مؤتمر جامعة فيلادلفيا الدولي الحادي عشر: ثقافة الخوف
موضوع مقترح
ظهر
منذ سنوات وبالتحديد بعد سقوط الشيوعية وانهيار الأنظمة المختلفة في أوروبا
الشرقية مصطلح (الخوف من الإسلام) Islam phobia وكثرت الكتابات حول الخوف من الإسلام ولكن لم يلتفت الكثير إلى أن
الخوف من الغرب هو الأولى بالبحث والدراسة فهو الذي يملك القوة المادية والفكرية
والثقافية والسياسية في العصر الحاضر، فقد كتب بكر بصفر قبل سنوات (المسلمون،
4شوال 1411 هـ)حول تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش عن النظام العالمي الجديد
قائلاً:" لا أدري أين يجد الحالمون بالنظام العالمي الجديد له أثراً وهم
يشاهدون تفاقم هيمنة الغرب على العالم بأقماره الصناعية وبوكالات أنبائه وإذاعاته
وبقية وسائل إعلامه التي يذيب بواسطتها ثقافات الشعوب ويهيئها للاندماج في
المركزية الثقافية الغربية؟" ويقدم الأستاذ بصفر إحصائية لهذه السيطرة فيذكر
أن أربع وكالات أنباء غربية تسيطر على 80% من جميع الأخبار التي تبثها وسائل
الإعلام في العالم، ويسيطر الغرب على المواد الإعلامية الترفيهية والثقافية كما
الأفلام والمسلسلات، أما في المجال الإذاعي فتتحكم الدول الغربية في 90% من
الموجات الإذاعية.
ألا نخشى الغرب وقد أصبح منذ أكثر من مائتي عام
مصدر العلوم المختلفة، فقد درس وما زال يدرس أعداد من أبناء هذه الأمة في جامعاته
ومراكز بحوثه وهو الذي يعقد المؤتمرات للحديث عن أوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية
والسياسية وعن أدبنا وعن الفلكلور وغير ذلك.
ليس
المقصود بالحديث عن تهديد الغرب للإسلام والعالم أن يصيبنا الخوف والجبن والهلع من
هذا الغرب فما كان المسلم ليخاف أحداً إلاّ الله كما علّمنا القرآن الكريم {الذين
قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً} فمن هذا المنطلق لا
يمكن للمسلم الحق مهما كانت قوة الغرب وجبروته وسطوته أن يخشاه. ولكننا نقول كفوا
عن التخويف من ظاهرة عودة الأمة الإسلامية إلى دينها. وقد كتب ابن باديس – العالم
الجزائري رحمه الله- قائلاً: "نهضنا نهضة لا يخشاها والله النصراني لنصرانيته
ولا اليهودي ليهوديته، ولكن يخشاها الظالم لظلمه والمغتصب …"
فالتهديد
الحقيقي هو الصادر من الغرب الذي أسس الشركات المتعددة الجنسيات، وقدم الخبرات،
وأنشأ مؤسسات الاستخبارات الضخمة جداً ذات الأيادي الطويلة.
وسوف يتناول هذا البحث مسألة الخوف من الغرب في
ثلاثة محاور هي:
المحور الأول: الخوف من الغرب سياسياً من خلال
الهيمنة السياسية وفرض المشروعات السياسية على العالم العربي والإسلامي
المحور الثاني: المجال الثقافي ومحاولة الغرب
نشر ثقافته في عالمنا العربي الإسلامي ووسائل ذلك
المحور الثالث: الهيمنة الاقتصادية من خلال
الشركات المتعددة الجنسيات وغيرها من الوسائل.
تعليقات
إرسال تعليق