■ بالرغم من اختلاف طبيعة هذه البلاد عن جزيرة العرب المعروفة باتساع صحاريها واراضيها المنبسطة وطبيعة تركستان البلاد الجبلية ذات المسالك الوعرة التي لم يتعودها المسلمون العرب وعلى الرغم من هذا فان الهدف السامي الذى خرجوا من أجله وهو نشر هذا الدين واعلاء كلمته فاتهم لم يبالوا في سبيل تحقيقه بالصعوبات وقد كانت هذه الفتوحات بقيادة (قتيبة بن مسلم الباهلي) الذى فتح مدينة كشغر عام٩٦ هـ ويعدها وصل الى حدود الصين وارسل وفدا الى ملك الصين لدعوته الى الاسلام فكان رد ملك الصين (قولوا لقتيبة لينصرف، فإني قد عرفت حرصه وقلة اصحابه، والا بعثت اليكم من يهلككم ويهلكه) فقال له هبيره (وكيف يكون قليل الأصحاب ممن اول خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون وكيف يكون حريصا من خلف الدنيا قادرا عليها، وغزاك؟ واما تخويفك لنا بالقتل فان لنا آجالا اذا حضرت فأكرمها القتل فلسنا نكرهه ولا نخافه) ودفع ملك الصين الجزية توقفت الفتوحات بعد أن عم الاسلام-تركستان الشرقية وهى المعروفة اليوم باسم (سنكيانغ) وصارت احدى مقاطعات الصين الان!
ولئن كانت الفتوحات الاسلامية قد توقفت
بسيب انشغال الحكام بالدنيا التي ولدت لهم من المشاكل الداخلية ما شغلهم عن الجهاد
في سبيل الله فأصبحوا ينتقلون من أزمة الى ازمة.
لئن
كانت الفتوحات قد توقفت فان المسلمين كأفراد عملوا بحديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم (لئن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها) فاخذوا ينشرون الإسلام
ليس بلسانهم فقط، بل بسلوكهم ايضا
الحياة
الاقتصادية
لقد ازدهرت تركستان يوم كان المسلمون هم
الحاكمون ولكنها حين آلت إلى يد الطغمة الشيوعية ووقعت البلاد تحت تأثير التقلبات السياسية
وعدم الاستقرار تحول الماضي المزدهر الى حاضر مؤلم
الزراعة
وهى على نوعين البعلية (التي تعتمد على مياه
المطر فقط) وتنتشر في منطقة (زونفاريه) واهم المزروعات هي الحبوب وخاصة القمح، اما
النوع الثاني من الزراعة فهو المروية، ومن اهم الحاصلات الحبوب ثم القطن والتبغ والفاكهة،
بالإضافة الى الزراعة هناك دراسات جيولوجية تشير الى وجود كميات كبيرة من الفحم الحجري
وكميات من البترول ومعادن اخرى مثل التنغستين والرصاص والتوتياء والصودا والملح
اللغة
حين
كانت البلاد تحت الحكم الإسلامي الأول كانت اللغة العربية هي اللغة الرئيسية ثم لما
ازداد النفوذ الفارسي اصبحت اللغة الفارسية، ثم لما جاء الاتراك اصبحت اللغة التركية
هي اللغة السائدة وما تزال حتى اليوم، ولكن معظم الكتب الدينية مكتوبة باللغة العربية
والفارسية
يشكل المسلمون اكثر من ٧٥٪ ولكنهم يعيشون حاليا
في اضطهاد مستمر بسبب دينهم فقد توقف انتشار الاسلام منذ زمن فالحرب تشن على الاسلام
ودعاته ويحارب بكل وسيلة وتوضع المخططات لذلك والمناهج ومن هذه الخطط ان المدن قد تغيرت
اسماؤها الاسلامية واصبح التاريخ لا يدرس الا اعتبارا من القرن الحالي ويدرس التاريخ
القديم على انه تاريخ مظلم، تاريخ جهل وفساد واضطراب وتاريخ العقائد الباطلة التي صنعتها
البورجوازية واطلقت عليها اسم الدين
احتلال
الصين لتركستان
لقد طالما طمعت الصين في احتلال تركستان اولا
لازدياد الكثافة السكانية في الصين وحاجتهم الى التوسع، وثانيا لمركز تركستان التجاري
والموارد الطبيعية واهم من ذلك عداؤهم للإسلام ولما كان الاسلام قويا لم تكن الصين
قادرة على احتلال شبر واحد من أراضي تركستان ولما غاب الإسلام الحقيقي عن المسلمين
وأصبحت الفرقة والتنافر والبغضاء هي طابع الدول الاسلامية اصبح من السهل على الصين
التهام تركستان
وقد ادركت الصين ان هؤلاء القوم غير ما
كانوا بالأمس فقد قلبهم الاسلام من اناس يقبلون الذل والخضوع ويرضون بالأجنبي الى
اناس يرفضون الاستعمار والعبودية ويرفضون الوصاية والواقع الأليم وحكم الدخيل.
وهذه وظيفة الاسلام.. وليتمكن الصينيون من الاستمرار في الحكم عمدوا الى اضعاف شخصية
التركستانيين وذلك بإبعاد الاسلام عن النفوس ثم جعلهم يرتبطون معهم في نظام اقتصادي،
واحد، ومعركة سياسية، واحدة..
ولكن ذلك لم يتم بشكل سهل ولم يحدث بلا
مقاومة فقد قامت ثورات، كبيرة
واريقت
دماء كريمة وسقط شهداء بررة في سبيل المحافظة على الشخصية الاسلامية وتمييزها عن
غيرها في الاقتصاد والسياسة والحكم
من
التاريخ الحديث
قامت في تركستان حركات عام١٩٣٢ واستمرت خمس سنوات،
ولكن الحاكم الصيني شان شي تسان استطاع القضاء عليها وتوطيد حكمه بعد ان حصل على
مساعدة روسيا، وفي عام ١٩٤٣ انسحب الروس من البلاد وفي عام ١٩٤٩ اعلنت الصين تسلمها
لتركستان واعلنتها دولة تتمتع باستقلال ذاتي واصبحت هذه البلاد تعرف باسم (سنكيانغ)
ومع الاستقلال الذاتي المزعوم فتركستان الشرقية مرجل يغلى ينتظر الانفجار وقد كان
للثوار التركستانيين محاولات مع المؤتمرات الاسلامية لإسماع صوت الثورة ضد حكم
الصين الملحد وعسى ان يفعل المسلمون شيئا لإنقاذ اخوتهم وانفسهم
تعليقات
إرسال تعليق