يحق للأطلسي فماذا يحق لنا؟ قوة الانتشار الإسلامية السريع


                                بسم الله الرحمن الرحيم
          

        منذ أكثر من شهر بدأت طائرات حلف الشمال الأطلسي بقيادة الطائرات الأمريكية بدك حصون الرئيس اليوغسلافي مليوسوفيتش في سابقة خطيرة أن تكون الطائرات المغيرة أوروبية وأمريكية على مواقع في دولة أوروبية لأسباب تتعلق بطريقة تعامل الرئيس اليوغسلافي مع أوروبا وأمريكا وبخصوص قضية تهم المسلمين في كوسوفا. وإن كان الأمر في الظاهر يدل على أن المسلمين سيفيدون بإذن الله من هذا القصف بإضعاف الرئيس اليوغسلافي ونظامه، ولكن هل لدى الحلف خطة لتحقيق عودة المسلمين إلى بلادهم حالما ينتهي القصف ويستسلم مليوسوفيتش للحلف الأطلسي؟
المهم كان للأمر جانب آخر وهو أن العالم استسلم لحق الأطلسي في تأديب أحد الحكام الأوروبيين فالأمم المتحدة لم تظهر في الصورة كما ظهرت في قضايا أخرى وفي مواقع أخرى من العالم. وهو حق يمكن مناقشته من واقع أن الأمم المتحدة اجتمعت عشرات المرات وأصدرت الكثير من القرارات ضد دول مختلفة ونجحت إلى حد كبير في تنفيذ هذه القرارات حتى إن ليبيا عاشت أكثر من سبع سنوات لا تعرف الطيران الدولي بالإضافة إلى أنواع من المقاطعة تتعرض له دول عربية وإسلامية أخرى.
فقد أصبح بحكم الممارسة أن من حق حلف شمال الأطلسي أن يؤدب من شاء من الزعماء الأوروبيين وربما غير الأوروبيين، ولكن ما نريد أن نصل إليه في هذه المقالة وما نود أن يكون أمر النقاش الجاد في المنظمات الإسلامية السياسية ما حقوق الأمة الإسلامية في الدفاع عن المسلمين في العالم؟ إن مأساة البوسنة والهرسك قبل سنوات أكدت أن الأمة الإسلامية بخير والحمد لله فقد هبت الأمة لمساعدة إخواننا هناك انطلاقاً من وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) وقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً)
ومما يؤكد هذا أننا واجهنا كثيراً من المآسي في العالم الإسلامي قبل سنوات، ولم يكن عندنا هيئات متخصصة في الإغاثة ومساعدة الملهوف، ولكننا الآن أصبح لدينا عدد من المنظمات ذات التنظيم الجيد والإخلاص في العمل بل إننا في مأساة كوسوفا استطاعت المملكة العربية السعودية أن تكون مجلساً للتنسيق بين الهيئات المختلفة في المملكة لتكون الإغاثة أكثر جدوى وفائدة. وانطلقت الطائرات تحمل المؤن والمواد الغذائية والإغاثية بسرعة كما رافقها عدد من المسؤولين السعوديين للإشراف على توزيع هذه المعونات.
ولكن هل يحق لنا ما هو أكثر من هذا؟ إن نسبة المسلمين من بين المهجرّين والنازحين تعد هي الأكبر في العالم حيث أوصلها البعض إلى ثمانين بالمائة. إن بوادر أزمة كوسوفا لم تبدأ اليوم فإنه في الوقت الذي كان المسلمون يتعرضون للذبح والقتل وسفك الدماء والاغتصاب وتخريب الديار وهدم المقدسات والمساجد في البوسنة والهرسك وفي كشمير وفي الفلبين وفي بورما كان هناك مخطط معروف لدى المراقبين للأمور بأن الدور قادم على كوسوفا. فقد كان من المفروض أن يتم إعداد شعب كوسوفا ليستطيع أن يقف في وجه سفّاح الصرب وجلادها.
وإعداد شعب كوسوفا كان ينبغي أن يبدأ بالتوعية الإسلامية بأن المسلم لا يمكن أن يكون غافلاً عمّا يدبره الأعداء ضده، ويتضمن الجانب الدعوي أن المسلم يجب أن يكون مستعداً لمواجهة المعتدين استجابة لقول الله تعالى )وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم( وقوة المسلم لا تقتصر على قوته الذاتية فهو لا يحارب أعداءه بالقوة المادية وحدها فهناك قولة الإيمان ودفاع الله سبحانه وتعالى  )إن الله يدافع عن الذين آمنوا( فكان يجب أن يتم بين المسلمين اتفاقات دفاع مشترك تجعل من حق الأمة الإسلامية الدفاع عن أي شعب مسلم يتعرض لمثل الانتهاكات.
فهل بالإمكان التفكير الجاد بإنشاء "قوة انتشار سريع" إسلامية يكون من حقها أن تدخل أي منطقة في العالم يتعرض فيه المسلمون لمثل الأعمال التي تعرضوا لها في البوسنة والهرسك وغيرها؟






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية