كنت في بريطانيا قبل سنوات وفي تلك الرحلة
ركبت مع الأسرة القطار من قرية اسمها بيتسون Beetson إلى مدينة أخرى وكانت الأجرة عشرة جنيهات وهي أقرب إلى برمنجهام
من ليستر ولكن الحافلة كانت بستة جنيهات ونصف. فالقطارات أعلى سعراً ولكنها أٍسرع،
وأوسع وأجمل، ولكن لكل حجرة أجرة كما يقولون. والقطار يتيح لك أن ترى وجوهاً أخرى
غير التي بدأت معها وأحياناً تبقى تلك الوجوه معك طوال الرحلة، كما أن القطارات
تضطرك إلى رؤية أشكال لا تحب رؤيتها، فبينما نحن في الطريق إلى برمنجهام دخل
القطار أربعة أشخاص، لا هم ذكور فنقول شباب، ولا هم نساء فنقول بنات، والله لا أدري
كيف أصنفهم، وكان أحدهم يرتدي فستاناً وقد حلق أو أزال شعر يديه وساقيه وقد أصبحتا
محمرتين مما يدل على أن الإزالة قريبة العهد، فسيبقى أحمراً بعض الوقت حتى يحين
إزالة الشعر مرة أخرى. وسألت زوجتي لماذا يفعل في نفسه هكذا، قلت ليس لي علم بهذه الأمور،
نحن بحاجة إلى علماء اجتماع مسلمون يدرسون أوضاع هؤلاء الناس حتى نعرفهم عن قرب.
وهذه الظاهرة لم تكن في القطار فقد مرّ معنا صور أخرى في أماكن أخرى.
ولله در
الشاعر الذي قال
وما
عجبي أن النساء ترجلت ولكن تأنيث
الرجال عجيب،
وقد عرفت العرب داء التخنث في الجمال
فيقال عن الجمل، استنوق الجمل، ولم يرد عن الناقلة أنها أصبحت جملاً. وهذا يقودني
إلى تقرير في أحد الصحف وهي ميترو Metro ليوم الاثنين 24 يوليو 2006 بعنوان:
"دراسة جديدة أعادت إثارة النقاش من يحدد الشذوذ الجنسي أنت أو جيناتك."
وتحدث في الدراسة عدد من الباحثين ومنهم قاضي رحمن أو عبد الرحمن (على الأصح) الذي
يصر على أن الشذوذ الجنسي أمر تحدده المورّثات (الجينات) وليس الاختيار الشخصي أو
التربية أو الانحراف، ويقول:"إن الشذوذ الجنسي أو المثلية (تخفيفاً للفظ
الشذوذ) أمر يتم توارثه في العائلات ذكوراً وإناثاً" وهذا الباحث يدل اسمه
على أنه مسلم، فكيف يكون الشخص شاذاً بسبب جيناته ثم يعظم الإسلام ويخوف من
الشذوذ، وأن عرش الرحمن يهتز لوقوعها وأن هذه الجريمة تستحق أقصى العقوبة. ولكن لا
تخلو الدنيا من عقلاء فهذا باحث آخر واسمه البروفيسور جيفري ويكس Jeffery Weeks يقول: "يولد كل إنسان باحتمالات عديدة ولكن ميولنا تتحدد في
سن مبكرة من خلال تربية الوالدين، وتأثيرات المدرسة، وكذلك الناس الآخرين الذين
نقابلهم، وأنا أشك في صحة التفسيرات التي تقول إن ما يحدث في المجتمع من انحرافات
أو شذوذ أمر يعود إلى الجينات أو الِخلْقة، إننا نتخذ قرارات في أوقات معينة من
حياتنا، ويتساءل كيف تصف الذين يميلون إلى الجنسين، هل خُلِقوا هكذا أيضاً؟"
ويشير التقرير إلى أن المتحدثين تناولا الموضوع في مركز دانا في غرب لندن والحديث
موجود في موقع المركز
تعليقات
إرسال تعليق