانتقدها بشدة مشيراً إلى أن معظم الدراسات حول المنطقة تتركز حول ما يسمى ب "الأصولية الإسلامية " و" الإسلام والديموقراطية". وأضاف إلى أن كثيراً من الذين يتناولون هذه الدراسات لا يعرفون اللغة العربية وبالتالي لا يستطيعون الرجوع إلى المصادر. وذكر أن هناك اتجاه لتنفير الغرب من الإسلام وإطلاق الشكوك حول الحركـات الإسلامية؛ ففي  نظر البعض أن الحركات الإسلامية تريد الوصول إلى الحكم عن طريق الديموقراطية متخذة مبدأ (صوت واحد لرجل واحد مرة واحدة)
         وتحدث عجمي عن بعض الذين يتحدثون في وسائل الإعلام بأنهم يحفظون عبارات معينة كالتي يقولها الممثلون في السينما أو ما يسمى Sound Bites.(*)
      والعجيب أن عجمي الذي قدّم كل هذه الانتقادات هو نفسه من أولئك الذين أساءوا للإسلام والمسلمين فهو وجه معروف في وسائل الإعلام بدفاعه عن إسرائيل.وقد كتب كتابا بعنوان (العقل العربي في مأزق) أساء فيه إلى العرب والمسلمين ويرى البعض أن هذا الكتاب ومواقفه المختلفة هي التي مكّنته من البقاء في الجامعات الأمريكية والوصول إلى هذا المنصب البارز.
 6- الخميس 7 سبتمبر 1995،التاسعة صباحاً، المعهد العالمي للفكر الإسلامي.
        أنشئ المعهد منذ أكثر من عشرة أعوام بهدف تشجيع البحث في الدراسات الإسلامية ولتشجيع الباحثين المسلمين على إدراك موقف الإسلام الفكري من القضايا المعاصرة. وقد تبنى المعهد نشر العديد من الدراسات حول مختلف القضايا الفكرية. كما يقوم المعهد بالمشاركة في تمويل إصدار العديد من الدوريات منها:مجلة المسلم المعاصر ومجلة مراجعة الكتب، و مجلة العلوم الاجتماعية الإسلامية. وشارك المعهد في تمويل عقد العديد من المؤتمرات والندوات العلمية.
        وينوي المعهد في العام القادم البدء في تقديم برامج دراسية للحصول على درجات علمية في الدراسات الإسلامية بالاشتراك مع إحدى الجامعات في منطقة واشنطن العاصمة وهي خطوة يعد لها المعهد منذ عدة سنوات وتتطلب جهوداً كبيرة في إعداد المناهج واختيار المدرسين. وقد أهداني الدكتور يونس إقبال عدداً من إصدارات المعهد القيمة، كما وعد بوضع اسمي في قائمة التوزيع للحصول على نشراتهم ومجلة العلوم الاجتماعية الإسلامية.*
7- الساعة 2,30 إلى الساعة الرابعة ، اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييزADC .
      تأسست هذه اللجنة عام  1980م بمبادرة من السناتور الأمريكي العربي الأصل جيمس أبو رزق. ومن أهم أهدافها محاربة التمييز ضد العرب الأمريكيين في التوظيف وفي التعليم وفي الحياة السياسية، ومحاولة منع الصور النمطية ضد العرب في وسائل الإعلام وفي المناهج الدراسية. ولهذه اللجنة فروع في الولايات المتحدة وهي أكبر منظمة للعرب الأمريكيين.*
      وفي هذه الزيارة دعيت إلى المشاركة في ندوة أعد لها مكتب إعلام الولايات المتحدة بالاشتراك مع اللجنة بعنوان ( العلاقات الثقافية العربية الأمريكية) وشارك في الندوة كل من الدكتور محمد عابد الجابري من المغرب، والكاتب الروائي والناشر نبيل سليمان من سوريا والدكتور عمر فاروق من الأردن وبعض الأساتذة من تونس والجزائر وفلسطين.
        وتحدث في بداية الندوة مارفين ونجفيلد Marvin Wingfield عن اللجنة ونشاطاتها. وقد استغرق حديثه معظم الوقت المخصص للندوة ومما أضاع بعض الوقت أنه كانت تتم الترجمة إلى اللغة العربية. وفي الوقت المتبقي تحدث الأستاذ نبيل سليمان من سوريا عن أن نشاطات اللجنة في الغالب عبارة عن رد فعل لما يحدث في المجتمع الأمريكي وتساءل متى تنتقل اللجنة من إلى دور الفعل بأن تنتج مواداً إعلامية توضح صورة العرب والمسلمين للجمهور الأمريكي.*
       وأتيحت الفرصة لي للتعليق فكان مما قلته:" إنني عضو في اللجنة منذ عامين وزيادة وأعرف بالفعل كثيراً من نشاطاتها ولكني أود أن أضيف بأن أقترح على اللجنة ميداناً لا يبدو أن لها تأثير كبير فيه وهو أقسام الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الأمريكية أو في مراكز بحوث الشرق الأوسط. ففي هذه الجامعات يتلقى كثير من أساتذة المدارس الإعدادية والثانوية ثقافتهم عن العالم العربي والإسلامي وفي هذه الأقسام كثير من الأساتذة العرب والمسلمين الذين لا يمثلون الهوية العربية الإسلامية تمثيلاً صحيحاً فمنهم من يتبنى الماركسية أو العلمانية، وبعضهم يعادي الإسلام معاداة علنية، فكيف لهؤلاء أن يمثلوا العالم العربي التمثيل الصحيح. فهم أول من يمثل صورتنا عندكم. ووجدت من الحرج أن أضرب الأمثلة ولكني ذكرت مثلاً معروفاً ومتفقاً عليه وهو الدكتور فؤاد عجمي. كما إن الجامعات الأمريكية تستضيف بعض هؤلاء الباحثين لفترات قصيرة أو طويلة. وعلمت من مرافقي فيما بعد أن بعض الإخوة العرب تضايقوا من ملاحظاتي.
8- الجمعة 8  سبتمبر 1995، الساعة العاشرة صباحاً
    معهد الولايات المتحدة للسلام US Institute of Peace، اللقاء مع كل من الدكتور ديفيد ليتل David Little    كبير باحثين في الدين والأخلاق وحقوق الإنسان، والسيد ستيف ريسكن مسؤول برامج المنح في المعهد.
         هذا معهد فيدرالي مستقل يتسم بالحياد أنشئ عام 1984 ويتم تمويله من قبل الكونجرس، يدعو إلى تقوية قدرات الأمة على الحلول السلمية للمشكلات الدولية وتحقيق سلام عادل مبني على الحرية والكرامة الإنسانية. ويدير المعهد مجلس مكون من خمس عشرة شخصية أربعة منهم مسؤولون سـابقون من التنفيذيين في الحكومة الفدرالية أما الأحد عشر عضواً الآخرين فيتم تعيينهم من خارج الحكومة الفدرالية يرشحهم الرئيس الأمريكي ويصادق الكونجرس على ذلك.
      وتناول الحديث اهتمام المعهد بقضية الشرق الأوسط والنزاع بين المسلمين واليهود، وكذلك قضية الحركات الإسلامية وخلافاتها مع الحكومات الحالية. وأشار د. ديفيد إلى أن المعهد قد كلّف الدكتور سعد الدين إبراهيم من قسم علم الاجتماع بالجامعة  الأمريكية بالقاهرة بإعداد دراسة حول هذا الموضوع. وأجبته بأن الدكتور سعد الدين متحيز ضد الإسلام والحركات الإسلامية، وهو شخصية تحوم حولها الشبهات وبالتالي لن تكون وجهة نظره محايدة، فلن يفيد ذلك السلام تماماً وأشرت إلى أن جريدة الشرق الأوسط نشرت تقريراً حول معهد ابن خلدون الإنمائي في القاهرة وتمويله السري، كما تحدثت الجريدة عن مؤتمر الأقليات الذي كان سيعقد في القاهرة ثم  نقل إلى قبرص. ووعدوا بالنظر في هذا الموضوع.
9- جامعة جورج تاون Georgetown University* الساعة الثانية والنصف إلى الساعة الثالثة بعد الظهر اللقاء مع البرفسور جوديث تكر  Judith Tucker
       هذه الجامعة هي أقدم معهد كاثوليكي للتعليم العالي تأسست عام 1797 وتحولت فيما بعد عام 1815 إلى جامعة، ويصل عدد الطلاب إلى أحد عشر ألف طالب وطالبة. وتضم الجامعة مركز الدراسات العربية المعاصرة، ومكتب العلاقات الإسلامية النصرانية الذي انتقل إليها من معهد هارتفورد اللاهوتي ويرأسه حالياً البرفسور جون اسبوزيتو. أما اللقاءات التي أجريتها في الجامعة فكانت كما يأتي:
- البرفسور جوديث تكر Judith Tucker  متخصصة  في التاريخ الإسلامي وتعمل مساعدة للبرامج الأكـاديمية بمركز الدراسات العربية المعاصرة .ومن أبرز اهتماماتها وضع المرأة في العالم العربي. ومن بين  مؤلفاتها النساء في مصر في القرن التاسع عشر. وقد أنجزت بحثاً عن الزواج والأسرة في نابلس في القـرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وهي المحررة لمجموعة بحوث بعنوان النساء العربيات حدود قديمة  وثغور جديدة. وقد تناول الحديث معها حول وضع المرأة في العالم الإسلامي وضرورة أن  يفهم وضع المرأة في الإسلام فهماً صحيحاً.
10 - من الساعة الثالثة إلى الساعة الرابعة عصراً اللقاء مع البرفسور جون اسبوزيتوJohn Esposito   مدير مكتب العلاقات الإسلامية -النصرانية**. لقد عرف البرفسور اسبوزيتو بموقفه المعتدل من الصحـوة الإسلامية أو من الحركات الإسلامية بأنها لا تشكل تهديداً للغرب، ويرى أن  على الغرب أن يفهم هذه الحركات فهماً صحيحاً بعيداً عن التعصب والتحيز. وقد انتقد كثيراً من الكتاب وأساتذة الجامعات ووسائل الإعلام المختلفة في تضخيمها الخطر الذي تقدمه هذه الحركات للغرب. بل يرى البروفيسور أن هذه الحركات يجب أن تعطى الفرصة لتعبر عن نفسها في بلادها في جو ديموقراطي حقيقي. وسألت البروفيسور عما قرأته له بأن الحركات الإسلامية إذا ما وصلت إلى الحكم فإن ما يخشى منه أن لا تواصل الديموقراطية وأن لا تعامل النساء معاملة سليمة وأن لا تنال الأقليات  حقوقها. فقال لا، لا أقصد أن هذه المخاوف حقيقية ولكن يجب التنبيه أن لا يكون الحكم وسيلة لضرب النظام الديموقراطي. وتحدث عن علاقاته بكثير من الدول الإسلامية وببعض زعماء الحركات  الإسلامية. وأهداني البروفيسور اسبوزيتو كتابين من كتبه ووعد بتزويدي بقصاصات حول موضوع الحركات الإسلامية في الإعلام الأمريكي.*
11-اللقاء مع البروفسور باربرا ستوواسر Barbara Stowasser  والبرفسور مايكال هدسون Michhael Hudson   والبرفسورة ستوواسر هي مديرة مركز الدراسات العربية المعاصرة. وتناول الحديث الدراسات العربية الإسلامية في الجامعات الأمريكية ورحبت باستضافتي باحثاً في المركز. وقد قدمت لها فكرة مشروعي لإعداد دليل للباحثين الغربيين في الدراسات العربية الإسلامية. وسألتها عن اهتمام المركز بتعليم اللغة العربية لطلابه فأفادت بأنها تطلب من طلابها الرجوع إلى تفسير الطبري بلغته الأصلية ولكن لا بأس أن يرجع الطلاب إلى الأجزاء المترجمة من تاريخ الطبري .
 

ثانياً:  جامعة أنديانا - بلومنجتون -انديانا (Bloomington- Indiana) 11سبتمبر 1995
        تأسست جامعة انديانا عام 1820 ومن أبرز أقسام هذه الجامعة أقسام اللغات الأجنبية وقسم دراسات الشرق الأوسط حيث إن هذا القسم هو أحد الأقسام التي تحصل على معونة من الحكومة الفدرالية . وللجامعة فروع ثمانية وأكبرها الذي في بلومنجتون حيث يصل عدد الطلبة والطالبات فيه إلى أكثر من ثلاثين ألفاً.
12 - الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة صباحاً: اللقاء مع الدكتور سكوت ألكساندر Scott Alexander ،أستاذ مساعد بقسم الدراسات الدينية. وهو يدرس الآن مادة الأديان السماوية الثلاث، وقد أبدى حماسته لعرض الأديان كما يؤمن بها أصحابها حتى إنه شرع في إعداد شريط فيديو يجري فيه لقاءات مع أتباع هذه الديانات ليتحدثوا عن معتقداتهم ومن المتوقع أن يكون الشريط جاهزاً في نهاية عام 1995. وحصلت منه على تفاصيل مقررات بعض المواد التي يدرسها وسيرته الذاتية.
 13- الساعة العاشرة والنصف إلى الساعة الحادية عشر والربع ، اللقاء مع الدكتور صالح الطعمة  متخصص في الأدب العربي ، ويرتبط عمله بالمكتبة المركزية للجامعة ، وقد أطلعني على طريقة البحث بالكمبيوتر ،وتناول الدكتور صالح في حديثه الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية وأنها لم تصل بعد إلى مستوى مناسب.
 14- الساعة الحادية عشره والربع إلى الساعة الواحدة ظهراً.اللقاء مع الأستاذة مها نور الدين وتعمل في قسم المنح الدراسية الخارجية بالجامعة ومتخصصة في مجال علم الإنسان،وشارك في اللقاء  أيضا البرفسور محمد نظيف شهراني وهو أفغانستاني الأصل ومتخصص في دراسة علم الإنسان .وقد كان الحديث عاماً عن الدراسات العربية الإسلامية في الجامعات الأمريكية عموماً وفي جامعة إنديانا بصفة خاصة. وفهمت منهما أن لرئيس القسم أهمية بالغة في توجه القسم .والقسم حالياً يرأسه البرفسورة فدوى دوجلاس ملطي وهي لبنانية الأصل، وهي حريصة على التوجه العلماني للقسم وقد حرصت على دعوة بعض الرموز العلمانية من العالم العربي مثل فؤاد زكريا رغم معارضة بعض منسوبي القسم. 
15- الساعة الواحدة ظهراً إلى الساعة الثانية ظهراً: البرفسور شرمان جاكسون (عبد الحكيم) Sherman Jackson) ) وهو أمريكي مسلم درس في جامعة الأزهر عدة سنوات ومتخصص في الفقه المالكي .ويتقن العربية .وأفادني بأنه لا يجد أي مضايقة في الجامعة . وعلمت أنه نشط في مجال الدعوة حيث يخطب الجمعة بين الحين والآخر.*
كان من المقرر الالتقاء بالبرفسور سلمان العاني الساعة الثانية بعد الظهر، ولكنه لم يؤكد الموعد ولذلك لم أتمكن من لقائه ، ومع ذلك فسمعة الدكتور سلمان أنه من الأساتذة الأفاضل .وهو متخصص في اللغة العربية وآدابها.
16- المركز الإسلامي بجامعة انديانا تيسر لي أداء صلاتي المغرب والعشاء في مسجد المركز والالتقاء بالاخوة الطلاب الذين يدرسون في الجامعة وهم من بلاد إسلامية مختلفة: من المملكة ومن اليمن ومن الكويت ومن المغرب ،ومن الباكستان. ومن الذين لقيت الأستاذ سعيد الغيلاني وهو من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويعد رسالة الدكتوراه في التاريخ الأوروبي الحديث وبالذات تاريخ فرنسا.
 
ثالثا: مدينة بلينفيلد Plainfield   12 سبتمبر 1995.
17- جمعية مسلمي شمال أمريكا ، ورابطة الشباب العربي المسلم.
      يبدو أن هذه الجمعية من أكبر الجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية ، ولها نشاط متميز في الدعوة إلى الله ، وتعقد الجمعية مؤتمراً سنوياً يحضره الآلاف من المسلمين من أنحاء الولايـات المتحدة الأمريكية يناقشون فيه قضايا العالم الإسلامي وقضايا المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية . وللجمعية عدة مطبوعات باللغتين العربية والإنجليزية. كما يقومون بإنتاج بعض الأشرطة السمعية والسمعية البصرية حول الإسلام. وقد تفضلوا بتقديم بعض مطبوعاتهم هدية لي فشكرتهم على ذلك. وقد صليت الظهر معهم وكان لي لقاء مع أعضاء الجمعية بعد الصلاة تناولنا فيها الأحاديث العامة وقدمت تعريفاً بقسم الاستشراق واهتمام جامعة الإمام بهذا القسم.

       رابعاً: سان فرانسسكو و بيركلي بولاية كاليفورنيا  13/14 سبتمبر 1995
18-الساعة العاشرة والخامسة والأربعين -من يوم الأربعاء 13سبتمبر 1995. مؤسسة مصادر العالم العربي والإسلامي (AWAIR )_بيركلي Berkeley المدير  التنفيذي أودري شباز Auderey Shabbas
    تأسست هذه المؤسسة عام 1991 تأكيداً لفكرة التقارب بين العالمين العربي الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية، وتهدف إلى زيادة الوعي والفهم بهذه المنطقة من العالم والدين الإسلامي من خلال البرامج الثقافية في المستويات دون الجامعة ، وبخاصة في المدارس المتوسطة والثانوية.
        وقد قامت هذه المؤسسة بجهود مشكورة في إصدار دليل العالم العربي والإسلامي وفيه معلومات ممتازة عن الإسلام والعالم العربي الإسلامي .كما تعقد المؤسسة الدورات والندوات   لأساتذة المراحل المتوسطة والثانوية. ومن هذه الدورات ما تعقده من لقاءات في دار  الإسلام في ولاية نيو مكسيكو للتعرف على الإسلام الحقيقي.
   وتقوم المؤسسة بإنتاج بعض الوسائل السمعية البصرية للتعريف بالعالم الإسلامي وبالإسلام. كما تقدم جوائز أدبية للطلاب الذين يكتبون عن الإسلام والمسلمين .
       إن ما تقوم به هذه المؤسسة يدعو إلى الإعجاب والثناء على جهود السيدة شباز ،وأدعو الله أن يهديها إلى الإسلام. وقد تحدثت السيدة شبّاز عن فيلم الجهاد الذي أنتجه المخرج الأمريكي اليهـودي إمرسون وما فيه من تشويه لصورة الإسلام وتحريض ضد المسلمين الأمريكيين . وأشارت إلى   الفيـلم الذي أنتجته مؤسسة كريستيان ساينس مونيتورChristian Science Monitor  وأنه بالرغـم من أن نصوصه سليمة لكن الموسيقى التصويرية التي استخدمها المخرج من النوع الذي يثير الرعب كأنها من موسيقى أفلام الرعب مما يؤثر تأثيراً سلبياً في المشاهد.  
    19-الساعة الثانية عشر ظهراً ، اللقاء مع البرفسور لورانس ميشيلاك Laurance O. Michalak. ، نائب رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط  بجامعة كاليفورنيا -بيركلي University of California -Berkeley .والبرفسور ميشالاك متخصص في دراسة علم الإنسان الاجتماعي والثقافي درس في جامعة تونس سنتين أتقن خلالهما اللغة العربية وبخاصة اللهجة التونسية. مهتم بدراسة المغرب العربي وبخاصة في مجال هجرة العمال وقوانين الهجرة في بلدان المغرب العربي.
       تناول الحديث الدراسات العربية الإسلامية في الجامعات الأمريكية وزيارته القادمة إلى المملكة العربية السعودية التي يقوم بتنظيمها مجلس العلاقات العربية الأمريكية.
20- الخميس 14 سبتمبر 1995. العاشرة صباحاً -سان فرانسسكو اللقاء مع البرفسور ميشال نبطي وهو لبناني الأصل متخصص في العلوم السياسية ويدرس في جامعتي ستانفورد وجامعة سان فرانسسكو . وقد تناول الحديث معه الدراسات الشرق أوسطية في أمريكا ومدى تغلغل اليهود الصهاينة في هذا المجال. وقد تحدث بصفة خاصة عن تجربته التعليمية في جامعة ستانفورد وبرامج الجامعة  لتقوية العلاقة بين الأساتذة والطلاب .حيث يختار بعض الأساتذة للسكن قريباً من مقر سكنى الطلاب. ووعد الدكتور نبطي أن يزودني بمعلومات أوفى عن هذا البرنامج.*
       والبرفسور نبطي متزوج من البرفسور باربرا نبطي رئيسة قسم علم الانسان بالجامعة الأمريكية في بيروت، وقد أعطاني عنوانها لمراسلتها عليه والحصول على بعض المعلومات عن برامج دراسة الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية في بيروت.
21- الساعة الحادية عشر صباحاً -الغرفة التجارية الأمريكية العربية بالساحل الغربي وكان اللقاء مع مسؤول العلاقات العامة المستر ديون ماكداول Duane McDowell  . بالرغم من أن اهتمامات هذه المؤسسة اقتصادية تجارية في المقام الأول لكنها تهتم بصورة العرب والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية . وتسعى الغرفة عن طريق بعض الندوات والنشاطات الفكرية تصحيح هذه الصورة والمساعدة على تطوير العلاقات بين البلدين. ومن المحاضرات والندوات ما يتناول الشريعة الإسلامية والقانون الإسلامي في المجال الاقتصادي.
 
خامساً: لوس أنجلوس الجمعة 15 سبتمبر 1995
22- الساعة الحادية عشر صباحاً مؤسسة راند RAND :اللقاء مع الدكتور جوزيف كششيان الباحث  في قسم دراسات الشرق الأدنى  متخصص في العلاقات الدولية -أرمني ولد وعاش طفولته في لبنان ، ويعرف اللغة العربية - له دراسات حول السعـودية وعُمان .وقد زار السعودية عدة مـرات وكذلك عُمان . وإحدى دراساته حول السعـودية بعنوان ( أمن المملكة العربية السـعودية) وهي دراسة سرية- كما زعم لي- تناول الحديث الدراسات العربية الإسلامية في الغرب وضرورة الحوار بين الجانبين.
      ومن المناسب أن أشير إلى أن مؤسسة راند للبحث العلمي قد أنشأت فرعاً للدراسات العليا ركزت فيه على الجوانب التطبيقية والبحوث الميدانية .ويمنح هذا القسم درجات الماجستير والدكتوراه في عدة تخصصات علمية ونظرية.
23- الساعة الثانية بعد الظهر -جامعة كاليفورنيا -لوس أنجلوس .
لم يتم ترتيب أية مواعيد في هذه الجامعات لأسباب لا أعلمها بالرغم من أنني طلبت أن يتم تحديد موعد لي مع الدكتور حتحوت من المجلس الإسلامي في لوس أنجلوس وكذلك الدكتور سالم المراياتي المهتم بموقف الإعلام الأمريكي من الإسلام والمسلمين. وقد قيل لي إن من أسباب عدم تحديد مواعيد  في الجامعة أن الفصل الدراسي الصيفي كان سينتهي في نهاية الأسبوع الذي وصلت فيه وأن الجامعة ستكون في إجازة.
     ونظراً لأهمية زيارة قسم دراسـات الشرق الأوسط بهذه الجامعة فقد توجهت إليه وتحدثت إلى سكرتـارية القسم عن رغبتي في لقاء المسؤولين في القسم فتم إرشادي الى مكتب البرفسور جوناثان فريدلاندر       Jonathan Friedlanderو هو يهودي من القدس يعمل مساعداً لمديرة مركز دراسات الشرق الأوسط . وقد دار الحديث حول بعض القضايا العامة في الصحافة الأمريكية ومنها دعـوة السناتور الأمريكي بـوب   دول إلى جعل اللغة الإنجليزية لغة رسمية في الولايات المتحدة وكان رأي البرفسور جوناثان أن هذه الدعوة تنافى التعايش بين الثقافات المتعددة التي تتميز بها الولايات المتحدة. وتحدث عن بعض نشاطاته ومنها إصدار كتابين أحدهما عن الجالية اليمنية في الولايات المتحدة والآخر حول الإيرانيين المهاجرين إلى أمريكا وقد أشرف هو على تحرير هذين الكتابين ،كما قدم لي أعداداً من مجلة جسورJUSSUR  التي يصدرها المركز حول الدراسات العربية الإسلامية.
سادساً : فيلادلفيا18-19 سبتمبر 1995
     كان البرنامج خفيفا في فيلادلفيا وذلك لاعتقاد المكتب المسؤول عن ترتيب المواعيد أن الانتقال من  الغرب إلى الشرق يحتاج إلى بعض التلاؤم مع اختلاف التوقيت. ومع ذلك فقد كانت اللقاءات مباركة وهي كما يأتي :
24- الساعة الثانية عشرة ظهراً اللقاء مع البرفسور خالد يحي بلانكنشب Khalid Yahya Blankinship * ، أستاذ الدين الإسلامي في قسم الأديان في جامعة تمبل Temple  .وهو مسلم أمريكي من أصل نرويجي ، أسلم منذ عام 1393(1973)ويتقن العربية كتابة وحديثاً وقد ترجم بعض مجلدات تاريخ الطبري إلى الإنجليزية .وهو متخصص في التاريخ الإسلامي ،ولكنه درس العلوم الشرعيـة مع العديد من المشايخ في الأزهر وفي مكة المكرمة حيث كان في القاهرة يدرس في الجامعة الأمريكية في القاهرة برنامج الماجستير في تدريس اللغة الإنجليزية للأجانب. وقام بتدريس اللغة الانجليزية في جامعة الملك عبد العزيز (فرع مكة) مدة سنتين تتلمذ على بعض علماء مكة . ولذلك فهو يقوم بتدريس بعض العلوم الشرعية كالفقه والحديث والتفسير في جامعة تمبل Temple. تناول الحديث أوضاع المسلمين الأمريكيين وما يواجهونه من مشكلات ، كما تناول الحديث بعض الجماعات الإسلامية ومدى قربها أو بعدها عن الإسلام الصحيح.
25- الثلاثاء 19سبتمبر 1995 الساعة الثانية عشر  ظهراً : اللقاء في جامعة فيلانوفا Villanova مع الدكتور حفيظ مالك رئيس تحرير مجلة جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط. والأستاذ في  قسم العلوم السياسية. والبرفسور مالك مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من ثلاثين سنة . أما جامعة فيلانوفا   Villanova فهي جامعة كاثوليكية وتضم قسماً لدراسات الشرق الأوسط. وللدكتـور حفيظ صلات شخصية ببعض المسؤولين في السعودية ومن هؤلاء وزير الإعلام الدكتور فؤاد الفارسي. وشارك في الاجتماع الدكتور محمد النجداوي وهو أردني متخصص  في الاقتصاد والإدارة. وقد عرفت أن الجامعة تقدم منحاً لدارسين من العالم العربي والإسلامي.
وقد زرت سكرتارية قسم دراسات الشرق الأوسط وحصلت على بعض المعلومات عن القسم وبرامجه وبعض النشرات عن نشاطاته العلمية.
 
سابعا: برنستون Princeton University  الأربعاء: 20 سبتمبر 1995.
26- المشاركة في الندوة الأسبوعية التي يعقدها قسم دراسات الشرق الأوسط وهي أول ندوة تقام في   هذا العام الدراسي 1995/1996 . وقد استهل البرفسور اتزكووتز رئيس البرامج والنشاطات النـدوة بالتعريف بأعضاء هيئة التدريس الجدد والأساتذة الزائرين وطلاب الدراسات العليا. ثم تقدم المتحدث وهو ضيف تركي متخصص في العلوم السياسية وتحدث عن الأوضاع السياسية في تركيا .وقسم حديثه إلى قسمين استعرض في أحدهما السلبيات في نظره واستعرض في القسم الثاني الإيجابيات . وكان منها في نظره أن تركيا قد قطعت شوطاً بعيداً في التغريب والممارسة الديموقراطية. وأما الجانب السلبي فهو أن رئيسة الوزراء الحالية  (كانت قد أعلنت استقالتها في ذلك اليوم ) لا تمارس الديموقراطية ممارسة صحيحة فهي التي تنفرد باتخاذ كثير من القرارات الخطيرة ، وأنها تقرب مجموعة من الصحفيـين الذين تجتمع بهم في أوقات متأخرة وهم يؤثرون عليها ويحاولون تحسين صورتها في الإعلام.
     وبعد أن بدأ النقاش وكانت الفرصة أولاً لطلاب الدراسات العليا ثم للأساتذة ، ووجدت  فرصة لأشكره على محاضرته الممتعة ووجهت إليه الاستفسار الآتي: " لقد ذكرت في محـاضرتك أن الجميع في تركيا يريدون الديموقراطية ولا أحد يرفضها ولكن حزب الرفاه قد يكون له مخطط سري. فما الدليل على ما تقول . لقد تحدثت عن تشيلر التي تثقفت في الغرب ومن المفروض أن تكون أكثر التزاما بالديموقراطية ولكنها ليست كذلك كما قلت فلماذا إثارة الشكوك حول الجماعات الإسلامية ولم يظهر منهم ما يؤيد هذه الشكوك ؟ وأضفت أن هذا الموقف هو الذي أدى إلى دعم الغرب للحكومة الجزائرية حينما ألغت الانتخابات الجزائرية التي فاز فيها حزب جبهة الإنقاذ" فوجم قليلاً ثم بدأ الحديث محاولاً تبرير  ما قاله.
27- الواحدة والنصف ظهراً ، اللقاء مع البرفسور هيث لورىHeath Lowery رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط .وفي بداية اللقاء أثنى على السؤال الذي وجهته إلى المحاضر وقال بأن هذا هو السؤال الذي يجب توجيهه فهذه الجماعات لم تعط فرصتها الحقيقية  في أي بلد. ثم  كان الحديث عن اهتمام قسم الاستشراق بكلية الدعوة  بالدراسات العربية الإسلامية التي يقوم بها الباحثون الغربيون.
ثامناً : نيويورك - الخميس / الجمعة 21و22 سبتمبر 1995.
   28- الساعة العاشرة  صباحاً ، اللقاء مع البرفسور ريتشارد بولت Richard Bulliet مدير معـهد الشرق الأوسط بجامعة كولومبيا.وشارك في الاجتماع البرفسور جين-فرانسوا سزنك Jean-Francois Seznec مدير التطوير في المعهد نفسه. وتحدث البرفسور بليت عن جامعة كولمبيا واهتمـامها بقضايا العالم الإسلامي ، ومشاركة أساتذتها في وسائل الإعلام المختلفة، وحرصها على تقديم نظرة متوازنة حول قضايا العالم العربي الإسلامي. وأشار إلى ما يقال بأن جامعة كولمبيا تخضع لنفوذ اليهود الأغنياء وجامعة نيويورك لليهود الفقراء بأنها فكرة خاطئة. والبرفسـور بليت متخصص في التاريخ الإسلامي . وصرح البرفسور بليت بأن إسرائيل تقوم بدعاية قوية لتشويه صورة الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي .
      وعندما علم البرفسور بليت بأنني كتبت بحثي للدكتوراه حول المستشرق برنارد لويس أشار إلى أن لويس يستحق النقد وقد كتب بليت نفسه  ناقداً لويس في بعض كتبه فتولى الدفاع عن لويس أحد تلاميذ بليت نفسه المتعاطفين مع لويس. ونبهني إلى أن لويس لن يسكت عن انتقادي له في رسالتي وقد يكتب هو بنفسه أو يتطوع أحد تلاميذه أو أتباعه بالكتابة .وقال: استعد لمعركة مع لويس. 
       ومن المناسب أن نذكر أن البرفسور إدوارد سعيد يعمل في جامعة كولمبيا في قسم الأدب الإنجليزي.
وفي ختام الاجتماع تلقيت دعوة للحضور إلى نيويورك للعمل باحثاً في الجامعة شريطة أن أتولى  المسائل المالية.
29- الساعة الثانية بعد الظهر، اللقاء مع البرفسور فرهاد كاظميFarhad Kazemi   رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة نيويورك.
       تحدث الدكتور كاظمي عن رابطة دراسات الشرق الأوسطMESA  التي من المتوقع أن يتولى رئاستها في الفترة القادمة. وأشار إلى أن الرابطة تعد بحق منبراً ممتازاً لإظهار وجهة نظر معتدلة حول قضايا العالم العربي الإسلامي . وذكر أن مؤسسة فورد ستخصص مبلغاً لدعم حضور باحثين من العالم الإسلامي الذي لا يتمكنون عادة من المشاركة في المؤتمر السنوي للرابطة الذي يجتمع فيه عدة آلاف من الباحثين من أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية والجامعات الغربية.
       والدكتور كاظمي إيراني الأصل ولكنه هاجر إلى الولايات المتحدة وهو في سن السابعة عشرة. وذكر أنه يزور إيران بين الحين والآخر وقد انتقد الأوضاع الداخلية هناك.
30- محاضرة البروفسور بيتر شلكاوسكي Peter J. Chelkowski حول الصوفية الساعة الثالثة عصراً  إلى الرابعة ثم لقاء قصير معه في مكتبه.
تناول  البروفسور شلكاوسكي في محاضرته موضوع الصوفية واختلافها عن الإسلام الصحيح وتحـدث عنها من زاوية العشق أو الإصابة المفاجئة كالتي تحدث في قلب العاشق وضرب المثل بقصة قيس ليلى أو مجنون ليلى كما رواها شاعر   إيراني  في القرن الثاني عشر الميلادي.
ومن المناسب أن أذكر أن البرفسور شلكاوسكي درس المرحلة الجامعية في إيران حيث تخصص في الأدب الفارسي.
    وكانت المحاضرة شيقة حيث طرح بعض الطلاب أسئلة طريفة منها:هل يرى المسلمون أن  الإسلام هو الدين الصحيح الوحيد؟ فرد عليه بأن المسلمين يرون أن الدين الإسلامي هو الرسالة الخاتمة والمكملة للرسالات السابقة بالإضافة إلى ما يرونه من أن تحريفاً قد اعترى الكتب السابقة. وذكر من  ميزات الدين الإسلامي أن له قبلة هي مكة المكرمة يتجه إليها المسلمون في كل لحظة من نهار أو ليل . وقد قدم إليّ نسخة من سيرته الذاتية وتفصيل بعض المقررات التي يدرسها. 
31- الجمعة 22سبتمبر1995 ، الساعة التاسعة صباحاً ، اللقاء مع البرفسور جيمس بسكتوري James Piscatori عضو في مجلس الشؤون الخارجية والأستاذ بجامعة جون هوبكنز -مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة- معهد الشرق الأوسط .وهو متخصص في الدراسات الإسلامية.
        تحدث البرفسور بسكتوري عن مجلس الشؤون الخارجية بأنه مؤسسة خاصة لكن الفكرة الشائعة عن المجلس أنه يصنع السياسة الأمريكية أو أن له تأثير كبير في هذه السياسة ليس صحيحاً تماماً. ومن المعروف عن المجلس أنه خاص بصفوة الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية. ومما ذكره البرفسور بسكتوري عن المجلس أن أعماله تنقسم الى ثلاثة فروع :الأول يتناول إعداد البحوث والدراسات حول السياسة الخارجية الأمريكية ،والثاني : إصدار مجلة الشؤون الخارجية(Foreign Affairs) وأشار إلى أنه لا يوافق على بعض طروحـاتها حول الإسلام والمسلمين وأعطاني عدداً فيه تناول للإسلام. أما القسم الثالث فهـو الذي يتم من خلاله استضافة زعماء العالم من رؤساء ورؤساء وزارات ووزراء خارجية للحديث معهم حول القضايا التي تخص العلاقات بين بلادهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية.
         والبرفسـور بسكتوري مهتم بالمملكة العربية السعودية وقد زارها عدة مرات ، وأبدى اهتمامه بقسم الاستشراق وطلب تزويده بتعريف بهذا القسم . وزودته بنسخة من ملخص رسالتي للدكتوراه وهي أول رسالة دكتوراه تقدم  إلى القسم حول المستشرق برنارد لويس*.
        وقد قمت في نيويورك بزيارة مكتب وكالة إعلام الولايات المتحدة واجتمعت برئيس المكتب وهو مسلم من أصل هندي. وقد كان موضوع الحديث العلاقات بين الإسلام والغرب والدراسات الغربية حول الإسلام والمسلمين ، وكذلك مهمة المكتب في تسهيل مهمة ضيوف وكالة إعلام الولايات المتحدة الأمريكية في أثناء زيارتهم لمدينة نيويورك وكثرة هؤلاء الضيوف وبخاصة لوجود الأمم المتحدة في نيويورك وغيرها من المعالم البارزة .

                        الخاتمة
    
          بالرغم من أن هذه الزيارة كانت قصيرة جداً حيث إنها استغرقت أربعة عشر يوماً فقط لكنني زرت خلالها تسع مدن أمريكية هي واشنطن العاصمة وبلومنجتون وبلينفيلد بولاية انديانا وسـان فرانسسكو وبيركلي ولوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا ومدنية فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا ومدينة برنستون  بولاية نيوجرسي ومدينة نيويورك بولاية نيويورك. وبلغ عدد المقابلات واحداً وثلاثين لقاءً علمياً تم ترتيبها بعناية، بل كان من الممكن زيادة هذا العدد .
         لقد أكدت لي هذه الرحلة ضرورة اللقاء بين الباحثين في العالم الإسلامي ونظرائهم في العالم الغربي لما في ذلك من فرصة لتبادل الأفكار وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدي أي طرف من الأطراف. كما أكدت لي الرحلة غيابنا عن النشاطات العلمية في الولايات المتحدة من ندوات ومؤتمرات ومحاضرات ومجلات ودوريات وغيرها. وفي هذا تضييع لفرصة ثمينة يمكن أن نستثمرها لتصحيح المفاهيم الخاطئة والدعوة إلى الإسلام.
       وقد أوضحت لي الرحلة أن المؤسسات والمنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة تقوم بجهد مبارك لتوضيح صورة الإسلام والعالم الإسلامي وتصحيح كثير من الأخطاء التي يحرص الإعلام الغربي عموماً على رسمها عن الاسم والمسلمين في أذهان الغربيين.
       ولاحظت وجود منظمات غير إسلامية تقوم بجهود مباركة في مجال إعطاء  الشعب الأمريكي وبخاصة في المدارس والجامعات الصورة الصحيحة عن الإسلام وهذه تحتاج إلى دعم خاص لأنها قد تكون أكثر قبولاً لدى عامة الجمهور الأمريكي الذي ينفر من الوعظ المباشر، ومن هذه المنظمات مؤسسة  مصادر العالم العربي الإسلامي التي تديرها السيدة أودري شباز، واللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز.
        ولا يسعني في ختام هذه التقرير إلاّ أن  أشكر الله سبحانه وتعالى أن يسّر لي القيام بهذه الرحلة، ثم أشكر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على إنشائها قسم الاستشراق الذي مكّن لي التخصص في هذا المجال المهم. وأشكر كذلك وكالة إعلام الولايات المتحدة على دعوتي وترتيب هذه اللقاءات التي لم يكن من الممكن القيام بها بمجهود فردي، وأسأل الله عز وجل أن يجعل أعمالنا  كلها خالصة لوجهه الكريم والحمد لله رب العالمين.
 


*لقيت البروفسور سودارث فيما بعد في جدة وأجريت معه لقاءً صحفياً نشرته في جريدة المدينة المنورة ، وبودي أن يتم التعاون مع هذا المعهد ليستضيف باحثين من السعودية فإن الدول العربية الأخرى استطاعت أن ترسل باحثين إلى هناك لإعداد بحوث حول بعض القضايا. ولهذا المعهد أهمية في الوسط الثقافي والسياسي الأمريكي .
** وطلبها منّي الدكتور عبد الله العسيلان لكتابه حول ما كتب عن المدينة المنورة، فأعطيته بعضها فنشرها في كتابه دون أن يشير إلى مصدر المعلومات وهو لا يعرف اللغة الإنجليزية ولم يزر مكتبة الكونجرس لطلب المعلومات.. فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.
صلت على نسخ من بعض مقالاته.
*
* عرف عجمي بارتباطه بالصهيونية وبالمحافظين الجدد أو من يطلق عليهم صقور البيت الأبيض وهو صديق حميم للعديد من هؤلاء. ومواقفه مشهورة وبخاصة كتابه (معضلة العقل العربي) الذي يذم فيه العرب وكان كتاباً متحيزاً أسوء مما يمكن أن يصدر من ألد أعداء الأمة.
* -لم يصلني شيء من المعهد منذ ذلك الحين ،ولعلي أشترك في إحدى مجلاتهم وبخاصة أن القسم غير مشترك في أي دروية أو مجلة علمية.
* -لدي عضوية في هذه اللجنة منذ عدة سنوات وقد أرسلت منذ أيام تجديداً لاشتراكي السنوي ، وتصلني مطبوعاتهم باستمرار.
* بالرغم من أن هذه الندوة ضمت بعض المفكرين العرب البارزين لكن نشرات اللجنة فيما بعد لم تذكر شيئاً عن هذه الندوة .
*  قامت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعقد اتفاقية تعاون علمي مع هذه الجامعة ، وأرجو أن يتمكن قسم الاستشراق بالإفادة من هذه الاتفاقية.
** دعي البرفسور اسبوزيتو إلى إحدى ندوات الجنادرية للحديث عن علاقة الإسلام والغرب قبل سنتين ن وكان جيداً.
* أشرف البوفسور اسبوزيتو على إصدار موسوعة العالم الإسلامي المعاصر بالتعاون مع جامعة أكسفورد دون التنسيق مع مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية ، ولمّا كان ثمنها مرتفعاً فلم أستطع الحصول على نسخة منها ، وليتها توجد في القسم ليتمكن من إعداد بعض الدراسات حولها.
* علمت أنه انتقل من جامعة انديانا.
* حرصت على مراسلة الدكتور ميشال ولكن لم يردني منه أي رد وبخاصة أنني أحببت أن أعرف تفصيلات عن برنامج تقوية الصلة بين الأستاذ والطالب ، وهو أمر نحتاجه كثيراً في العالم العربي. كما راسلت زوجته التي تعمل رئيسة لقسم العلوم الاجتماعية في الجامعة الأمريكية في بيروت ولكن لم يصلني منها شيء ولعل رسالتي لم تصل إليها وإليه.
* دعي الدكتور خالد للمشاركة في مهرجان الجنادرية قبل عامين وألقى محاضرة قيمة ن وكان لي معه أحاديث كثيرة في أثناء الجنادرية، وأفدت كثيراً من خبرته في الدراسات الاستشراقية.
* بدأ الدكتور بسكتوري بإرسال نسخة من التقرير الشهري عن السياسة الإسلامية ، ومازال التقرير يصلني منذ تلك الزيارة، وفيه معلومات مفيدة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية