ثالثاً: المحاضرات في محوري
الدراسات الإسلامية والعربية:
1- بنيامين أبراهاموف (من
إسرائيل): "التطرف والاعتدال في دراسة العقيدة
الإسلامية".
حدد المحاضر أهداف محاضرته
في ثلاثة أهداف هي: أ- فحص مواقف علماء العقيدة التقليديين من العقلانيين أو المتكلمين.
ب- إظهار أن التشدد أو التطرف لم يكن وقفاً على الحنابلة. جـ- كان بعض العلماء من
غير الحنابلة أكثر تشدداً من الحنابلة. وأشار الباحث إلى موقف ابن تيمية - الذي
كان على علم واسع بآراء من سبقه من العلماء- بخصوص الأسماء والصفات بأنه كان
موقفاً بعيداً عن التشدد أو التطرف، بل قد يميل إلى الاعتدال والمرونة. ومن
النتائج التي توصل إليها الباحث أن العلماء لم يكونوا دائماً ملتزمين بالمذهب أو
المدرسة التي يتبعونها.
وقد دار نقاش حول المحاضرة مفاده أن الباحث
استخدم مصطلحات معاصرة للحديث عن مواقف العلماء المسلمين من بعض المسائل العقدية.
وان الأمر لا يمكن اختزاله إلى التطرف والاعتدال بهذه السهولة. وكذلك تقسيم
العلماء إلى عقلانيين وتقليديين لا يعطي الصورة الصحيحة فإن الإسلام حث على
استخدام العقل ونبّه إلى التفكر.
2-بطرس أبو منّه (إسرائيل):
السلفية والنقشبندية -الخالدية في بغداد في بداية القرن التاسع عشر.
تناول الباحث الصراع بين السلفية والنقشبندية
الخالدية في بغداد وبخاصة علاقة كل طرف بالسلطة العثمانية الحاكمة في ذلك الحين،
وكيف أن الولاة كانوا يميلون إلى طرف على حساب الطرف الآخر.
3- ديمتري فرولوف Dimitry Frolov (روسيا):" مسألة الحجر في القرآن"
اهتمت هذه المحاضرة بأربعة قضايا هي:
أ- دلالات لفظ حجر في
القرآن الكريم وفي كتب التفسير مثل الطبري، والزمخشري، وابن كثير والسيوطي، وهدف
ذلك إثبات الانسجام بين هذه التفاسير وبين ما ورد في العهد القديم والجديد حول
فكرة الحجر.
ب- تاريخ بعض الألفاظ القرآنية
مثل حجر ورجم ودراسة علاقتها بالمعاني التي تفيدها.
ج- الاهتمام بمسألة الرجم
التي تشغل ثلثي معنى كلمة حجر في القرآن.
واهتم المحاضر بتقديم إحصاء
لعدد المرات التي وردت فيها كلمة حجر أو الرجم في سور القرآن الكريم وأشار إلى
مسألة الحجر لها دلالة رمزية على الحياة والموت مشيراً إلى نبع الماء من الحجارة
والرجم الذي يؤدي إلى الموت ...الخ.
سألت المحاضر بأنني تعجبت من اهتمامه بمسألة
الحجر في القرآن الكريم، وهل يستحق الأمر كل هذا الاهتمام وما الهدف من مثل هذا
البحث. ونبهت إلى مسألة أخرى لم يهتم بها الباحث وهي مسألة البناء والتشييد
والتعمير فقد ذكر القرآن الكريم بعض الأمم وبناء القصور وإذا كان الرجم والحياة
والموت أشياء رمزية لها علاقة بالحجر فإن ثمة موضوعات أخرى كـان يجب أن يهتم بها.
كما أثار الدكتور عبد الرحمن الأنصاري مسألة الحجارة المسومة حيث زعم المحاضر أن
العرب أخذوا ذلك من السومريين والبابليين الذين كانوا يكتبون على الطين وذكر له أن
هذا اكتشف قريباً ولم يكن معروفاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. كما كان من
الملاحظات أيضاً ربط بعض القضايا القرآنية بالعهدين القديم والجديد فيه تلميحات لا
تخفى على أحد.
4-رينات ناباييف Rinat A. Nabiyev:" نشوء التجديد وتفسيره في روسيا."
تعد حركة التجديد حركة شعبية واسعة ظهرت في
المجتمع التتري في نهاية العقد التاسع من القرن التاسع عشر سعت لمحاربة الحياة
التقليدية اجتماعياً وثقافياً. وقد اقتصرت تفسيرات العلماء الروس من مؤرخين وعلماء
اجتماع على عنصر الصراع الطبقي وحتى الستينيات من القرن العشرين كـانت معظم
الكتابات حول هذه الحركة تتسم بالسلبية وذلك لأنه نُظِر إليها على أنها حركة قومية
وتدعو إلى الوحدة التركية والجامعة الإسلامية وأنها حركة بورجوازية رجعية.
ويرى الباحث أن التجديدية حركة اجتماعية
وظاهرة فلسفية تضمنت أفكاراً إصلاحية وتعليمية.
5-لودميلا تورلكوفا-راديفا (النرويج):"
بعض العناصر الثقافية والعرقية في الأمثال العربية الفصيحة المعاصرة"
رجعت المحاضرة إلى بعض القواميس للبحث في
الأمثال العربية المعاصرة، وحاولت أن تقدم دراسة للعناصر الثقافية والعرقية فيها
وأشارت إلى بعض المثال العربية التي يوجد لها أمثال شبيهة في " الكتاب
المقدس."
6-علي غالب المخلفي (اليمن)
"مستوى طلاب جامعة صنعاء في اللغة العربية -دراسة ميدانية"
قدم الباحث في هذا المحاضرة
نتائج دراسة قام بها حول مستويات طلاب جامعة صنعاء في اللغة العربية والعوامل التي
أدت ضعف المستوى في اللغة العربية.
7- عالية حنفي (مصر) "
بعض أوراق البردي غير المنشورة."
أشارت الباحثة إلى أهمية
البحث في أوراق البردي بصفتها مصدر من المصادر المهمة في دراسة النواحي الاجتماعية
والثقافية والسياسية في التاريخ الإسلامي. وقدمت في محاضرتها نماذج من أوراق البردي
غير المنشورة وتضمن بعضها نصوصاً تمثل رسائل شخصية بين والد وولده وقدمت قراءة
لهذه الرسائل وتحليلها.
ولا شك أن أوراق البردي من المصادر
المهمة للتاريخ الإسلامي في المجال السياسي والاقتصادي والإداري والثقافي، وقد
اهتمت الدول الغربية بهذه الأوراق فسعت إلى سرقة كثير من هذه الوثائق وتعد
المجموعة الموجودة في فينا بالنمسا من أهم هذه المجموعات. وقد أعد الدكتور محمد
سعيد مغاوري رسالة دكتوراه حول هذه الوثائق. ولعل من أهداف الغربيين في الاحتفاظ
بهذه الوثائق حرصهم على معرفة الحضارة الإسلامية معرفة وثيقة، وكذلك استقطاب
الطلاب العرب المسلمين لدراسة تاريخهم وحضارتهم في الجامعات الغربية.
8- دمتري جي ميشين Dmitry J. Michine:" الصقالبة (السلاف) رقيق في الدولة الأغلبية"
تناول الباحث مسألة الرقيق
في الدولة الأغلبية وعلاقة كلمة سلاف بكلمة عبيد باللغة الإنجليزية Slaves بوضع السلاف في الدولة الأغلبية. واهتم بمعاملة الرقيق في الدولة
الأغلبية، وحاول تقديم مراجعة تاريخية لهذا الموضوع.
9- يمان إليازر توبور Yaman Eliezer Tauber (إسرائيل):" الحياة
السرية لرشيد رضا.
قدم الباحث معلومات يعتقد
أنها مجهولة لدى كثير من الباحثين حول حياة محمد رشيد رضا تلميذ الشيخ محمد عبده
ومن ذلك مواقفه السياسية من الملك فيصل في الشام وغير ذلك من القضايا.
10- مايا شاتزميللر Maya Shatzmiller (لندن، كندا):" النساء المسلمات: التجارة
والأعمال في العصر الوسيط."
تحدثت المحاضرة عن النظام الإسلامي في
الملكية والتصرف في المال، وأشارت إلى حقوق المرأة في التملك والتصرف في مالها،
كما أشارت إلى المصادر التي رجعت إليها في محاضرتها ومنها فتاوى العلماء وأشهرها
فتاوى الونشريسي كما رجعت إلى الوثائق الأندلسية التي تؤكد على أن المرأة المسلمة
كانت تتملك المال وتتصرف فيه بالبيع والشراء والإيجار والقرض وغير ذلك. وقد قدمت
المحاضرة صورة موضوعية عن الموضوع. وذكرت بعض القيود - في نظرها- التي تحد من حرية
التصرف لـدى المرأة مثل عدم السماح لها بالسفر مسيرة ثلاثة أيام بدون محرم، وكذلك
الاختلاط بالأجانب. وأكد على هذه النقطة أحد الحاضرين (وهو يهودي) ولكنها أوضحت له
بالرغم من هذه التشريعات لكن المرأة المسلمة كانت في وضع أفضل من وضع المرأة
الأوروبية حتى العصر الحاضر. وقالت بأنها اطلعت على الوثائق والصكوك التي تؤكد ما
توصلت إليه.
11- فرانسسكا كوراو Francesca Corrao (إيطاليا) :" النساء في القصص المصرية في
العصر الوسيط."
ذكرت الباحثة في بداية
محاضرتها بأنها لن تقدم محاضرة في ذكر المرأة في القصص المصرية في أوضاع مخلة
بالآداب أو جنسية فذلك ليس من هدف المحاضرة، ولكنها ستقتصر على كتاب ابن دانيال عن
المرأة. وأشارت إلى أن المرأة لا تذكر عادة في المجتمع المسلم أو تصبح مشهورة إلاّ
إذا كـانت أرملة مشهورة أو مشهورة كشاعرة أو أديبة أو سجنت لأمر ما. وأشارت إلى أن
ابن دانيال يقـدم معلومات مهمة حول المرأة ومن بين هذه المعلومات الحقوق التي
أعطاها إياها الإسلام في البيع والشراء والتملك وغير ذلك من المعلومات.
12- شاؤول مورش (إسرائيل):"
الممثلين اليهود وكتاب المسرح في المسرح العربي خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين:
الموسيقى والمسرح والدراما في العالم العربي."
أوضح الباحث اندماج اليهود في المجتمعات التي
عاشوا فيها منذ أقدم العهود وذلك لأنهم كانوا في الغالب أقليات بين الشعوب التي عاشوا
معها ومن هذه الشعوب المصريين القدماء والبابليين، والكنعانيين، والفرس، وغيرهم.
ثم تحدث عن موقف الإسلام من أنواع اللهو المختلفة، وبخاصة الغناء، والرقص،
والموسيقى.
ثم قدم بياناً مفصلاً بالممثلين والمغنين
والملحنين وكتاب المسرح اليهود الذين ظهروا في مصر، ولبنان، والعراق، وتونس. ومن
هؤلاء الراقصة حبيبة التي أصبح يطلق عليها (حبيبة الكل)، وليلى مراد وكاميليا،
وسليمة مراد أو سليمة باشا في العراق التي أسلمت بعد زواجها من ناظم الغزالي.
وأشار المحاضر إلى نشاطات اليهود في
المسرح وتأليف الفرق المسرحية والمدارس لتعليم الفنون المسرحية مثل المدرسة
الإسرائيلية في بيروت في الفترة من عام 1874-1904م التي كان يرأسها كوهنز وزاكي
وابنه سليم.
وقد وجدت في بحثي اهتمام اليهود بالمجال
الفني من مسرح وغناء وتمثيل وسينما وغير ذلك حيـث إن بعض الراقصات اليهوديات
والمغنيات التونسيات كنّ يزرن الجزائر وقد حصل احتكاك بين بعض النسـاء الجزائريات
وهؤلاء الراقصات. كما أنه من المعروف أن لليهود دور ريادي في السينما العربية
عموماً. وقد شارك نصارى لبنان في هذا المجال وبخاصة جورجي زيدان صاحب الروايات
التاريخية المشهورة التي تحول بعضها إلى أفلام سينمائية ومسرحيات حيث كانت فرقة
فاطمة رشدي تقدم مسرحية " العبّاسة أخت الرشيد" وقد قدّمت هذه المسرحية
في زيارة لها إلى الجزائر قبل الحرب العالمية الثانية كما ذكرت ذلك في بحثي عن
الحياة الاجتماعية في المغرب العربي.
ملاحظات عامّة:
أولاً: لا بد من الإشادة بمشاركة
المملكة العربية السعودية بوفد كبير في مجال الآثار والتاريخ والدراسات اللغوية
والعلوم السياسية. وكم كنت أتمنى أن يكون لنا مشاركات في الدراسات الإسلامية حيث
حضرنا محاضرات متخصصة في القضايا القرآنية والفقهية وغيرها. والمشاركة الكبيرة
تعطى الفرصة للباحثين السعوديين أن يكونوا حاضرين في عدد كبير من القاعات في وقت
واحد فيناقشوا القضايا التي تطرح. وقد كتب الدكتور علي النملة مشيداً بهذه
المشاركة (عكاظ 16ربيع الآخر 1418) بقوله:" وقد أحسنت وزارة التعليم
العالي بالاشتراك في هذا المؤتمر برهط من العلماء والباحثين الذين مثلّوا بلادهم
خير تمثيل، تمثيل يليق بما وصلنا إليه من خبرة علمية وبحثية وآمل أن يتكرر هذا
الأسلوب في المؤتمرات الدولية على اختلاف موضوعاتها واهتماماتها."
ثانيا: قدم أكثر من باحث من السعودية ومصر واليمن محاضراتهم باللغة العربية
وكان الأمر مقبـولاً تماماً حيث كان الحضور يعرف اللغة العربية. ولكن حدث في
الجلسة التي قدم فيها الدكتور عبد الرحمن الأنصاري بحثه أن رئيس الجلسة وهو آرن
أمروزArne Amrose رئيس قسم الدراسات العربية في جامعة فينا
بالنمسا أن رفض السماح للدكتور الأنصاري أن يلقي بحثه باللغة العربية ولمّا طالب
أحد الحضور بالتصويت رفض قبول الفكرة وأصر على أن تلقى المحاضرة باللغة التي
كتب فيها عنوانها (الإنجليزية) ثم غادر
القاعة غاضباً وتلفظ بألفاظ نابية قائلاً: إن هذا مؤتمر عالمي ومن لا يستطيع أن
يقدم موضوعه باللغة الإنجليزية فعليه أن لا يحضر.
ثالثاً: أبدت وزارة الخارجية
المجرية اهتماماً خاصاً بالوفد السعودي ورتبت له عدة لقاءات خاصة منها اللقاء مع
مدير عام مكتب أفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية المجرية السفير ميهالي باير Mihaly Bayer. أما رئاسة المؤتمر وقسم الدراسات العربية بالجامعة فقد احتفى
بالقسم حيث دعانا رئيس القسم إلى العشاء في أحد مطاعم بودابست الفخمة. وكذلك وضعت
أسماء الوفد السعودي في مكان بارز وذكرت أسماء الوفد السعودي في برنامج المؤتمر.
رابعا: لم ألاحظ وجود الصحافة
العربية في المؤتمر عدا ممثل جريدة الشرق الأوسط ثائر صالح الذي يعمل مهندساً
في المجر ومراسلاً للجريدة. وقد حصل على تصريح قصير من الدكتور عبد الجليل التميمي
الذي اختير ليكون أحد نواب الرئيس في المؤتمر القادم الذي سيعقد في مونتريال بكندا
عام 2000م. وربما كان قد أرسل بعض التقارير حول المؤتمر لكن شيئاً لم ينشر حتى
الآن عدا خبر صغير في الصفحة الأخيرة قبل بدء انعقاد المؤتمر بعدة أيام.
خامساً: علمت من أحد المشاركين من
جامعة بروناي دار السلام أن الجامعة تصرف للأستاذ المشارك بدل الانتداب قبل سفره
حتى يتدبر أموره أثناء سفره. وهو أمر جيد حتى لا تتأخر الانتدابات ويعزف الأساتذة
عن المشاركة في المؤتمرات بسبب الأمور المالية.
سادساً: علمت أن قسم الدراسات
العربية في جامعة بودابست قد أعد كتاباً عن الدراسات العربية والإسلامية (الاستشراق)
في المجر وإنني بصدد طلب نسخة من هذا الدليل. كما اطلعت على أن الروس لديهم دليلاً
مماثلاً وحصلت على العناوين اللازمة لطلب هذا الكتاب لأهميته في التعرف على
الدراسات الاستشراقية المعاصرة.
سابعا: علمت من بعض الأساتذة في
أقسام الدراسات العربية والإسلامية أن دراستهم للأدب العربي تتركز في دراسة أعمال
بعض الكتاب من ذوي الاتجاه التغريبي وليس لديهم أي اطّلاع على إنتـاج كتّاب من
أمثال علي أحمد باكثير، أو الدكتور نجيب الكيلاني، أو إنتاج رابطة الأدب الإسلامي
العالمية أو إنتاج أدباء المملكة العربية السعودية. وأرى أن ثمة تقصيراً في تعريف
هذه الأقسام بالأدب العربي المعاصر الملتزم بالقيم والمبادئ الإسلامية. ومن
الأمثلة على ذلك ما ذكرته لي الأستاذة بيان رايهانوفا من جامعة صوفيا في بلغاريا.
وكذلك ما أعرفه من اهتمام رابطة دراسات المرأة في الشرق الأوسط الأمريكية من
اهتمام بكتابات فاطمة المرنيسي ونوال السعداوي وغيرهما.
ثـامناً: أعدّ المستشرقون الروس
كتاباً من جزأين ضم ملخصات للبحوث التي تقدموا بها إلى هذا المؤتمر وهو أمر لم يقم
به غيرهم من الباحثين مما يؤكد أن الروس استعدوا استعداداً كبيراً لهذا المؤتمر.
تاسعاً: سيقوم قسم الدراسات العربية
بجامعة بودابست بطباعة البحوث في محوري الدراسات العربية والإسلامية في عدة كتب
تحت عنوان (المستعرب) وقد طلب من الباحثين تزويده بالصورة النهائية للبحث وحدد
مواصفات البحث من حيث الحجم. أما بقية محاور المؤتمر فربما قاموا بطباعتها في كتب
أخرى.
عاشراً: كان المؤتمر مثمراً من حيث
الاستماع إلى عدد كبير من المحاضرات في مجالات مختلفة والتعرف إلى نشاطات أقسام
الدراسات العربية الإسلامية في الجامعات الغربية. وقد لفت انتباهي أن بعض
المتحدثين ذكر كلمة استشراق ومستشرقين دون تردد أو تحفظ أو حساسية كما هو الأمر
بالنسبة للباحثين من دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية الذين يرفضون
كلمة استراق ومستشرقين بقوة.
حادي عشر: لوحظ أن بعض الموضوعات التي
اختارها الباحثون الغربيون لطرحها في المؤتمر لا تتناول قضايا جوهرية مثل البحث
الذي تناول مسألة الحجر والقذف والتدمير وتفجر الحجر واستخدامات الحجر. وقد كتب
الدكتور على النملة (عكاظ، 16ربيع الآخر1418) قائلاً:" والطريف في الأمر أنه
من خلال متابعة هذا المؤتمر استمرار كثير من المستشرقين في البحوث الدقيقة
المتخصصة ومحاولة التميز بها بين الأتراب من المستشرقين ومن ذلك المثل الطريف الذي
قدّمه أحد المستشرقين الروس وبحث في عن "الحجر " في القرآن الكريم،
وقارنه بما ورد في الإنجيل "العهد القديم والعهد الجديد" وسعى إلى رسم
جدول يبين فيه عدد المرات التي ورد فيها اللفظ."
ثاني عشر: لاحظت كثافة وجود
المستشرقين اليهود من إسرائيل (ولابد أنه كان بعض الباحثين من روسيا ودول أوروبا
الأخرى من اليهود) فقد بلغ عدد المسترقين من إسرائيل (بعضهم يهود عرب) خمسة وسبعون
مستشرقاً. ولذلك فقد شاركوا في معظم محاور المؤتمر وبخاصة الدراسات العربية
الإسلامية. وكانوا حريصين على التعرف على الباحثين من البلاد العربية الإسلامية.
وقد طلب منّي أحدهم الورقة التي كانت تتضمن الخطوط العريضة لمحاضرتي، فأخبرته
بأنني يمكن أن أبعث إليه البحث كاملاً فيما بعد.
توصيات المؤتمر:
تضمنت الجلسة الختامية اختيار مكان وزمان
انعقاد المؤتمر القادم والذي سيكون عام 2000م في مدينة مونتريال في كندا. وتم
اختيار الرئيس كما علمت فيما بعد أن أحد نواب الرئيس سيكون الدكتور عبد الجليل
التميمي من تونس. ولم تذكر توصيات أخرى. وسوف يترك الأمر للجنة الاستشارية لتحديد
موضوعات ومحاور المؤتمر القادم.
لم تظهر الديموقراطية الحقيقية - التي
يزعمها الغرب- في مسألة اختيار مكان انعقاد المؤتمر القادم حيث كانت اللجنة
الاستشارية قد اختارت المكان واختارت رئيس المؤتمر القادم. ولكنهم أرادوا أن
يظهروا أن الاختيار كان اختياراً عاماً. مع العلم أن الأمر كان قد تم اتخاذ قرار
بشأنه قبل انعقاد المؤتمر وكذلك بالنسبة لاختيار نواب الرئيس فقد اختير الدكتور
عبد الجليل التميمي نائباً لرئيس المـؤتمر القادم فهل لو طلبوا من مندوبي البلاد العربية
والإسلامية ترشيح شخص لمثل هذا المنصب هل كان سيفوز التميمي بهذا الترشيح؟
تعليقات
إرسال تعليق