الاستشراق يهتم بمن يحارب الإسلام


       أدرت مؤشر المذياع قبل عدة ايام وبدأت هيئة الاذاعة البريطانية القسم العربي ببث برامجها مبتدئة بالقرآن الكريم، ثم نشرة إخبارية مؤجزة، ثم عرض سريع للبرامج وربما أي شيء آخر لا أذكره الآن. وقبل الساعة السابعة بخمس دقائق قدمت لنا الاذاعة أغنية (واختيارات إذاعة لندن أو أغانينا وكلماتها تحتاج وقفة مستقلة-لو سمعها شاعر من عهد ازدهار الشعر لمات كمداً).

    وفي السابعة صباحاً بدأت الجولة الاخبارية الأولى ثم تلاها ما تلاها حتى جاء موعد البرنامج الشيق (الرأي الآخر) وهذا البرنامج تقدمه عادة المذيعة مديحة المدفعي، ولكنه كان في هذا اليوم من نصيب المذيع أحمد مصطفى.

    وبدأ المذيع قائلا بأن جدلاً واسعاً يدور في هذه الأيام حول مدى ديموقراطية تيار الاسلام السياسي، وإن القضية التي يدور حولها البرنامج اليوم هي الإسلام والديموقراطية. وضيفا البرنامج هما الدكتور عزيز العظمة الباحث في معهد الدراسات العليا في بون بألمانيا. والضيف الثاني هو الدكتور محمد عمارة.

    وقدم المذيع الضيف القادم من ألمانيا عزيز العظمة، فبدأ عزيز الضيف مرافعته بأن الاسلام لا يصلح أساساً للحكم لأن النظم الدينية- في نظره- تقوم على اعتبار التمييز بين المواطنين؛ فثمة تمييز بين الرجل والمرأة وتمييز بين الكفاءات وتمييز بين الناس وفقاً لمعتقداتهم الدينية. وخلص الى أن أي نظام سياسي يقوم على أيديولوجية دينية يكون بطبيعته شمولي، ولا يترك المجال للناس أن يتطوروا.

   ولمّا كان وقت البرنامج قصيراً فلم يتمكن العظمة من تفصيل هذه المقولات. ولكن كما يقول المثل" تلك شنشنة معروفة " فلم يفتأ المستشرقون غير الموضوعيين يتهمون الاسلام بأنه يفرق بين المرأة والرجل. لقد أصبح من الممل الرد على مثل هذه الفرية. فأي تفرقة هذه التي يقصدها الدكتور؟ ألم يسمع بقوله صلى الله عليه وسلم (النساء شقائق الرجال؟) ألم يكن الاسلام هو الذي سبق الغرب بمئات السنين باستقلالية ذمة المرأة المالية؟ ألم تكن المرأة المسلمة تهتم بشؤون الأمة وتدفع أبناءها الى الجهاد؟ من الذي أنجب المجاهدين في انحاء العالم الاسلامي الذين وقفوا في وجه الاستعمار؟ من الذي ربّاهم ودفعهم الى الجهاد؟ وهذه المرأة الفلسطينية اليوم خير مثال على المرأة المسلمة التي تعرف واجباتها وتسهم في المقاومة كما يسهم الرجل وربما زيادة؟

    وكيف يميز الاسلام بين الكفاءات وهذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر من أن يوضع الرجل في غير المكان المناسب له (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)، فقيل وكيف تضيع الأمانة؟ قال:(إذا وسّدت الأمور الى غير أهلها) أليس هو صلى الله عليه وسلم الذي أمر بلالاّ رضي الله عنه أن يعلو الكعبة ليؤذن، ويغتاظ من قريش من لم يروا بلالاً أهلاً لهذا المكان، وهو الذي كان بالأمس عبداً رقيقاً عندهم لا يحلم بأقل من هذا بكثير؟

    هل يجهل الدكتور العظمة هذا أو أصابه داء بعض المستشرقين الذين لا يفهمون ما يقرأون أو يفهمونه كما يشاؤون؟ لقد وفّى الدكتور عمارة في ردوده على العظمة ولكنّي أتساءل لماذا تهتم المعاهد الغربية باستقطاب هؤلاء الذين يسيؤون للإسلام ولا يمثلونه، وتقدم لهم المراكز العلمية البارزة حتى إذا قالوا سُمِع لقولهم؟                              


      

تعليقات

  1. شكرا لما تقدمه في هذه المدونة يا دكتور

    ردحذف
  2. هو يتحدث عن الواقع المعاصر وأنت تتحدث عن الإسلام كقوانين وتشريع منزل..

    يوجد تفريق جنسي وعرقي في بلاد المسلمين بكثرة ولا يمكن نفي هذا..

    دمت بود..

    ردحذف
  3. دول عظيمة كانت قبلنا بنيت على الدين الإسلامي وكانت اقوى الدول واكثرها حضارة وتطور ،،
    لا أفهم ما يريد هؤلاء ! لقد وضع الله هذا الكون ووضع له شرع يقوّمه ،، الإسلام علّمنا كل صغير وكبير في هذه الحياة ثم نأتي ونقول لا يصلح للحكم سنأتي بحكم من إنتاجنا !!! 

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية