المدينة المنورة الثلاثاء4 جمادى الآخرة 1418هـ الموافق 6 أكتوبر 1992 م
•
يذهل المرء عند سماعه أو قراءة لبعض الاخبار المتصلة بالانحلال الأخلاقي في بعض
اوساط المجتمعات الغربية فالاعتداء على طفلة في السابعة من عمرها - كما حدث في بريطانيا
- يعطى دليلا على التبدل والتغير اللذين طرة على النفوس مما يؤكد أنّ الانسان أصبح
بعيش جاهلية لا يمكن مقارنتها من حيث السوء بتلك الجاهلية التي شهدتها العصور
البدائية - يوم لم تشهد الارض نورا أو تسمع وحيا إلهيا- ولعل هذه الحادثة لا تقل
بشاعة عما تورده وكالات الانباء - على سبيل الاثارة المرفوضة - عن اخبار الممثل الأمريكي
- Woody. Allen
- الذى هجر زوجته الممثلة Mia -Farrow ليقيم علاقة غير شرعية مع ربيبتها وابنتها بالتبني
التي لا يتجاوز عمرها العشرين ربيعا. مع ان الممثل الغادر يدلف نحو ابواب الستين في
عمره. وتتزامن هذه الاخبار التي تنكرها الفطرة ويأباها الحس الإنساني السليم مع
اخبار الطفل الأمريكي الذى اعلن تبرأه من والديه الاصليين في ولاية فلوريدا لإدمانهما
الكحول والمخدرات واعتدائهما عليه بالضرب المبرح في سنوات عمره الاولى. ولقد اصدر
قاضى المحكمة قرارا بقضي بحق انفصال الابن عن والديه وتخليه عن اسمه الأصلي جورج،
والحاقه بالأسرة التي رعته بالتبني بعد أن هرب من منزله الاصلي بعد معاناة طويلة
مع العذاب والبطش والحرمان
●● هذه عينات من أخيار تتردد كل يوم في صحف الغرب وقنواته الاذاعية والتلفزيونية وهناك ما هو اشد بشاعة واعظم سوءا حتى ان المرء ليستنكف من التعرض له ولو على سبيل الانكار. وأمام هذه الاخبار التي اوردنا جزءا يسيرا منها لا يتردد كثير من مفكري الغرب في انتقاد هذا الجانب المظلم من الحضارة الغربية والتأكيد على أنه مؤشر حقيقي على الخلل الذى أصاب هذه المجتمعات وانحدر بها الى حمأة الرذيلة وفساد الطبيعة والأخلاق معا. ففي الوقت الذى لازال عدد من مثقفي عالمنا لا يتوانون عن الدعوة الى احتذاء النموذج الحضاري الغربي دون تمييز بين ما هو حسن وقبيح، وانهم ليدافعون بحماس حتى عن تلك الصور المظلمة من السلوكيات المتدنية والاخلاق الهابطة. وهذا امر بالغ الخطورة وعظيم الأهمية لأن هذه الزمرة من مثقفي عالمنا العربي والإسلامي تتسلط على كثير من اجهزة الاعلام والصحافة وتحاول من خلالها التأثير على عقول الأجيال الناشئة وويل لأمة لا تأخذ العبرة من أمم اغواها الشيطان وارداها الضلال. وواحسرتاه على قوم يبصرون الضوء ثم يشيحون عنه بوجوههم، وكل عذرهم في ذلك ان الغريب يستهويهم والشاذ يستحوذ على عقولهم، هدانا الله واياهم سواء السبيل
تعليقات
إرسال تعليق