كنت حينما أرى الشاي يقدم للضيوف يُخْرِج
البعض علباً صغيرة من جيوبهم بعد أن يطلبوا الشاي بلا سُكر فيفرغوا حبة أو حبتين
من هذه العلبة فأتعجب ما هذا السكر الذي أزعج الكثيرين ولم يستطيعوا السيطرة عليه.
ولقد تأسست عيادات خاصة في المستشفيات الكبرى في بلادنا كما أن مراكز الرعاية
الصحية الأولية أولت هذا المرض وغيره من الأمراض المزمنة اهتمامها فخصصت عيادة
خاصة وجعلت ملفّات مرضى السكر وغيره من الأمراض المزمنة في مكان مخصص.
ولعلي لم أهتم بهذا المرض لولا أنني قبل
عدة أشهر اكتشفت أنني واحد من هؤلاء فقد ارتفعت نسبة السكر لدي إلى ما قبل
الخمسمائة بخمس درجات (495) فأسرعت إلى الطبيب الباطني أستشيره ما العمل؟ والسبب
في أنني احتجت الاستشارة أنني لم أكن أستطيع النوم المتواصل أكثر من ساعتين في
الليل كما أن بعض الأمراض الجلدية بدأت تلاحقني بشكل مزعج. فأخبرني أن السكّر
نوعان أحدهما يحتاج إلى حقن الإنسولين، أما الثاني فيمكن علاجه بالحبوب أو الحمية،
وقدّم إليّ نصيحة لم تستغرق سوى بضع دقائق وهي الامتناع كلياً عن النشويات
والحلويات بأنواعها وأن أمارس الرياضة ثم أعطاني دواءً أتناول حبة واحدة منه قبل
الإفطار ونصحني بالتحليل بعد عشرة أيام.
وفي حماسة كبيرة التزمت الحمية حرفياً
مع تناول العلاج ولم تمض العشرة أيام حتى عادت حياتي طبيعية جداً وعند التحليل لم
يتجاوز السكر لدي النسبة الطبيعية. فأمرني الطبيب بالتوقف عن تناول العلاج
والاستمرار في الحمية. ومازلت منذ ذلك اليوم ألتزم الحمية تماماً مما ساعدني على
التخلص من أكثر من عشرة كيلو غرامات من الوزن الزائد أو يزيد عن ذلك.
يقول الطبيب عليك بالسلطة الخضراء،
والسلطة الخضراء هي هذا الطعام الجميل الذي يغلب عليه اللون الأخضر من خس وبقدونس
وخيار وطماطم وجرجير وقليل من الزيت والملح والليمون أو الخل. ويقول الطبيب تناول من
هذه السلطة كلَّ ما استطعت أي أكثِر منها في كل وقت. ومع السلطة الخضراء هناك طعام
النباتيين الذي اكتشفته وهو حساء الخضار. ويتكون حساء الخضار من كل أنواع الخضار
الموجودة في السوق وأود أن أقدم هذه الوصفة المجانية التي أرجو أن لا تزعج
الأطباء، فالخضار هي الطماطم والبطاطس (قليل) والكوسى والفاصوليا والبصل والكرفس
والزهرة والملفوف(القرنبيط) والجزر والدباء وقليل من العدس (الأحمر) مع قليل من
الملح والكمّون) ويتم طبخ هذه الأصناف معاً دون النضوج التام.
ويمكن أن يكون هذا الحساء مع قطع صغيرة
من الدجاج (الصدور فقط) أو قطع من اللحم الأحمر الخالي من الدهون تماماً. ويمكن
التنويع في هذا الحساء بإضافة أصناف من الخضار وحذف أخرى كما يمكن إضافة قليل من
الشعيرية بين الحين والآخر. ويمكن لمريض السكر أن يتناول المشويات من اللحوم
الحمراء أو الدجاج أو السمك مع الامتناع التام عن المقليات.
لا شك أن الرياضة أمر مهم لمريض السكر حتى
يستطيع أن يحرق السعرات الحرارية التي يتناولها ولكن إذا لم تكن الرياضة ممكنة،
فإن مثل هذه الحمية الجميلة تغني عن المجهودات الرياضية مع أن الرياضة مفيدة في
أمور كثيرة مثل المحافظة على الرشاقة والعناية بالقلب الذي يحتاج إلى القيام
بالمجهود العضلي حتى يبقى قوياً بعد أن أصبح الكسل والخمول عادة للكثيرين منّا.
وبعد هذه التجربة أرى بعض مرضى السكر
الذين يتجاوزون الوزن الطبيعي ويأكلون بلا حدود كل أنواع النشويات والسكريات ولذلك
تجدهم يحتاجون إلى جرعة كبيرة من الحبوب التي تساعد على تخفيض نسبة السكر في الدم
مع أنهم قادرون على أن يستغنوا عن الحبوب ويتخففوا من الوزن الزائد لو أرادوا ذلك.
وقفة:
مراكز
الرعاية الصحية الأولية تقدم العلاج للسكر ولكن لو اضطر المريض إلى شراء هذا
الدواء فإنه يجد الأصناف في السوق متقاربة في السوق ومرتفعة الثمن تقريباً فلماذا
لا يسمح باستيراد الأنواع التي كانت لا تزيد قيمة العلبة عن عشرة ريالات فحماية
الصناعة الوطنية إنما تكون في المنافسة الحقيقية وليس في الحماية والمنع الذي يثقل
كاهل المواطن.
تعليقات
إرسال تعليق