لقاء أجراه الأستاذ عبد الله السمطي ولا أعلم إن نشر أو لا والأغلب إنه لم ينشر




إجابة أسئلة جريدة الوطن

الأستاذ عبد الله السمطي

q       ما هي وضعية الدراسات الاستشراقية اليوم؟ هل حدث نوع من التطور في هذا المجال؟

- الدراسات الاستشراقية في ازدهار دائم بسبب ما تقدمه لها الحكومات الغربية والمؤسسات الخيرية في الغرب. إن مؤسسات النفع العام في الغرب وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتمويل هذه الدراسات بالإضافة إلى أهمية هذا المجال المعرفي بالنسبة لصناعة القرار في الغرب عموماً وفي الولايات المتحدة الأمريكية بصفة أخص. فمن المؤسسات المعروفة جداً مؤسسة فورد ومؤسسة روكفللر ومؤسسة كارينجي وغيرها كثير. وقد كتب أحد الكتاب الصحفيين في المملكة قبل أعوام حول ما تتلقاه جامعة هارفارد من تبرعات فذكر أن هذه التبرعات تفوق ميزانيات عدد من الجامعات في الدول العربية والإسلامية.

       ورب سائل يسأل وما مظاهر هذا الازدهار؟ أستطيع أن أقول يكفي أن ترحل عبر شبكة الإنترنت في مواقع الجامعات الأوروبية والأمريكية التي تضم في جنباتها الدراسات العربية والإسلامية أو دراسات المناطق لتعرف مدى ازدهار هذا النشاط فتجد دائماً الإصدارات العلمية الجديدة، وتجد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات. وتتنوع موضوعات الندوات والمحاضرات والمؤتمرات بين نشاطات تهتم بالإسلام عقيدة وشريعة وتاريخاً وتراثاً وبين نشاطات تتناول أوضاع المسلمين المعاصرين بأدق تفصيلاتها.

   لقد دخلت موقع جامعة من تلك الجامعات فوجدتهم يعلنون أن جميع أجهزة الكمبيوتر في الجامعة قد أصبحت بنتيوم 4 ومع أن الأمر لا يعدو أن يكون وسيلة من الوسائل لكنه دليل على أن أوضاع الجامعات هناك تدل على أن هذه الجامعات تواكب التطورات التقنية التي تفيد الطلاب والباحثين والأساتذة.

   أما سؤالك عن حدوث نوع من التطور في هذا المجال فأقول إن التطور حدث في جانب أن بعض  أثرياء العرب  والمسلمين شعر أن الجامعات الغربية يمكن أن تخلد أسماءهم بنشاط علمي معين فأقاموا بعض الكراسي العلمية كما حدث في كرسي السلام في إحدى جامعات واشنطن العاصمة أو المنحة الضخمة التي قدمت لجامعة بريطانية تقدر بعشرين مليون جنيه استرليني بينما لا تحلم جامعة عربية بعشر معشار مثل هذا التبرع. وأذكر أنني عرضت على عميد كلية لدينا في المملكة أن يطلب تبرعات فأبي بحجة أن الذي يريد أن يتبرع لا بد أن يتقدم بذلك. ولمّا تبرع للكلية صاحب دار نشر بعدد طيب من الكتب لم يكلف نفسه بالاتصال هاتفياً أو كتابة خطاب شكر.

   ويمكن أن يكون التطور في الدراسات الاستشراقية الآن في أن أعداد الطلاب العرب في مجالات الدراسات الإنسانية تخدم الاستشراق أكثر من ذي قبل حيث تنوعت أساليب المستشرقين في وسائل الحصول على ا لمعلومة والحقائق حول أوضاع العالم العربي والإسلامي.

q       ما هي أبرز الإسهامات (السعودية) في مجال الاستشراق؟

- لا بد أن نبدأ بوحدة الدراسات الاستشراقية والتنصيرية التي أسستها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمركز البحوث في الرياض عام 1401 وكان يعمل فيها كل من الدكتور محمد فتحي عثمان والدكتور قاسم السامرائي والدكتور إبراهيم عكاشة والدكتور السيد محمد الشاهد. هذه الوحدة قامت بعدة أعمال مهمة مجال دراسة الاستشراق ولعل من أبرزها ترجمة الدكتور قاسم السامرائي لكتاب (النقد الثاني للمستشرقين الناطقين باللغة الإنجليزية) لمؤلفه عبد اللطيف الطيباوي وكذلك كتاب السامرائي الفهرس الوصفي للكتب الاستشراقية في مكتبة الجامعة. وهناك كتاب الدكتور إبراهيم عكاشة عن التنصير في البلاد العربية.

   وتأكد للوحدة أهمية مواصلة الاهتمام بالاستشراق عن طريق الدراسة العلمية فتقرر إنشاء قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة وأمدته ببعض طلاب المنح من الدول الإسلامية التي يتقن أهلها إحدى اللغات الأوروبية. وانضم عدد من أبناء المملكة لهذا القسم ولكن المعيار الخاص بمعرفة إحدى اللغات الأوروبية لم يتم الالتزام به ولعدم توفر الإمكانات لبعث الطلاب لمواصلة دراسة اللغة.

   ولو ذهبنا لتعداد الإنجازات السعودية في مجال الاستشراق ودراسته لما وسعنا المقام ولكني أود في البداية التأكيد على الرسائل العلمية التي أنجزت في قسم الاستشراق في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، ثم هناك العديد من المؤلفات التي ظهرت في مجال الاستشراق سواء من أعضاء القسم أو من أساتذة إما سعوديين أو كانوا يقيمون بالسعودية وأبرز هذه الإنجازات كتاب الدكتور قاسم السامرائي (الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية) وكذلك ترجمته لما كتبه الطيباوي وقامت جامعة الإمام بنشره وهو (المستشرقون الناطقون باللغة الإنجليزية) ثم الفهرس الوصفي لما تحتويه مكتبة جامعة الإمام من كتابات استشراقية قديمة.

   وتستمر القائمة فيمكن أن نضيف إليها كل من الدكتور أحمد عبد الحميد غراب في كتابه (رؤية إسلامية للاستشراق) وكتابات الدكتور نعمان السامرائي. وهناك العديد من المؤلفات.

   ومن الإسهامات السعودية إنشاء موقع مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق في شبكة المعلومات الدولية وهو الموقع الوحيد ومن المؤمل أن يبدأ هذا المركز بقبول الطلبات للدراسة فيه ( عن طريق الانتساب) للحصول على الماجستير والدكتوراه في الاستشراق حيث إن المركز تلقى العديد من الطلبات للدراسة.

q       هل هناك أقسام متخصصة عن الاستشراق في الجامعات السعودية هل تقوم بدورها في متابعة هذا المجال؟

ج: القسم الوحيد المتخصص في هذا المجال هو قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة التابع فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمدينة المنورة ، وقد تأسس عام 1403هـ وقدمت فيه عشرات الرسائل في مرحلة الماجستير وقدمت عشرة رسائل دكتوراه ولكن القسم توقفت الدراسة فيه في مرحلة الماجستير منذ أربعة أو خمسة سنوات تقريباً أما مرحلة الدكتوراه فيوجد عدد من رسائل الدكتوراه المسجلة.

ولما أسست جامعة طيبة انتقل إليها القسم وضم إلى كلية العلوم الاجتماعية وأعيد افتتاحه وعين ثلاثة معيدون ليبتعثوا إلى الخارج ولكن لا أعلم هل يفهم القسم حقيقة رسالته وما المطلوب منه ولكن ننتظر ونرى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية