التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مقدمة بحث ظاهرة التطاول على الإسلام في العصر الحاضر

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بعثه ربه رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فما حقيقة ظاهرة التطاول على الإسلام؟ وما مدى اتساعها وأين نجد هذه الظاهرة، ومن المسؤول عن ظهورها؟ ولماذا توجد مثل هذه الظاهرة في هذا الوقت؟ وما الحلول المناسبة لمواجهة هذا التطاول. لكم رددنا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كتداعي الأكلة إلى قصعتها...) وفهم من الحديث أن التداعي يكون حسياً وهو حاصل بالفعل فالقوات الأجنبية الغازية موجودة في ديار المسلمين، والبلاد التي ليس فيها قوات أجنبية تتحقق الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية في صور مختلفة ولها وكلاء يقومون بهذا. ولكن هذا التداعي له مظاهر معنوية وفكرية وثقافية.
والاستشراق المعاصر في بعض نشاطاته ودراساته يعد أحد عناصر هذه الظاهرة في التطاول على الإسلام حيث تصدرت الجامعات الغربية الأوروبية والأمريكية مصادر تلقي العلم لدى الكثيرين من أبناء هذه الأمة منذ بداية سياسة الابتعاث إلى هذه الدول بغرض الحصول على الشهادات العليا في شتى المجالات العلمية ومنها العلوم الاجتماعية وما يسمى بالعلوم الإنسانية وحتى العلوم الشرعية. وهناك درسوا على أيدي المستشرقين فتشبع كثير منهم بأفكار أساتذتهم وآرائهم، وأعجب بعضهم بالأساتذة إعجاباً وصل إلى درجة الانبهار والحب العميق لهم، بل وصل الأمر بأحدهم ذهب إلى هناك ليدرس الاستشراق فعاد ناعياً حظه في هذه الدراسة ظاناً أن من يدرس الاستشراق كمن يحارب طواحين الهواء (دون كيشوت) وما أن وجد الفرصة حتى انتقل إلى تخصص آخر بعيداً عن الدراسات الإسلامية عند المستشرقين ولم ينتج صفحة واحدة بعد حصوله على الدكتوارة من هناك.
وفي هذا البحث الموجز عن الاستشراق المعاصر وأثره في ظاهرة التطاول على الإسلام نتناول هذه الظاهرة من خلال مبحثين وخاتمة هما:
-       طبيعة الدراسات الاستشراقية المعاصرة
-       مجالات التطاول وتجلياتها المعاصرة
-       الخاتمة والتوصيات

ولا بد من التنبيه أنه من الصعب إطلاق الحكم على الاستشراق المعاصر بعامة لأن من الصعب على أي باحث عربي مسلم أن يزعم أنه على اطلاع بكل ما يدور في الساحة الاستشراقية أو في الجامعات ومراكز البحوث الغربية بعامة ولكن تخصصي في الاستشراق المعاصر وزيارة العديد من الجامعات الأوروبية والأمريكية واطلاعي على المواد الدراسية بالإضافة إلى حضور العديد من المؤتمرات والندوات وما يسمى ورش العمل وفر لي الفرصة لمثل هذه الاستنتاجات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...