أنا والشبكة الليبرالية
الليبرالية عندنا ما هي؟ هم أولئك الناس
الذين أعجبهم مصطلحاً أوروبياً فتبنوه وإلاّ فهم باختصار تأثروا بالفكر الغربي
وبما يسمى الحرية هناك، وان الدين مسألة شخصية وأنه يجب ألا يحكم حياة الناس عقديا
وسياسياً. ويريدون أن يتحرروا من الدين وما يرون أنه قيود أو تشريعات.
والليبراليون يرون أن بعض ممارسات من ينتسبون إلى العلوم الشرعية أو المؤسسات
الرسمية غير مناسبة فيعممون ذلك على الدين وهم مخطئون في ذلك. ويغلب على كثير منهم
الجهل الحقيقي بحقائق الدين وروحه العظيمة. وفيهم دخلاء يريدون إفساد المجتمع
والأمة. وقد وجدت أحدهم وضع في الإنترنت صورة امرأة محجبة وقال لن نتقدم حتى تكشف
المرأة وتسفر عن جسمها، وكلما أسفرت أكثر تقدمنا أكثر. وبئس هذا الفهم للتقدم.
أما عن صفحتهم المسماة الشبكة الليبرالية
السعودية (ثم العربية) فقد تصفحت الصفحة الأولى من الديوان العام فوجدت أحد
الأسماء وقد ذكر أكثر من عشر مرات واسماً آخر ذكر أقل من ذلك بقليل فتعجبت هل
المنتدى لشخص واحد مهما كان نشيطاً أو إن الأعضاء أصبحوا عازفين عن المشاركة. كما
لاحظت أن نسبة المشاركة وعدد القراء والتعليقات أصبحت قليلة جداً، بل إن منتدى
بناء أصبح أكثر نشاطاً من الشبكة الليبرالية العربية. فهل فكّر القائمون على
المنتدى أن يدرسوا الأسباب؟ أو إن الأمر على ما يرام كما هو الشأن في حياتنا كلها،
يستمر الجمود، بل التراجع أيضاً ونحن غارقون (الله لا يغيّر علينا) وكأن التغيير
كارثة ومصيبة. على كل حال أعتقد أنه ما زال في المنتدى أصوات منطقية ومعقولة مع
كثير من المتشنجين والمتعصبين الذين لا يستخدمون عقولهم كثيراً.
كتب أحدهم في منتدى الشبكة الليبرالية
السعودية يسأل (هل صحيح أن البخاري مقدس كما قال الدكتور صابر طعيمة؟) وبدأ
الليبراليون يخوضون في الموضوع في الغالب بغير علم مع وجود من يغار على دين الله
ويفهم الحديث والإسلام الفهم الصحيح، لكني تمنيت أن يكون عندنا عالم بالحديث ليقول
لهؤلاء لا تتكلموا بجهل وابحثوا عن المعرفة إن كنتم صادقين، ووجدت أنه من المناسب
أن أدلي بدلوي فكتبت الأسطر الآتية وإليكموها، ومن يجد في نفسه القدر على تحمل
الجهل والتطاول والقدرة على الرد أن يدخل ذلك المنتدى أو يشجع عالم حديث ليرد على
هؤلاء أو يبصرهم
رأيت في منتدى الشبكة الليبرالية السعودية
مشاركة لأحد الأعضاء يعلق فيها على مقالة للدكتور عبد الرحمن العشماوي يتناول فيها
أسباب تخلف المسلمين ببعدهم عن الإسلام، فسلقوه بألسنة حداد واستهزأوا به
وبالدكتوراه التي يحملها وسخروا من الإسلام، فكتبت ما يأتي أرد عليه وإليكموه:
أهكذا تناقش
الأفكار؟ تركتم الموضوع الأساس وبدأتم تطعنون في الكاتب وتستهزئون به. إن القرآن
الكريم ذكر قصة فرعون في سبع وستين موضعاً (67) في معظمها في سياقات سياسية مما
يؤكد أن الإسلام ضد الدكتاتورية والاستبداد والطغيان. وذكر القرآن الأمانة والوفاء
بالعهود والصدق في مئات المواضع وهذا أيضاً يؤكد أن هذه القيم ضرورية. وتحدث
القرآن عن كرامة البشر (ولقد كرمنا بني آدم) إن البلاد التي تتمتع (!)
بالدكتاتورية لا يمكن أن تنهض والبلاد التي يفقد فيها الفرد حريته وكرامته لا يمكن
أن تصنع شيئاً، حتى لو تحول الشعب كله إلى عمال سخرة كما كان في الاتحاد السوفيتي
السابق. إن الابداع لا يمكن أن يتحقق في شعب يفقد مقومات الحياة الأساسية. إن
الإسلام الذي لا يعجب بعضكم قادر على أن ينهض بالأمة، ولكن أين المسلمين الصادقين
المخلصين الأمناء والشجعان. علّمنا الإسلام والعقيدة التي نتشدق بها كثيراً أن
الأرزاق بيد الله، وأن الأعمار بيد الله. ما دام الخوف منتشراً في ربوع العالم
الإسلامي فلا يمكن أن ننهض
أما القول إن الدول المتدينة (باكستان
وإيران والسعودية) متخلفة لأنها متدينة فمعنى ذلك أنكم لا تفهمون معنى كلمة
التدين. ليست التدين في مظاهر وتقاليد وشكليات، ولكن التدين الحقيقي حينما يعمل
العامل سبع ساعات من سبع ساعات وليس نصف ساعة من سبع ساعات، وعندما لا تكون مناقصة
بمائة مليون والمشروع قيمته الحقيقية مليون، عندها نكون متدينين أو مسلمين حقيقة.
وكأنكم لا تقرؤون
التاريخ، من منكم اطلع على كتاب الدكتور مصطفى السباعي من روائع حضارتنا
ومن منكم عرف كتاب أخلاق العلماء للآجري والمقدمة الرائعة التي كتبها
الدكتور فاروق حمادة؟ من منكم عرف سيرة العز بن عبد السلام بائع الملوك؟ من
منكم عرف الشافعي والإمام مالك وأبا حنيفة وابن حنبل؟ من منكم عرف ابن سينا
والفارابي والرازي والحسن بن هيثم؟ من منكم قرأ ما كتبته زيغرد هونكه شمس الله
(العرب) تسطع على الغرب)؟ من منكم قرأ ما كتبه مونتجمري وات عن أثر الحضارة
الإسلامية على الغرب؟ من منكم عرف أن المنهج العلمي في البحث تعلمه روجر بيكون من
العلماء المسلمين؟
نعم
الإسلام قادر على أن يقودنا إلى التقدم، ولكن من يطبق الإسلام؟
ومما كتبت في الشبكة حول مقالة تركي الحمد
حول ما نسب إلى أحد العلماء حول أصحاب القنوات الفضائية ومسألة القتل دون أن يفرق
بين الموت الحسي والموت المعنوي فكتبت أتعجب من أن الدكتور يعرف الموت الحسي
المادي ولم يلتفت إلى الموت المعنوي فالقنوات
الفضائية الفاسدة ومعظمها كذلك إلاّ الاستثناء تقتل الفضيلة والشرف والنخوة والكرامة
والغيرة أليس القتل المعنوي أشد خطراً من القتل المادي الحسي؟
وأمام سيل الردود
والتعليقات التي تثني وتمدح حتى أصبح المنتدى كأنه بوق من
أبواق الإذاعات أو وسائل الإعلام العربية الرسمية وشبه الرسمية في كيل الثناء والتمجيد على الزعماء
فقلت لهم ألا تخففون هذا الأمر وتقرأون بتمعن وبنظرة نقدية أليس
في كلام تركي الحمد ما ينتقد؟ وما زلت أنتظر أن يردوا أو يرد تركي الحمد، ولكنهم لا يردون، بل
كتب بعضهم بعد انتقادي لهم يزيد في كيل المديح والثناء على أبي طارق (تركي) وكأنه يقول
لي (على عينك) وعند أهل اليمن الذين يقلبون العين ألفاً (ألى إينك)
وتركي الحمد نفسه لم أعرف أنه تنازل ليرد على أحد في هذا المنتدى.
تعليقات
إرسال تعليق