بسم الله الرحمن الرحيم
تساءلت
حين دعيت للاستماع لمحاضرة الدكتور بروس لورنس رئيس قسم الأديان بجامعة ديوك
بالولايات المتحدة الأمريكية ما الهدف من هذه الدعوة؟ وتساءلت لماذا تقوم القنصلية
الأمريكية بدعوة عدد من الأساتذة الجامعيين وقادة الفكر والرأي في المملكة لهذه
المحاضرة ومناقشة الأستاذ الجامعي الأمريكي؟ وتساءلت هل تقوم السفارات العربية
والإسلامية بأي نشاط يشبه هذا؟ أسئلتي كثيرة ولكن أين الإجابات؟
أعتقد
أنني استمعت جيداً للمحاضر كما شاركت في الندوة التي عقدها القسم الإسلامي بصحيفة
المدينة المنورة وكانت بمشاركة مباركة من عدد من الأخوة الذين سيرد ذكرهم في
الندوة ولكني أود أن أقدم بعض الأفكار التي لم يتسن لي الحصول على إجابات شافية من
المحاضر سواءً في المحاضرة أو في الندوة.
سألت
المحاضر- عقب محاضرته- عن الكتب المنهجية التي يدرّسونها في أقسام الأديان في
الجامعات الأمريكية وأشرت إلى أنني اطلعت على بعض المراجع في أقسام دراسات الشرق
الأوسط فوجدت تلك الكتب هي الكتب الاستشراقية التي أكل عليها الزمن وشرب ومعظمها
يطعن في الإسلام ويشوه صورته. فأسرع المحاضر وزوجه إلى التأكيد على أن أقسام
الأديان تختلف كلياً عن أقسام دراسات الشرق الأوسط وقالوا في تلك الأقسام كلاماً
قاسياً. ومهما كان الاختلاف بين النوعين فلا مبرر لاستمرار الكتب التي تشوه
الإسلام وتمنع الكتب الإسلامية الجيدة. لم أقتنع لأن سؤالي التالي للمحاضر عن عدد
الجامعات التي عمل بها فكان الجواب أنه عمل في قسمين أو ثلاثة وهذه الأقسام تعد
بالمئات فلا بد من الدراسة الميدانية لهذه الأقسام وما يدرسه الطلاب فيها لتكون
إجابته مقبولة ومنطقية وموضوعية.
وسألته
لماذا لا يقوم مسلم بتدريس الإسلام بينما لا يقوم بتدريس النصرانية أو اليهودية
أحد من خارجها والإسلام يوكل تدريسه لمن هب ودب، فأجاب المسلم في العادة ضعيف أو
قد يستغل المحاضرة للدعاية للإسلام. فقد لماذا لا تعطوهم فرصة. وسألته لماذا الكتب
المقررة لتدريس الإسلام ليس من بينها كتب كتبها مسلمون مثل كتب إسماعيل الفاروقي
رحمه الله وغيره، فقال تلك كتب أعلى من مستوى الطلاب فعرفت أنه يتهرب من الإجابة.
أو إنه كاذب ولَمَا دعته السفارة ليقول ما يريدون.
المهم
كانت الندوة ناجحة لأنها أكدت أن الإسلام أمر يهم الأمريكيين لأنه أسرع الأديان
انتشاراً وإن الرجل في طريقه إلى الإسلام حسب تعبيره ولذلك فهم يسعون إلى أن يقدم
الإسلام بطريقة مناسبة. ويهم الحكومة الأمريكية أن تقنعنا أن الإسلام ينال
اهتماماً جيداً في جامعاتهم. ولكني أتطلع إلى أن يكون لنا دور أكبر في نشر الإسلام
وتعليمه ونشر الكتب الإسلامية والتعاقد مع كبريات دور النشر الأمريكية لنشر ترجمات
لكبار الكتاب المسلمين المعاصرين من أمثال كتابات الدكتور مصطفى السباعي والشيخ
محمد الغزالي ومحمد متولي الشعراوي وكتب غيرهم.
تعليقات
إرسال تعليق