لعالم العربـي والإسلامي في دراسات المؤسسات العلمية في واشنطن العاصمة الأمريكية 1420هـ/1999م
ا
إلى
الوالدة الحبيبة مريم صالح مطبقاني رحمها الله
فطالما كنت تفتحين دفاتري وكراساتي تبحثين
عن الدرجات التي حصلت عليها ولم يكن يعجبك إلاّ أعلى الدرجات رغم أنّك لم تعرفي
القراءة والكتابة، أرجو أن تتقبلي إهدائي لك هذا الجهد المتواضع، سائلاً المولى عز
وجل أن يساعدني على برها وأن يكسبني رضاها.
وإلى
الأخت الحبيبة أم تركي أسماء صلاح مطبقاني
فقد كانت نعم الأخت الكبرى حباّ وتضحية، ولن
أنسى موقفها حينما أصبتُ بالحمى الشوكية فقد ضحت براحتها لتكون بجواري وما زالت
تقدم الكثير فجزاها الله خير الجزاء.
محبكم
مازن مطبقاني
إهداء 1
المحتويات 2
المقدمة 6
الفصل
الأول: التعريف بمراكز البحوث والمعاهد 10
معهد
الولايات المتحدة للسلام 10
التعريف
بالمعهد وأهدافه: 10
نشاطات
المعهد 13
معهد
الشرق الأوسط Middle East Institute 16
نشأته
وأهدافه 16
المؤتمرات
السنوية 16
مركز
الدراسات العربية المعاصرة –جامعة جورجتاون (*) 19
نشأة
المركز وأهدافه 19
نشاطات
المركز 21
بعض
المواد الدراسية في المركز: 24
إصدارات
المركز 27
أحدث
إصدارات المركز: 30
مركز
التفاهم الإسلامي –المسيحي -جامعة جورج تاون. 32
تأسيس
المركز وأهدافه 32
نشاطات
المركز: الندوات والمحاضرات 34
النشاط
الإعلامي 40
معهد
بروكنجز The
Brookings Institution 42
تأسيس
المعهد وأهدافه 42
من
إصدارات المعهد 43
المؤسسة
الأمريكية التعليمية 44
التعريف
بالمؤسسة وأهدافها 44
نشاطات
المؤسسة 44
قضية
فلسطين والصراع الإسلامي الإسرائيلي 45
معهد
واشنطن لسياسة الشرق الأوسط. 52
تأسيس
المعهد وأهدافه 52
نشاطات
المعهد أو برامجه العلمية: 53
منشورات
المعهد: 56
مركز
الدراسات الدولية والاستراتيجية 58
تأسيس
المركز وأهدافه: 58
إصدارات
المركز: 60
مجلس
سياسة الشرق الأوسط 63
تأسيسها
وأهدافها: 63
نشاطات
المجلس : 64
اللجنة
الأمريكية العربية لمكافحة التمييز 67
تأسيسها
وأهدافها: 67
نشاطات
اللجنة : 68
1-المؤتمرات
والندوات: 68
2-النشاطات
القانونية: 71
-الإصدارات
: 79
المجلس
القومي للعلاقات العربية الأمريكية. 82
تأسيسه
وأهدافه: 82
نشاطات
المجلس 82
مؤسسة
الأمريكيين لفهم الشرق الأوسط 89
التأسيس
والأهداف: 89
نشاطات
المؤسسة 89
مشروع
بحوث ومعلومات الشرق الأوسط 95
التأسيس
والأهداف 95
النشاطات 96
مركز
دراسة الإسلام والديموقراطية: 100
الهيكل
التنظيمي للمركز: 102
نشاطات
المركز 103
نشاطات
المركز 104
الفصل
الثاني: بعض القضايا الإسلامية في عدد من المعاهد والمراكز 106
دراسة
الإسلام. 106
دراسة
الإسلام في معهد الولايات المتحدة للسلام: 109
مجلس
سياسة الشرق الأوسط والإسلام: 111
الإسلام
السياسي أو " الأصولية" () 112
معهد
الولايات المتحدة للسلام والحركات الإسلامية: 118
قضايا
أخرى تناولتها معاهد ومراكز واشنطن العاصمة 124
مجلس
سياسة الشرق الأوسط والخليج 127
-
مستقبل باكستان : 129
أسلحة
الدمار الشامل في الشرق الأوسط: 130
المرأة
المسلمة 132
نساء
نيجيريا المسلمات 139
الفصل
الثالث: مراكز البحوث والمعاهد العربية الإسلامية 141
معهد
العلوم الإسلامية والعربية. 142
تأسيس
المعهد وأهدافه: 142
برامج
الدراسة في المعهد: 143
نشاطات
المعهد: 144
المعهد
العالمي للفكر الإسلامي 150
تأسيسه
وأهدافه: 150
نشاطات
المعهد: 151
المجلس
الأمريكي الإسلامي: 154
تأسيس
المجلس وأهدافه: 154
مجلس
إدارة المركز والتعريف بهم 154
نشاطات
المجلس: 155
المؤسسة
المتحدة للبحوث والدراسات 162
التأسيس
والأهداف 162
نشاطات
المؤسسة 163
الجمعية
العربية للدراسات الدولية. 171
التأسيس
والأهداف 171
نشاطات
المعهد : 172
الخاتمة 183
المراجع
العربية 187
المراجع
الأجنبية 191
تنبه العالم الإسلامي لأهمية الدراسات
الاستشراقية حول العالم الإسلامي وقضاياه المختلفة منذ بداية النهضة في النصف الثاني
القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومن ذلك ردود جمال الدين الأفغاني على
أرنست رينان Ernest Renanوردود
تلميذه الشيخ محمد عبده على غبريال هانتوG.Hanotau وقد أسهم في ذلك إلى حد ما العلماء المسلمون الذين درسوا في الغرب
أو أولئك الذين تتلمذوا على علماء درسوا في الغرب. ولعل ظهور كتاب الدكتور مصطفى السباعي
السنّة ومكانتها في التشريع الإسلامي كان رد فعل على دراسة المؤلف
على أيدي علماء درسوا في الجامعات الألمانية والجامعات الأوروبية
واستمر
الاهتمام بالدراسات الاستشراقية حتى بلغ ذروته في إنشاء وحدة الدراسات الاستشراقية
والتنصيرية في مركز البحوث التابع لعمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية عام 1401 ثم تطورت الفكرة إلى إنشاء قسم أكاديمي بالمعهد العالي للدعوة
الإسلامية باسم قسم الاستشراق يهتم بدراسة المستشرقين للإسلام والرد على كتابات
هؤلاء في جميع المجالات التي كتب فيها المستشرقون.
وقد
تنوعت الدراسات التي تناولت كتابات المستشرقين حول الإسلام والمسلمين فكانت هناك
دراسات تهتم بالاستشراق عموماً مثل كتاب نجيب العقيقي في موسوعته المستشرقون أو تراجم المستشرقين كما فعل عبد الرحمن بدوي في موسوعة المستشرقين أو دراسة
المدارس الاستشراقية الجغرافية كدراسة الاستشراق الأمريكي أو البريطاني أو
الأوروبي بعامة، كما وجدت دراسات تناولت الدراسات القرآنية عند المستشرقين أو
الدراسات الحديثية أو الدراسات الفقهية، أو الدراسات الأدبية كما في كتاب أحمد سمايلوفتش،
وكانت الدراسات أحياناً تتناول أفراد المستشرقين كما في البحث الذي خُصص لدراسة
كتابات المستشرق برنارد لويس.
ومن
الدراسات المهمة التي تناولت الاستشراق ما كتبه الدكتور محمد البهي في كتابه القيم
الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي)حيث خصص ملحقاً خاصاً بعنوان المبشرون
والمستشرقون وموقفهم من الإسلام وقدم ترجمة لمقالة الطيباوي الأولى حول
المستشرقين الناطقين باللغة الإنجليزية، وهناك كتابات إدوارد سعيد التي بدأها
بكتابه الاستشراق الذي ظهر عام 1978م(1398هـ) ثم كتابه حول الثقافة والإمبريالية
ثم تعقيباته على الاستشراق، وكتابه تغطية الإسلام وغيرها من الكتب. ويمكن أن نضيف
ما كتبه عبد اللطيف الطيباوي في مقالتيه حول المستشرقين الناطقين باللغة
الإنجليزية.
ويأتي
هذا البحث امتداداً للتخصص في دراسة الاستشراق في بقعة جغرافية محددة كمدينة
واشنطن العاصمة الأمريكية حيث إن هذه المدينة تضم بين جنباتها العديد من مراكز
البحوث والمعاهد وأقسام الدراسات الشرق أوسطية. وتأتي أهمية دراسة إنتاج هذه
الأقسام في السنوات الماضية أنها قريبة من مركز صناعة القرار السياسي الأمريكي حيث
إن الكثيرين من الذين يعملون في واشنطن العاصمة هم الأقرب لتقديم شهاداتهم في مجلس
الكونجرس الأمريكي ولجانه الفرعية، وتقديم البحوث والندوات والمؤتمرات التي يشترك
في كثير منها مسؤولون من الحكومة الأمريكية أو مسؤولون سابقون. مع أن استشارات
الحكومة الأمريكية لا يقتصر على العلماء والباحثين في هذه المدينة بل إنها تفيد من
خبرات الباحثين في جميع أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية.
كما
أن هذا البحث يهدف أيضاً إلى التنبيه إلى أهمية المشاركة الفعّالة في هذه المراكز
وقد تكون بداية التعاون معها صعبة في البداية ولكن كأي بداية لا بد أن تستغرق
وقتاً وجهداً وأموالاً. ولا ينقص العالم الإسلامي باحثون يستطيعون أن يدخلوا إلى
هذه المراكز وحبذا لو استطعنا أن نشجع من أسلم من الأمريكيين أن يسهم فيها. وقد
استطاع اليهود أن يكون لهم دور كبير في هذه المراكز مثل معهد واشنطن لسياسة الشرق
الأدنى حيث لا يخلو مؤتمر أو ندوة أو دراسة إلاّ ولليهود نصيب فيهان كما أنهم
يقدمون مؤلفات حول القضايا المختلفة سواءً المتعلقة بالقضايا المحلية أو المشكلات
الدولية وبخاصة قضية فلسطين.
ولا
بد لبحث من هذا القبيل أن يتخذ تحديداً تاريخياً، ولكن كان من الصعب عمل ذلك لأن
الباحث كان بحاجة إلى عدد من الزيارات لهذه المراكز والمعاهد والأقسام العلمية
وإجراء مقابلات مع الباحثين في هذه المراكز وعدم وجود جهات علمية تقدم منحاً في
العالم العربي لم يكن ممكناً القيام بهذه الرحلات العلمية. ولكن اكتفى الباحث في
التعريف بهذه المراكز وأبرز إنتاجها ونشاطاتها في العشر سنوات الماضية، من خلال
النشرات والمجلات والكتب الصادرة عن هذه المراكز ومن خلال الحصول على بعض
المعلومات في زيارة علمية تمت عام 1416هـ(1995م)
هذا وسوف ينقسم البحث إلى ثلاثة فصول:
· الفصل الأول: التعريف بمراكز البحوث والمعاهد
وأقسام الدراسات الشرق أوسطية في العاصمة الأمريكية.
· الفصل
الثاني: بعض القضايا الإسلامية في عدد من المعاهد والمراكز العلمية في واشنطن، مع
التعريف ببعض الشخصيات العلمية المشاركة في دراسة العالم الإسلامي في واشنطن
العاصمة.
· الفصل
الثالث: المعاهد والمراكز العربية الإسلامية في واشنطن العاصمة.
وكتبه في
المدينة
المنورة
د.
مازن صلاح مطبقاني
قد يعتقد البعض من أول وهلة أن العاصمة
الأمريكية واشنطن عاصمة سياسية فحسب، ولكن بعد الاطلاع على النشاطات العليمة في
هذه المدينة نجد أنها تزخر بالجامعات ومراكز البحوث والمعاهد العلمية التي تهتم
بالدراسات الإسلامية أو الشرق أوسطية كما يطلقون عليها غالباً. بل إن مثل هذا
العدد من المراكز العلمية والمعاهد والأقسام العلمية قلما يتوفر في عاصمة واحدة
وفي مجال واحد كدراسات الشرق الأوسط أو الدراسات العربية الإسلامية. وقد تيسر
للباحث أن يزور عدداً منها في صيف عام 1416 فتعرف على كبار المسؤولين فيها
ونشاطاتهم واستمرت بعض المعاهد بتزويد الباحث بالنشرات والكتب التي تصدر عن هذه
المراكز والمعاهد:
وأبدأ بالتعريف بهذه المعاهد والمراكز
والأقسام العلمية:
أسس هذا المعهد من قبل الحكومة الأمريكية
عام 1984 في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان Ronald
Regan وبتمويل من الحكومة الأمريكية. ويستند في
هذا التأسيس إلى مراسيم حكومية تعود إلى العام 1935 التي دعت إلى إنشاء مؤسسات
وأقسام تتعلق بالموضوعات ذات العلاقة بالسلام. وهو معهد مستقل وغير منتم لأي حزب
أو جهة. هو غير خاضع لأي ضغوط سياسية، ولكنه يقدم المساعدة للفرع التنفيذي من
الحكومة وللكونجرس وللآخرين من خلال البحث والتحليل والمعلومات. ويتكون مجلس
الإدارة من خمسة عشر عضواً يعينهم الرئيس الأمريكي لإدارة المعهد. ويكون أحد عشر
عضواً من خارج الحكومة بينما الأربعة الباقون من العاملين الرسميين في الحكومة.
وللمعهد
عدد من الأهداف تتلخص فيما يأتي:
·
الإفادة
من المواهب الوطنية والعالمية من المؤسسات البحثية والجهات الأكاديمية أو الحكومية
لمساعدة صانعي السياسية من خلال تقديم البحث المستقل المبدع للتعامل مع المشكلات
الدولية.
·
تقديم
حلول للصراعات الدولية من خلال وسائل حل المشكلات
·
تدريب
المتخصصين في الشؤون الدولية في إدارة المشكلات وأساليب الحلول والتفاوض والتوسط.
·
تقوية
المناهج والتعليم ابتداءً من المرحلة الثانوية حتى الدراسات العليا حول تغير طبيعة
المشكلات الدولية والأساليب غير العنيفة لإدارة الخلافات الدولية.
· رفع الوعي لدى الطلاب والعامة حول
المشكلات الدولية وجهود حفظ السلام من خلال المنح الدراسية والنشر ونشر المعلومات
الإلكتروني والمؤتمرات.([2])
ومن المعلومات المهمة عن المعهد المبادرات
الخاصة وتتضمن ما يأتي:
1-
حكم
القانون: وهذا يهدف إلى إدراك العلاقة بين حكم القانون وقدرة الأمة على إدارة
المشكلات وسيتم القيام بسلسلة من المشروعات لتحقيق ذلك.
2-
السلام والأمن في أفريقيا: يقوم المعهد بتطوير
الإمكانات لعقد الاجتماعات والمجموعات الدراسية ومشروعات المنح لاستكشاف أسباب
المشكلات والحلول الممكنة.
3-
الشرق
الأوسط وجنوب ووسط آسيا. ويركز هذا المشروع على القضايا المؤثرة في السلام
والاستقرار في الشرق الأوسط وجنون وأواسط آسيا والقوقاز.
4-
الدين
والأعراق وحقوق الإنسان: سيقوم فريق عمل بفحص العلافة بين الدين والقومية كسبب من
أسباب الخلافات من خلال دراسة حالة إسرائيل ولبنان ونيجيريا وسري لا نكا والسودان
والتبت ومنطقة أوكرانيا.
ويلاحظ هنا أن المبادرات المذكورة أعلاه
تناولت شتى مناطق العالم الجغرافية كما اهتمت بمجالات الحياة المختلفة من اقتصادية
وسياسية اجتماعية وثقافية. وهي مبادرات مهمة جداً حبذا لو أخذت مراكز البحوث
العربية والإسلامية بمثل هذه النماذج من البحث العلمي فنحن بحاجة إلى معرفة العالم
معرفة وثيقة وعلمية دقيقة كما نحن بحاجة إلى معرفة الآخرين لأننا أصحاب رسالة هي
الإسلام وعلينا أن نعرف كيف نوصل إليهم هذا الدين العظيم عملاً بقوله تعالى )قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على
بصيرة أناومن اتبعني) ([3])
[1]* عنوان المركز هو 1550
M Street NW, Washington, DC 20005, USA والعنوان الإلكتروني هو usip-requsts@usip org.
[2] - United States Institute of Peace. Facts Sheet,
September 1995.
[3] - سورة يوسف آية 108
تعليقات
إرسال تعليق