المقدمة
بين الحين والآخر أبحث عن مقالة في جهاز
الحاسوب فأجد أن لدي والحمد لله ثروة من المقالات والكتابات التي لم ينشر بعد، ومن
ضمن هذه الثروة عدداً من اللقاءات الصحفية أو كما يقول المغاربة (الاستجوابات – لا
أحب هذا المصطلح) حول العديد من القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية والتاريخية
والاقتصادية. وهنا قررت أن أستخرجها لتكون في كتاب مستقل. ووجدت في أثناء المراجعة
أنها تؤرخ فكرياً لمرحلة زمنية مهمة من تاريخنا؛ ففي المنتديات الطلابية عشرات
الأسئلة والإجابات توضح ما كان يشغل بال الطلاب في ذلك الحين (قبل أن يظهر التويتر
أو الموتّر أو إكس) وقبل انتشار استخدام الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي
الأخرى.
وفي هذا التقديم الموجز أشير إلى أن بداية
اهتمام الصحافة بما أقول كان من الجزائر التي أعددت رسالتي للماجستير حول تاريخها
المعاصر وشاء الله أن أتعرف إلى عدد من الصحافيين المخضرمين المتمرسين مثل الصديق
عبد القادر ربّاني ومحمد مراح (أصبح أستاذاً جامعياً بارزاً في جامعة الجزائر)
والحبيب ربّاني تولى منصب إدارة إحدى الإذاعات الجهوية، كما تعرفت إلى صحافيين
آخرين. ولما كانت المقابلات قبل عصر الإنترنت فبعض هذه المقابلات لا تزال حبيسة
أوراق الصحف والأرشيفات.
ويضم القسم الثاني مقابلات مع صحف محلية
وكان أبرزها صحيفة الرياض وصحيفة المدينة المنورة وصحيفة عكاظ وصحيفة الندوة، كما
كان لي لقاءات مع صحيفتين من الصحف الجامعية هي رسالة الجامعة ومرآة الجامعة
كما أن الله عز وجل منّ عليّ بالحصول على
أول درجة دكتوراه من قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة وأعانني ووفقني
للقيام ببعض النشاطات مثل نشر عدد من الكتب وتقديم بعض المحاضرات هنا وهناك في
أنحاء المملكة مما جذب إليّ بعض الصحافيين فأرادوا أن يجروا معي لقاءات.
ولا أخفيكم أنني كنت أستمتع بالإجابة عن
أسئلة الصحافيين وبخاصة المكتوبة منها لأنها تعطيني فرصة للكتابة على مهل وأن أوثق
إجاباتي فتكون بعض المقابلات كأنها أجزاء من بحوث أكاديمية وليست مجرد دردشة.
وفي الختام أشكر ابني لؤي على اقتراحه أن
أحدد المدة الزمنية التي أجريت فيها هذه اللقاءات فوجدت أولها عام 1408هـ الموافق
1989م حين كنت أحضر مؤتمراً علمياً هناك، وكان من آخرها حوار دار مع أخ جزائري
أغضبته تغريدة لي أدعو الجزائريين العودة للإسلام (وهي دعوة لكل المسلمين)
فاستضافني في جريدته التي يرأس تحريرها، ولقاء آخر عن طريق النت مع رهام سالم في
مجلة شؤون خليجية عام 2016م
وهذه اللقاءات جزء مهم من حياتي
الأكاديمية والفكرية أرجو أن أكون قد وفّقت فيها وأرجو لكم مع هذا الكتاب لحظات
ممتعة.
تعليقات
إرسال تعليق