اليوم
الجمعة 25 محرم 1408
في رحلتي إلى الجزائر كتبت حوالي ١٥٠ صفحة وبإمكاني
أن أُتحفك بشي منها فيما بعد، وهذا القلم الذى اكتب به يصلح لخط الرقعة فهل تصنع لنا
قلماً لخط النسخ وآخر للثلث وآخر للديواني ... فخط النسخ يصلح في الكتابة إلى الجزائريين،
وحسابك على الله.
من كتاب روائع اقبال للشيخ أبى الحسن
على الحسنى الندوي قرأت صفحات رائعة من فلسفة إقبال: (ويعتقد محمد اقبال أن المسلم
لم يخلق ليندفع مع التيار وليساير الركب البشري حيث اتجه وسار، بل خلق ليوجه العالم
والمجتمع والمدنية، ويفرض على البشرية اتجاهه ويملى عليها إرادته لأنه صاحب الرسالة
وصاحب العلم اليقين ولأنه المسؤول من هذا العالم وسيره واتجاهه. -
يقول اقبال في بيت: يقول من لا خلاق له: در
مع الدهر حيث دار وإذا لم يسالمك فسالمه، وأنا أقول إذا لم يسالمك الدهر فصارعه وحاربه
حتى يفيء إلى أمر الله، ويرى أن المؤمن غير مأذون بمجاراة الأوضاع. بل هو مكلف بمصادمة
الأوضاع الفاسدة. يرد الأمر إلى نصابه ويقيم سالفة الدهر الغشوم ويقيم المعوج ويصلح
الفاسد، وإن كلفه ذلك عملية الهدم والنقض والعملية الجراحية فإن كل ذلك في سبيل البناء
والعمارة والاصلاح ...
إليك
طرفة أعجبتني فنقلتها في مذكراتي:
اجتمع رجلان أحدهما بلخي والآخر بصري وسأل البصريُّ- البلخيَّ ما الزهد عندكم؟ فقال البلخي "إذا فقدنا صبرنا وإذا وجدنا شكرنا فقال البصري إن هذا والله لا يعدو زهد كلاب بلخ أما فن فالزهد عندنا إذا وجدنا أنقنا، وإذا فقدنا شكرنا لأننا نرى العطاء في الحرمان.
ملحوظة:
الدكتور عبد الرحمن الربيعة ألف كتاباً حول الشاعر محمد العيد آل خليفه وأحد الاخوة
في الجزائر أعد أطروحة ماجستير حول محمد العيد وشعره الاسلامي فهل بالإمكان الحصول
على نسخة من كتاب الدكتور الربيعة لأبعثه له وهو سيزودني بمراجع هامة.
بدأ الملتقى يوم الثلاثاء أو على الأصح يوم الأربعاء. وكان يوم الجمعة يوم راحة ووجهت الدعوة إلى جميع من حضر الملتقى لتناول طعام الغداء لدى الأهالي في القرى القريبة وكان من ضمن البرنامج التعرف على المنطقة وأن يقوم أحد الأساتذة بإلقاء درس قبل صلاة الجمعة.
كان موعد انطلاق الحافلات الساعة التاسعة صباحاً
ولما كنت في هذا الملتقى مع الأساتذة، ولكنى اخترت الذهاب مع صديقي الجزائري. فكان
خطنا الذهاب إلى قرية غريس الواقعة في سهول غريس وإليك ما كتبت:
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه "وأما الهمج الرعاع فينعقون وراء كل ناعق"، لا تسأل عن مناسبة هذا القول الآن فهو في (قلب الشاعر كما يقولون)
في الطريق إلى غريس مررنا بشجرة ضخمة قيل إن الأمير عبد القادر بويع تحتها أميرا على معسكر وما حولها، وهذه الشجرة محاطة بسلسلة حديد ومكتوب عليها متى تمت البيعة أي عام ١٢٤٨هـ 1832 م أي قبل 105 سنوات، وبعد ذلك زرنا مزرعة من مزارع الحكومة حيث دعينا لشرب اللبن وأكل التمر الجزائري الرائع ويسمون هذا اللبن الحليب الروب. وواصلنا السير إلى قرية غريس حيث نزلنا في المسجد أو عند المسجد وهنا قدم الدكتور يوسف الكتاني درساً عن حسن الخلق وذلك في تفسيره لآيات (ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وان لك لأجراً غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم) فتحدث عن الاخلاق. بعض الجزائريين لم يعجبهم الكتاني وبخاصة كان معنا الأستاذ محمد الأكحل شرفا وهو من العلماء ومن أصغر تلاميذ الجمعية وذو أسلوب جيد في الخطابة وإن رأي هؤلاء الجزائريين أنه حبذا لو قدم الدرس الأستاذ شرفا، ولكن البرنامج ينص على أن الأساتذة الضيوف هم الذين يلقون الدروس.
ثم صعد المنبر خطيب الجمعة فألقى خطبة مكتوبة
تحدت فيها عن يوم المجاهد وهو ٢٠ أوت١٩٥٥ حيث أقامت فرنسا مجازر في مدينة سكيكدة فثار
الشعب الجزائري مخيباً ظن الاستعمار الذى اعتقد بان المجازر ستثبط من عزيمة الشعب.
لا أطيل أكثر فقد ذهب أحد الإخوة إلى مدير المعهد يتوسط في موضوعي فعاد يقول لي إنه قد يوافق على الموضوع، ولكن سيكون هذا على مضض وستكون حياتك معه صعبه. فتذكرت طرفة سمعتها من رئيس قسم الاستشراق تقول كان هناك أمير أعلن لجميع العلماء أنه يريد أن يعلّم حماره القراءة والكتابة في مدة ثلاث سنوات، فلم يتقدم أحد من العلماء، وهنا تقدم أحد العلماء- ربما كان فقيراً أو معدماً- ووافق على تعليم الحمار ضامنا عيشه مدة السنوات الثلاث، فلما خرج قابله أحدهم فقال له كيف ستعلم الحمار قال الأمر بسيط خلال ثلاث سنوات قد يموت الحمار أو أموت أنا أو يموت الأمير وبذلك تحل المشكلة ... فهل أبنى علاقتي على هذا الاحتمال لا أدري الله أعلم. (هذه الطرفة سمعتها من والدي رحمه الله فلماذا نسبتها لرئيس قسم الاستشراق وقد يكون وقد كان الدكتور محمد عثمان صالح (من السودان) متعاطفاً معي
تعليقات
إرسال تعليق