عبد الحميد بن باديس (1889-1940م)مفكر الإصلاح وزعيم القومية الجزائرية








عبد الحميد بن باديس (1889-1940م)

مفكر الإصلاح وزعيم القومية الجزائرية



رسالة دكتواره مقدمة من أندري ديرليك

لمعهد العلوم الإسلامية بجامعة ما قيل

بكندا ، مارس 1971



تقديم وترجمة

مازن مطبقاني


        على الرغم من أن هذه الرسالة القيمة قد أنجزت عام 1971 من باحث جاد في جامعة مقيل وفي أقدم معاهد الدراسات الإسلامية فيها، لكنها لم تر النور في صورة كتاب سواء باللغة الإنجليزية أو باللغة العربية. وإنما لا تزال باقية في صورة فيلم مصغّر(microfilm) وقد رجعت إلى هذه الدراسة في بحثي عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودورها في الحركة الوطنية، كما كانت مرجعاً مهماً في كتابي (عبد الحميد بن باديس: العالم الربّاني والزعيم السياسي). وهي رسالة ثرية في معرفة صاحبها بالمنطقة وبتاريخها حيث أنجزت في وقت مبكر بعد استعادة الاستقلال وبدقة عام 1971 ولا بد أنه انطلق في بحثه قبل ذلك بأعوام. وقد تعرف إلى شخصيات جزائرية وتونسية  مهمة في المجال العلمي قدموا له كثيراً من الاقتراحات والآراء وقد ذكر من هؤلاء الشيخ محمد الفاضل بن عاشور وعثمان كعك، ومحمد الصالح رمضان ومحمد توفيق المدني وعبد الحق بن باديس. كما أن معرفته باللغة العربية سمحت له بالاطلاع على الصحف التي أصدرها الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله ومنها الشهاب والمنتقد.

        بدأ الدكتور أندريه ديرلك رسالته بمقدمة ضافية تناول فيها التعريف بعدد من المصطلحات التي وردت في الرسالة، ثم تحدث عن أهمية التغيير ومعنى الإصلاح الإسلامي وذكر في هذا المجال وجهات النظر القديمة والحديثه وأهداف الدراسة ومصادرها.

        أما في الفصل الثاني فتناول المشهد الجزائري في القرن التاسع عشر استهله بالحديث عن حقيقة القبليّة ثم الحديث عن أهمية الطرق الصوفية. أمّا الشخصيات التي لعبت دوراً في السياسة في هذا الوقت فبدأ بالحديث عن أحفاد الدايات. وخصص جزءاً مهماً للحديث عن الأمير عبد القادر الجزائري رحمه الله ودولته  فتحدث عن أهمية سلطنة عبد القادر ومعارضة التيجانية، ثم تحدث عن سياسة الجنرال بيجو والمخزن الفرنسي وسياسة بيجو الدينية. واهتم بتأسيس ما أُطلق عليه الجزائر الفرنسي ابتداءً بالحملة الجزائرية غير الهادفة لعام 1830 وما قامت به فرنسا من عمل تحضري والدور الجديد للكنيسة في الجزائر. واهتم بصفة خاصة بالأسس الاقتصادية للجزائر الفرنسية، ومحاولات الإدماج والرفض التي جوبهت به

        أما الفصل الرابع فكان حول عواقب التأثير الفرنسي على مسلمي الجزائر والذي تمثّل في تفكيك الطبقة البورجوازية في الجزائر، وتناول رسالة سكان مدينة قسنطينة للحاكم العام الفرنسي. وتحدث عن الشيخ حمدان الونيسي وبداية النهوض ومعنى التغيير بالنسية للمسلمين في الجزائر.

        وخصص الفصل الخامس للحديث عن الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله فبدأ بفقرة أسماها سنوات التكوين 1889-1925 ومهد لذلك بالحديث عن عائلة ابن باديس وذكر أنها عائلة مجيدة،ولكنه تحدث عن هذه العائلة كانت في وقت ما في خدمة فرنسا. تحدث بعد ذلك عن سنوات الغربة والدراسة في جامع الزيتونة وفصل في عن التعليم في الزيتونة.

        وفي الفصل السادس الذي خصصه للحديث عن الحياة العامة للشيخ عبد الحميد بن باديس في الفترة من 1925-1940 والتي تمثلت في المباحث التالية:

·       التربوي أو المعلّم

·       الصحافة الجزائرية الإسلامية

·       الدعوة إلى وحدة الجزائر

·       جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

·       الحدال حول الإسلام الصحيح

·       مؤتمر المسلمين الجزائريين العام

·       عبد الحميد بن باديس وفرنسا

·       تعقيب

أما الفصل السابع فكان حول الإصلاح الجزائري وتأثيرات الإبداع والتجديد على الجزائريين، ولكنه اهتم بالحديث عن أسباب الإنحلال في الجزائر وشروط النهوض في الجزائر وقسم الحديث عنا إلى ما يأتي

·       العودة إلى أصول الإسلام

·       تجديد العلوم الإسلامية

·       الأخلاق الإسلامية عند الجزائريين

·       علم اجتماع الإسلام

·       الإسلام والنصرانية في الجزائر.

وخصص الفصل الثامن لقضية كبيرة وخطيرة وهي معنى القومية الجزائرية التي عنت أن الجزائر ليست فرنسا ولا يمكن أن تكون فرنسا ولا تريد أن تكون فرنسا، كما تناول رد فعل فرنسا تجاه الجزائر في مجال التحديث والعلمانية وعلاقة الجزائر بالشرق وحقيقة معنى القومية.

وتضمنت الرسالة أو الكتاب عدة ملاحق مهمة تتجاوز المرحلة التي عاشها ابن باديس رحمه الله وهي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تلتحق بالثورة، كما تحدث عن ابن بلا رحمه الله ومسألة الدستور كما تحدث عن مرحلة بومدين رحمه الله وخصص فقرة للحديث عن موثوقية الإصلاح وحدوده في الجزائر وختم الحديث في الملاحق بفقرة بعنوان ما وراء إصلاح عبد الحميد بن باديس.

وقد أعجبني في الدراسة سعة اطلاع الباحث واهتمامه في الجزائر في هذا الوقت المبكر وزيارتها وزيارة تونس والالتقاء بالعلماء في كلا البلدين وعمق معرفته بالتاريخ ولم يمنعه كونه كنديا وربما له أصول فرنسية أن يكون منصفاً في الحديث عن دوافع فرنسا من احتلال الجزائر ومهزلة المروحة أو حادثة المروحة وحقيقة علاقة الفرنسيين بالجزائر في ذلك الوقت.  وقد لفت انتباهي قوله في المقدمة أن المفاهيم الغرببية مضللة إلى حد كبير حين يتم تطبيقها على الأوضاع غير الغربية. ومما يلفت الانتباه اعترافه بوحدة المسلمين الثقافية وارتباطهم بدين واحد من شواطئ الأطلسي حتى جزيرة مندناو في الفلبين وهذا يعني على حد قوله " أن الشخص المسلم كان يشترك في الإيمان والشعائر والمواقف والقيم مع أي إنسان يسكن الأراضي الإسلامية الواسعة فالروابط التي ربطت المسلمين فيما بينهم كانت تعتمد على الشريعة"

كما تستحق الرسالة أن صاحبها كان منصفاً في الجديث عن الشيخ عبد الحميد بن باديس وحركته ونشاطاته المختلفة وقد عقدت العزم على ترجمتها إلى اللغة العربية والحقيقة أنها لن تحتاج إلى تعليقات أو توضيحات كثيرة. وأسأل الله العون والتوفيق، والحمد لله رب العالمين

       

       









تعليقات

  1. انا اقراه في هذه الايام
    كتاب جيد جدا و محايد من طرف مستشرق

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية