ملخص محاضرة الدراسات الإقليمية ومسؤوليات الجامعات السعودية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والتعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
تعد أقسام الدراسات الإقليمية ودراسات المناطق والمراكز البحثية المتخصصة بدراسة الشعوب والأمم الأخرى من المكونّات المهمة والحيوية في الجامعات في كل أنحاء العالم. وقد سبقت الجامعات الغربية جامعات العالم بدراسة المناطق والأقاليم، وكان ذلك ومازال يحظى بدعم الحكومات الغربية ربما كان من آخرها تعهد رئيس بريطانيا الأسبق توني بلير بتخصيص مليون جنيه إسترليني لدراسة الإسلام. وكانت الحكومة البريطانية ترعى الدراسات العربية والإسلامية والدراسات الإفريقية والأوروبية الشرقية حتى إنها ألفت عدة لجان لدراسة احتياجات بريطانيا من الدراسات الأوروبية الشرقية والسلافية والشرق أوسطية والأفريقية في الأعوام 1903 و1947 و1961 و1985 وغيرها، كما أن الحكومة الأمريكية على الرغم من بداية الدراسات الاستشراقية من القرن التاسع عشر وتأسيس الجمعية الأمريكية للدراسات الشرقية لكن هذه الدراسات حظيت باهتمام الحكومة الأمريكية بعد انحسار النفوذ البريطاني ولم تعد الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس فبدأت بدعم هذه الدراسات.
ولا تختلف الدول الأوربية الأخرى عن أمريكا وبريطانيا في الاهتمام بالدراسات العربية والإسلامية والدراسات الإقليمية. وقد حذت الدول الأخرى حذو أوروبا وأمريكا فنشأت الدراسات الأوروبية والأمريكية والشرق أوسطية في كل من الصين، واليابان، والهند وغيرها.
وأتعجب من تأخر جامعاتنا في الانطلاق بتأسيس الدراسات الإقليمية والدراسات الأوروبية والأمريكية وبخاصة لما تتمتع به المملكة من مكانة في العالم الإسلامي بوجود الحرمين الشريفين وبما تمثله من ثقل اقتصادي بتوفر احتياطات النفط الهائلة في بلادنا.
لذلك أرجو أن تكون هذه المحاضرة بما تقدمه من نماذج وأمثلة من أنحاء العالم حافزاً لجامعاتنا وللتعليم العالي ليشرع في أقرب وقت بتأسيس الدراسات الإقليمية ولا سيما أننا نمتلك الكثير من الكفاءات المتخصصة في دراسات الشعوب الأخرى كما أن الحرمين الشريفين وغيرهما من مناطق المملكة يعيش فيها من أبناء المسلمين الذين كان أجدادهم ينتمون إلى مناطق مختلفة من أنحاء العالم الإسلامي.
19 ذو القعدة 1432ه ـ (17 أكتوبر 2011م)
التعليقات والأسئلة
ما أن ينهي المحاضر محاضرته حتى ليكاد يطير من القاعة يشعر أنه قال ما لديه
أو ليهرب خوفاً أن يكون قد قصّر في أداء الموضوع أو ليرتاح قليلاً من الضغط النفسي
الذي كان يشعر به وهو يقدم موضوعه، ومع ذلك يكون لديه شوق ليسمع التعليقات لعلها
تضيف له جديداً أو تسأله عن أمر قد نسيه أو تجاوزه من أجل الاختصار. قد يسمع
التعليق بأذنيه، ولكن لا يعقلها أو ربما علق منها بذهنه القليل، القليل. ولن أطيل
في استعراض التعليقات أو الأسئلة، ولكن من خلال حديثي مع بعض الأصدقاء لفتت
انتباههم بعض الأسئلة وزعم بعضهم في تويتر أن الإجابات كانت متميزة: ومما كتب الأستاذ
بشير دحان في تويتر ما يأتي:
1- كانت
محاضرة رائعة بدأت بالتأصيل لدراسة الغرب من خلال حكاية تجارب المسلمين ثم بيان
مدى اهتمام الآخرين بدراسة العالم الإسلامي خصوصا والآخر عموما وذكر شيئا من
مشاهداته وتجاربه. ثم تحديد على من تقع المسؤولية تميز ت المحاضرة بروح رأينا فيها
الإقناع بالبراهين خصوصا في الإجابة عن التساؤلات. ظهر لنا جليا أن الحاجة ماسة
لكن هناك من يقف ويعرقل الجهود ناهيك عن الروتين والبيروقراطية
التعليق
الأول: الدكتور عز الدين عمر موسى عميد كلية العلوم الإستراتيجية بجامعة نايف
العربية.
بدأ
بشكر المحاضر على الإشارة إلى تراثنا في كتب الرحلات والمسالك وليس كتب الغرائب
وقال المشكلة أننا كان لدينا التوق والشوق للمعرفة وجذوة التي انطفأت عندنا
واشتعلت هناك وأكد على أهمية كتب المسالك وليس الغرائب وذكر أنّ كلاً من الإدريسي
والحسن الوزاني كتبا كتابيهما لملك صقلية. وأشاد بجهود المغاربة في الرحلات ومعرفة
الآخر ثم تحدث عن بعض ما جرى في جامعات عربية ففي جامعة الخرطوم أنشئت كلية
للدراسات الإفريقية ثم أصبحت الدراسات السودانية وكذلك في جامعة الملك سعود كانت
هناك فكرة كلية الدراسات الأسيوية عام 1983م
خلصنا إلى ضرورة وجود الدراسات الأسيوية والإفريقية، ولكن في النهاية خلص الأمر
إلى دراسة اللغات وتطور إلى الترجمة واللغات، أزمة حقيقية.
وتحدث الدكتور عز الدين موسى عن البعثات فقال: أليس عجيباً أن
نبعثهم ليدرسوا عنا بدل أن يدرسوا عن الغرب ومن العجائب قضية الكراسي التي نفخر
بها نعطيهم الفلوس ليدرسوننا ولا نجعل الكراسي لدراسة أنفسنا ولدراستهم. وهذا
الركض وراء كل شعار حوار الحضارات حوار الثقافات حوار الأديان لا طائل من ورائه
فهي شعارات ينتجونها هم ليشغلونا، والحقيقة أن الحضارات تتفاعل.
وتحدث
عن تجربة جامعة نايف العربية كلية العلوم الإستراتيجية في إنشاء قسم للدراسات
الإقليمية وليس للعلاقات الدولية ولا العلاقات الإقليمية، ولكن الإقبال كان نادراً
وقال: لم نجد من يدرس كلهم يريد العلاقات الدبلوماسية وليس الدراسات الإقليمية
وختم
مداخلته بالدعوة نحن في حاجة إلى تأسيس علم الاستغراب كما كان عندهم الاستشراق.
شكرته
وأكدت على مسألة التوق والشوق للمعرفة وجذوة النار التي اشتعلت هناك وانطفأت
عندنا. وأكدت كيف يربون أبناءهم أو بعض أبنائهم على التطلع لمعرفة الشعوب والأمم
الأخرى.
سؤال
الأستاذ إبراهيم الهدلق عن عنوان هذه المحاضرة
هل كل الدراسات الإقليمية هل جميع الدراسات الإقليمية هدفها استخباراتي أم إن هناك
جوانب أخرى؟
وأجبت أننا لا
يمكن أن نقصر أهداف الدراسات على الجانب الاستخباراتي، فالاستخبارات جزء أو جانب
من الجوانب، وذكرت حضور مسؤولة في الخارجية الألمانية أحد المؤتمرات في مدينة هامبرج
للرابطة الألمانية لدراسات الشرق الأوسط المعاصر والتوثيق، كما حضرت موظفتان من
وزارة الخارجية الأمريكية مؤتمراً في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت حول
الإعلام والدين وحضره كذلك مترجمان من السفارة الأمريكية في بيروت، نعم
الاستخبارات حاضرة وجزء من اهتماماتهم ولكنها ليست كل شيء فهناك الاهتمامات
الحضارية والثقافية والسياسية والاقتصادية وحب المعرفة.
سأل
الأستاذ أحمد علي عن سبب عدم وجود دراسات إقليمية هل ذلك بسبب ضعف كلية
العلوم السياسية والمفترض أن تتحمل مسؤولية قيام هذه الدراسات. فأجبته أن العلوم
السياسية ليست المسؤولة عن هذه الدراسات وإنما يشترك عدد من الأقسام في دراسة
الشعوب والأمم الأخرى، فمثلاً في جامعة برنستون كانت بعض الرسائل يشرف عليها
أساتذة من قسم علم الاجتماع ومن دراسات الشرق الأدنى وأحياناً علم الإنسان وغيرها
من الأقسام. وقد أحصيت في جامعة بركلي بكاليفورنيا ثمانية عشر قسماً تهتم بالشرق
الأوسط من الزراعة إلى الاقتصاد إلى التاريخ إلى علم النفس وعلم الاجتماع
وغيرها.
بشير
دحان: قال الأستاذ بشير إن تعليقه يتكون من
جزأين أحدهما يتعلق بالمحاضر والثاني بالمحاضرة أما الأول فقد علمت أنك حضرت
اجتماعاً دعا له الأمير الوليد بن طلال حول إنشاء الدراسات الأمريكية في إحدى
الجامعات السعودية أو أكثر من جامعة، فماذا تمخض عنه الاجتماع. كما أنمركز الملك
فيصل أنشأ وحدة دراسات العالم الغربي ولم يكن فيها سواك أنت الرئيس والمرؤوس فلم
يقم المركز بتعيين أحد غيرك فماذا قدمت الوحدة؟
أما
الجانب الشخصي فالدكتور مازن يغرد وحده ولا يتابع أعماله، حضرت الاجتماع الذي دعا
له الأمير وعملت في مركز الملك فيصل فأين وصلت هذه المشروعات وأنا أعرف أنك تطالب
بهذه الدراسات منذ زمن بعيد.
فأجبت رويدك يا أستاذ بشير لا تكثر اللوم فأما اجتماع الأمير فقد حضرته
وترأسته منى أبو سليمان بحضور والدها وتمنيت أن لا تكون هي رئيسة الاجتماع، وحضره
أكثر من عشرين شخصاً نصفهم لا علاقة له بالموضوع. وقدمت اقتراحات كثيرة ولا أدري
لماذا تعزف الجامعات السعودية عن قبول هبات الأمير وقد قبلتها الجامعة الأمريكية
في القاهرة والأمريكية في بيروت.
أما مركز الملك فيصل فقد قام بدور كبير في دعم الدراسات الإقليمية فحين
كتبت مشروع إنشاء الدراسات الإقليمية في الجامعات السعودية أطلق عليه الدكتور يحيى
مشروع مازن مطبقاني، ودعيت أكثر من سبع عشرة جهة لمناقشة الأمر من مختلف الوزارات
والهيئات وأعد محضر بذلك وأرسل إلى كثير من الوزراء. كما كلفني المركز بحضور عدد
من المؤتمرات للتعرف على الدراسات الإقليمية في عدد من الدول. فالمركز قام بدور وأكثر،
ولكن لا يمكن أن تطلب من المركز أكثر من طاقته وإمكاناته.
تعليق
الدكتور يحيى أبو الخير: تركيز المحاضر على
معرفة البنية التاريخية والحضارية والأهم التقنية اليوم تصرف المليارات في كثير من
بلدان العالم ويعيش ما بعد النسبية وأين نحن من هذه الثقافة التاريخ والحضارة
واللغة وهذا لم يعد ينفع التوجيه الواقعي والفكري لمعرفة التقنية، أن كثير من
الشعوب التي درستنا أسهمت وكيف قام الرحالة بدراستنا وترك هذا التراث واليوم
التقنية متاحة وغيرها. نتوقف عن قليل من الحماس عن دراسة التاريخ.
فهد
الغفيص باحث في مرحلة الماجستير في العلوم
الإستراتيجية. الفكر الديني الأمة الغالبة تبحث عن مصالحها الأمة التي ليس لها قوة
لا تبحث. فكيف نطالب في هذا الوقت التحمس لهذه الأمور فكيف نطالب الدول العربية
بهذا نحن كأمة مسلمة وليس لدينا قوة ولدينا دافع آخر والغرب يجيش الجيوش للهيمنة
على الشعوب ولدينا دافع الإسلام. الأستاذ الأمريكي الذي حاضر في جامعة نايف
ورسالته للدكتوراه حول العلاقات السعودية اليمنية قبل خمس وأربعين سنة.
فأجبته إن الاهتمام
بمعرفة الشعوب والأمم الأخرى لا يرتبط بقوة أو ضعف ولا برغبة هيمنة أو سيطرة فماذا
تفعل بريطانيا بدارسة سياسة ألمانيا المعاصرة أو الدراسات الفرنسية أو الأيرلندية
أو الأمريكية الشمالية أو الجنوبية، صحيح أننا لا نريد السيطرة والهيمنة وما ذكرته
عن رسالتنا فقد ورد في ثنايا المحاضرة حين استشهدت بالآية الكريمة) (وكذلك جعلناكم
أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس) ومقتضى الشهادة المعرفة والمعرفة الدقيقة، كما
أننا مكلفون بإيصال رسالة الإسلام وإبلاغها ولا يتم ذلك إلاً بالمعرفة عملاً بقوله
تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن)
تعليقات
إرسال تعليق