وخاب فألك يا فريدمان فما كتبته عن
الشباب العربي من المملكة الذي ابتعث إلى أمريكا ليس دقيقاً ولا صادقاً تماماً وإن
كانت بعض الانحرافات والضياع والخيانة قد حصلت من فئة منهم. لكن الحقيقة التي لا
تعلمها هي أن بعض من درس في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا أسود الشرى عاد منهم
من فهم أمريكا على حقيقتها كفهم من كتب أمريكا التي رأيت ومنهم من عاد ليكون
كاتباً متميزاً ينافح عن الإسلام بل إن منهم من أصبح من كبار العلماء الذين يشار
إليهم بالبنان عادوا متمسكين بإسلامهم وبلغتهم العربية وبهُوُيتهم الإسلامية كأجمل
ما يكون التمسك.
لن أذكر لك أسماء هؤلاء فأكون مُخبراً من
المخبرين وأنتم تعرفونهم معرفة حقيقية فلا يغيب عن استخباراتكم التي تعرف ما يكتب
وما ينشر في بلادنا حتى قبل أن يخرج من المطابع وقد أخبرني مندوبكم في إحدى الدول
عن قرب صدور كتاب أمريكا سرّي للغاية وعرفت من ابن أحد الناشرين الكبار عن
تمويل طباعة كتب معينة ونشرها وتوزيعها.
نحن في هذه البلاد وفي كل بلاد المسلمين
لا نخشى التغريب وإن كنّا قد جنّد المخلصون منّا لمواجهته وأول المواجهة أن آيات
القرآن الكريم وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أحاطت المسلم بسياج متين من
أن يندمج بغيره أو يفقد هويته، هذا ما أطلق عليه الدكتور طه جابر العلواني (الحاجز
النفسي) حيث ذكر أن النصرانية تضع حول أتباعها حاجزاً نفسياً حتى لا يندمجوا
بغيرهم ويفقدوا هويتهم. وصاح بعض كبار قساوستهم عندما رأى شباب أمته يقلدون
المسلمين في ملبسهم ومأكلهم ولغتهم حتى إن بعض أبناء النصارى أصبح يكتب الشعر
باللغة العربية ولا يحسن اللاتينية لغة قومه، وقال غاضباً لئن لم يرعو هؤلاء عن
تقليد المسلمين فإن الكنيسة ستنزل بهم العقاب. وليس كاليهود في منع أتباع ديانتهم
من الذوبان في الأمم الأخرى فهم يزعمون أنهم (شعب الله المختار) بل مضوا أبعد من
ذلك فعاشوا في أحياء خاصة بهم أطلق عليها (الجيتو) وأصروا على ارتداء ملابس خاصة
وقص شعرهم بطريقة خاصة حتى أصبح تطويل السوالف من الأمور التي ميزت اليهود.
فلا تفرح يا فريدمان ويا أمثال فريدمان أن
استطعتم أن تجتالوا فئة قليلة من أبناء بلاد المسلمين فأقول ليجلبوا بخيلهم
وركابهم فإن الحق منصور وإن الإسلام دين الحق منصور مهما فعل التغريبيون ومهما
تولوا من مناصب ومراكز ومهما كان لهم من إعلام وأبواق، ومهما اتخذوا من قرارات
ليوقفوا مد الإسلام، ألا يعرفون أن الله عز وجل القاهر فوق عباده وعد بنصر
المرسلين والمؤمنين (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)
غافر: ٥١)
تعليقات
إرسال تعليق