افتح يا سمسم أو افتح يا وطني أبوابك






وتوقف أخيراً برنامج (افتح يا سمسم) تعنتت الشركة الأمريكية في طلباتها المادية والفكرية فتعذر استمرار الاتفاق، ولن يكون لدينا (افتح يا سمسم) بعد الآن .

نحمد الله عزّ وجلّ أن توقف هذا البرنامج، فقد كان بالرغم من تفوقه من الناحية الفنية إخراجاً وتمثيلاً، لكنه كان بعيداً إلى حد ما عن قيمنا الإسلامية . فلم تكن التحية في هذا الشارع سوى (مرحباً) أما تحية الإسلام (السلام عليكم … ) فلم تكن تقال، كما كان البرنامج يسمح بالاختلاط، وكانت النساء فيه سافرات .

لا شك أن البرنامج رغم عيوبه كان له حسنات ومنها التركيز على اللغة العربية الفصحى حيث تعلم أبناؤنا الأعداد .. واحد .. اثنان .. ثلاثة .. أربعة بالإضافة إلى الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة .

لقد دعاني إلى كتابة هذه الكلمة ما نشرته جريدة الحياة اللندنية في عددها رقم 11158 الصادر في أول سبتمبر 1993م حيث جاء في هذا الخبر قول الصحيفة : (وكانت الوكالة الأمريكية تتقاضى مبلغ 6ر1 مليون دولار مقابل حقوق الاسم ( ؟ ) فقط للجزء الواحد الذي يشمل 130 حلقة في حين تتكفل المؤسسة الخليجية بكل مصاريف الإنتاج (واستفحل الخلاف ووصل إلى حد القطيعة عندما طلبت المؤسسة الخليجية زيادة المدة المخصصة للتوجيهات الروحية والدينية واعتماد المبادئ الإسلامية فرفضت الشركة الأمريكية التي مانعت أيضاً أن يوزع الإنتاج على الجاليات العربية في أوروبا) انتهى .

يجب أن يكون هذا الموقف المتعنت من الشركة الأمريكية درساً لنا وعبرة؛ فالغرب لا يرى قيماً جديرة بالاحترام سوى قيمه، ولا ديناً حقيقاً بالتقدير والاتباع سوى دينه ـ إن اتبع ديناً ـ وإن الغرب لا ولن يتخلى عن نزعة التفوق والتعالي التي بدأت لديه منذ عهد (الإمبريالية) التي صرح أحد روادها بذلك في قوله : (الشرق شرق والعرب غرب ولن يلتقيا) .

ومرحباً وهنيئاً لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي هذا الموقف المبارك . لا شك أن هذه المؤسسة المباركة قد أدركت رسالتها في خدمة الطفل العربي المسلم، فلم تتنازل عن موقفها المتمثل في التمسك بالقيم الإسلامية ورسالتها في بث هذه البرامج إلى الجاليات العربية المسلمة في أوروبا، وحبذا لو وزعت البرامج في صورتها الجديدة الإسلامية إلى جميع أنحاء العالم .

أما بالنسبة للمقدرة الفنية على إنتاج البرنامج في صورته الجديدة فلا أشك مطلقاً في أننا قادرون بإذن الله على الاستقلال عن الآخرين مهما كانت درجة تقدمهم . ولا أكون مغالياً إن قلت إننا وصلنا إلى مستوى رفيع من فهم تقنية السينما والتلفاز، فالبعثات العلمية قد انطلقت من المملكة وغيرها من الدول العربية والإسلامية منذ أكثر من عشرين سنة لدراسة فنون السينما والتلفاز . ولدى بعض الدول العربية والإسلامية معاهد متخصصة في هذا المجال .

إن موقف الشركة الأمريكية يدعونا أكثر وأكثر إلى التمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة في الوقت الذي تغزو البرامج الغربية عقول أطفالنا . ويكفي أن أضرب المثال ببرنامجين أو ثلاثة. فهذا مسلسل ريمي الذي يحكي قصة تشرد طفل فرنسي، فالعادات فرنسية، والأخلاق فرنسية، والقيم كذلك. وكذلك مسلسل سالي .

لقد ظهر في السنوات الأخيرة عدة مؤسسات إسلامية وقد بدأ إنتاج إحداها يصل إلى أطفالنا عبر أجهزة الفيديو . ومن هذه الإصدارات مسلسل (جزيرة النور)، كما أن المؤسسة نفسها عازمة على إنتاج مسلسل عن فتح القسطنطينية وقد اعتمدت المؤسسة أقلام كتاب إسلاميين، ولديها هيئة شرعية تراجع وتراقب. وكم أود لو أن هذه المؤسسة وغيرها كثفت من عمليات الدعاية لإنتاجها وواصلت حوارها مع المسؤولين في أجهزة التلفزة العربية والإسلامية لاعتماد هذا الإنتاج بدلاً من سالي وريمي وبايونيك … وغيرها .

وليت إعلاميونا يتابعون هذه المسلسلات ويكتبون عنها منتقدين، وليتنا نسرع في إنتاج البديل. فكم ستكون حريتنا لو تأثر أبناؤنا بالعنف والانحرافات العقدية في هذه المسلسلات الأجنبية، وكم من اللوم سيوجه لنا مستقبلاً إن لم نفعل شيئاً ونحن قادرون حتى لا يصدق فينا قول الشاعر :

ولم أر في عيوب الناس عيباً        كنقص القادرين على التمام


تعليقات

  1. المؤسسات و الطاقات موجودة ، لكنها لا تحظى بدعم ماتدي ولا إعلامي .. الإعلام يريد الرقص على الجراح ..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية