التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مركز دراسة الإسلام والديموقراطية:

 

    التأسيس والأهداف:

     تأسس هذا المركز في واشنطن العاصمة في شهر مارس عام 1999م من قبل مجموعات متنوعة من الأكاديميين والعاملين في مجلات الفكر المختلفة والنشطاء من المسلمين وغير المسلمين من أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية الذين اتفقوا على الحاجة إلى دراسة هذا الأمر. ويرى المؤسسون أن ما يشاهده الإنسان في العالم الإسلامي من تصاعد العنف والغليان والبحث والمعاناة والحروب والمواجهات، وإهمال حقوق الإنسان الأساسية وهروب النخبة من المثقفين المسلمين من بلادهم والاستقرار في الدول غير الإسلامية وما زالت الغالبية من الدول الإسلامية تضطهد الفكر وحرية التعبير وحتى عندما تصل بعض الأحزاب المعارضة إلى الحكم تصبح أكثر سوءاً من الأنظمة التي حلت محلها. ([1])

    ويتساءل المؤسسون في رسالتهم الأولى ما الحل لهذا الوضع المعضل والحساس؟ ما ذا يستطيع هذا المركز أن يقدمه لتحقيق سلام دائم واستقرار في العالم الإسلامي وفي الوقت نفسه يسمح لشعوب المنطقة أن تنعم بالحرية والحقوق التي أعطاها إياهم خالقهم عز وجل؟ وتضيف الرسالة أن المسلمين في الغرب ينعمون بالحرية وفوائد الديموقراطية وقد رأوا كيف تستطيع الديموقراطية إعطاء الشعوب القدرة على محاسبة حكوماتها، فهم بالتالي قادرون على أن يقدموا شيئاً للأمة الإسلامية: وجهة نظر أن الإسلام والديموقراطية يشتملان معاً على أفضل الحلول لهذه المعضلة وأن أفضل الحلول لما يواجه العالم الإسلامي يرجع إلى توفر مبادئ التسامح والحوار والاحترام والتعايش السلمي والتعاون. وهذه المبادئ التي علّمها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وطبقها منذ أربعمائة وألف سنة. وقد أنشئ هذا المركز للدعوة إلى هذه المبادئ. ([2])

     أما الخطوات العملية لتحقيق هذه الأهداف فتتمثل فيما يأتي:

1-           سيعمل المركز بصفته مركزاً للبحث وتوفير فرص توليد الأفكار لدراسة النظام السياسي الإسلامي والديموقراطي وإدماجهم في الديموقراطية الإسلامية.

2-           سيحاول المركز أن يدعو وينشر هذه المبادئ والمثل الديموقراطية في العالم الإسلامي

3-           سيشجع المركز الغرب وبخاصة الولايات المتحدة للقيام بدور أكثر فعالية لتشجيع الإصلاحات الديموقراطية في العالم الإسلامي.

الهيكل التنظيمي للمركز:

     يتكون الهيكل التنظيمي للمركز من هيئتين رئيستين هما مجلس الإدارة والمجلس التنفيذي. أما مجلس الإدارة الأول فيتكون من الأشخاص الآتية أسماؤهم:

-        علي المزروعي: الرئيس

-        جون اسبوزيتو: نائب الرئيس وعضوية كل من:

-        طه جابر العلواني

-        جمال برزنجي

-        تشارلز بترورث

-        لويس كانتوري

-        جون إنتليس

-        مقتدر خان

-        رضوان مصمودي

-        علي ميمون

-        فتحي عثمان

-        هشام رضا

 أما اللجنة التنفيذية فتتكون من الأشخاص الآتية أسماؤهم:

-        رضوان مصمودي: المدير التنفيذي

-        إسماعيل عبيد الله: منسق النشاطات

-        سفيند وايت: المسؤول المالي

-        مقتدر خان: الأمين العام

-        ماهر خرما: منسق العضويات.

    أما عمل المركز فيتم تنظيمه من خلال الاجتماع السنوي للمجلس العمومي الذي يضم كافة أعضاء المركز وذلك من خلال المؤتمر السنوي حيث يستطيع الأعضاء أن يبدوا آراءهم لأعضاء مجلس الإدارة والمجلس التنفيذي للمركز كما سيتم انتخاب أعضاء مجلس الإدارة واللجنة التنفيذية في هذا الاجتماع. وهناك اجتماع أعضاء مجلس الإدارة الذي يضم بين اثنتي عشرة إلى خمس عشرة شخصية ينتخبون لفترة ثلاث سنوات وسيكون مجلس الإدارة المسؤول عن وضع الأهداف ورسم سياسات المركز وتحديث النشاطات وتمويل هذه النشاطات.

 

نشاطات المركز

     يسعى المركز إلى تحقيق أهدافه من خلال القيام بالنشاطات الآتية:

-        توفير الفرصة لاجتماع الأكاديميين والعلماء والنشطاء المسلمين وغير المسلمين لتحليل التطورات السياسية في العالم الإسلامي لتشجيع الحرية والعدل والديموقراطية.

-        سينظم المركز اللقاءات وحلقات البحث والمؤتمرات والندوات والدوريات العامة ويقوم بتشجيع نشر الديموقراطية في العالم الإسلامي وذلك من خلال تنظيم ورش العمل وفصول التدريب وحلقات البحث في مسائل مثل: حل الأزمات والمشاركة السياسية وبناء مجتمع مدني قوي.

-        ومن خلال إتاحة الفرصة للحوار العام بين مختلف الاتجاهات الفكرية في العالم الإسلامي سواء كانت إسلامية أو علمانية سيسعى المركز إلى تجنب الصراعات والخلافات والعنف ويشجع قيم التسامح والحوار والتفاهم المتبادل بين الحضارات وضمن المجتمعات الإسلامية.

-        سوف يتعاون المركز مع المنظمات المختلفة سواء الحكومية أو غير الحكومية التي تشترك معه في رسالته وأهدافه.

نشاطات المركز

     بالرغم من أن المركز حديث عهد لكنه بدأ بداية قوية فكانت الاجتماعات التي مهدت لتأسيسي المركز فرصة للقاء عدد كبير من الباحثين والعلماء المسلمين وغير المسلمين في جامعة جورجتاون للبحث في هذه القضايا الحساسة التي تمس العالم الإسلامي. أما النشاطات القادمة فهي كما يأتي:

المحاضرات:

     ألقى الدكتور فتحي عثمان في الفترة من 7 إلى 13 أبريل 1999 أربع محاضرات عامة في المعهد القومي للديموقراطية وفي مركز الحوار وفي جامعة ميريلاند بعنوان (مستقبل الديموقراطية في العالم الإسلامي) وكان الحديث فيها عن العلاقة بين الإسلام والديموقراطية وأوضاع العالم الإسلامي الحالية ورؤية المحاضر للمستقبل.

ندوات:

     عقد المركز ندوة الطاولة المستديرة في مركز المجتمع الإسلامي (Muslim Community Center) في 27يونية 1999م بعنوان (تعريفات الديموقراطية) وأدار الحوار رضوان مصمودي وتحدث فيها كل من مقتدر خان وعماد الدين أحمد وعلي نواز ميمون، والحضور مفتوح للعامة

النشر:

     بدأ المركز نشاطه بنشر نشرة حول إنشاء المركز وأهدافه وتقريراً مالياً وملخصاً للاجتماعات التأسيسية. وهذه النشرة ستكون دورية بعنوان (الديموقراطي المسلم) (Muslim Democrat) وتحتوي على المقالات والأخبار والمعلومات عن دراسة الإسلام والديموقراطية.

     من الصعب الحكم على هذا المركز لحداثة عهده ولكن الأسماء التي ذكرت في التأسيس وفي مجلس الإدارة وفي المجلس التنفيذي تشير إلى جدية القائمين على هذا المركز وأن أهدافهم كبيرة جداً وتستحق الدعم. ولا شك أن القائمين أدركوا أن الوعي والوعي أمر مهم في وصول الشعوب إلى تحقيق مستوى كريم من العيش الحر الذي يتمتعون فيه بالحريات التي كفلها لهم الإسلام بل إن الإسلام تجاوز مسألة الحريات إلى أن جعلها حرمات مقدسة لا يمكن المساس بها وهي المعبر عنها في الفكر السياسي الإسلامي الحرمات الخمس أو الكليات الخمس: حق الحياة والدين والعرض والمال والعقل.

      ويمكن للعالم الإسلامي أن يفيد من هذه الجهود وبخاصة أن العالم بما يتوفر فيه الآن من وسائل اتصالات ومواصلات لم تعرف من قبل فإن التأثر والتأثير أكثر من ذي قبل فلا بد من الإفادة في نشر هذه القيم التي دعا إليها الإسلام والإفادة من تجارب الأمم الأخرى. وقد كان المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية على دراية بالشعوب الأخرى ونظم الحكم فيها.

 



[1] - "Welcome." In Muslim Democrat. Vol. 1, No. 1, May 1999. P.1.

[2] - Ibid.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...