دروس من خطبة الوداع


                                     

          كلما سمعت كلمة العولمة وما يزعمون عن أن العالم أصبح قرية صغيرة أتساءل أين دورنا في نقل فكرنا وثقافتنا إلى العالم مادام الأمر أصبح ميسوراً. وهانحن في أيام مباركة من شهر ذي الحجة فلا بد أن نتذكر خطبة حجة الوداع فهي من الخطب الجامعة لأمور الإسلام الأساسية فقد تضمنت الموضوعات الآتية:

   · حرمة دماء وأموال الناس حرمة أبدية (أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ) ولا تبطل حرمة دم المسلم إلاّ بثلاث أمور كما جاء في الحديث الصحيح (لا يحل دم امرئ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث النفس بالنفس، والثيب الزاني والتارك دينه المفارق للجماعة)

   · الأمر بأداء الأمانات(فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها) وقد كان صلى الله عليه وسلم أعظم قدوة في هذا الأمر فبالرغم من علمه بأن قريش تتآمر على قتله فقد ترك علياً بن أبي طالب رضي الله عنه ليرد الآمانات إلى أهلها فقد كانت قريش تأتمنه وتلقبه (الصادق الأمين)

   · تحريم الربا والتشديد في هذا التحريم وأنه لا ينجو من هذا التحريم حتى ربا أقرب الناس إليه صلى الله عليه وسلم (ربا العباس) (وإن كل ربا موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون، قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كله)

   ·  التأكيد على حق الرجل على المرأة وحق المرأة على الرجل. وأول حقوق الرجل أن لا يدخل بيته من لا يرضاه الزوج وأن لا ترتكب المرأة الفاحشة، ثم بيان علاج هذا الأمر بالهجر في المضاجع ثم الضرب غير المبرِّح، والعودة إلى الإنفاق على المرأة بالمعروف إن هي استجابت. (فإن لكم على نسائكم حقاً ولهن عليكم حقاً، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن الله أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع، وتضربوهن ضرباً غير مبرِّح، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف)

   · الزيادة في التأكيد على العناية بالمرأة وحسن العشرة (واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عوان عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله) فما أعظم هذا التأكيد على الإحسان إلى المرأة في الوقت الذي تشتكي الشعوب المختلفة ومنها الأوروبية على وجه الخصوص من العنف ضد المرأة، وهم الذين يزعمون أنهم يريدون أن تتعلم الشعوب الأخرى منهم في إنصاف المرأة ومعاملتها معاملة إنسانية.

   · تأكيد حق المسلم على المسلم وتحريم أخذ مال المسلم إلا ما حصل عليه عن طيب خاطر. (تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم، وأن المسلمين أخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلاّ ما أعطاه عن طيب نفس منه)

   · أصل البشر واحد وأنه لا فضل لعربي على عجمي ، وأن التفاضل بين الناس ليس بالحسب والنسب والمال وإنما بالتقوى، (أيها الناس: إن ربكم واحد وإن أباكم واحد وكلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عجمي إلاّ بالتقوى)

إن المسلمين بحاجة لما في هذه الخطبة من أسس عظمية تحقق لهم العزة والكرامة والعيش السعيد في هذه الدنيا وفي الآخرة. فهم بحاجة إلى التمسك بالأخوة الإسلامية الحقيقية التي تحرم الدماء فيما بين السلمين، وتحرم الأموال وأنه لا يحل لمسلم من مال أخيه شيئاً وقد ورد في الحديث ولاحتى قضيب أراك (مسواك).كما أن هذه الخطبة أكدت على حرمة الربا وقد سئل الإمام مالك عن أعظم ذنب ورد ذكره في القرآن الكريم فقال إنه الربا فإن الله لم يأذن بحرب أحد إلا في الربا (فأذنوا بحرب من الله ورسوله).

فهل نُترجم هذه الخطبة إلى اللغات العالمية وننشرها عبر وسائل الإعلام ووسائل المعلومات؟ اللهم قد بلّغت.





ص.ب (279) المدينة المنورة ، فاكس 2361-848

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية