التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الليبراليون وسوء الأدب والجهل

 

رأيت في منتدى الشبكة الليبرالية السعودية مشاركة لأحد الأعضاء يعلق فيها على مقالة للدكتور عبد الرحمن العشماوي يتناول فيها أسباب تخلف المسلمين ببعدهم عن الإسلام، فسلقوه بألسنة حداد و استهزؤوا به وبالدكتوراه التي يحملها وسخروا من الإسلام، فكتبت ما يأتي أرد عليه وإليكموه:

أهكذا تناقش الأفكار؟ تركتم الموضوع الأساس وبدأتم تطعنون في الكاتب وتستهزئون به. إن القرآن الكريم ذكر قصة فرعون في سبع وستين موضعاً (67) في معظمها في سياقات سياسية مما يؤكد أن الإسلام ضد الدكتاتورية والاستبداد والطغيان. وذكر القرآن الأمانة والوفاء بالعهود والصدق في مئات المواضع وهذا أيضاً يؤكد أن هذه القيم ضرورية. وتحدث القرآن عن كرامة البشر (ولقد كرمنا بني آدم) إن البلاد التي تتمتع (!) بالدكتاتورية لا يمكن أن تنهض والبلاد التي يفقد فيها الفرد حريته وكرامته لا يمكن أن تصنع شيئاً حتى لو تحول الشعب كله إلى عمال سخرة كما كان في الاتحاد السوفيتي السابق. إن الابداع لا يمكن أن يتحقق في شعب يفقد مقومات الحياة الأساسية. إن الإسلام الذي لا يعجب بعضكم قادر على أن ينهض بالأمة ولكن أين المسلمين الصادقين المخلصين الأمناء والشجعان. علّمنا الإسلام والعقيدة التي نتشدق بها كثيراً أن الأرزاق بيد الله، وأن الأعمار بيد الله. ما دام الخوف منتشراً في ربوع العالم الإسلامي فلا يمكن أن ننهض.

أما القول إن الدول المتدينة (باكستان وإيران والسعودية) متخلفة لأنها متدينة فمعنى ذلك أنكم لا تفهمون معنى كلمة التدين. ليست التدين في مظاهر وتقاليد وشكليات ولكن التدين الحقيقي حينما يعمل العامل سبع ساعات من سبع ساعات وليس نصف ساعة من سبع ساعات، وعندما لا تكون مناقصة بمائة مليون والمشروع قيمته الحقيقية مليون، عندها نكون متدينين أومسلمين حقيقة.

وكأنكم لا تقرؤون التاريخ، من منكم اطلع على كتاب الدكتور مصطفى السباعي من روائع حضارتنا ومن منكم عرف كتاب أخلاق العلماء للآجري والمقدمة الرائعة التي كتبها الدكتور فاروق حمادة؟ من منكم عرف سيرة العز بن عبد السلام (بائع الملوك)؟ من منكم عرف الشافعي والإمام مالك وأبا حنيفة وابن حنبل؟ من منكم عرف ابن سينا والفارابي والرازي والحسن بن هيثم؟ من منكم قرأ ما كتبته زيغرد هونكة شمس الله (العرب) تسطع على الغرب؟ من منكم قرأ ما كتبه مونتجمري وات عن أثر الحضارة الإسلامية على الغرب؟ من منكم عرف أن المنهج العلمي في البحث تعلمه روجر بيكون من العلماء المسلمين؟

نعم الإسلام قادر على أن يقودنا إلى التقدم ولكن من يطبق الإسلام؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...