التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تعريف بكتاب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية 1349-1358هـ 1931-1939م

 

تقديم

 

الدكتور أبو القاسم سعد الله

 

دار القلم -دارة العلوم

دمشق     بيروت

الطبعة الأولى

1408هـ-1988م


 

                                      الإهداء

 

إلى والدتي التي علمتني وهي لا تقرأ ولا تكتب

وإلى والدي الذي مازال يحثني على العلم


 

 

                                مقدمة الكتاب

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله والصلاة والسلام على سيد الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فهذا الكتاب الذي بين يديك لم يكتب لأن الجزائر ينقصها الباحثون، بل ماذا عسى باحث مثلي أن يصنع وقد منّ الله على الجزائر بجامعات وباحثين في كل بقعة منها. بيد أننا في المشرق ما أحوجنا إلى أن نتعرف إلى إخواننا في المغرب. والسبيل إلى هذه المعرفة لا يكون بقراءة مقال في مجلة أو بضعة كتب أو زيارة خاطفة تثير الشوق ولا تطفئه. إننا في حاجة إلى باحثين في شؤون المغرب العربي يعرفونه كأبنائه ليكونوا حلقة الوصل بين أجزاء أمتنا الإسلامية التي عملت فيها يد الفرقة زمناً طويلاً.

عندما اخترت هذا الموضوع ليكون بحثاً أقدمه لنيل درجة الماجستير في التاريخ الحديث بجامعة الملك عبد العزيز بجدة قيل لي: " بعيدة هذي الجزائر عنّا، فمن أرسلك إليها؟ وكيف؟ ولماذا؟" فأجبت- بلسان الحال إن لم يكن بلسان المقال-"بل الجزائر قريبة منّا قرب المسلم من قلب أخيه المسلم المخاطب بقوله تعالى ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) (الأنبياء 92)، نعم إننا أمة واحدة نسعى لتحقيق هدف واحد هو إعلاء كلمة الله في الأرض. إن ما يسّر الجزائري يفرح أخاه في إندونيسيا أو الهند أو الجزيرة العربية، وما يؤلم الجزائري يؤلم أي مسلم في أي مكان وذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر." وشاء الله أن أزور الجزائر منذ بداية البحث عام 1403هـ (1983م) سبع مرات ازددت لها حباً وبها تعلقاً في كل زيارة.

أما الجمعية التي يدور حولها البحث في هذا الكتاب فتؤكد دور الإسلام في تحرير الجزائر بل في تحرير الشعوب الإسلامية جميعها. فقد استطاعت أن تعيد بناء الإنسان الجزائري وتبعث فيه الروح بنشر العقيدة الإسلامية صافية من الشوائب والخرافات والبدع، وتعلم اللغة العربية والتاريخ الإسلامي لينطلق أبناء الجزائر في ثورتهم المباركة مدافعين عن الإسلام والعروبة.

والحقيقة أن هذه الجمعية تستحق أكثر من بحث ذلك أن نشاطاتها شملت كل ميادين الحياة، ولم يتعرض هذا الكتاب إلاّ لجانب واحد من نشاطها فلعل هذه الدعوة تجد من يستجيب لها.

وأما هذا الكتاب الذي بين يديك فهو باكورة إنتاجي العلمي أقدمه دون تعديل يذكر سوى بعض التصويبات اللغوية التي ساهم كل من الدكتور أبو القاسم سعد الله والدكتور أحمد الخراط في إرشادي إليها. فإليهما أقدم جزيل الشرك والعرفان.

وأملي أن يكون هذا البحث الخطوة الأولى نحو بحوث أوسع وأعمق وأشمل حول الحركة الإسلامية في المغرب العربي علماً بأنني أوشك أن أسجل رسالة الدكتوراه حول أثر الاستشراق الفرنسي في التيارات الفكرية في الجزائر في مرحلة ما بين الحربين.

 

أدعو الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يغفر لنا تقصيرنا إنه جواد كريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

                                                       المدينة المنورة- حي المغاربة

                                                         1 ربيع الأنوار 1408هـ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...