الجزء الرابع:المرأة المسلمة في كتابات المستشرقين


المحور الرابع : النشاطات الاستشراقية في دراسة المرأة المسلمة

من الصعب على الباحث في بحث موجز متابعة النشاطات الاستشراقية في الجامعات الأمريكية والأوروبية ومراكز البحوث والمعاهد ولكن يمكن أن نقدم في الصفحات التالية بعض النماذج لهذه الاهتمامات.

ولمّا كنت قد ذكرت في بداية البحث أنني اهتممت بالتاريخ الجزائري المعاصر فأبدأ بمؤتمر المرأة الأوروبية الذي عقد في قسنطينة  بالجزائر عام 1349هـ( 1932م) وحضرته مندوبات عن كثير  من الدول الأوروبية ومنه فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان، وكان من الموضوعات التي بحثتها المندوبات وضع المرأة الجزائرية ولم يحضر أي مندوبات عن الجزائر ، وإن كان قد ذكر في الصحف أن زوجة أحد القضاة بعثت برسالة إلى المؤتمر تطلب من المؤتمرات أن يحثثن الحكومة الفرنسية على فتح مدارس للبنات الجزائريات. وذكرت الصحف أن مندوبة السويد رغبت في البقاء في الجزائر للدعوة إلى السفور وإلى تعليم الفتاة الجزائرية. وقد أقنعت المندوبات الأخريات مندوبة السويد بأن الحجاب لا يمنع المرأة المسلمة من العلم.([1])

ومن وسائل اهتمام الاستشراق الحديث بالمرأة المسلمة أنه عند صدور كتاب الطاهر الحداد (امرأتنا أمام الشريعة والمجتمع) هللت الدوائر الاستعمارية والاستشراقية ،فقد ذكر التقرير الفرنسي  حول الأحوال السياسية والإدارية للجزائر في يناير 1931 أن هذا الكتاب" يحوي أفكاراً حـديثة ، وقد أوجد شعوراً خاصاً لدى الشباب المسلم.([2]) كما رحب التقرير نفسه بصدور مجلة السفور في مصر التي أسسها عبد الحميد حمدي .

 ولعل اهتمام الدوائر الاستشراقية بالطاهر الحداد الذي نال تكريماً كبيراً في عهد الرئيس بورقيبه  أنه زعم أن الشريعة الإسلامية لم تكتمل لأن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن كافية لاستكمال جميع الأمور.([3]) أما الترحيب بمجلة السفور فلأنها نادت بصراحة بنبذ الحجاب واختلاط  المرأة بالرجال، وطالبت -كما زعم التقرير - بتوسيع الحقوق القانونية للمرأة ، وهذه الأفكار وجدت أصواتاً مؤيدة في الأدب الفرنسي منها أطروحة بيار لوتي وقصص شارل جيتو عن المجتمع التونسي.([4])

ولمّا كانت الدراسات وحدها لا يمكن أن تؤدي الدور المطلوب الذي تريده الدوائر الاستشراقية والاستعمارية فقد خطت هذه الدوائر خطوات عملية في التأثير فكان من ذلك الإيعاز باستقدام الفرق الفنية بقيادة بعض النساء مثل فرقة فاطمة رشدي التي زارت دول المغرب العربي ومنها الجزائر. وقد قدّمت في الجزائر مسرحية (العبّاسة أخت الرشيد) وكانت سافرة . وبالرغم من الاحتفالات التي أقيمت لتكريمها في الجزائر والمغرب([5]) لكن أحد الصحفيين الجزائريين انتقدها على سفورها وعلى تقديمها قصة لم تثبت تاريخياً ولكنها من القصص التي تشوه هذا التاريخ. فكان ردها على مسألة الحجاب بقولها:" أما الحجاب فإنني متحجبة ومتحجبة تماماً، ولو كنت أخرج بادية الوجه، إنما الحجاب هو الأخلاق والفضيلة."([6])

وبالإضافة إلى فرق التمثيل فإن الإدارة الاستعمارية كانت تشجع استقدام الراقصات والمغنيات إلى دول المغرب العربي فقد استقدمت راقصة ومطربة يهودية من تونس إلى الجزائر وأقيمـت لها حفلات التكريم ودخلت بيوت الجزائريين واختلطت بالنساء الجزائريات، ودعيت مرة أخرى بعد سنة من الزيارة الأولى. ([7])

وقد حصلت على تفاصيل مادة تدرس في جامعة جورجتاون بعنوان " المرأة والجنسان" رقم 668 (دراسات عليا) وقد أوردت الأستاذة جوديث تكر Judith Tucker بعض المراجع التي يطلب من الطلاب الاطلاع علها وكان معظمها لنساء ينتمين لحركات "تحرير المرأة" من أمثال نوال السعداوي في كتبها ( البريء والشيطان ) و(مذكرات من سجن النساء) و( المرأة في نقطة الصفر)

المؤتمرات والندوات وتمويل دراسات المرأة :

إنه من خلال المتابعة لنشاطات مراكز البحوث الغربية نجد أن هذه الدراسات تحظى باهتمام كبير في الغرب وكأن القوم ليس لهم ما يشغلهم سوى دراستنا والكتابة عنّا والبحث في قضايا العالم الإسلامي. وقد وجدت أن هذه الدراسات تحظى بدعم مادي سخي فمن الجهات التي تمول هذه الدراسات :

1-فلبرايت هيز (مرسوم حكومي أمريكي لتمويل الدراسات والبحوث).

2- مؤسسة فورد

3- مجلس البحوث الاجتماعية

4- مؤسسة مركز البحوث المصري.

5- الوقف القومي للإنسانيات.

6- مركز بحوث التنمية الدولية -كندا

7- جامعة كارلتون -قسم الاجتماع وعلم الإنسان .

 وقد مولت هذا الجمعيات والمؤسسات الدراسات والبحوث الآتية:

أ- الزيارة التي قامت بها باربرا ستوواسر ( رئيسة مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورجتاون بواشنطن العاصمة).

ب- سوندرا هيل  Sondra Hale في دراستها حول شمال السودان في السنوات 1961-64و1966و1971-72و1973-75و1981و1988.

ج- مارقوت بدران  Margot Badran قدمت رسالة دكتوراه بعنوان (هدى شعراوي وتحرير المرأة المصرية ) في جامعة أكسفورد عام 1977م.

ندوات ومؤتمرات ومحاضرات :

1- ندوة الأسرة والقانون والتغيير في الشرق الأوسط ، 1983.

2- الدين والثقافة وحقوق الإنسان للنساء في العالم الإسلامي. خريف عام 1994 في واشنطن.

3- الورشة الافتتاحية لبرامج ودراسات المرأة بجامعة بيرزيت في الفترة 25نوفمبر -3ديسمبر 1994. وشارك في هذه الندوة عدد من الباحثين والعلماء من كندا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

3- الاجتماع الإعدادي الإقليمي العربي للمؤتمر الرابع حول النساء في الفترة من 5-10 نوفمبر 1994. وكان من ضمن الموضوعات التي بحثها هذا الاجتماع:" التطرف الديني والعنف ضد النساء ." وقد طلبت المندوبات التوقيع على ميثاق محاربة كل أنواع التمييز ضد النساء. ولم تعترض سوى مندوبة السودان التي أصرت أن الشريعة الإسلامية تغني عن مثل هذا الميثاق.

4- الشرق الأوسط: نظرة أنثوية: -جامعة هارفارد في الفترة من 6-9يوليو 1994. ومن الموضوعات التي بحثتها الندوة: "النساء والاستعمار والاستقلال"، و" النساء في عالم الرجل"، و" الإبداع النسائي في الأدب والسينما والموسيقى والفنون" ، و" المنزل والأسرة ميدان المرأة".

5-ندوة النساء في العالم العربي -جامعة جورجتاون في ربيع 1986 وقد صدر كتاب عن هذه الندوة.

6- المؤتمر السنوي لرابطة دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تعقد جلسات خاصة بموضوع المرأة في الشرق الأوسط تشرف عليها رابطة دراسات المرأة في الشرق الأوسط . وقد خصصت اثنتي عشرة حلقة بحث لموضوع الجنس .

7- المؤتمر الدولي حول السكان والتنمية الذي عقد في القاهرة في سبتمبر 1994 وكـان من أهم محاوره الحياة الإنتاجية للمرأة والرجل والذي يدعو  صراحة إلى أن تعطى المرأة الحق في مجال الممارسات الجنسية وفي الإجهاض وغير ذلك.

8- حقوق المرأة العاملة: مؤتمر عالمي عقد في القاهرة في شهر ربيع الآخر 1417(سبتمبر 1996) حضره أكثر من مائة خبير عالمي([8])

9- مؤتمر سِير النساء العربيات. عقد هذا المؤتمر في ذي الحجة 1416 (إبريل 1996)   في معهد الفنون المعاصرة وتنظمه كل من "مشروع الدراسات الخاصة بالنساء العربيات " في جـامعة درم و" المركز البريطاني للترجمة الأدبية . والمؤتمر يرعاه المجلس البريطاني.

10- " الحياة الاجتماعية للفتيات المسلمات:دراسة حالة بنات المغرب."قدمت المحـاضرة الدكتورة عائشة بلعربي من كلية التربية بجامعة محمد الخامس في كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة هارفارد في 16نوفمبر 1994.

11- القومية والعلاقات الجنسية في المقاومة الفلسطينية " محاضرة تلقيها جولي بيتييت في قسم علم الإنسان بجامعة كنتكي في 8فبراير 1995.

12- "ستات: أغاني النساء الصوماليات للنساء الأعلام في التاريخ الإسلامي المبكر." محاضرة ألقاها ليدوين كابتينLidwien Kapteijns من قسم التاريخ بكلية ويلزلي في 15مارس 1995.

13- "سياسات العار: الاغتصاب والقوة في الباكستان." محاضرة قدمتها شاهالا هائري من قسم علم الإنسان بجامعة بوستن في 21إبريل 1995.

كما إن معظم الندوات والمؤتمرات الاستشراقية العالمية تهتم بموضوع المرأة ففي المؤتمر العالمي الأول حول الإسلام والقرن الواحد والعشرين في ليدن بهولندا (15-18محرم 1417الموافق 3-7يونيو 1996) وتركز حول ثلاثة محاور هي التنمية والإسلام والمجتمع العالمي والتعليم. وقدمت بعض الأوراق حول المرأة في العالم الإسلامي منها ما قدمته رفعت حسن وعزة مصطفى كرم وأناليز مورز . وقد خصصت أكثر من جلسة في المؤتمر العالمي الخامس والثلاثين للدراسات الآسيوية والشمال أفريقية الذي عقد في بودابست في الفترة من 3-8 ربيع الأول 1418(5-12يوليو 1997 لموضوع المرأة في العالم الإسلامي.

وثمة نشاطات كثيرة تهتم بموضوع المرأة ولا يمكن تصنيفها ضمن الندوات والمؤتمرات مثل دعم المعاهد والجامعات لدراسة هذا الموضوع مثل معهد دراسات المرأة في العالم العربي  الذي أنشـئ عام 1393هـ(1973م)في الجامعة اللبنانية الأمريكية( كلية بيروت الجامعية سابقا) بتمويل من  مؤسسة فورد.([9]) ويهدف إلى إنشاء اتصالات بين المهتمين بشؤون المرأة داخل وخارج العالم العـربي ،وزيادة الوعي العربي والمجتمعات الأخرى بخصوص أوضاع النساء العربيات وكيف تغيرت هذه الأوضاع بسبب التحديث ، ودراسة الحاجة إلى تحرير المرأة ودمجها في الطور ويصدر المعهد نشرة باللغة الإنجليزية بعنوان (الرائدة)([10]) 

ومن هذه النشاطات ما يسمى "المؤلف الزائر" حيث تستضيف رابطة دراسات الشرق الأوسـط أحد المؤلفين ليتحدث عن تجربته فكانت الكاتبة حنان الشيخ ضيفة مؤتمر رابطة دراسات الشرق الأوسط بالولايات المتحدة الأمريكية الذي عقد في فينكس أريزونا عام 1994.([11])

وتهتم وسائل الإعلام الغربية بالمرأة عموماً فما أن انتهى مؤتمر السكان والتنمية في القاهرة  حتى بدأت هيئة الإذاعة البريطانية في إذاعة برنامج بعنوان عن الجنس بصراحة استضافت فيه عشرات من الشباب والشابات العرب للحديث عن حياتهم الجنسية. ويزعم البرنامج أنه يريد أن ينشر الثقافة الجنسية. وعلى هامش المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في الصين أذاعت الإذاعة نفسها برنامجـاً من خمسة وعشرين حلقة (حشدت له أضخم جهد إذاعي) بعنوان ( نون النسوة) وكانت قبل ذلك بأعوام قد أعدت برنامجاً بعنوان (بنات إبراهيم).

 والإذاعة تهتم بالأحداث التي تخص المرأة في العالم الإسلامي ففي مؤتمر عقد في الدوحة في  صيف عام 1418(1997) عقد مؤتمر بالدوحة حول المرأة المسلمة ولمّا لم تستطع إذاعة لندن أن تتحدث عن تفاصيل المؤتمر لمخالفته للاتجاهات التي ترغب في ترويجها فقد اكتفت بالسخرية من المؤتمرات المحجبات ومن الحافلات ذات الستائر التي كانت تخفي المؤتمرات في تنقلاتهن من وإلى قاعات المؤتمر.

ومن برامج الإذاعة التي تناولت المرأة برنامج( الرأي والرأي الآخر) الذي أذيع في 1جمادى الأولى  1418 (2سبتمبر 1997م)وتناول موضوع المرأة في العالم العربي وكان الموضوع الأساس الحقوق السياسية فكان مما ورد فيه قول إحدى المشاركات :" يجب أن ننتزع دورنـا بقوة ولا ننتظر أن يعطينا أحد هذا الدور.. وصرحت أخرى بقولها: وبدأنا الاختراق..( اخـتراق الأوساط السياسية) وكان من رأي إحدى المتحدثات أن هذا الأمر ينبغي أن يتم بالتدريج حتى يعي الشعب ضرورة انتخاب المرأة للمجالس المختلفة.

ومن النشاطات الإعلامية إنتاج الأفلام حول موضوعات المرأة وفيما يأتي موجز لفيلمين :

1- الجبل -1991، تأليف وإخراج حنّا إلياس. وإنتاج مؤسسة جرمق بلوس أنجلوس. ويحكي الفيلم قصة الفتاة الفلسطينية إنصاف التي أجبرت على زواج مرتب من محام ثري ، ومع ذلك تنشأ قصة حب بينها وبين شاب فلسطيني وتواجه مشكلة القبول بالزواج الذي رتبه الأهل أو معاندة الأهل والهروب مع الرجل الذي اختارته مع علمها أن مصيرها قد يكون القتل كما كان مصير بعض الفتيات قبلها اللاتي رفضن الزواج المرتب.

2- بيردل -فيلم عن الشغار.(*) إخراج عاطف يلماز وإنتاج جلسفن ياسر ويحكي قصة رجل رزق بست بنات وبنته الكبرى أصبحت في سن المراهقة فتقدم رجل كبير في السن للزواج منها مقابل أن يزوجه الرجل أخته وذلك لأن والد الفتاة كان يتطلع إلى أن يرزق بولد. ولكن القانون التركي يحرم الزواج الثاني ولا يسمح بتزويج الفتاة لصغر سنها. ([12])

 

نظرة عامة لهذه الدراسات والجهود:

بالرغم من كل هذه الجهود الضخمة في البحث والدراسة والتنقيب عن وضع المرأة المسلمة في المصادر الإسلامية من نقلية وعقلية ، وفي الواقع المسلم من دراسات ميدانية وغير ذلك فما صورة المرأة المسلمة؟ هل يمكن أن تكون صورة المرأة المسلمة أفضل من صورة الرجل المسلـم؟ نعم وردت في كتابات بعض الغربيين بعض الكتابات الإيجابية عن بعض النساء المسلمـات كزوجات النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيدة خديجة رضي الله عنها والسيدة عائشة رضي الله عنها ، وبعض النساء الأديبات والشاعرات. ولكن هذه الكتابات لا تفي المرأة المسلمة حقها من الإنصاف.

فما السبب في ذلك؟ إن أول هذه الأسباب - في رأيي المتواضع - أن الأمة الإسلامية تعيش في دور ضعف وتخلف عن ركب الحضارة العالمية من نواحي القوة ولا غرو أن يهمل تاريخها ويساء إلى حاضرها من أهل القوة والمدنية والتمكن. وثانياً لأن بعض أبناء الأمة الإسلامية الذين اجتالتهم الثقافة الغربية أسهموا في هذا التشويه المتعمد للمرأة المسلمة. وثالثاً إن الكتاب المسلمين الذين تمكنوا من ثقافة الغرب وآمنوا بالإسلام وعظمته اضطروا أمام ضراوة الهجوم الغربي على الإسلام ومؤسساته إلى الدفاع التبريري فلم يأت دفاعنا بقوة هجومهم. ورابعاً فإن الغرب عرف بنظرته الاستعلائية منذ أقدم العصور حين خرج اليونانيون لاستعمار الشعوب الأخرى وصبغها بالطابع اليوناني فيما سمي بالأغرقة ،وكذلك فعل الرومان بعدهم. ولمـا تسلمت أوروبا القيادة العالمية في العصر الحديث وبدأت حملات الاستعمار كانوا ينطلقون من فلسفة رسالة "الرجل الأبيض" في تحضير ورقي الشعوب الأخرى([13]). 

ولذلك سأذكر مثالاً شخصياً حديثاً لكاتب هذه السطور حين التقيت باربرا ستوواسر في مكتبها بجامعة جورجتاون ولم أكن أعلم أنها أعدت العديد من البحوث حول الإسلام ومكانة المرأة المسلمة فيه. ولكنها حين أهدت إلي أحد كتبها -ولعله آخر كتبها صدوراً - وكان بعنوان (المرأة في القرآن والحديـث والتفسير) قلت لها أريد أن أقدم لك صورتين من تعامل الإسلام مع المرأة وهما من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .الموقف الأول ما رواه  البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :"كان  النـبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ويباشر  وهو صائم ،وكان أملككم لإربه."([14]) فهذه قبلة في أثناء عبادة روحية تدل على المحبة الصـادقة والمودة والاحترام والتقدير، وليست مثل قبلات رجالكم في الشوارع والطرقات وفي كل مكان لا تدل إلاّ على الغريزة والشهوة في الغالب. أما المثال الثاني فهو أن الرسول صلى الله عليه وسـلم كان إذا دخل بيته يبدأ بالسـواك ([15])   . فهذا العمل يدل أيضاً على أن الرسول صلى الله عليه وسـلم يريد أن يكون في أطيب رائحة بينما رجالكم يتسوكون إذا استيقظوا من النوم أو بعد الطعام أو عند الخروج لموعد غرامي ولكن إذا دخل البيت فيدخل برائحة التبغ أو الخمر أو غير ذلك. فأي المثـالين  أكثر احتراماً وتقديراً للمرأة؟ فما كان من هذه المرأة سوى أن أبدت تعجبها لمرافقي -الأمـريكي- أن يكون محدثها من السعودية ، ولكنها لم تبد لي هذا العجب. وقد فهمت هذا الأمر بعد أن قرأت كتابهـا ( المرأة في القرآن والحديث والتفسير) فقد ركزت على جانب النصـوص وشرحهـا دون تحليلها أو النظر في واقع علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بنسائه أو علاقة المسلمين في الجيل الأول الذي عرف الإسلام معرفة دقيقة وعميقة بنسائهم.

ومن اللافت للانتباه أن أستاذة في إحدى الجامعات الأمريكية التي تدرّس موضوع المرأة المسلـمة كتب مقالة بعنوان ( هل أنا جزء من المشكلة؟ ) وفي المقالة تقول إنها سألت تلاميذها أن يكتبوا عن تصورهم للمرأة المسلمة وما يتطلعون إليه  لتحسين أوضاعها فكتبت طالبـة : " النساء المسلمات يسيطر عليهن الرجال. عليهن أن يفعلن كل ما يأمر به الرجال لأن القـرآن يقول إن الرجال متفوقون على النساء. وعلى النساء أن يخضعن لفحص لدى قابلة للتـأكد من العذرية قبل الزواج .ويمكن للمرأة أن تُطلّق في أي وقت من قبل الزوج الذي يمكنه أيضاً أخذ الأبناء. …"([16])

وبعد تفكير في أسباب هذه الصورة المشوهة كتبت الأستاذة تقول:" إن كل الكتابات حول النسـاء المسلمات قد كتبت بأقلام نساء ورجال غربيين لم يفهموا ولم يريدوا أن يفهموا المجتمعات  الإسلامـية. واليوم كثير من الكتابات الجادة حول النساء المسلمات مكتوب بأقلام نساء مسلمات ( كما هو الحال في كثير من وظائف التدريس في الجامعات تحولت إلى نساء من تلك المنطقة) ومع ذلك فعندما تتحدث النساء المسلمات عن تجاربهن نقرا أكثر عن قصص تملك الرجل لجسد المرأة ، حرمان المرأة من حقوقها الاقتصادية وإقصاء النساء من العملية السياسيـة والقيود التي تواجهها المرأة من قانون الأحوال الشخصية…ولا يحتاج الإنسان سـوى أن يقلب صفحـات أي مجموعة قصصية أو كتاب تراجم أو مذكرات شخصية كتبت بأقلام نساء مسلمات حتى يدرك أنه من المستحيل الخروج بصورة أفضل من الصورة التي قدمها المنصرون للإسلام في القرن التاسع عشر."([17])

ومما يؤيد ما توصلت إليه هذه الأستاذة ما كتبته سهى عبد القادر في بحث لها في مجلد أصدرته اليونسكو عن المرأة في العالم العربي قالت فيه :" إنها لحقيقة معروفة جداً أن معظم أبحاث عـلم الاجتماع حول الشرق الأوسط جرى إعدادها من قبل بحّاثين غربيين أو مفكرين عرب تلقوا علومهم في معاهد الغرب.وهذا الأمر ينطبق على الأبحاث التي تعالج وضع المرأة المسـلمة."([18]). وتؤكد الباحثة نفسها خطورة هذا الاعتماد على الكتابات الغربية حيث إن أسلوب التفكير الغربي أدى إلى فرض مقاييس ومعايير غربية في دراسة أوضاع المرأة المسلمة ومكـانتها. ([19])وقد خرجت التوصيات في هذا الكتاب إلى ضرورة اضطلاع المرأة المسلمة والعلمـاء المسلمين بالكتابة في هذا الموضوع الحساس حتى نتجنب الأسلوب السطحية  والأسلوب الوصفي التبسيطي المفرد الذي يحتوي على تحيز ضد المرأة المسلمة.([20])

        وترى بعض الكتابات الاستشراقية أن وضع المرأة الغربية يجب أن يكون النموذج الذي يجب على المرأة المسلمة أن تحتذيه . فقد استنتجت عائشة المانع وفريدة الأغا من دراسة بعض هـذه المؤلفات ( باتاي 1972، ونات 1978، وفريت 1956):" أن التجديد ( على الطريقة الغربية) هو المثل الأعلى الذي ينبغي أن تسعى المرأة العربية إلى تحقيقه . كما توحي بأن المرأة الغربية قد وصلت إلى المرحلة المثلى في المساواة." ([21])

        ولا توافق الكاتبتان على هذا الأمر بل تقولان:" ومما يضعف من هذه الحجة كثيراً ما جاء في منشورات الغرب وحركة تحرير المرأة فيه التي توضح افتقاد المرأة للمساواة والأهلية وان الحضـارة الغربية  لا تشجع تحرير المرأة ومساواتها."([22]) وهذا يقودني إلى الدعوة مجدداً إلى أهمية دراسة الغرب دراسـة علمية عميقة مع التأكيد على المعرفة الرصينة بالشريعة الإسلامية وموقف الإسلام من المرأة وقضاياها.وقد سبق القرآن الكريم إلى ذلك حين صوّر الرجل الجاهلي وكراهيته أن تولد له مـولودة أنثى { وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون}([23])وعلينا أن ندرس أوضاع المرأة عموماً في تلك المجتمعات أمّاً وزوجة وبنتاً وأختاً وعمة وخالة لنعرف حقيقة وضعها، كما علينا أن ندرس واقع المجتمعات الغربية وارتفاع معدلات جريمة الاغتصاب فيه. 

وقد انتقدت إحدى الباحثات ما قام به المستشرقون والمبشرون من نشر صورة المرأة المسلمة على أنها المرأة الحظية مؤكدين على الاستغلال الجسدي والذهني للمرأة العربية وانحطاط مستواها وبخاصة بين الطبقات الأكثر فقراً. وتضيف الباحثة بأن " هؤلاء المستشرقين والمكتشفـين والمبشرين هم في معظمهم من الرجال فضلاً عن كونهم أجانب فلم تتح لهم فرصة  ملاحظة الظروف الكثيرة التباين للمرأة في المجتمع العربي ناهيك عن تبادل الحديث معها بأي صورة ذات مغزى."([24])

        وتفتخر بعد ذلك بأن الدراسة الجادة للمرأة قد أحرزت تقدما في العقدين الماضيين فهناك " سلسلة من المقالات والكتب التي تتوخى كافتها الأبعاد المختلفة لقضية المرأة."([25]) ولكن بمراجعة البحوث التي أشارت إليها الباحثة فإذ هي رصد ببليوغرافي باللغة الإنجليزية ومراجعها هي معظمها باللغة الإنجليزية ، كما أن مراجع البحوث الأخرى في هذا الكتاب الصادر عن اليونسكو قد كتبت أساساً باللغة الإنجليزية .

  وقد قام أبو بكر باقادر بمراجعة العديد من الدراسات الغربية حول المرأة المسلمة فتوصل إلى أن عدة استنتاجات بخصوص دراسة المرأة المسلمة في الغرب ومنها تطور فرع معرفي وهو دراسـات المرأة تخصصت فيه المرأة الغربية ، وكذلك أن معظم هؤلاء من اللاتي ينتمين إلى ما يسمى حركات تحرير المرأة أو الحركات الأنثوية، وثالثاً أن هذه الدراسات أخذت تأخذ منحى التخصص في الدراسـات الميدانية لمجموعات معينة من الناس كدراسة المرأة في الريف في دولة ما ، أو النساء البلديـات كما يطلقن عليهن في بعض البلاد. ورابعاً أن بعض هذه الدراسـات   " يستخدم معطيـات ووسائل العلوم الاجتماعية الحديثة ونظريتها لدراسة واقع المرأة العربية المسلمة دونما تعلقهـا- كما يفعل المستشرقون -  بالأوضاع المعيـارية أو المنحرفة .."([26])

 

الخاتمة 

الدراسات الاستشراقية حول المرأة المسلمة والاهتمام بالأوضاع الاجتماعية من الأمور التي تهتم بها الدوائر الاستشراقية وتجند لها طاقات كبيرة. ولئن بدأت هذه الدراسات في الحديث عن المصادر الإسلامية وموقفها من المرأة والعلاقة بين الرجل والمرأة وقضايا الأسرة لكنها أخذت تزداد عمقاً وتخصصاً دون أن تترك هذه المجالات الفقهية والشرعية.

وقد أضيف إلى الدراسات الاستشراقية -كما ذكرت إحدى الباحثات الأمريكيات- النشاطات التي تقوم بها الباحثات العربيات والمسلمات بالإضافة إلى الكتابات الأدبية التي تعد مصدراً مهماً في النظرة الاستشراقية لأوضاع العالم الإسلامي الاجتماعية. ولا يقتصر الاستشراق على الدراسات الأكاديمية والبحوث الميدانية فإن الغرب حريص على التأثير في العالم كلـه ونشر ثقافته وفكره وقيمه من خلال وسائل الإعلام والمؤتمرات الدولية الأممية التي ترعاها الأمم المتحدة، وقد تمثل هذا في مؤتمر القاهرة وبكين واستنبول وغيرها. وقد قدمنا فكرة عن تمويل بعض هذه الدراسات لأن مسألة التمويل يعطي مؤشرات مهمة حول أهداف هذه الدراسات.

فهل يأخذ المسلمون زمام المبادرة في دراسة أنفسهم وفق المعايير والقيم الإسلامية المستندة إلى الكتاب والسنة فنمثل أنفسنا أمام أنفسنا ونعرف عيوبنا قبل أن يوجه إلينا الآخرون سهام الانتقاد. ولعلنا أيضاً نصل إلى دراسة الغرب ونتعمق في هذه الدراسة لتكون نوراً لمن انبهر بالغرب وقوته المادية . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


المراجع:

-        الأغا، فريدة والمانع، عائشة. " دراسة استقصائية بشأن البحوث المعدّة عن المرأة في منطقة الخليج العربي" في الدراسات الاجتماعية عن المرأة في العالم العربي (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، واليونسكو، 1984) ص 31-79.

-        باقادر، أبو بكر. " التصور الغربي الحديث للمرأة العربية المسلمة" في عالم الكتب، م14، عدد1، رجب 1403هـ.ص 82-83

-        البرق.(الجزائر) العدد 4في 24رمضان 1345هـ. 28مارس 1927.

-        التلميذ. (الجزائر) عدد 5و6 مارس وأبريل 1932.

-        التلميذ. عدد 7ربيع الأول 1350هـ. مايو-يونيو 1932.

-        الحداد، الطاهر. امرأتنا أمام الشريعة والمجتمع. ط2(تونس: الدار التونسية للنشر ،1984)

-        الحياة، العدد( 12379) 9رمضان 1417هـ(18يناير 1997م)

-        خميس، محمد عطية.مؤامرات ضد الأسرة المسلمة.( القاهرة: بدون ناشر، بدون تاريخ)

-        رسّام، آمال." المرأة العربية :حالة البحوث الخاصة بالعلوم الاجتماعية وبمركز المرأة" في الدراسات الاجتماعية ،مرجع سابق. ص7-29.

-        السرحاني، محمد سعيد." رؤية الاستشراق الأمريكي للمرأة المسلمة:دراسة نقدية"(موضوع مقترح لأطروحة دكتوراه في قسم الاستشراق بكلية الدعوة ولم تتم الموافقة عليه.

-        الشرق الأوسط.عدد 6495، في 26ريبع الآخر 1417(9سبتمبر 1996م)

-        الشهاب.مجلد 11،ج 8 ، شعبان 1354هـ.،نوفمبر 1930م.
-        شو، بفرلي. الغرب يتراجع عن التعليم المختلط. ترجمة وجيه حمد عبد الرحمن (المدينة المنورة:المؤلف) بدون تاريخ
-        عبد القادر،سهى ." دراسة لاتجاهات في أبحاث العلوم الاجتماعية حول المرأة في المنطقة العربية للفترة من 1960-1980مع ببليوغرافيا مختارة" في الدراسات الاجتماعية، مرجع سابق. ص 249-332
-        عطا، علي. " عرض لكتاب(الانفجار الجنسي في مصر ل ياسر أيوب" في الحياة،عدد (11715)19مارس 1995.
-        عمارة، محمد. الغزو الفكري:وهم أم حقيقة؟( القاهرة:دار الشروق، 1409)
-        المساري، محمد العربي ." يوم جاءت فاطمة رشدي إلى المغرب." في الشرق الأوسط ، عدد( 5720) 27 أبريل 1994.
-        المنتقد.العدد 8، 30محرم 1344هـ، 20 أغسطس 1925.


المراجع الأجنبية:

-         Al- Raidah. Vol. XII, Nos. 74&75, Summer/Fall 1996.

-         AMEWS (Association for Middle East Women Studies) Newsletter. Vol. VIII, No.2, May 1993.

-         Badran, Margot. “ Independent Women: More than a Century of Femisim in Egypt” In Arab Women. Op., Cit.

-         Barazanji, Niamat Hafez. Reflections on Research Activities during a Scholarly Visit to Syrian Arab Republic, March 1995.’ In AMEWS Newsletter, Vol. X, No. 2. May 1995.

-         Dumato, Eleanor A. “ Am I part of the Problem?” In The Review of Middle East Women Studies, Vol. XI, No. 2, June 1996.

-         Hassan, Riffat. “ Women’s Rights and Islam: from I.C.P.D. To Beijin. (n. p. n. d.)

-         Hatem, Mervat. “ Toward the Development of Post-Islamists and Post-Nationalist Feminist Discourses in The Middle East.” In Arab Women. Op., Cit.

-         Gruenbaum, “ The veil and the Male Elite” by Mernissi” In AMEWS Newsletter. Vol. X, No.1, March 1995. P. 1-2.

-         Mernissi, Fatima. Beyond The Veil: Male –Female Dynamics in Modern Muslim Society.(Revised Edition) (Bloomington: Indiana Unervisity Press,1987)

-         Tucker, Judith. “ Introduction.” In Arab Women: Old Boundaries, New Frontiers. (Bloomington: Indian(USA): Indiana University Press, 1993)

-         -- “The Arab Family in History: Otherness and the Study of the Family,” in Arab Women. Op. Cit.

-         Stowasser, Barbara. Women in the Quraan and Tradition and Interpretation (New York and Oxford: Oxford University Press, 1994)

-         --. “ Women Issues in Modern Islamic Thought.” In Arab Women, Op., Cit.

 



[1] -التلميذ ، عدد 5و6 مارس وإبريل 1932، ذو الحجة 1349.
[2] Rapport Sur La Situation Politique et Administative des Indigenes de L’Algerie Au 31Janvier 1931. AGG 9H11.
[3] - الطاهر الحداد. امرأتنا أمام الشريعة والمجتمع.ط4( تونس : الدار التونسية للنشر ، 1984)ص 22.
[4] -حول جريدة السفور انظر أيضاً محمد عطية خميس ، مرجع سابق ، ص 83.
[5] -محمد العربي المساري. " يوم جاءت فاطمة رشدي إلى المغرب." في الشرق الأوسط، ع5720، في 27إبريل 1994. وقد أشار الكاتب إلى حفلات التكريم التي أقيمت لفاطمة رشدي والقصائد التي كتبها شعراء من المغرب فيمدح فاطمة رشدي . فعجيب كيف يكون لقبيح حسناً في أعين بعض الناس.
[6] -مجلة التلميذ.(الجزائر) العدد 7 في ربيع الأول 1350 ، مايو -يونيو 1932م.
[7] -البرق.(الجزائر) العدد 4 في 24رمضان 1345هـ28 مارس 1927. وقد قدّم باحث يهودي من إسرائيل بحثاً عن اليهوديات في شمال أفريقيا اللاتي عملن في فرق التمثيل والغناء والرقص. وقد برع اليهود في هذا المجال دائماً .
[8] -الشرق الأوسط. عدد 6495في 26ربيع الآخر 1417(9سبتمبر 1996م)
[9] Al-Raida.Vol. XII, Nos. 74&75, Summer/Fall 1996.
[10] -Mervat Hatem. Op., Cit. P 36-37.وقد وصلتني نسخة من هذه المجلة من رابطة دراسات المرأة في الشرق الأوسط بالولايات المتحدة الأمريكية مما يدل على وجود تنسيق بين الجهتين .
[11] -عرضت صحيفة الحياة ع (12379)9رمضان 1417(18يناير 1997) ملخصاً لمسرحية ألفتها حنان الشيخ وسوف تعرض  في لندن بعنوان (زوج من ورق) وهو عن امرأة مسلمة هاجرت إلى الغرب وتزوجت إنجليزياً شاذاً.( لا بد أنها عرضت وقدم لها عروض مفصلة.
* الشغار هو أن يزوج الرجل الرجل أخته أو ابنته أو قربته مقابل أن يتزوج قريبة الرجل الثاني دون مهر بينهما.
[12] -AMEWS, Vol. VIII, No.2, May 1993 .p5
[13] - محمد عمارة . الغزو الفكري وهم أم حقيقة.(القاهرة: دار الشروق، 1409-1989)ص 136 وما بعدها.
[14] - صحيح البخاري ، كتاب الصوم، باب المباشرة للصائم.
[15] -صحيح مسلم ، كتاب الوضوء ، باب :في السواك عند الوضوء ونص الحديث: عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك.
[16] - Eleanor A. Dumato. “ Am I “ part of the Problem?” in The Review of Middle East Women’s Studies. Vol. XI, No.2. June 1996. P.11-13.  
[17] -Ibid.
[18] - سهى عبد القادر ، مرجع سابق، ص.249.
[19] - المرجع السابق ص 255.
[20] -المرجع نفسه من المقدمة ص 6.
[21] -فريدة الأغا، وعائشة المانع. مرجع سابق ، ص 35.
[22] - المرجع نفسه.
[23] - سورة النحل آية 58و59.
[24] -أمال رسام." المرأة العربية :حالة البحوث الخاصة بالعلوم الاجتماعية وبمركز المرأة." في الدراسات الاجتماعية عن المرأة مرجع سابق.ص 8.
[25] -المرجع نفسه.
[26] -أبو بكر باقادر." التصور الغربي الحديث للمرأة العربية المسلمة." في عالم الكتب .مجلد 4 ع1 ، رجب 1403،ص 82-88.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية