حديث المنتديات (مع منتدى جامعة الإمام)



السؤال الأول: لماذا لا تدرس (الثقافة الإسلامية ) في المرحلة المتوسطة والثانوية لأنني لاحظت أنها تُــقــوي تعلق الإنسان بربه ودينه؟


الجواب: نحن ندرس كثيراً من الإسلام ولكن تركيزنا على آلية الدين أو الجانب العملي مثل أركان الصلاة وواجباتها وسننها وواجبات الوضوء وسننه ونواقضه، ولكننا لا ندرس روح الصلاة بل لا ندرس روح الدين عموما. يجب أن نعرف هذه المسائل ومسائل الاعتقاد ولكن هناك بعد أعمق لدراسة الدين لا ندرسه في مدارسنا فحالما يخرج الواحد منّا خارج حدود المملكة لا نعرف كيف نرد على من يلقي علينا أية شبهة. لقد كتبت مقالة طويلة لمجلة فرنسية حول هذا الموضوع وأرجو أن أجدها قريبة لأنقل منها بعض الكلمات. ولكن المشكلة أن الذين وضعوا المناهج لديهم همٌّ واحد وهو أن يحشوا أدمغة الأطفال بمعلومات عن الدين دون فهم حقيقي لروح الدين. لقد اكتشفت روح الدين عندما حاورت الغربيين وحينما رأيت حياتهم وحينما قرأت لمن أسلم منهم. ألم يقل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه (لم يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية) 
السؤال الثاني:أرى نفسي في مجال الكتابة بارعاً مازال في بدايات الطريق.. لكنني كمتحدث تنقصني تلك الجودة التي أشعر بها في الكتابة.. حيث أن طبيعة عملي تتطلب مني التحدث بصورة لا يمكن مقارنة كثرتها بالكتابة.. سؤالي هو كيف يمكنني أن أصل بحديثي وحواراتي وقوة إقناعي إلى تلك التي أشعر بها في الكتابة..؟؟

الجواب:  لا يكون الإنسان بارعاً وهو في بداية الطريق وإلاّ انتهى مبكراً، يجب أن نظل دائماً نشك في قدرتنا وإمكاناتنا وموهبتنا لنسعى باستمرار للتطور والتحسين. لذلك فهذه العبارة تحتاج إلى إعادة نظر. أما مسألة التحدث فكما قلت في إجابة سابقة كان أحمد شوقي رحمه الله من أبدع الناس في كتابة الشعر ولكنه كان لا يجيد إلقاء شعره، وهناك من هو أقل موهبة من شوقي ولكنه يبدع في الإلقاء. هذه موهبة وقدرة يمكن تنميتها ولا بد أن يكون للإنسان من ينتقده أو عليه أن يحمل مسجلاً وينقد نفسه. لقد كنت أنظر في شريط الفيديو لأول محاضرة ألقيتها واسمح لي أن أعيد العبارات التي كنت أكررها إذا شاهدت تلك المحاضرة (مع الاعتذار عن القسوة على نفسي): كنت أقول (مين قال لهدا الحمار يلقي محاضرة؟) على الرغم من أن خديجة (أم هاشم) تقول إنني كنت واثقاً في نفسي وصوتي وكلماتي واضحة. ولكني كنت أرى داخلي المنفعل المتوتر وريقي الجاف من أول دقيقة حتى إني شربت كل ما أمامي من الماء. على الإنسان أن يجتهد ويجتهد حتى يتمكن من القدرة على الإلقاء.

السؤال الثالث:  بخصوص الرابط الأخير يبدو أنك شاركت في مؤتمر أو ما شابه ذلك حول صراع الحضارات هل لك أن تحدثنا عنه أكثر؟!

الإجابة: هذه الندوة كانت قد تم ترتيبها بين مكتب علاقات عامة له علاقة بالسعودية ومشروع تقوية العلاقات مع أمريكا وبخاصة مع رجال الكونجرس وبخاصة الموظفين الذين يعملون مع رجال الكونجرس ومعهد الشرق الأوسط. وقد دعيت بناء على علاقة لي بمكتب العلاقات العامة الأمريكي الذين يعرفونني عن طريق أحد أقاربي. والأمر الثاني صحيح أن مشاركة السعوديين قليلة في هذا المعهد ولهم أجندة خاصة ومن الممكن أننا لا نناسبهم كثيراً فلدي معرفة ببعض الأسماء التي دعيت لهذا المعهد فوجدت أن لهم مواصفات خاصة. ولدي تقرير خاص عن هذه الندوة لم أنشره وإن كان الآن يستحق النشر ماداموا هم قد نشروا تقريراً فأنا لدي تقرير أيضاً وقد كتبت ذلك التقرير في الطائرة في أثناء عودتي أي بعد يوم أو يومين من الندوة.


       أما أنني أول سعودي أو آخر سعودي فلا أعرف عن ذلك شيئاً ولكن بلا شك سأكون من القلائل الذين شاركوا في نشاطات ذلك المعهد الذي زرته عام 1995م في أثناء رحلة الزائر الدولي التي دعيت إليها وحدي.
السؤال الرابع: تعلم بأن مصطلح (صراع الحضارات) بدأ في إحدى مقالات برنارد لويس ثم تناولها صموئيل هانتنغتون بالتفصيل في مقالة طويلة بنفس العنوان !كيف تقيم مقالته؟ هل حقا هناك صراع بين ثقافتنا كمسلمين و بين الثقافات المخالفة لنا كما يصور خطره معظم الكتاب ؟ أم انها مجرد فكرة تم نشرها في الغرب كغيرها من الافكار لأسباب سياسية بحتة ؟

الإجابة: ما أن صدرت مقالة صموئيل هتنقتون حتى قامت السفارة الأمريكية بالرياض والقنصلية بجدة حتى وزعتا نسخاً مصورة للمقالة والردود عليها، وكأن الأمر يعنيهم تماماً. وقضية الصراع بين الحضارات هي من الصرعات الفكرية التي يخترعها الغرب وينفذ مخططات سياسية معينة. انشغلنا بكلام صموئيل أنه لا بد من الصراع ونحن بماذا نصارع ونحن مصروعين من الأصل أوضاعنا الداخلية بئيسة وأوضاعنا الخارجية أشد بؤساً فكيف نصارع ومع من نتصارع. ننتج لهم النفط الخام وينتجون لنا البضائع ويبيعون علينا بالأسعار التي يشتهونها ونحن نضطر في كل الأحوال أن نبيعهم بالأسعار التي يحبونها. لقد أصدرت السفارة الأمريكية كتيباً عن العلاقات السعودية الأمريكية وفيه (نريد أن يتدفق النفط بأسعار معقولة) وتساءلت هل الأمر فقط متعلق بالمشتري أو إن البائع من حقه أن يكون له كلمته في هذه الأسعار. هل نستطيع أن نقول نحن نريد السيارات الأمريكية (دون تدخل الوكلاء الحصريين) بأسعار معقولة ونريد أحذية نايك ونريد كمبيوتر دل بأسعار معقولة؟


هل الصراع هو التدافع؟ فإن كان هو فما المشكلة أن يتدافع الناس ولكن دون تجاوز الحدود والسيطرة والهيمنة. 

السؤال الخامس: يبدو أن برنارد لويس أخذ نصيبا كبيرا من كتاباتك ,, هل تناولت أعمال غيره من المثقفين الغرب ؟!


الإجابة: لم يأخذ أكثر مما يستحق، لقد درسته في أثناء حصولي على الدكتوراه وفهمته فهماً جيداً فما كان لي أن أنفق أكثر من الوقت المطلوب لذلك. وأما أني درست غيره على الطريقة التي درسته فيها فلا، والسبب أني انطلقت لأدرس الظاهرة الاستشراقية عموماً أي أتعمق في معرفة المؤسسات الغربية والجامعات والنشاطات المختلفة. صحيح أنه لم يسبق أن وجد تخصص اسمه الاستشراق ولكني أزعم أنني اخترعت لنفسي تخصصاً فعندما أحضر عشرات المؤتمرات الصغيرة والكبيرة والمتوسطة وفي الجامعات المشهورة والمؤسسات الكبرى فقد أصبح لدي شيء من الفهم لهذه المؤتمرات، كما اطلعت على ما يجري في الجامعات وأقسام دراسات الشرق الأوسط من مواد علمية وعرفت الأساتذة وكيفية تنظيم هذه الدراسات.وأرى أن هذا التخصص يشبه ما كتب علماؤنا في الملل والنحل أو ما كتبه الغزالي في الرد على المنطقيين أو الرد على الباطنية أو غير ذلك من الكتابات. فمعرفة المؤسسات الاستشراقية مثلاً من ناحية تأسيسها وأهدافها وقوانينها وأعلامها وإنتاجها العلمي مع بعض التحليل والنقد فيكون ذلك يستغرق العمر كله دون الوصول إلى النهاية ومعرفة الآخر مسألة مهمة أبدع فيها الأقدمون وتركناها في العصر الحاضر.
السؤال السادس: هل أنت راض عن المكتبات العامة هنا ؟! و ما رأيك بالأسلوب المتبع من قبل المكتبات التجارية بعدم توفير الكتب إلّاّ بحسب الحاجة ؟!


الإجابة: لست كثير التردد على المكتبات العامة الآن، ولذلك فحكمي لن يكون دقيقاً، ولكني أرى أنها جزء من المجتمع فإن تخلف تخلفت وإن تقدم تقدمت، والقراء لهم دور مهم في كيفية تعامل هذه المكتبات معهم. وإن كان لي بعض التجربة مع المكتبات الجامعية في الغرب حيث التعامل الراقي والتسهيلات والمرونة واللامركزية. فقد دخلت مكتبة جامعة ليدن ومعي خطاب بأن لدي تفرغ علمي مدة عام، ومعي جواز سفري، فأخرج من الدرج بطاقة وأعطاني تصريحاً مدة عام وبإمكاني أن أستعير الكتب كما أشاء. فهل نفعلها نحن في بلادنا؟ وقد زرت المكتبة الوطنية في باريس فخلال دقائق كنت داخل المكتبة أطلب الكتب وتأتيني، أما المكتبات العامة فتركز على الكتب التي لها رواج وتحتاج مشواراً طويلاً فهل يمكن أن يضيف العبيكان مكان مقهى لجلوس الرواد ليقرأوا أو مساحات للجلوس والقراءة. ليتهم يطلعون على تنظيم مكتبة بوردرز Borders وفي مكتبة في مدينة سانتا مونيكا بالقرب من لوس أنجلوس كانت لديهم قاعة وفيها مقاعد لإجراء مسابقات بين القراء ومسابقات في الشعر، فمتى  نتعلم؟







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية