كانت معرفتي
بالمغرب وقربي من المغرب من المدينة المنورة وها أنا آتيها من المدينة المنورة
ومعي وبصحبتي خديجة وهاشم وفاطمة وقد بلغ هاشم الخامسة عشر تقريباً وفاطمة الثانية
عشرة ، وكانت رحلتي الأولى في الطريق إلى بريطانيا لحضور مؤتمر في إكستر ولكني
فقدت جواز سفري قبلها بقليل فراجعت إدارة الجوازات بالمدينة وبحجة حضور مؤتمر طلبت
أن يُصدر لي جواز سفر لسفرة واحدة فاستجاب مدير عام الجوازات دون أن يطلب أي إثبات على حضور المؤتمر وقد تعجب مدير مكتبه
فقال يا دكتور هذه أول مرة يصدر اللواء جواز سفر دون إثباتات فما الذي جعله يفعل
ذلك؟ سافرت بحجة حضور مؤتمر إلى المغرب وعدت إلى المدينة المنورة بعد أسبوع وقد
خطبت أم هاشم وبعد شهرين قررت أن أتزوج
ولم يصدر الجواز البديل من الرياض (لأنه بعد التحقيق في ضياع الجواز ترسل
الأوراق إلى الرياض) وعدت إلى المدير نفسه فقلت له يا سعادة اللواء في المرة
الأولى كانت الخطبة والآن الجواز (فالعقبى عندكم، قال لا ) وصدر جواز ثان لسفرة
واحدة ، وقال اللواء ألا تعرف أحد في الرياض؟ قلت له سعادة اللواء أبحث عن واسطة
وأنت الواسطة؟
وحصلت على جواز
سفر لرحلة واحدة وكانت لخطبة والزواج وقد مكثت في المغرب وفي فاس بالذات مع مراجعة
بعض الدوائر الحكومية في الرباط حوالي شهرين وتزوجت وجاءت خديجة معي إلى المدينة
المنورة. وعشنا سنة كاملة في المدينة قبل الانتقال للرياض وبيع بيتي في المدينة
لتستمر تلك الرحلة ست عشرة سنة.
عملت في الخطوط
السعودية أكثر من ثنتي عشرة سنة كنت أسمع خلالها عن السياحة في المغرب وبخاصة
السياحة الترفيهية والترفيهية المحرمة الفاسدة الفاسقة الفاجرة وخطر لي ذات يوم
وأنا في إحدى رحلاتي العلمية إلى الجزائر أو أواصل إلى المغرب والحمد لله صرفني
عنها وصرفها عني حتى كان مؤتمراً عن الاستشراق في تطوان عام 1417هـ (1997م) فتقدمت
ووافقت الجامعة فكانت رحلتي إلى تطوان وفي هذه الرحلة تعرفت إلى الدكتور محمد عبد
الواحد العسري وكنت قد تعرفت إلى إخوة مغاربة في الجزائر وفي تونس ففي الجزائر
لقيت الدكتور عبد السلام الهراس (رحمه الله) وتعرفت في تونس على الدكتور عباس
ارحيلة وآخر نسيت اسمه، وفي وهران تعرفت إلى المكي قلاينة ومحمد المؤذن وحسن عزوزي
وحميد لحمر الإدريسي.
وفي هذه
اللقاءات لم يدر في خلدي أن أكون صهراً للمغاربة بل كان الأقرب للواقع والمعقول أن أصاهر الجزائريين ولكنه أمر لم يقدّره
الله ، ولكن كان في ذهني أن أتزوج مغربية لأسمع عبارة (وخّا سيدي) حتى إنني ركبت
مع الخطوط المغربية من جدة إلى القاهرة ولا أذكر إنني سمعت تلك العبارة.
وشاء الله وصار لي مصاهرة في المغرب وصرت أزور
المغرب كل عام تقريباً وفي سنة أو سنتين زرتها أكثر من مرة ، وشاء الله في هذه
الزيارة أن أحتاج ورقة من السفارة السعودية وليتني لم أذهب فقد كان يقذفون بي من
مكتب إلى مكتب مع التشديد في الإجراءات الأمنية وحتى عندما أردت أن أقابل القائم
بالإعمال وأهدي السفر كتابين من كتبي لم يسألني عن هاتفي في المغرب وكان هذا من
أيسر الأمور وأكثر منطقاً ولكنه لم يفعل
وعندما أخبرته عن سبب زيارتي للسفارة لم يقم بأي مجهود لمساعدتي. وأتعجب من سفارات
فيها موظفون قضوا سنوات في العمل الدبلوماسي يفتقدون أبسط أمور الدبلوماسية كسؤالي
عن اسمي وعملي وأن يعاملونني كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (أنزلوا الناس
منازلهم) ولكن لا منازل لأحد عندهم إلّا إن كان ينتمي لبني فلان أو فلان أو صاحب
منصب وجاه.
وقد علمت من
خبرتي السابقة أن من يعملون في السفارات همهم الأول تكوين الثروات وجمع المال بأي طريقة حتى ربما دخلوا سوق العقار في
تلك البلد كما سمعت عن رئيس مركز إسلامي في لندن (كان أستاذ جغرافيا جامعي ، وليس
له علاقة بالعمل الإسلامي) صار من كبار تجار العقار في لندن. أما الأعمال الأخرى
فهي تقديم الخدمات للسيدات والسادة من أسيادهم، وبعض الخدمات يعف قلمي عن ذكرها.
سمعت بعض حديث
عن الحلّاق (المزيّن) بالأمس أن إفران لم تعد كما كانت بل هي فارغة الآن (انخفض
عدد السيّاح) وتساءلا هل يُراد بإفران شيئاً لا يعرفانه؟ ولكني بصفتي سائحاً وحتى
أملك بيتاً في إفران لم ألاحظ هذا؟ ولكن لعل الأمر كما قالا.
خاطرة عن الزهايمر: وجدت صورة في موقع أنستغرام لإحدى بناتي لي ولغيث وأروى
ولم أتذكر المكان الذي أخذت فيه الصورة وكنت قد نشرتها في صفحتي في الفيس بوك فكان
تعليق أحد الأضدقاء إنه جميل أنني تذكرت أنهما أولادي وليس لأولاد الجيران فربما
فعل تقدم السن والزهايمر فعله فقلت له يا أخانا الزهايمر بعيد عمن يكتب ويفكر
وينشر وينتقل من بلد إلى بلد وكما قال الدكتور مصطفى محمود رحمه الله أن الشخص
النشيط عقلياً وبدنيا يبعد عنه الزهايمر وأضفت بلاشي غلاسة (مصطلح مديني يفهمه
صاحب التعليق) ولكنه أضاف إن تعليقي هو تعليق المفكرين الفلاسفة.
أما لماذا
يبعد عني الزهايمر والحمد لله أنني نشيط فلا يمر يوم دون أن أقرأ عشرات الصفحات من
خلال الإنترنت كما أن مما يبعد الزهايمر النشاط ولو كان الطبخ لأن من يطبخ يتذكر
المقادير وخطوات العمل فبالإضافة إلى القراءة والمراسلات وإجابة الباحثين
والأصدقاء فمن هواياتي الطبخ.
ومن الذكريات
أن أخاً عبّاسيا زار مركز الملك فيصل (وكان الدكتور يحيى بن جنيد وهو عبّاسي أيضا،
ويهتم بالنسب العبّاسي) قد وصل المركز بعد أن أوقف سيارته بعيداً وكان مجهداً من
المشي في حر الرياض ذكر الدعاء اللهم عافني في بدني وفي سمعي وفي بصري واجعله
الوارث منّي) فتذكرت أن أمّي رحمها الله مات وهي في التسعين وكانت تحتفظ بقواها
القلية وذاكرتها تماماً فالحمد لله وأرجو الله أن يحفظ لي عقلي وذاكرتي حتى ألقاه
سبحانه وتعالى.
مشاهدات عابرة
جلست في أحد الكراسي المنتشرة في وسط المدينة فإذ بأسرة
مكونة من أب وأم وولد وبنت وكان الأب مشغولاً بجهازه المحمول في يديه قراءة وربما
كتابة وحركة أصابعه مستمرة بينما كان الأبناء منهمكين مع الأم في حل لغز أو
الإجابة عن أسئلة معينة ولكن كان الأب في واد آخر حتىى إنني تعجبت أليسوا معاً في
إجازة وفجأة اقتحم الأولاد على والدهم خلوته وبدأ يتفاعل مع أبنائه.
مقهى في
إفران في وسط المدينة ويطلق عليه السنتر باللغة الأجنبية يعمل فيه نادل من أول
النهار حتى منتصف الليل تقريباً علمت أنه
يملك عدة بيوت في إفران وهو من أهل فاس، فهل العمل نادلاً يوفر هذا الدخل أو إن
عمل النادل هو وسيلة للتواصل مع الناس وبخاصة أصحاب العقارات والبيع والشراء غير
فنجان الشاي أو القهوة؟
أما
الساحة التي تضج بالناس عصراً وليلاً فهي فارغة أو شبه فارغة في الصباح وهو أجمل
وقت لممارسة رياضة المشي أو الكتابة والقراءة. وإن كانت إفران جميلة في كل
الأوقات.
تعليقات
إرسال تعليق